أميركا وروسيا: من يتعب سورياً قبل الآخر؟
روزانا بومنصف
تجمع مصادر ديبلوماسية على ان الاخضر الابرهيمي حمل الى الرئيس السوري بشار الاسد عناوين يمكن العمل عليها من اجل حل الازمة المستعرة منذ 21 شهرا وان ثمة مؤشرات على ذلك ليست مبنية على ما تتناقله وسائل اعلام دولية من نقاط يسري على نطاق واسع انه تم الاتفاق عليها في اجتماعي دبلن فجنيف بين واشنطن وروسيا . بل ان هذه المؤشرات مبنية على اعلان الامم المتحدة ان مهمة الابرهيمي في سوريا لم تأت بجديد، وهي صيغة ديبلوماسية للقول ان ما حمله الابرهيمي من افكار لم يلق اي رد فعل ايجابي، معطوفة على مواقف مماثلة لتلك التي اطلقتها ايران من انها تعارض اي حلول خارجية تفرض على سوريا في ترجمة لموقف الرئيس السوري بالذات، الذي لن يعلن صراحة رفضه لاقتراحات الحلول التي تعرض عليه بل يترك ذلك لحلفائه علما ان لايران مصلحة في ان تكون جزءا ايضا من الحل. وهو الامر الذي يعني ان اقصاء او استبعاد ايران كما استبعاد تركيا والدول الخليجية الاساسية على رغم اتفاق واشنطن وروسيا في حال حصوله لن يساهم في بلورة حل جدي ذلك ان رأي هذه الدول ودورها مهمين جدا في معادلة الحل السوري. ولم يحصل ما يظهر ان هناك اجماعا اقليميا ودوليا في هذا الاطار في حال حصل التوافق الاميركي الروسي على بعض العناوين.
وفي اي حال فان مصادر معنية تعرب عن اعتقادها بان ما تم تداوله حتى الآن من معطيات لا يكفي للقيام بتسوية متفق عليها لان ظروف هذه التسوية لم تنضج بعد لا ميدانيا على الارض في سوريا ولا سياسيا بين الافرقاء الاقليميين والدوليين. وبحسب هذه المصادر، فان الكلام على اتفاق جنيف 2 او اتفاق جنيف واحد، الذي تم التوصل اليه في نهاية حزيران الماضي، معدلا لا يبدو واقعيا من حيث قابليته للتنفيذ بل على العكس من ذلك فان هناك استمرارا للرهانات على متغيرات في كل من موقفي الولايات المتحدة وروسيا. اذ ان هذه الاخيرة تعول على ان تتقدم واشنطن اكثر فاكثر نحو الموقع الذي تقف فيه من الموضوع السوري. ويعود ذلك الى اقتناع بان هناك مخاوف اميركية جدية من الجهاديين في سوريا و”جبهة النصرة ” بحيث تجعل الاميركيين اكثر اقترابا من الموقف الروسي. في حين تعول الولايات المتحدة من جهتها على تحرك روسيا في اتجاهها اكثر مع تراجع سيطرة الرئيس السوري على المناطق السورية وفقدان الامل بقدرته على استرجاعها. اي ان كلا الفريقين ينتظر ان يتعب الآخر قبله من اجل ان يقترب اكثر من موقفه فيحفظ لنفسه ماء الوجه بانه لم يخسر في الكباش الحاصل حول سوريا.
النهار