أين الحقيقة فيما يجري في سوريا؟
سمية طيارة
أين الحقيقة ؟
هل ننتظرها لتأتينا أو نبذل جهدا خاصا للحصول عليها؟
بعد الكثير من التدقيق والتمحيص في تعليقات الاصدقاء و استشفاف صفحات المواقع الشخصية والمفتوحة للعامة ، وبعد إجراء العديد من الحوارات مع سوريين داخل سورية أو مغتربين خارجها ومن جميع أطياف البنيان المجتمعي والديني والطائفي ، أستطيع أن اقول أن هنالك بدون شك تباعد عظيم ووقوف على طرفي نقيض وهذا ليس بالضرورة يعني أن الحق و العدل هو في المنتصف ! أبداً .
ولكن ما يزعجني بالفعل هو ذلك الانحراف الخطير في التباعد !!
ففريق يتهم المتظاهرين ومن سمّاه وراءهم بالخونة والملتجئين للخارج و داعمي الخراب ولا يستطيع أن يصدق أن رجال الأمن السوري اصبحوا أسوء من الإسرائيليين في تعاملهم مع الشعب ولذلك فهم موقنون بأن اولئك هم إسرائيليون أو عصابات ، والآخر يصرخ ويستغيث و يُقتل أهله و تستباح بيوته و أعراضه و يُعتقل وتمارس عليه أشد أنواع التعذيب والقهر والإجرام!
في ظل غياب الشفافية ، في ظل احتكار بعض وسائل الإعلام لبث الحقائق ، ماذا نفعل نحن الشباب ، نحن الجيل الذي لا نريد ان نكون مثل الأجيال الماضية في كثير من النواح خاصة تلك التقليدية منها ، ونريد بناء وطن جديد لنا جميعا يحمل الحب للجميع والرخاء والنجاح والعدالة ؟
ربما تكون تلك الوسائل صادقة وربما لا تكون ! كيف نجزم وكيف نصل للحقيقة خارج كل ذلك التشوش الذي داهم عقل البعض و جعلهم يلتزمون بافكار طرف واحد وبشكل حاد جدا و اعتبروا الطرف الآخر سيّئا وشديد السوء ؟
للأصدقاء جميعهم ، ابحثوا عن الحقيقة .
ابحثوا عن الحقيقة وفكّروا ، حاولوا أن تخرجوا عن حدودكم التي رسمتموها لأنفسكم ، لعائلاتكم ، لمجتمعاتكم الصغيرة مهما كانت طبيعتها ، اخرجوا خارج طوائفكم أيّا كانت ، خارج أفكاركم النمطية ، اخرجوا خارج أقوال و معلومات تأتيكم من أهل أو من أقرباء .
ابحثوا عن الحقيقة بأنفسكم أنتم .
ألا تستحق سورية منكم هذه المحاولة ؟ حاولوا دون ان تخبروا احدا بذلك ، أنتم لوحدكم فقط و من اجلكم أنتم ، لا من اجل احد آخر .
انسوا كل ما عرفتموه حتى الآن سواءً من طرف الموالاة أو المعارضة و ابحثوا عن الحقيقة دونما وضع نتيجة مسبقة لبحثكم وهنا ساساعدكم في طرح أدوات البحث هذه فقط :
1- انفتحوا على كافة اشكال أنواع الإعلام الرسمية ، السورية ، العالمية والغربية والعربية والمحلية ، جميعها بدون استثناء أي منها فأنتم لديكم العقل لتحكموا وتراقبوا وتدققوا وتكتشفوا ، وتابعوها بنفس القدر من الزمن وبدون تشنج مسبق لاي منها .
2- شاهدوا وبدقة مجموعات كبيرة من الأفلام واليوتيوب الذي يعرض معلومات تابعة لكلا الطرفين ولجميع المواقع بدون استثناء أحد منها ، اصرفوا الوقت وليكن عندكم الجرأة لتشاهدوها جميعاً ، وحاكموها بكل عقلانية دون أي انحيازات مسبقة ، سجلوا ملاحظاتكم على ورقة ولا تروها لاحد ، هذه لكم انتم فقط .
3- اطّلعوا على دراسات عربية وعالمية و محليّة قديمة عن الأوضاع في سورية وفي الجولان وإسرائيل والعلاقة مع امريكا و العالم ، هنالك العديد من مصادر المعلومات ذات المهنية العالية والتي تنقل الحقائق وفقط الحقائق دون طبعها باي نوع من انواع الانحياز لأحد كائنا من كان ، حاولوا الحصول على تلك و اصرفوا وقتا في قراءتها وتمعّنوا ولا تكتفوا بقراءة مقال او اثنين بل اكثروا ونوّعوا مصادركم دوما .
4- فكّروا بغيركم ، فإن كنت غنيا فكّر بمن هو فقير ، وإن كنت مسيحيا فكّر بمن هو مسلم وإن كنت سنيا فكّر بمن هو علوي والعكس و هكذا ، فليضع كلّ منكم نفسه في مكان الآخر ويحاول أن يشعر بشعوره ولو لبرهة من الزمن كلّ يوم في الصباح .
5- سيكون مفيدا ايضا أن تلتقوا باشخاص يعشقون الرئيس و يعرفونه شخصيا واشخاص عاشوا في معتقلات الرئيس لاعوام عديدة ، اسمعوا للاثنين وحاكموا الاوضاع واسالوا اسألة كثيرة وعديدة .
أرجوكم جميعاً
انسوا ما شكلتم من قناعات حتى الآن وابحثوا عن حقائق ووقائع فقط دون أي ردود فعل .
قال ديكارت :
” الإنسان يجب أن يشك و لو لمرة واحدة في حياته ”
و كان هذا دافعه للشـتك المنهجي الذي توصل به إلى اليقين الدائم.
يا أعزائي هذا وقت الشك ! ابحثوا بأنفسكم وتجرّؤوا على أنفسكم .
جدار