إلى أبناء وبنات الشعب السوري العظيم
وصلت انتفاضة الشعب السوري المطالب بحريته إلى مفترق حرج، وكان النظام الاستبدادي يستجدي منذ البداية أمرين، الطائفية والعنف، ليحول مسار الحركة الاحتجاجية في هذين الاتجاهين، ما يبرر له القمع الدموي الذي بدأه، وشق صفوف المجتمع السوري، بتخويف مكوناته بعضها من بعض. وما حدث في الأيام الأخيرة أن جاء ما كان النظام يبحث عنه، ولو بصورة جزئية وملتبسة، فأعلنت وزارة الداخلية وقف الاحتجاجات بكافة أشكالها، وهذا ما يؤشر إلى محاولة النظام معالجة ما يحدث باعتماد الحل الأمني، ضاربا عرض الحائط بمطالب الشعب المحقة في العيش في وطن حر كريم تسوده العدالة والقانون وتكافؤ الفرص.
إنني أهيب بالشعب السوري الكريم المحافظة على شعاراته الوطنية التي تم رفعها في كل أنحاء سوريا، ورفض أي شكل من الدعوات الطائفية والعنفية، لقطع الطريق على الحمقى من كل الأطراف، والذين يحاولون وضع الماضي أمام المستقبل، ويساهمون بالتالي في وأد حركة الشعب السوري نحو استعادة حريته، ورفع المظالم التي سببها له نظام استبدادي لعب على كل التناقضات الداخلية والخارجية.
وأتوجه بشكل خاص إلى الآلاف من طلابي وطالباتي في أنحاء سورية كلها، والذين شاركوني مسيرة العلم والثقة التي لا حدود لها، قبل أن يحرمني النظام الأمني من عملي، ومن فرصة التواصل مع شباب سوريا الذين يصنعون المعجزات… وأهيب بهم أن يعوا فخ الطائفية والعنف الذي يحاول البعض جرنا إليه لوأد الثورة السورية، وحرمان الشعب السوري من الأمل بمستقبل يليق به، وكلي ثقة بأننا سنجتاز هذه المرحلة بأقل الخسائر، وذلك بفضل وعينا وتلاحمنا.
د. منير شحود