اذا حملتوا السلاح فقد تساويتوا عندي مع الشبيحة
كتب أحدهم عند بدايات مرحلة الجيش الحر: “اذا حملتوا السلاح فقد تساويتوا عندي مع الشبيحة” هذا الأحدهم لم يشارك بمظاهرة أو يقدم أي دعم أو يثور حتى بصالون بيته و لكنه يعتبر نفسه من الثوار فقط لأنه يكره النظام! فرق كبير بين المشاعر و الأفعال.
فلاش باك .. ركب انارييه.. سقوط بن علي و مبارك , شرارة الجامع العمري, شباب بيفهموا بالاترتيت و الفيزبووك و هات يا بوستات و لايكات, أول شي بالتلميح و الأغاني شوي شوي ازدادت الحالة و يلي متلنا تعوا لعنا كبرت الدائرة, صار عنا كتاب و أبطال افتراضيين, بهي المرحلة العمرية من القصة كان الثوار على الأرض و الشبيحة على السواء ما بيعرفوا شو هاد الفيسبوك و أغلب المظاهرات طلعت من الجوامع لناس ما عندها تعريف واضح للحرية بس بتعرف و متأكدة انو خلص.. ناس يمكن أمية بس مثقفة ( اذا مفكر ان الثقافة حصر على المتعلمين بتكون أكبر جاهل) كبروا, هتفوا, تقوصوا, خبر عاجل,..
بهالأثناء أبطال البوك ما ضيعوا وقتهم, نزلوا (داون لود) كتير و تبادلوا ملفات (بي دي اف) عن علم الثورات فرنسية, تشيلية, أمريكية,.. شو بيخطر على بالك ثورات,تعلم الثورة بدون معلم,الثورات للهواة, أقوال و احصائيات, المهم بفترة قياسية عملوا مخزون فكري و كم معرفي ثوري بيضاهي مكتبة الكونغرس و الاسكندرية, و تم انشاء حلف مقدس سيسمى لاحقا ” الخط الأحمر”
ثوار الأرياف مكملين بخط السلمية, شعارات مدنية توافقية – صار شوية لغط على ” الله أكبر” لكن فيما بعد رضيوا العلمانيين و غير المسلمين و مشي المركب- امتدت الثورة لساحات المحافظات الرئيسية, اعتصام الساعة الشهير بحمص, حوالي الألف شهيد استقبلتهم الجنة من أكبر باب بس الخطاب الاعلامي لما يعرف بالقنوات المغرضة عجز عن تغطيتهم لأنه كان مشغول بتكرار مشهد مظاهرة 50 مراهق بضيعة سورية !
شهر رمضان, الله انزل فيه القرآن و النظام أنزل فيه القذائف على حماة و حمص و اللاذقية . سيميستر جديد.. اقلب الصفحة و سجل بأعلى الورقة :
الجيش الحر ( الله يحميه)
طيب و السلميين ؟ السلميين من فيسبوكيين و غيرهم, نزلوا الى الشارع و تظاهروا و انضربوا و اعتقلوا و استشهدوا ( بدون اغفال أن الأمن عاملهم بتفضيل عن ابناء الأرياف ), لاحقا أغلب مشاهير الثوار المثقفين سافروا خارج سوريا و ساعدهم بذلك وضعهم المادي و الاجتماعي, و أكملوا مشوار الثورة بس عن بعد على الريموت كونترول ( تنسيقيات إغاثة, محطات فضائية, مقالات , الخ ) غير مرتاحين نفسيا بس ضامنيين سلامتهم.
جماعة الله يحميك قرروا ما يسافروا الا على الجنة و أعلنوا (الجهاد, المقاومة, الكفاح, النضال, الدفاع عن النفس, التحرير,..) اختر الكلمة المناسبة حسب ذائقتك الفنية و مكونك الايديولوجي و خلفيتك الدينية.
بهذه اللحظة المفصلية من تاريخنا انبثقت أخوية ” الخط الأحمر” نسبة لقرارهم المصيري أن السلاح ” خط أحمر” لا يجب الاقتراب منه, و تشمل قطاعات مختلفة (حسب الترتيب الغير أبجدي):
-السلمي الايجابي: فاعل بالحراك السلمي, شجاع و جاهز للتضحية بالروح بطرق سلمية.
-السلمي السلبي: لم يشارك قط بأي نشاط سلمي أو حربي, يكره الجيش الحر خوفا على مصلحته, صاحب طبيعة متسلقة, ناطر نجاح الثورة أو النظام (ما في فرق)
-السلمي الطائفي: مسلم أو غير مسلم لكن عنده اسلاموفوبيا, مأخذه على الجيش الحر تسمية الكتائب بأسماء الصحابة و إطالة عبد الرزاق طلاس لذقنه.
-السلمي المتطرف: متلازمة ” أنا أو لا أحد” , تتيس ع الآخر,لا يستطيع تولوستوي أن يقنعه بأفكاره عن الحرب و السلم.
-السلمي المهاجر: يكتب من أوروبا أو استراليا أفكار عن الفوائد الصحية للسلمية, و كل شي بالرواق بصير.
-السلمي المتكبر: الجيش الحر عنده مجموعة زعران, متطرفين, أميين, مكون غامض مجهول, بينما هو يستطيع اسقاط النظام بكبسة كيبورد و سحبة سيجارة و رشفة قهوة ايطالية من أحد الكافيهات ( و اذا قاعدة معه شي بنت حلوة من الحرائر بيكون أحسن)
باختصار الجيش الحر مجموعة كتائب عشوائية لا تتبع لقيادة واحدة, بحاجة لدعم اجتماعي, ثقافي, ايديولوجي لمعالجة عشرات الأخطاء الموجودة في صفوفه.
الثقافة الحقيقية تفرض على صاحبها المرونة بالتعامل و التفكير, عدم الغاء الآخر, اذابة الثلوج و ردم الهوة بين مكونات المجتمع, شوية بساطة و تفاؤل.
الطيف بيتشكل من كل الألوان و منها الأحمر.
احسبها
syrrialism