صفحات الثقافة

اعتــراف

 

خضر سلمان

إليكَ هذا السِّرَّ يا رجُل البار

الأسماءُ المستعارَة

سخيفةٌ ويُمكِن الاستغناءُ عنها

والأدرينالينُ غيرُ لذيذ

وأزمنةُ الثورة

هيَ

أزمنةٌ للموت أيضاً

ولو قالوا لي

إن العملَ ضدَّ الدِّكتاتُور

والمظاهراتِ الطيَّارَة

وتوزيعَ المناشير الليليَّة

والكتاباتِ الثوريَّةَ على الحيطان

والرفضَ والمبادِئ

ستُغلِقُ الطريقَ الدوليَّ

بين دمشقَ وطرطوس

وتحرِمُني من صوت أمي

وعينَي رفيقتي

وتذهبُ إلى الجحيم

بالتَّسكُّع

والجنسِ المستَرَق

والقُبلاتِ في مداخِلِ البنايات

لكنت أعلنتُ منذ البداية

صاغراً منكّساً

أن الدكتاتورَ أقوى مني

وأنَّ رجالَ الأمنِ

قادِرونَ وخالدون

وأنني هشٌّ

وموحِلٌ

ورخيص

وهربتُ بجِلدي ورايتِي البيضاء

وهزيمتي المبكِّرة

وتكوَّرتُ في حجْرِ رفيقتي

إلى الأبد

مُقحِماً رأسي بين نهدَيها

العابِقَين

كالطفل

كسكَّان الكهوف في الشِّتاءاتِ

القاسية

آمِناً وجباناً

..

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى