صفحات العالم

الاتفاق الهاتفي بين أوباما وبوتين مؤشر جدّي لتسوية النزاع السوري


 

    خليل فليحان

لم يلق الاتفاق “الهاتفي” بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين اي صدى ايجابي لدى المسؤولين الذين يرصدون ما يجري من اتصالات ولقاءات معلنة ومستترة، من اجل حل الازمة السورية، نظرا الى لانعكاسات الايجابية التي سترتد على البلاد امنا واقتصادا وانتهاء من ازمة النازحين التي تلقي بثقلها السلبي على الاوضاع في كل المجالات.

  ويتضاعف شك المسؤولين في ذلك الاتفاق بعد فشل كل المساعي من دولية وعربية ومن منظمة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية التي لم يكتب لها النجاح حتى التوصل  الى هدنة لتأمين وصول المواد الغذائية  والطبية للسكان الصامدين في المدن او القرى، فاستمرت المواجهات العنيفة موقعة ضحايا.

 وُسجّل ايضا  “إحباط عميق ” لدى كل من الامين العام للامم المتحدة بان  كي – مون والمبعوث الخاص المشترك للمنظمة الدولية ولجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي، ظهر في بيان علني اثر اجتماعهما في سويسرا بسبب “اخفاق المجتمع الدولي في التصرف متحدا لانهاء الحرب”، وتضمن البيان تحذيرا من بان من “تفكك سوريا ” بفعل “المنحى الاهلي الذي تتخذه الحرب، و “الاستهتار المتزايد في حياة البشر”.

 ولا يمكن التقليل من اهمية موقف الرجلين لكونهما يملكان معلومات دقيقة وموثقة عن الاتصالات الجارية والتي لم تؤد الى اي إختراق. واضف ايضا الى  ذلك ان “الاتفاق الهاتفي” لم يفعل فعله لدى المعارضة السياسية او مسلحيها، بدليل رفع وتيرة الاقتتال دون الاخذ في الاعتبار السكان المدنيين الذين يضطرون للنزوح الى لبنان او الاردن او تركيا لانقاذ ارواحهم.

 ولبنان كما سائر الدول كان ينتظر تجديد ولاية اوباما للرئاسة ليتصل بنظيره فلاديمير بوتين لمناقشة مشروع حل يضع حدا نهائيا لهذه الازمة المستفحلة منذ 23 شهرا تقريبا، وبقيت الامور على حالها، في انتظار ما يمكن ان يتفق عليه وزيرا خارجية اميركا وروسيا، ولم يؤشر اجتماعهما الاول منذ ايام قليلة الى تفاهم محتمل يؤدي الى وقف العنف اولا تمهيدا للانصراف الى بدء الحوار الذي لم تتبلور بعد اي صيغة لمباشرته ولا لصموده في حال الايجاب .

 وحملت تقارير ديبلوماسية وردت الى بيروت الاسباب الكامنة وراء عدم الارتياح الى “الاتفاق الهاتفي” بين اوباما وبوتين، على الرغم من صدور بيانين عن كل من  البيت الابيض والكرملين يؤكدان الاستعداد للعمل معا لبلوغ التسوية السياسية. ورأى احد  المسؤولين ان البيان الروسي الصادر عن الكرملين ذكر ان الرئيس الاميركي هو الذي اتصل هاتفيا بنظيره الروسي للاتفاق معه على ايجاد صيغة حل للازمة السورية وان بوتين شدّد على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في اسرع وقت ممكن. المهم ان يؤدي تواصل كيري – لافروف الى تعزيز عملية  تحول سياسي لوقف العنف اولا وفق أسس ثابتة، وآلية تكفل عدم خرقه لا من قوات النظام ولا من مسلحي المعارضة، لجلوس ممثلين اكفياء والبدء بالحوار الهادف الى برنامج اصلاحي يقنع المعارضين.

 ونُقل عن دوائر ديبلوماسية في واشنطن ان الاتصال الهاتفي الذي اجراه اوباما بنظيره الروسي يؤشر لجدية اكثر في العزم الاميركي على تذليل العقبات بين واشنطن وموسكو، ليس فقط على الازمة السورية بل ايضا على قضايا ساخنة اخرى كالملف النووي الايراني وسواه. وُنقل ايضا انه في ضوء المعلومات الواردة الى المسؤولين، فان تسوية للازمة السورية اكتملت، بل ارتسمت ملامحها بين الزعيمين، ويبقى التنفيذ والالية المطلوبة لتحقيقها ومدى قبولها من الطرفين المتنازعين.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى