أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 1 تشرين الأول 2016

 

 

 

روسيا تعزز قوتها الجوية في سورية

لندن، نيويورك، موسكو، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت موسكو تعزيز وجودها العسكري المفتوح زمنياً في سورية وإرسال المزيد من طائراتها الحربية في الذكرى السنوية الأولى للتدخل المباشر، متجاهلة تحذيرات واشنطن بتجميد التعاون الديبلوماسي معها. وقدم الطيران الروسي الغطاء الجوي للقوات النظامية السورية في معارك كر وفر داخل مدينة حلب، في وقت تواصلت دعوات المنظمات غير الحكومية لـ «وقف حمام الدم» في حلب حيث تحاصر القوات النظامية الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل «لجنة تقصي حقائق» في قصف قافلة المساعدات في ريف حلب الشهر الماضي.

وقال الكرملين أمس إنه لا يوجد إطار زمني للعملية العسكرية في سورية. وأبلغ الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحافيين أن «النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد المتشددين الإسلاميين في سورية على مدى العام الماضي هي عدم وجود داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق». وذكرت صحيفة «إزفستيا» الروسية أن موسكو عززت قاعدتها الجوية في سورية بعدد من قاذفات القنابل وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك في الوقت الذي تكثف دعمها للقوات الحكومية السورية بعد انهيار خطة لوقف النار. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري روسي قوله إن «عدداً من المقاتلات من طراز سوخوي – 24 و سوخوي – 34 وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية»، وأضاف: «إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال يومين وثلاثة أيام. وطائرات الهجوم الأرضي سوخوي – 25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت مع وحداتها وأطقمها وفي حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة».

وجاء هذا بعد تلويح واشنطن بإعلان وقف التعاون الديبلوماسي مع موسكو بعد انهيار وقف النار. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع واشنطن في شأن التسوية السورية، بحسب وزارة الخارجية الروسية. وأضافت أن لافروف «شدد على أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع الولايات المتحدة في شأن كافة القضايا الرئيسية للتسوية».

وفي الذكرى السنوية الأولى لتدخل روسيا، أصدر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تقريراً قال فيه إن الغارات الروسية قتلت «9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين». وكان لافتاً أن الخارجية البريطانية أصدرت تقريراً عن حصيلة التدخل الروسي خلال عام.

وقال الممثل البريطاني إلى سورية غاريث بايلي: «أصابت روسيا منذ أول غارة جوية لها على سورية مناطق مدنية وتستخدم على نحو متزايد أسلحة غير دقيقة بما في ذلك القنابل العنقودية والحارقة. الواقع اليوم في سورية كابوس. فحلب محاصرة من جديد والضرورات الحيوية مثل المياه والوقود والدواء في طريقها للنفاد لمئات الآلاف. البنية الأساسية المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات تتعرض للهجوم».

وأفاد «المرصد» عن سيطرة القوات النظامية على منطقة المستشفى الكندي في شمال مدينة حلب الذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013، قبل أن تتحدث أنباء عن استعادة فصائل معارضة له، في وقت دارت معارك عنيفة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي حيث تمكنت القوات النظامية من تحقيق «تقدم بسيط»، وفق «المرصد» الذي تحدث عن «معارك كر وفر» تزامنت مع قصف على محطة المياه الموجودة في الحي. وقال «المرصد» إن «القوات النظامية في حلب تتبع سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية».

ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس «الحكومة السورية وحلفاءها إلى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم»، محذرة من أن المدينة كلها «تحولت إلى هدف ضخم».

وفي نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل «لجنة تقصي حقائق» في استهداف قافلة المساعدات الإنسانية التي قصفت في حلب في ١٩ الشهر الجاري. وتُعد هذه الآلية أول إجراء يتخذه في هذا الشأن منذ تعرض شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قصف لم يحدد مصدره رسمياً بعد، أدى إلى مقتل ١٨ عاملاً إنسانياً معظمهم من الهلال الأحمر السوري. وسيتركز عمل اللجنة على جمع الحقائق لكي يحدد الأمين العام «الخطوات اللاحقة» في ضوء المعلومات التي تجمعها.

إلى ذلك، دمر التحالف الدولي بقيادة أميركية ثلاثة جسور على الأقل هذا الأسبوع في محافظة دير الزور بهدف شل حركة «داعش» داخل هذه المحافظة الحدودية مع العراق، بحسب «المرصد».

 

روسيا: «العدوان» الأميركي في سورية يعني «تغيرات مزلزلة»

موسكو، بيروت – رويترز أ ف ب

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها اليوم (السبت) أن «العدوان المباشر» الأميركي على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى «تغيرات مخيفة ومزلزلة» في الشرق الأوسط.

وكان وقف لإطلاق النار تمكن التوصل إليه بوساطة أميركية – روسية انهار في الآونة الأخيرة وقصفت طائرات حربية روسية اليوم مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.

وأعلنت موسكو تعزيز وجودها العسكري المفتوح زمنياً في سورية وإرسال المزيد من طائراتها الحربية في الذكرى السنوية الأولى للتدخل المباشر، متجاهلة تحذيرات واشنطن بتجميد التعاون الديبلوماسي معها.

وقال الكرملين أمس إنه لا يوجد إطار زمني للعملية العسكرية في سورية. وأبلغ الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحافيين أن «النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد المتشددين الإسلاميين في سورية على مدى العام الماضي هي عدم وجود داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق».

من جهتها ذكرت صحيفة «إزفستيا» الروسية أن موسكو عززت قاعدتها الجوية في سورية بعدد من قاذفات القنابل وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك في الوقت الذي تكثف دعمها للقوات الحكومية السورية بعد انهيار خطة لوقف النار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري روسي قوله إن «عدداً من المقاتلات من طراز سوخوي – 24 و سوخوي – 34 وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية»، وأضاف: «إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال يومين وثلاثة أيام. وطائرات الهجوم الأرضي سوخوي – 25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت مع وحداتها وأطقمها وفي حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة».

وجاء هذا بعد تلويح واشنطن بإعلان وقف التعاون الديبلوماسي مع موسكو بعد انهيار وقف النار. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع واشنطن في شأن التسوية السورية، بحسب وزارة الخارجية الروسية. وأضافت أن لافروف «شدد على أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع الولايات المتحدة في شأن كافة القضايا الرئيسية للتسوية».

وقدم الطيران الروسي الغطاء الجوي للقوات النظامية السورية في معارك كر وفر داخل مدينة حلب، في وقت تواصلت دعوات المنظمات غير الحكومية لـ «وقف حمام الدم» في حلب حيث تحاصر القوات النظامية الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل «لجنة تقصي حقائق» في قصف قافلة المساعدات في ريف حلب الشهر الماضي.

وتعرض المستشفى الأكبر في الأحياء الشرقية في مدينة حلب اليوم إلى القصف ببرميلين متفجرين على الأقل، للمرة الثانية خلال أربعة أيام، وفق ما ذكرت منظمة طبية غير حكومية تقدم الدعم له.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم عن خروج مستشفى ميداني في حي الصاخور عن الخدمة عقب ضربات جوية شنتها طائرات حربية، لم يتمكن من تحديد هويتها. وأدت الغارات إلى مقتل شخص على الأقل، لم يُعرف إذا كان من الطاقم الطبي أو من الجرحى، بالإضافة إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح.

 

تسجيل صوتي لكيري يكشف إحباطه من سياسة أوباما في سورية

واشنطن – أ ف ب

عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إحباطه لأن جهوده الديبلوماسية لإنهاء النزاع في سورية لم يتم دعمها بعمل عسكري تشنه الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لمحتوى تسجيل نشرته أمس (الجمعة) صحيفة «نيويورك تايمز».

وفي هذا التسجيل الذي يعود تاريخه إلى الأسبوع الماضي، قال كيري أمام منظمة مؤلفة من مدنيين سوريين إن دعوته إلى التحرك عسكرياً ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم تلق آذانا صاغية. وأوضح كيري «دافعت عن استخدام القوة (…) لكن الأمور تطورت بشكل مختلف».

من جهته، لم ينف الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي صحة التسجيل الذي حصل في نيويورك خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال كيربي «لا يريد كيري التعليق على هذه المحادثة الخاصة، وقال إن الفرصة كانت سانحة له للقاء هذه المنظمة (التابعة) لسوريين والاستماع إلى ما يقلقهم والتعبير لهم عن هدفنا المستمر (المتمثل) بوضع حد لهذه الحرب».

وحاول كيري دفع أوباما لاتخاذ إجراءات أقوى في سورية، دعماً للجهود الديبلوماسية الدولية وبهدف دفع الأسد إلى إنهاء الحرب الدامية. لكن وزير الخارجية الأميركي كان على الدوام متنبهاً إلى ضرورة إظهار موقف موحد مع البيت الأبيض، خصوصاً في إطار جهوده مع موسكو لإيجاد مساحة للحوار السياسي.

وفي آب (أغسطس) 2013، وبعد توجيه اتهامات إلى الأسد باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين، استخدم كيري خطاباً هجومياً أوحى بأن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى رد عسكري، لكن أوباما عدل عن ذلك بعد ساعات. ويشير كيري في التسجيل الذي نشرت محتواه الصحيفة إلى اعتماده ذلك الخطاب الهجومي، لكنه يحمل الكونغرس مسؤولية رفض استخدام القوة ضد الأسد.

من جهتهم، عبر المدنيون السوريون المؤيدون للثورة ضد الأسد خلال اجتماعهم مع كيري عن خيبة أملهم لرؤية أن الجهود الأميركية في سورية تستهدف مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وليس الأسد وحلفائه.

وواجهت روسيا اتهامات في مجلس الأمن بأنها شاركت في قصف حلب. وتدهورت بشكل ملحوظ العلاقات بين الأميركيين والروس الذين يتبادلون الاتهامات بفشل الهدنة في حلب. وشددت الولايات المتحدة أمس على أن المحادثات مع روسيا في شأن سورية لا تزال في «العناية المركزة» ولا يمكن نعيها بعد، وذلك بعدما كانت هددت طوال الأسبوع بتجميد المحادثات الثنائية معها.

وقال كيري للمدنيين السوريين «نحن نحاول مواصلة (الخطوات) الديبلوماسية، وأتفهم أن يكون ذلك محبطاً. ليس هناك أحد محبط أكثر منا».

 

“نيويورك تايمز” تنشر اعترافات كيري مع معارضين سوريين

2016-10-01 | نيويورك ــ العربي الجديد

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تسجيلات صوتيّة تضمّنت حديث وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع مجموعة من المعارضين السوريين. وأظهرت التسجيلات المسرّبة استياء كيري من إدارته التي لم تدعم جهوده الدبلوماسية، عبر تهديد جدّي باستخدام القوّة العسكريّة.

الحوار الذي دام 40 دقيقة، وجرى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، أعرب فيه كيري عن إحباطه إزاء عدم قدرته على إنهاء الأزمة السورية، إذ عبّر عن تفهّمه لإحباط السوريّين من السياسة الأميركية، محاولاً إيجاد تبريرٍ لذلك.

 

أتى حديث كيري بعد أيام من انهيار اتّفاق وقف إطلاق النار، الذي أشرف عليه كيري بنفسه بعد مداولات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وبالتزامن مع رفض الروس اقتراحاً جديداً كان قد قدّمه لوقف القصف على حلب.

 

وقد عُقد الاجتماع في مقرّ البعثة الهولنديّة للأمم المتّحدة في 22 سبتمبر/أيلول، وضمّ 20 شخصاً ممثّلين عن أربع مجموعات سوريّة تقدّم خدمات تتعلق بالتعليم والإنقاذ والخدمات الطبيّة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين.

 

وذكرت الصحيفة أنّ تسجيل حديث كيري قام به أحد الحضور، وهو ليس سوريّاً، وأكدت أنّ العديد من المشاركين في الاجتماع أثبتوا صحّة التسجيل.

 

وخلال الاجتماع، حاول كيري أن يشرح للحاضرين أنّ الولايات المتّحدة لا تملك مبرّراً قانونيّاً لمهاجمة حكومة الأسد، في الوقت الذي تلقّت فيه روسيا دعوةً للتدخّل من قبل النظام السوري.

وقال “المشكلة هي أنّ روسيا لا تكترث بالقانون الدولي، لكن نحن نفعل”.

 

وبحسب “نيويورك تايمز”، فقد عبّر الوزير الأميركي عن عجزه إزاء العمليّات العسكرية الروسية في سورية، وعدم قدرته على إقناع واشنطن للتدخّل بقوّة أكبر، كما لم يكن باستطاعته ما وصفه بـ”بيع” معارضي بشار الأسد، وفق سياسة لا يؤمن بها “بكلّ إخلاص”.

 

إحباط كيري، فضلاً عن الاختلافات داخل إدارة أوباما، لم يعودا سرّاً الآن، كما يرى كاتب المقال. لكن المحادثات المسجّلة كشفت إحباطاً أكبر، إذ عبّر كيري عن خيبة أمله من أنّ الروس فاقوه دهاءً، معرباً عن عدم اتّفاقه مع بعض قرارات أوباما السياسيّة، مشيراً إلى أنّ الكونغرس لن يوافق البتّة على استخدام القوّة.

 

وأضاف كيري في التسجيل “نحن نحاول مواصلة الجهود الدبلوماسية، وأنا أتفهم أن الأمر محبط، لكنّكم لن تجدوا أحداً أكثر إحباطاً منّي”.

 

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ العديد من المشاركين غادروا الاجتماع محبطين، مع قناعة بأنّ إدارة أوباما لن تقدّم لهم مساعدات إضافية. وبحسب ما ذكر أحدهم، وهو مصطفى السيوفي، مهندس مدنيّ، أنّ كيري أبلغ المعارضة السورية حرفياً “عليكم أن تقاتلوا من أجلنا، لكنّنا لن نقاتل عنكم”.

 

وخلال الاجتماع ذاته، حاول السيوفي ورفاقه الضغط على كيري بلطف، ولكن من دون كلل، بخصوص ما اعتبره “تناقضات في السياسة الأميركية”.

وفي حين أكد وزير الخارجيّة الأميركي أنّ “محادثات” تجري داخل أروقة الإدارة بعد حملة القصف المكثّفة على حلب، وانهيار المحادثات مع روسيا؛ عاد واستدرك قائلاً إنّ أي جهد أميركي لتسليح المعارضة أو الانضمام إلى القتال قد يأتي بنتائج عكسيّة.

 

وبحسب ما ورد في التسجيل، قال كيري “المشكلة، كما تعلمون، هي أنّه حينما نحرّك بعض القوّات هناك، فسيرفع الجميع الرّهان، أليس كذلك؟ روسيا ستضع المزيد من الجنود، ومثلها ستفعل إيران، وحزب الله، وجبهة النصرة، بينما ستضع تركيّا والسعودية كلّ ما لديهما من أموال، وحينئذ الخراب سيشملكم جميعاً”.

 

كلام كيري، أيضاً، كشف عن تمييز صارخ في السياسة الأميركية تجاه الجماعات المقاتلة في سورية، بحسب الصحيفة، إذ ذكر أنّ أميركا تريد من المعارضة مساعدتها على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والقاعدة، لأنّهما “أعلنا الحرب علانية على الولايات المتّحدة”. وفي الحديث عن “حزب الله”، حسم كيري موقف بلاده بالقول “هو لا يخطّط ضدّنا”، رغمَ أنّه يندرج ضمن قوائم الإرهاب الأميركية كذلك.

وفي خضمّ النقاش، واصل كيري حديثه عن العقبات التي تواجهه في أميركا، وهي تتعلق تحديداً بعدم استعداد الكونغرس لتشريع استخدام القوّة.

 

عندها ردّ أحد  المشاركين السوريين قائلاً “لا أحد يطلب تدخّلاً عسكريّاً”، وأصرّ على أنّ المعارضة تحتاج المزيد من المساعدة.

 

لكنّ الوزير الأميركي، ومع احتدام النقاش، أبلغ السوريين بشكل مباشر أنّ أفضل أمل بالنسبة لهم هو القبول بحلّ سياسي لإدخال المعارضة في طور حكومة انتقالية، مضيفاً “حينها ستصبح أمامكم الانتخابات، ولتتركوا الشعب السوري يقرر من الذي يريد”.

 

عند هذه النقطة تحديداً، فاجأ كيري السوريين الحاضرين، حينما اقترح مشاركتهم في انتخابات تشمل بشار الأسد، وذلك بعد خمس سنوات من مطالبة أوباما بتنحي الأخير.

 

واشنطن: من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية ديبلوماسية في شأن سورية حالياً

واشنطن، بيروت، موسكو – رويترز، أ ف ب

قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر اليوم (الجمعة) إنه من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية ديبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية السورية في ضوء هجوم الحكومة السورية بدعم روسي على حلب.

وأوضح تونر في تصريح لشبكة «سي. ان. ان» الإخبارية أنه «من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية ديبلوماسية في ضوء الأحداث على الأرض».

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال أمس إن واشنطن على وشك تعليق المحادثات الديبلوماسية مع موسكو في شأن سورية لكنها لم تعلن تعليق المحادثات إلى الآن.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله أنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري اليوم، لمناقشة الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة وجماعة كانت تعرف باسم «جبهة النصرة» لكنها غيرت اسمها.

وأوضحت الوكالات نقلاً عن لافروف أن الاتفاق الروسي – الأميركي لوقف إطلاق النار في سورية ما زال قائما. وأضاف أن روسيا لا تستخدم أسلحة محظورة في سورية، وطلب دليلاً ممن يتهمون موسكو بقصف أهداف مدنية.

وأشار لافروف إلى أن تصريح وزارة الخارجية الأميركية بأن المصالح والمدن الروسية قد تتعرض للهجوم من إسلاميين متشددين إذا واصلت موسكو ضرباتها الجوية في سورية، غير مقبول.

 

القوات النظامية تواصل التقدم في حلب… ودعوات إلى وقف «حمام الدم»

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

حققت القوات النظامية السورية تقدماً ميدانياً شمال حلب ووسطها على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية التي تنفذ منذ عام ضربات في سورية تسببت في مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص. في هذا الوقت، بعد نداءات الحكومات والأمم المتحدة، تتالت دعوات المنظمات غير الحكومية الى وضع حد لمعاناة مدينة حلب حيث تحاصر قوات النظام السوري أكثر من 250 الف شخص في الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي الذي أوقع مئات القتلى والجرحى.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سيطرة قوات النظام على منطقة المستشفى الكندي شمال مدينة حلب والذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013.

وكانت هذه القوات استعادت الخميس السيطرة على مخيم حندرات (للاجئين الفلسطينيين سابقاً) الواقع شمال مدينة حلب والذي يشهد منذ أسابيع معارك عنيفة وتقدماً من أحد الطرفين ثم تقدماً مضاداً.

ووفق مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، «تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم أكثر الى إحياء المعارضة وتحديداً الى الهلك والحيدرية من جهة الشمال».

في وسط المدينة، دارت معارك عنيفة الجمعة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق «تقدم بسيط»، وفق «المرصد».

وقال مصدر عسكري ميداني لفرانس برس أن الجيش تمكن من السيطرة على عدد من الأبنية في الحي ويواصل تقدمه باتجاه محطة ضخ المياه المعروفة التي تحمل اسم الحي وتغذي معظم أحياء المدينة.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة على حي سليمان الحلبي منذ العام 2012، وتسيطر الأخيرة على محطة المياه. وعمدت الفصائل الأسبوع الماضي الى وقف العمل فيها، ما حرم سكان الأحياء الغربية من المياه، احتجاجاً على أضرار نتيجة القصف لحقت بمحطة باب النيرب التي تغذي الأحياء الشرقية، قبل أن يعاد تشغيلهما.

وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن «تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية».

وترد الفصائل المعارضة على هجمات القوات النظامية والمجموعات المسلحة الموالية لها بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأفاد الإعلام السوري الرسمي الجمعة بمقتل 13 مدنياً وإصابة اربعين آخرين بجروح جراء قذائف أطلقتها «المجموعات الإرهابية» على أحياء سليمان الحلبي والميدان والفرقان والسليمانية.

وعلى الرغم من اشتداد المعارك، قال مراسل فرانس برس أن الأحياء الشرقية شهدت ليلة هادئة نسبياً بالنسبة الى القصف الجوي. بينما أفاد «المرصد» وسكان عن غارات على مناطق الاشتباكات شمالاً.

ومنذ انطلاقها قبل عام، تسببت الغارات الروسية في مقتل 9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين، 906 منهم أطفال، وإصابة عشرين الف مدني على الأقل بجروح، وفق حصيلة لـ «المرصد». وأوضح عبدالرحمن أن «الحصيلة هي نتيجة الغارات الروسية التي تمكنّا من التأكد منها»، لافتاً الى أن «العدد قد يكون أكبر لوجود قتلى لم نتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفتهم».

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أن بلاده ستواصل «عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية».

ودعت الجمعة منظمة «أطباء بلا حدود» الى وقف «حمام الدم» في حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذي تشيلدرن» أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب حتى تحت الأرض بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» في القصف.

ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» الجمعة «الحكومة السورية وحلفاءها الى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم»، محذرة من أن المدينة كلها «تحولت الى هدف ضخم». ودعا مدير العمليات في المنظمة خيسكو فيلالونغا في بيان الحكومة السورية الى وقف «أعمال القصف المنظمة»، معتبراً أن «روسيا، بوصفها حليفاً سياسياً وعسكرياً لا غنى عنه لسورية، تقع على عاتقها مسؤولية ممارسة نفوذها لإنهاء ذلك».

وحذرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» في بيان ليل الخميس – الجمعة من أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب، حتى في المدارس تحت الأرض التي يفترض أن تحميهم، وذلك بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات»، معتبرة أن استخدامها قد يشكل «جريمة حرب».

وكان مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين اعتبر الخميس أن الوضع في حلب هو «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سورية حتى الآن»، مشيراً في عرض امام مجلس الأمن الى أن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة «على وشك الانهيار في شكل كامل». وقال اوبران لـ «رويترز» امس أن على القوى الكبرى أن تتحد لوقف المذابح في سورية لأن انهيار جهود السلام الأميركية الروسية سيعطل عمليات الأمم المتحدة التي تهدف لإنقاذ الأرواح.

وأضاف أوبراين أن هناك حاجة إلى هدنة إنسانية مدتها 48 ساعة كل أسبوع لتوصيل الأغذية والمستلزمات الطبية إلى شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة وإجلاء المصابين وأعدادهم كبيرة. وقال أوبراين: «أي انهيار سيعطلنا.» وأضاف «نحتاج للدخول (إلى حلب) ونحتاج لأن نجد الإرادة المشتركة، لكن في النهاية إذا لم يتحد مجلس الأمن فلن يحدث شيء. يجب على جميع الأطراف أن تقدم إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين على أي شيء آخر».

وقال أوبراين: «ندرس إدخال إمدادات إنسانية وبكميات كافية على أقل تقدير ونحتاج إلى هدنة إنسانية أسبوعية مدتها 48 ساعة… لكن وفقاً للشروط التي أحددها باعتباري ممثلاً للأمم المتحدة». ومضى قائلاً أن مقترح روسيا هذا الأسبوع بوقف القتال 48 ساعة يجب أن يتفق مع المبادئ الإنسانية للأمم المتحدة. وأضاف أن هناك حاجة إلى ضمانات أمنية من جميع الأطراف لاستخدام طريق الكاستيلو أو طريق آخر للوصول إلى شرق حلب المحاصر.

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن 338 شخصاً قتلوا في الأسابيع القليلة الماضية بشرق حلب، بينهم 106 أطفال، فيما أصيب 846 منهم 261 طفلاً. وقال أوبراين أنه من المقرر أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قريباً خططاً لإجراء تحقيق مستقل في هجوم على قافلة مساعدات في غرب حلب يوم 19 أيلول (سبتمبر) أسفر عن مقتل 20 شخصاً.

وقال أوبراين: «يجب إجراء تحقيق عاجل وسريع لنضمن أننا تأكدنا من صحة الحقائق… فيما يتعلق بمن ارتكبه (الهجوم)، فإنه يجب التوصل إلى أدلة وإجراء تحقيق كما ينبغي.» واعترف بأن إجراء تحقيق في منطقة صراع أمر «شديد الصعوبة». وقال: «أي تحقيق لا يتيح لنا الدخول على الأرض لن يضعنا في وضع قوي يسمح بالتحقق من الأدلة».

وذكر أوبراين أنه كان يتوقع أن ترد الحكومة السورية امس على خطة اقترحتها الأمم المتحدة لتوصيل الغذاء وسلع أخرى إلى 960 ألف شخص، في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في سورية خلال الشهر الجاري.

 

واشنطن لا ترى الديبلوماسية مجدية الآن في سوريا وموسكو تعزز طيرانها

المصدر: (و ص ف، رويترز)

استمر منسوب التوتر عالياً بين واشنطن وموسكو في ما يتصل بالملف السوري، ولم يفلح اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في تخفيف الاحتقان. ورأت الولايات المتحدة أن من الصعب الحديث عن جدوى عملية ديبلوماسية مع استمرار الهجوم على احياء حلب الشرقية. أما موسكو، فاتهمت واشنطن بحماية “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً قبل اعلانها فك ارتباطها مع تنظيم “القاعدة”) وعززت قواتها الجوية في سوريا وحذرت من تزويد المعارضة صواريخ أرض – جو تطلق عن الكتف.

واعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري تحدث عبر الهاتف إلى لافروف من غير أن يحرزا تقدما يذكر نحو وقف النار في سوريا لكنه ترك الباب مفتوحا أمام مزيد من الاتصالات.

وصرح الناطق باسم الوزارة مارك تونر بأن الولايات المتحدة لا تزال “على وشك” تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا في شأن سوريا. لكنه لاحظ إن هناك أساسا كافياً للمحادثات يجعل واشنطن غير راغبة في الانسحاب منها بعد. وأضاف أن العملية الديبلوماسية بين البلدين في شأن سوريا “على جهاز الانعاش لكنها لم تمت بعد”.

وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون، قال تونر: “من الصعب مواصلة الاعتقاد ان ثمة جدوى لعملية ديبلوماسية في ضوء الأحداث على الأرض”.

 

الموقف الروسي

ونقلت وكالات روسية للانباء عن لافروف أن الاتفاق الروسي – الأميركي لوقف النار في سوريا لا يزال قائما.

وقال أن روسيا لا تستخدم أسلحة محظورة في سوريا وطلب دليلاً ممن يتهمون موسكو بقصف أهداف مدنية.

ووصف تصريح وزارة الخارجية الأميركية بأن المصالح والمدن الروسية قد تتعرض للهجوم من إسلاميين متشددين إذا واصلت موسكو غاراتها الجوية في سوريا بانه غير مقبول.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أبلغ كيري أن موسكو مستعدة للبحث في سبل إضافية لاعادة الوضع الطبيعي في مدينة حلب السورية. كذلك أبلغه عبر الهاتف أن اتفاق وقف النار الذي تمّ بوساطة من موسكو وواشنطن انتهك مرات عدة في المناطق الشرقية لحلب على أيدي قوات تقودها “جبهة فتح الشام”.

وقالت إن “الجانب الروسي يؤكد مجدداً استعداده للنظر في سبل جديدة مع الشركاء الأميركيين في شأن تطبيع الوضع في حلب”.

ورأت أن إخفاق واشنطن في الفصل بين الجماعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة في سوريا سمح لـ”جبهة النصرة بالاختباء خلف جماعات المعارضة المسلحة التي تتعاون معها واشنطن”.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” صرّح لافروف: “لدينا أسباب متزايدة للاعتقاد انه منذ البداية كانت خطة (الولايات المتحدة) حماية جبهة النصرة وابقاءها كخطة بديلة او مرحلة ثانية للوقت الذي قد يحين فيه تغيير النظام… لقد وعدوا بجعل الفصل بين المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة أولويتهم … ولا يزالون غير قادرين على ذلك، او ليست لديهم الرغبة في القيام بذلك”.

الى ذلك، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن احتمال تسليم أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف للمعارضة السورية سيكون “غير بناء بالمرة”. وقال: “سيكون هذا نهجا غير بناء بالمرة لأن هؤلاء الناس الذين دربهم وسلحهم الأميركيون سيفعلون في نهاية المطاف مثل ما حصل في 11 ايلول (2001) في نيويورك”.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا الاثنين إن انهيار وقف النار الأخير في سوريا زاد احتمال أن تسلح دول الخليج المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف للدفاع عن نفسها ضد الطائرات السورية والروسية.

وقال بوغدانوف أيضا إن مزاعم الولايات المتحدة عن أن روسيا تهاجم المعارضة في غاراتها الجوية في سوريا “لا أساس لها”.

وأوردت صحيفة “ايلزفستيا” الروسية أن موسكو أرسلت مزيداً من الطائرات الحربية لتكثيف حملتها من الغارات الجوية مع احتدام القتال في حلب بعد أسبوع من بدء هجوم للحكومة السورية بدعم من روسيا لاستعادة السيطرة على المدينة وسحق آخر معقل حضري كبير للمعارضة. وأشارت الى أن عدداً من المقاتلات من طراز “سوخوي-24″ و”سوخوي-34” وصل إلى قاعدة حميميم الجوية. ونسبت الى مسؤول عسكري: “إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال ما بين يومين وثلاثة أيام… طائرات سوخوي-25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت من وحداتها وأطقمها في حال الاستعداد في انتظار أوامر القادة”.

و”سوخوي-25″ هي مقاتلة ذات محركين اختبرت في الثمانينات ابان الحرب السوفياتية في أفغانستان. ويمكن استخدامها أيضا لمهاجمة أهداف على الأرض من ارتفاع منخفض أو كقاذفة.

 

الميدان

وأحرزت قوات النظام السوري تقدماً ميدانياً في شمال ووسط مدينة حلب ووسطها على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية التي تشن منذ سنة غارات في سوريا تسببت بمقتل أكثر من تسعة الاف شخص استناداً الى احصاء لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له.

ودعت منظمة “أطباء بلا حدود” الجمعة الى وقف “حمام الدم” في حلب حيث تحاصر قوات النظام السوري اكثر من 250 الف شخص في الاحياء الشرقية تحت وابل من الغارات الجوية الذي أوقع مئات القتلى والجرحى، لتضم صوتها الى دعوات منظمات غير حكومية أخرى وحكومات والامم المتحدة.

 

 “الخوذ البيضاء” في سوريا مرشحون لجائزة نوبل للسلام

بيروت- رويترز- من بين المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2016 أعضاء جماعة الدفاع المدني السوري الذين يعرفون باسم “الخوذ البيضاء”.

 

ويعتقد أن الخوذ البيضاء تتألف من ألوف المتطوعين، وغالباً ما يظهرون في لقطات الفيديو التي يصورها هواة ويحملونها على الإنترنت وهم ينبشون وسط الحطام بعد ما يعتقد أنها ضربات جوية في مناطق مدنية ويحاولون إنقاذ الناس من البنايات المدمرة.

 

ووقع الألوف على التماس أُطلق على الإنترنت يحث لجنة نوبل على منح جائزة نوبل للسلام هذا العام للخوذ البيضاء.

 

وكانت عضوة البرلمان البريطاني جو كوكس التي قتلت في دائرتها في الصيف قد بدأت التحرك لترشيح جماعة المتطوعين بعد أن كتبت للجنة في فبراير شباط.

 

عام على التدخّل الروسي في سوريا: 10 آلاف قتيل

معارك شرسة بين جيش النظام ومقاتلي المعارضة في حلب

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن الغارات الروسية في سوريا أودت بحياة ما يقرب من عشرة آلاف شخص منذ بدايتها في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

ويشمل عدد القتلى 3804 مواطنين مدنيين سوريين هم 906 أطفال دون سن الـ 18، و561 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، و2337 رجلاً وفتى، بالإضافة لـ 2746 عنصرا من تنظيم «الدولة الإسلامية»، و2814 مقاتلا من الفصائل المعارضة والإسلامية.

وأفاد المرصد السوري، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن روسيا بدأت حملة جوية في سورية في أيلول/سبتمبر العام الماضي، بهدف مساعدة حليفها الرئيس السوري بشار الأسد في حربه على المتمردين ومسلحي الدولة الإسلامية في حرب أهلية متعددة الأطراف في البلاد.

من جهة أخرى، أكدت روسيا أمس الجمعة أن الهدف الوحيد من حملتها العسكرية في سوريا هو القضاء على الإرهابيين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «تاس»، «بإمكانكم التكهن بقدر ما تريدون، لكن الهدف هو محاربة الإرهاب الدولي».

واتهمت وزارة الخارجية الروسية في السابق الولايات المتحدة بدعم الإرهابيين في سوريا.

وقال المرصد ومصادر من طرفي الصراع في سوريا إن معارك شرسة دارت بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة شمالي ووسط مدينة حلب أمس الجمعة، بعد أسبوع من بدء هجوم للجيش السوري لاستعادة السيطرة على المنطقة بالكامل بدعم من روسيا.

وهناك روايات متضاربة عن نتيجة معارك أمس الجمعة. وقال المرصد ومصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية انتزعت السيطرة على أراض شمالي حلب ومبان في وسط المدينة.

ونفت مصادر من المعارضة أي تقدم جديد للقوات الحكومية شمالي المدينة بعد سيطرتها على منطقة مخيم حندرات إلى الشمال من حلب الخميس. وقال مسؤول في المعارضة إن القوات الحكومية تقدمت في منطقة سليمان الحلبي بوسط حلب، لكنها أجبرت على الانسحاب.

وبدأ الجيش السوري وحلفاؤه هجوما تدعمه روسيا قبل أسبوع بهدف السيطرة على منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص.

وحلب مقسمة منذ أربع سنوات بين مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى في قبضة المعارضة.

وقصفت محطة للمياه في منطقة سليمان الحلبي على جبهة القتال شمالي المدينة القديمة في حلب، مما وجه ضربة جديدة لشبكة المياه التي تضررت كثيرا خلال الهجوم.

وألقى المرصد باللوم على القوات الحكومية، فيما قال مصدر عسكري سوري إن مقاتلي المعارضة نسفوا المحطة. وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق إن قصف مقاتلي المعارضة لمنطقة سليمان الحلبي ومنطقة الميدان الخاضعة لسيطرة الحكومة أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وقالت جماعة «جبهة الشام» – التي كانت تعرف باسم «جبهة النصرة» لكنها غيرت اسمها وفكت ارتباطها بتنظيم «القاعدة» – إن ثمانية من مقاتليها قتلوا أثناء معارك في سليمان الحلبي.

وذكر المسؤول في المعارضة أن القوات الحكومية «تقدمت ثم تراجعت» وتكبدت «عددا من القتلى». وأشار زكريا ملاحفجي وهو مسؤول في جماعة «فاستقم» المعارضة في حلب إلى أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على محطة المياه.

وقال المرصد ومحطة تلفزيونية تابعة لجماعة «حزب الله» اللبنانية إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة مستشفى الكندي المجاورة لمخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة عن المدينة. ويقاتل حزب الله إلى جانب الجيش السوري.

لكن مصادر في المعارضة نفت سيطرة الحكومة على منطقة مستشفى الكندي وقالت إن القتال ما زال مستمرا.

وقال مسؤول كبير في المعارضة أيضا إن القوات الحكومية تقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدفعية من فوق تل شرقي المدينة.

 

مستشار خامنئي: على روسيا وأمريكا ألا تتجاهلا «حصة إيران» في سوريا

لندن ـ «القدس العربي» ـ من محمد المذحجي: قال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء يحيى رحيم صفوي، إنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية ألا تتجاهلا «حصة إيران» في سوريا.

وخلال حديثه الخاص للقناة الخامسة للتلفزيون الرسمي الإيراني، أعرب اللواء يحيى رحيم صفوي عن قلقه إزاء محاولات أمريكا لخداع روسيا في الملف السوري، محذراً موسكو وواشنطن من ألا تتجاهلا «حصة إيران» في هذا الملف خلال تعاملاتهما الثنائية.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال لم تف ببعض وعودها التي قطعتها بعد التوصل إلى الاتفاق النووي بين طهران ودول «مجموعة 5+1»، قائلاً إنه لا يوجد شيء في عالم السياسة اسمه الثقة والاعتماد، لهذا السبب يجب على النظام الإيراني أن يراقب ويحافظ على مصالحه بعناية كاملة.

وصرح أن هناك تعاملات ثنائية سرية بين روسيا وأمريكا حول الملف السوري، وأنه من المحتمل أن تؤدي هذه التعاملات إلى نتيجة تكون لصالح واشنطن، وتكون بذلك لطهران «حصة» أقل من السابق.

 

تحليل: هل تستطيع النصرة وحلفاؤها إرباك أي اتفاق دولي للتهدئة في سوريا مستقبلا؟

وائل عصام

اسطنبول- «القدس العربي»: النصرة وجند الأقصى وحلفاؤهما من الجهاديين كالتركستان والأوزبك يملكون قرار السلم والحرب في مناطق نفوذهم الأساسية.وإن تواجدت معهم فصائل صغيرة أخرى من الجيش الحر أو أحرار الشام، وهذا ينطبق على أدلب وريفها، وريفي حماة واللاذقية، ومعظم ريف حلب، بينما تتمركز في حلب المدينة وأجزاء من أرياف دمشق حمص ودرعا تلك الفصائل الاسلامية المصنفة بالمعتدلة، وتلك الموصوفة امريكيا بالمفحوصة كمجاميع الجيش الحر والكتائب المرتبطة بمجموعات الدعم الدولية، التي ستلتزم بالاتفاق الامريكي الروسي.

وهكذا، سيكون من الأسهل تطبيق أي اتفاق دولي (إن حصل) في مركزين كبيرين كريف دمشق وحلب المدينة، ولهذا يركز النظام على استعادة حلب الشرقية والغوطة الشرقية، كونهما أبرز كتلتين وازنتين خارج سيطرته في العاصمتين حلب ودمشق، وسيكون من الصعوبة بمكان إنفاذه في تلك المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون، وهي أكثر اتساعا وامتدادا. ولعل هذا الفرز بين الفصائل المعتدلة المرتبطة بالمنظومة الدولية، وبين النصرة وجند الأقصى هو الهدف والسبيل الوحيد في الوقت نفسه لتطبيق الاتفاق الامريكي الروسي، كما اعلن.

ويبدو هذا الفرز والفصل متيسرا عموما، عدا المتعلق بأحرار الشام، حيث تنقسم الحركة ميدانيا لمجاميع ذات ميول جهادية أقرب للنصرة وكانت شريكا أساسيا لها في عمليات التحالف المسمى جيش الفتح، الذي حقق إنجازات عسكرية لافتة في ادلب خصوصا، وبدأت هذه المجموعات وقياداتها تعلن عن انشقاقها عن الحركة، بعد خلافها مع القيادة السياسية التي تميل لجانب القبول بالاتفاق الدولي، كونها اكثر قربا من الحكومات العربية الداعمة للمعارضة، إضافة لارتباطها الذي بات متينا بالسلطات التركية وسياساتها في سوريا. وقد تؤول الاستقطابات داخل حركة الاحرار بين المقربين من النصرة والموالين للإدارة السياسية، إلى انفصال مجموعات أكبر من الأحرار وانضامها للنصرة، وهو ما كان يجري العمل عليه قبل أسابيع فيما سمي بالاندماج، بينما ستتبقى في صفوف الاحرار المجموعات الخاضعة لامرة جناح لبيب النحاس والملتزمة بالتالي بالتفاهمات الدولية حول سوريا.

وبعد انهاء هذا الاستقطاب في احرار الشام، ستبدو الساحة وكأنها منقسمة تماما لفسطاطين، النصرة وحلفائها الرافضين للاتفاق الامريكي الروسي، ومجموعات الفصائل المعتدلة بقيادة الأحرار وفصائل حلب كالزنكي وغوطة دمشق وأبرزها جيش الاسلام وباقي مجموعات الجيش الحر الصغيرة المنتشرة في ريف درعا وحمص، وهذه الفصائل ستلتزم بالاتفاق وستفصل نفسها تماما عن النصرة وحلفائها، وهو ما يريده الامريكيون ويطالب به الروس. وبعد اتمام هذا الفصل، سنكون أمام مشهد مكرر لما حصل في العراق، وهو وقف لإطلاق النار والتنسيق بين قوات المقاومة السورية (كما حصل مع معظم كتائب المقاومة العراقية حينها بوساطة امريكية ايضا)، وبين قوات الحكومة بشكل أو آخر، وفي مرحلة لاحقة عملية دمج لهذه الفصائل المعارضة بين أجهزة الدولة العسكرية التي قال كيري والجبير وزير الخارجية السعودي علانية انهم يريدون الابقاء عليها مع مؤسسات النظام، وهكذا فإن فصائل المعارضة التي يجري فصلها الان عن الجهاديين، تجري تهيئتها لمهمة ضبط الأمن في مناطق المعارضة التي ستدخل في هدنة مع النظام كما هو مخطط، هذا إن لم يستبق النظام الأمر ويسيطر بقوته العسكرية على تلك المناطق، كما يحاول أن يفعل الآن في حلب المدينة وسيكرر ذلك في غوطة دمشق الشرقية وهو قاب قوسين أو ادنى من تحقيق ذلك. ولكن هذا لا يعني أن مهمة الفصائل المعتدلة ستكون سهلة في البقاء بمناطقها بمواجهة النصرة في حال تم إقرار الاتفاق الامريكي الروسي في النهاية، بل إن هذه الفصائل قد تنهار فورا أمام أي هجوم تشنه النصرة على مواقعها ومناطق سيطرتها، كما حصل مع اشقائها في كتائب جمال معروف وكتيبة حزم، ولم يملك الامريكيون والقوى الداعمة للجيش الحر أي إمكانية لدعمهم حينها، وبلا شك لا تملك فصائل الحر وتلك الاسلامية المعتدلة أي إمكانات عسكرية لمواجهة الفصائل الجهادية، وإن تكررت المواجهات مع النصرة، فلن يكون بوسع الامريكيين او الاتراك دعم حلفائهم في فصائل الحر الا بالقصف الجوي، وهذا قد لا يوثر كثيرا في موازين السيطرة على الارض التي تشير لتفوق قوة الجهاديين في معظم مناطق المعارضة، ولكن النصرة تدرك ايضا أهمية كسب أكبر عدد من المجموعات المحلية الصغيرة والكتائب، لمحاولة خلط ساحة تواجدها حتى بفصائل غير جهادية، بحيث تحميها كما تعتقد من أي استهداف دولي، ومن جانبها تحقق تلك الفصائل الصغيرة أهدافا إعلامية بالمشاركة بمعارك تقودها النصرة وتحقق من خلالها انتصارات ضد النظام، ولأن النصرة تعتبر بعض هذه الفصائل المعتدلة بوابة خارجية نحو الحدود التركية بحيث تمنع حصارها، تصر امريكا وروسيا على فصل تلك الفصائل عن النصرة لإحكام التضييق عليها واستهدافها.

وتبدو القوة الوحيدة المؤهلة بريا لمواجهة النصرة هي قوات النظام المدعومة روسيا، كما فعلت في بداية الهجوم الروسي في سهل الغاب قبل اشهر، ويمكن كذلك للقوات الكردية المدعومة امريكيا تحقيق تقدم ما غرب حلب، كما فعلت ذلك امام قوات تنظيم «الدولة» شرق وشمال حلب، أما قوات المعارضة السورية المعتدلة فإن أفضل ما يمكن أن تقدمه لدعم الحرب على النصرة وحلفائها هو التزامها بالهدنة مع النظام في سياق الاتفاق الامريكي الروسي، لتفسح المجال امام قطاعات كبيرة من جيش النظام للتفرغ لقتال النصرة والجهاديين غرب خط حلب دمشق وتنظيم «الدولة» أيضا شرق خط حلب دمشق، تماما كما حصل عندما التزمت بتلك الهدنة قبل اشهر ولعدة اسابيع، استفادت منها قوات النظام وروسيا انذاك في توجيه قواتها نحو تدمر لاستعادتها من تنظيم «الدولة».

 

مفاوضات تضع بلدتي الهامة وقدسيا في ريف دمشق على صفيح ساخن وتجهز لتهجير مقاتلي المعارضة المسلحة في المنطقة

هبة محمد

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: بات تهجير المناطق المناوئة لحكم النظام السوري، أمرا اعتياديا، وكأسا يدور على المدن والأرياف ابتداء من حمص ومرورا بريف دمشق، دون نهاية واضحة حتى الآن لرسم خارطة سوريا المفيدة، وذلك لتأمين مراكز المحافظات الداخلة في هندسة تلك الرقعة الجغرافية، وعلى رأسها العاصمة، التي تلقى اهتماما كبيرا من قبل المفاوضين الروس، ومساع حثيثة من قبل النظام السوري لجعل ريفها حزاما طائفيا، يأمن بشار الأسد كل جوانبه.

وفي إطار التغير الديموغرافي عرض النظام السوري على بلدتي الهامة وقدسيا شمال غرب العاصمة، ما أسماه بالحل الشامل لجعل البلدتين آمنتين، عن طريق شروط وصفها معارضون بالتعجيزية، تقضي بتسليم السلاح الموجود لدى كتائب المعارضة السورية المسلحة، وجعل المنطقة خالية منه بشكل كامل، وتهجير من يرفض التسوية ومصالحة النظام، وإعادة المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية للقتال في صفوف قوات النظام، وذلك بعد أن شن الأخير هجوما عسكريا بريا على المنطقة محاولا التقدم فيها، تحت غطاء ناري كثيف، لإجبار المفاوضين على الإذعان للمصالحة.

وقال الناشط الإعلامي زكريا الشامي من أبناء بلدة قدسيا في حديث لـ «القدس العربي» معه، إن «ممثلين عن النظام السوري عقدوا اجتماعا موسعا مع لجنة المصالحة المشتركة بين بلدتي الهامة وقدسيا، وضحوا خلاله الشروط لإيجاد حل شامل يجعل كلا من الهامة وقدسيا آمنتين بالنسبة لبشار الأسد، بيد أن تلك الشروط مجحفة وتعجيزية، وتتمثل بسحب جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من أيدي الفصائل الثورية، والعمل على وضع لجان أهلية على حواجز المدينة، يتم تسليحها لاحقا من قبل الحرس الجمهوري، وتكون تابعة لقوات النظام، وتحت إشرافها حصريا».

وأشار المتحدث الإعلامي إلى تسوية وضع مقالتي المعارضة ممن يودون البقاء في البلدتين بعد تسليم سلاحهم، وإخراج الشبان الرافضين للتسوية دون تحديد الجهة المرسومة والمخطط لها، أما عن وضع المنشقين والمتخلفين فكان النظام قد خصص بندا خاصا لهم، على أن يتم إعطاؤهم مهلة ستة شهور لتسوية أوضاعهم في شعب التجنيد، ومن ثم سوقهم إلى الخدمة الإلزامية، حسب المصدر.

النظام السوري اشترط إعادة تفعيل عمل قوى الأمن الداخلي والمخفر في كل من البلدتين المتلاصقتين، ودخول أجهزة الدولة للتفتيش أو المراقبة لأي سبب أمني أو إداري، وتشغيل كل مؤسساتها.

لاقت شروط المصالحة حسب ناشطين رفضا كبيرا من قبل الفصائل والمدنيين، مرجعين السبب إلى أن النظام السوري يحاول السيطرة على مناطق الريف الشمالي بالتهديد والوعيد، وخاصة أنه «أعطى 48 ساعة للجنة المصالحة، كمهلة يتم خلالها إيصال الرسالة المغمسة بالدم، لإجبار الفصائل والأهالي على قبولها، في ظل المواجهات العسكرية بين الثوار وقوات النظام، وعمليات القنص والقصف التي يقوم بها شبيحة النظام المتمركزين في منطقة جبل الورد الموالية للنظام».

وبيّن الشامي أن الساعات التي لحقت اجتماع لجنة المصالحة مع مفتي دمشق عدنان الافيوني ووفد النظام قد شهدت هجوما عنيفا وقصفا مكثفا، يعتبر الأعنف منذ عاما تقريبا، مستهدفا المناطق السكنية في بلدتي الهامة وقدسيا، تبعه محاولة تسلسل باتجاه الهامة من الجهة الغربية.

وأردف: اليوم (أمس) ومنذ ساعات الصباح الأولى عاود النظام استهداف الهامة وقدسيا بسلاح المدفعية بشكل غير اعتيادي، ويتم الانتظار ريثما تتوصل لجنة المفاوضات لوقف إطلاق النار والبدء بدراسة الهدنة وتقديم الطلبات من قبل الفصائل ومناقشتها مع وفد النظام.

 

استمرار الاتصالات الأمريكية ـ الروسية حول سوريا وسط دراسة خيارات خارج الدبلوماسية

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أجرى وزير الخارجية الأمريكي محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول سوريا بعد أن هدد بوقف الاتصالات مع روسيا قبل يومين.

وبرر الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن الاتصالات مستمرة مع الروس لإقناعهم بإستخدام نفوذهم لتطبيق وقف إطلاق النار فورا في حلب.

في الوقت نفسه اعترف كيربي بأن «روسيا تدعم جهود الأسد في معاملته الوحشية لمواطنيه السوريين، ولكن هذا لا يعني أننا مستعدون في المحاولة لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، ولن يعتذر وزير الخارجية للمشي ميلا أضافيا في هذا الطريق، وهو لايصدق كل شيء يقوله الروس وأن لديهم مصالحهم الجيوسياسية. ولكن من مهام وزير الخارجية أن يتوصل إلى حلول عبر الدبلوماسية، وأن صبره له حدودا، ولهذا قلنا إننا وصلنا إلى حافة تعليق هذه الاتصالات مع الروس».

وحول اتهام الروس للناطق بأنه هدد روسيا بأن الإرهابيين سيهاجموا المدن الروسية وأن الجنود الروس سيعودون إلى روسيا في توابيت أجاب كيربي «إن ماقلناه هو الواقع وهو ليس جديدا، وجاء ذلك في إطار الرد حول عواقب عدم تطبيق الروس التزاماتهم بوقف الأعمال العدائية في سوريا، إن النتيجة مزيد من الحرب وسفك الدماء. وإن القوات الروسية تخوض الحرب في سوريا وليس القوات الأمريكية، ولم يكن ذلك تهديدا ولم أكن أحرض على الإرهاب ضد روسيا وهذا ادعاء لا أساس له كليا».

وحول اقتراح الروس وقف إطلاق النار لـ48 ساعه في حلب أجاب «لقد شاهدنا هذا الاقتراح عبر الإعلام ولا نعرف مدى جديته وعما إذا كان اقتراحا حقيقيا».

وأكد كيربي أنه لم يتم سحب الوفد الأمريكي في اللجنة المشتركة الروسية الأمريكية في جنيف.

وأعرب كيربي عن تفهم الإحباط لدى المعارضة السورية إزاء الدور الأمريكي وعدم تطبيق وقف الأعمال العدائية، وأن النظام مستمر بقتل الشعب السوري وتدمير البنى التحتية بدعم عسكري روسي، وإن الولايات المتحدة تصر على وقف إطلاق النار الفوري وإدخال المساعدات الإنسانية لحلب والمناطق المحاصرة الأخرى ثم بدء المفاوضات السياسية، ومازلنا نطالب المعارضة بالانفصال عن أماكن تواجد جبهة النصرة حتى لا تعطي الحجة للنظام والروس بضرب مواقعهم، وأن تنظيم «الدولة» هو العدو ولا نقيم معه وقف الأعمال العدائية ولدينا استراتيجية عسكرية لتدميره، أما الحرب الأهلية فإننا نحاول إيقافها دبلوماسيا».

وكرر أنه لن يعلق على إعطاء الحلفاء الخليجيين صواريخ مضادة للطائرات ومحمولة على الكتف (مانبادر)، ولكنه أضاف «إننا ندرس الخيارات المطروحه بين الوزارات المختلفة وبعضها خارج عن الدبلوماسية».

 

تظاهرات بلندن وألمانيا تنديداً بغارات النظام وروسيا على حلب

لندن، كولونيا ــ العربي الجديد، الأناضول

خرجت تظاهرات في العاصمة البريطانية لندن ومدينة كولونيا غربي ألمانيا، اليوم السبت، احتجاجاً على الهجمات الجوية التي كثفتها قوات النظام السوري وروسيا مؤخراً على محافظة حلب شمالي سورية.

 

واحتشد متظاهرون من مختلف الجنسيات في لندن للمطالبة بوقف الأعمال الإجرامية ضد الشعب السوري، ورفع المشاركون أعلام الثورة السورية، وطالبوا أيضا روسيا وإيران بالخروج الفوري من سورية.

وبحسب تعبير المتظاهرين الذين وصل عددهم لأكثر من ألف شخص، فإن أميركا لم تفعل شيئاً لإنقاذ سورية ووقف نزيف الدم.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “بوتين والأسد يساوي هتلر”، و”كفى رمي القنابل على الشعب”، ووقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء السوريين.

 

كذلك استمع المتظاهرون إلى رسائل صوتية من حلب تطالب بإنقاذ المدينة من القصف الروسي وقصف النظام.

 

وفي كولونيا، تجمع المتظاهرون؛ سوريون وألمان، أمام الكاتدرائية الأثرية في المدينة، وسط ترديد هتافات منددة بالغارات، وهم يحملون في أيديهم أعلام المعارضة السورية.

 

ووصف المتظاهرون “الظلم الذي يعيشه سكان حلب تحت أنظار العالم بالوحشي”، معبرين عن شكرهم لتركيا ورئيسها، رجب طيب أردوغان، لدعم ومساعدة الشعب السوري، وفق المصدر ذاته.

 

كما رفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل “سورية حرة” و”نريد الحرية”، و”أنقذوا حلب”، منددين بـ”قتل النظام وروسيا المدنيين، وصمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجاه الأحداث في سورية”.

 

واستلقى المتظاهرون على الأرض، حاملين معهم دمى لأطفال وملابس عليها ألوان حمراء في إشارة للدم، لتجسيد حالة المواطنين في حلب.

 

وفي حديثٍ لوكالة “الأناضول” على هامش الفعالية، قال معتصم جسري، أحد المنظمين للتظاهرة، إن “أكثر من 100 شخص يقتلون في حلب يوميا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي اكتفى بدور المتفرج على هذه الوحشية.

 

وأوضح جسري أن تظاهرتهم لتسليط الضوء على الأوضاع في حلب، ولمطالبة العالم بوقف نزيف الدم في سورية، مضيفاً أن “النظام السوري يقتل شعبه، لا سيما أهالي حلب، وذلك بالتعاون مع روسيا وإيران وحزب الله اللبناني”.

 

إلى ذلك، دعت الكويت، اليوم، مجلس جامعة الدول العربية، إلى عقد جلسة فورية وطارئة على مستوى المندوبين، لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة حلب.

 

وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان إنها دعت أيضاً، منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد مثل تلك الجلسة الفورية والطارئة للجنة التنفيذية لها على مستوى المندوبين.

 

ومنذ إعلان النظام السوري في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي انتهاء هدنة توصل إليها الجانبان الروسي والأميركي في 9 من الشهر ذاته، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من سبعة أيام.

 

كذلك تعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.

 

قصف بالقنابل العنقودية يستهدف مستشفى في حلب

أنس الكردي

تعرض مستشفى الصاخور في مدينة حلب، اليوم السبت، للقصف بالبراميل المتفجرة من طائرات سورية وروسية، وذلك للمرة الثانية خلال أيام.

 

وجدّدت قوات النظام السوري وروسيا، اليوم، عمليات القصف الجوي والبري للأحياء الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى، وخروج مستشفى عن العمل، بعد يوم دام خلف 31 قتيلاً.

وأفاد “مركز حلب الإعلامي”، بأن “مدنياً قتل وأصيب عدد آخر في حصيلة أولية في حي الصاخور، نتيجة استهدافه من الطيران الحربي والمروحي التابعين للنظام السوري”، مبينّاً أن “الطيران الحربي عاد وجدد استهدافه الحي بصواريخ تحمل قنابل عنقودية وسط تحليق مكثف”.

وأشار ناشطون، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “القصف أسفر كذلك عن خروج مستشفى الصاخور عن الخدمة بعد استهدافه بغارة جوية للمرة الثانية خلال أيام”.

إلى ذلك، أعلنت الإدارة العامة للخدمات في حلب وقف ضخ المياه عن كامل المدينة بعد قصف قوات النظام لمحطات ضخ المياه وتدمير خطوط الشبكة الرئيسية.

وكانت مصادر في الدفاع المدني قد قالت، لـ”العربي الجديد”، أمس الجمعة، إن الطائرات الروسية والسورية استهدفت سبعة عشر حياً من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، الخاضعة لسيطرة المعارضة، بنحو ستين ضربة جوية، ممّا أدى إلى مقتل واحد وثلاثين مدنياً وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.

وأجرت القوى الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي، أمس أيضاً، مناقشة أولى لمشروع قرار فرنسي حول سورية، من دون التوصل لإقراره، إذ ستتواصل المناقشات على مستوى الخبراء.

ومن المنتظر أن تقدّم فرنسا، الإثنين المقبل، مشروعها الذي يركز على الوضع في حلب، إلى جميع الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن.

 

“واشنطن بوست”: أوباما أخطأ في تقييم التدخل الروسي بسورية

واشنطن ــ العربي الجديد

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أخطأ في حساباته عندما قال إنّ روسيا ستغرق في “المستنقع” السوري، مشيرة إلى أنّ موسكو لا تبدو، بعد دعمها الهجوم الأخير على حلب، في وارد التخلّي بسهولة عن أهدافها من التدخل العسكري في سورية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير اليوم السبت، إلى أنّ التدخل العسكري لروسيا في سورية، وبعد مرور عام كامل على بدء أولى ضرباتها دعماً للنظام، حقّق هدفين أساسيين حتى الآن لموسكو.

 

وذكرت أنّ رئيس النظام بشار الأسد لم يعد يواجه تحدياً عسكرياً في مركز القوة في العاصمة دمشق بعد خمس سنوات من الثورة التي خرجت ضد حكمه، لافتة أيضاً إلى أنّ روسيا حققت هدفها بفرض نفسها لاعباً أساسياً وقوة إقليمية في المنطقة.

 

وبحسب الصحيفة، فإن هدفاً ثالثاً للتدخل الروسي في سورية، لم يتحقق حتى الآن، مشيرة في المقابل إلى أنّ الدعم العسكري لنظام الأسد لم يثبت فعاليته في إلحاق هزيمة بالثوار المعارضين، ولا في فرض تسوية وفق شروط موسكو.

ورغم ذلك، لا توجد، وفق الصحيفة، إشارات إلى أنّ روسيا غارقة في “المستنقع” كما توقع أوباما مع بداية التدخل العسكري قبل عام، ولا دلالات على أنّ موسكو منهكة بسببه. بل على العكس، ترى “واشنطن بوست”، أنّ موسكو تبدو في وارد مضاعفة دعمها العسكري للأسد، ولا سيما مع تصاعد أعمال العنف وسط انسداد أفق الحل، وذلك بعد انهيار اتفاق الهدنة بين الجانبين الأميركي والروسي، وازدياد الشكوك حول إمكانية توصل التعاون بينهما إلى مخرج للأزمة.

 

ويأتي ذلك في وقت تدعم الطائرات الروسية “هجوماً شرساً” لقوات النظام بهدف استعادة شرق حلب، “مركز الزلزال الدامي” للصراع من أجل السيطرة على سورية، بحسب الصحيفة، مع تأكيد الكرملين عدم وضعه إطاراً زمنياً لإنهاء التدخل.

 

عام من الحرب الروسية في سورية

وفي هذا السياق، قال السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، والباحث حالياً في معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، للصحيفة إنّ “اعتقاد روسيا بأنّها لا تستطيع كسب الحرب وستتفاوض بالتالي على إيجاد حل، أصبح الآن جدياً محط شكوك”.

وأضاف فورد أنّ “اللحظة التي تحدثت عنها إدارة أوباما بأنّ روسيا سوف تعلق في سورية ولن تتمكّن من الخروج منها، يبدو أنها لم تحن حتى الآن”.

ولا تزال “بصمات” التدخل الروسي في سورية ضعيفة نسبياً، بحسب الصحيفة، إذ تركّز على الضربات الجوية، مع أنّها تتضمن مستشارين على الأرض، وتكلّف الكرملين ما مجموعه ثلاثة ملايين دولار يومياً، وهو جزء يسير من ميزانية الدفاع السنوية التي تصل إلى 55 مليار دولار. وعلى الرغم من أنّ سورية قد تتحوّل إلى مستنقع فعلاً، لكنّه “مستنقع مستدام” كما أوردت الصحيفة عن فورد.

 

ورأى المستشار المشارك في المفاوضات من الدرجة الثانية بين النظام والثوار، سلمان شيخ، للصحيفة أنّ روسيا تنوي باستمرار تدخلها العسكري السيطرة على مدينة حلب على الأقل، قبيل الدخول في مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة.

 

“فخسارة الثوار حلب، قد تشكل ضربة قاصمة لهم، وحرمانهم من موطئ قدم في أي مدينة سورية كبرى”، كما قال شيخ للصحيفة، لافتاً إلى أنّ “روسيا ستكون حينها في موقع يسمح لها بالتفاوض من أجل التوصّل إلى حل أكثر مواتاة للأسد مع الولايات المتحدة وحلفائها في المعارضة… ربما مع تولي الإدارة الجديدة مهامها في واشنطن”، بحسب قوله.

 

داء الكلب يتربص بالمحاصرين في الرستن السورية

لبنى سالم

يعاني نحو 100 ألف مدني سوري يعيشون في مدينة الرستن المحاصرة من شح الخدمات الطبية المتوفرة في مدينتهم، والإصابة بالأمراض التي يعجزون عن تأمين أدويتها، وآخرها داء الكلب الذي سجل 5 إصابات بين البشر خلال عدة أيام، وعشرات الإصابات بين الحيوانات.

 

يقول يعرب الدالي، وهو ناشط إعلامي من الرستن، “بعد القصف تتناثر أشلاء الضحايا بين الركام، ولا يستطيع الدفاع المدني جمعها من الأماكن البعيدة، والكثير من الكلاب الموجودة في المنطقة والمصابة بداء الكلب باتت تتغذى على هذه القطع”.

 

ويوضح الدالي لـ”العربي الجديد”، اليوم السبت، أن “هجمات الكلاب المصابة على الناس زادت أخيراً، ما تسبب بإصابة عدد من السكان بهذا الداء”، لافتاً إلى “ظهور أعراض المرض لدى خمس حالات، منها الهيجان والخمول العصبي، ولا يوجد في الرستن المصل المضاد لهذا الداء، ما يهدد حياة المصابين بالموت”.

 

ويضيف “أصدر المخفر الثوري قراراً بقتل الحيوانات المصابة بالمرض، وجرى أمس قتل عجل اكتشفت إصابته بالداء، ثم أحرق ودفن حتى لا يتسبب بانتشار العدوى، والمشكلة أن أعداد الكلاب كبيرة كون المنطقة زراعية”.

 

وتنحصر الخدمات الطبية المتوفرة في الرستن بمشفى ميداني وحيد، لا يقدم إلا الإسعافات الأولية، ويستقبل الجروح والإصابات من الدرجة الأولى فقط. في حين يعجز عن التعامل مع حالات إصابات الصدر أو الرأس أو الأذيات الوعائية أو العصبية، وتلك التي تحتاج لجراحات دقيقة أو تصوير شعاعي، لعدم وجود المعدات والإمكانيات، ولهذا السبب تبتر أطراف الكثيرين مع تعذر علاجها.

 

ولا تسمح قوات النظام بدخول أي نوع من أنواع الأدوية في القوافل الإغاثية، ولا يحصل الكثير من المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة على الأدوية اللازمة. كما لا يحصل مرضى السرطان على الجرعات الكيميائية اللازمة لعلاجهم.

ويقول الدالي: “يحصل القلة ممن يملكون المال على أدوية مهربة من الحواجز بمبالغ كبيرة جداً، ويصل سعر جرعة العلاج الكيماوي إلى نحو 50 دولاراً تقريباً، مع العلم أن المريض يحتاج إلى جرعتين أو ثلاث في الشهر”.

 

إضافة إلى انعدام الأدوية يعاني سكان الرستن من أزمة شح المياه والخبز. يوضح رئيس المجلس المحلي في الرستن فيصل العزو لـ”العربي الجديد” أن “السبب الأساسي في انخفاض إنتاج الخبز يعود لانعدام أي دعم مادي لعملية الإنتاج، فالمجلس المحلي لا يملك الإمكانيات المادية الكافية، وتصل تكلفة إنتاج الخبز في الرستن في اليوم الواحد لـ 16 ألف دولار”.

 

وعن معاناة السكان من انقطاع المياه لأوقات طويلة جداً، على الرغم من وجود عدد كاف آبار المياه، يوضح العزو “يحتاج ضخ المياه إلى المنازل لنحو 40 ليتراً من المازوت في الساعة الواحدة، وتكلفتها تفوق قدرة المجلس على شرائها، تنفذ إحدى الجمعيات مشروعاً لفترة محدودة لضخ المياه لكن هذا الحل لفترة محدودة فقط”.

 

ويعيش سكان الرستن المحاصرة منذ عام 2013 تحت خطر القصف اليومي من الطائرات الروسية والسورية والمدفعية. يقول يعرب الدالي: “شن الطيران الحربي السوري أمس 6 غارات في الصباح، ثم شن الطيران الروسي غارات في الليل بقنابل النابالم والفوسفور والقنابل المشتعلة”.

 

يذكر أن قوات النظام السوري، عرقلت، أخيراً، دخول قافلة مساعدات إنسانية محملة بالطحين والمواد الغذائية إلى الرستن. ويشير الدالي إلى “منع حواجز النظام القافلة من العبور حتى ساعات العصر، ثم شن غارات مكثفة على المدينة، فتراجعت الأمم المتحدة عن إدخالها بسبب الخطر خوفاً من تكرار مجزرة أورم في ريف إدلب، واستهداف القافلات الإنسانية مرة أخرى”.

 

النظام يقيم مهرجاناً سياحياً على أشلاء السوريين في حلب

تتواصل الغارات الجوية للنظام السوري والقوات الروسية الحليفة له على مدينة حلب، وأسقطت أخيراً برميلين متفجرين وقنابل عنقودية على المستشفى الأكبر في الأحياء المعارضة، لتمنع بذلك أي سبيل للحياة عن المدينة، بعد أن قتلت 400 مدني في المدينة المحاصرة خلال الأسبوع الماضي فقط، وفقاً للأمم المتحدة.

ويواصل النظام السوري سياسة الأرض المحروقة على الأحياء المعارضة في المدينة، في خرق واضح للأعراف الدولية والأعراف الإنسانية والقانون الدولي، لكنه لا يتوانى في الوقت نفسه عن الترويج بقبح ووقاحة لـ”إرادة الحياة” فيها، مما يعني أن النظام السوري لا يكتفي فقط بالقضاء على أي حياة في المدينة، بل يعلن بكل وضوح أنه إذا ما كانت ستبقى أي حياة فيها، فستقتصر على مؤيديه.

ويصرّ الإعلام السوري على خلق صورة مشوهة عن الواقع الحقيقي للمدينة، عبر الترويج لها كمدينة سياحية مزدهرة بفضل “إرادة الحياة فيها”، من خلال مجموعة من المنشورات ومقاطع الفيديو الترويجية، متجاهلاً مئات الصور والفيديوهات التي تنقل موت الشعب السوري في المدينة التي تدمر فوق رؤوس أهلها بحجة “الحرب على الإرهاب”.

 

وأعلنت وزارة السياحة السورية عن حملة جديدة عن “إرادة الحياة في حلب”، ونشرت فيديو ترويجياً يعتمد على تقنية متقدمة، تظهر المدينة فيه كمدينة هادئة ومزدهرة، ولا ينقصها سوى توافد السياح إليها، ما يخلق صورة مشوهة عن الواقع الحقيقي للمدينة المنكوبة المصنفة كأخطر مكان في العالم، حسب جهات دولية كثيرة.

 

ونشرت الصفحة الرسمية للوزارة على موقع “فيسبوك” صوراً ترويجية لمهرجان “هناك ما يستحق الحياة” الذي ينطلق، اليوم السبت، في الأحياء الغربية من المدينة التي يسيطر عليها النظام، مما يشكل تناقضاً صارخاً ووقحاً عن صورة الأحياء الشرقية من المدينة، حيث تصل صور الموت والدمار، بفعل الهجمات الجوية للنظام السوري والقوات الروسية الحليفة له عليها.

 

 

وتنطلق اليوم حملة “يوم الغضب العالمي من أجل حلب” على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشارك فيها ناشطون من كل أنحاء العالم، للتنديد بالمجازر التي يرتكبها النظام في المدينة، والمطالبة بوقف قتل المدنيين واستهدافهم.

 

(العربي الجديد)

 

قدسيا والهامة: مدنيون مع حل سلمي لمنع تهجيرهم

يعيش أهالي منطقتي قدسيا والهامة، في ريف دمشق، هاجس التهجير القسري على غرار ما حدث في داريا ومعضمية الشام، حيث ما زال مخطط إخضاع المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق، قائماً على قدم وساق.

 

وتدهورت خلال اليومين الماضيين الأوضاع في قدسيا والهامة، بعد أشهر طويلة من الهدوء، حيث صعّد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من استهداف المنطقتين، وعرض وقف القصف مقابل خروج مقاتلي الفصائل المعارضة وإعلان البلدتين منطقتين منزوعتي السلاح.

 

على إثر ذلك، حاول وفد من أهالي قدسيا والهامة القيام بدور الوسيط لوقف القصف، والتقى مع مندوب للنظام من ضباط الحرس الجمهوري، الجمعة، يعتقد أنه المسؤول عن العمليات العسكرية في البلدتين، إلا أن اللقاء انتهى بشكل سلبي نظراً للتهديدات التي أطلقها ممثل النظام لأعضاء الوفد، إذ هدد بتدمير البلدتين خلال ساعتين، إذا لم يرضخ مقاتلو المعارضة لـ”الهدنة”. ومن بين الشروط التي يصرّ النظام على تنفيذها، تقديم الفصائل قائمة لـ200 اسم من عناصرها كبادرة حسن نية، يتم بعدها تسوية أوضاعهم ووقف عمليات القصف تمهيداً لبدء إجراءات إخلاء المسلحين.

 

الناشط عبدالرحمن فتوح، قال لـ”المدن”، إن عدداً من الفصائل في قدسيا قدم بالفعل قائمة من الأسماء، نزولاً عند رغبة سكان المنطقة، الذين احتشدوا في تظاهرة، الجمعة، تجددت السبت، رفعوا خلالها شعارات تطالب بتجنيب المنطقة أي عمل عسكري.

 

تحركات الأهالي، السبت، شهدت توتراً مع الفصائل المعارضة، حيث حاول بعضهم تفريق التظاهرة التي جابت سوق قدسيا، من خلال إطلاق الرصاص بالهواء. الأمر الذي دفع النظام إلى تجديد استهداف المنطقة، على خلفية الانقسام الحاصل بين الفصائل.

 

وبحسب فتوح، فإن النظام طرح مبادرة تتضمن تسوية الأوضاع لمن يرغب من مقاتلي الفصائل، وخروج من لا يريد الانضمام إلى عملية التسوية. وفي المقابل، يفتح النظام كافة الطرقات وينهي حصار الهامة وقدسيا ويعيد الخدمات إليهما. وأشار فتوح إلى أن المهلة القصيرة التي منحها النظام للوفد، تبدو كأنها شرط تعجيزي يراد به الوصول لحالة الحرب التي لا يريدها السكان. وقال “يبدو أن هناك أمراً روسياً بالسيطرة على هذه المنطقة بأي ثمن، وهذا كان واضحاً من نبرة ممثل النظام المرتفعة جداً واعطاء مهلة قليلة (ساعات فقط) للقبول بالتسوية”.

 

يشار إلى أن قدسيا والهامة تعيشان حالة الحصار منذ تموز/يوليو 2015، إلا أن الخناق اشتد منذ نحو شهر ونصف الشهر، على خلفية اشتباكات اندلعت بين عناصر من المعارضة و”حاجز السياسية” على أطراف قدسيا.

ويحاول المدنيون في قدسيا والهامة قطع الطريق على أي مخططات قد تنتهي بتهجيرهم من منازلهم، حيث يمارسون ضغطاً كبيراً على مقاتلي المعارضة من أجل قبول عرض النظام، وأخذ العبرة من المناطق التي واجهت المصير نفسه، أمام حالة تخلي الداعمين للمعارضة عن المقاتلين والمدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

 

بين خربة الجوز وباب الهوى.. فضائح المعابر والفصائل

أحمد مراد

أغلقت حركة “أحرار الشام الإسلامية” معبر خربة الجوز الإنساني، بين سوريا وتركيا، الخميس، وهو مخصص لدخول المواد الإغاثية والحالات المرضية من ريفي إدلب الغربي واللاذقية إلى الأراضي التركية. وجاء الإغلاق بعد اشتباكات داخل المعبر بين “أحرار الشام” و”أنصار الشام” المنضوي في “الجبهة الإسلامية”. وانتهت الاشتباكات ببسط “الأحرار” سيطرتهم على المعبر الإنساني، واعتقال عناصر من “أنصار الشام” بعد اتهامهم بعمليات فساد ورشوة، في حين ردَّ “أنصار الشام” بوصف الهجوم ﺒ”الاعتداء” داعين “الأحرار” لتوجيه عناصرهم إلى جبهات القتال.

 

ويبعد المعبر مسافة 4 كيلومترات عن بلدة خربة الجوز الحدودية مع تركيا، وافتتح كبديل عن المعبر الإنساني في بلدة اليمضية الحدودية، بعد تقدم قوات النظام والمليشيات في جبل التركمان، وقصف اليمضية مرات متعددة.

 

ويعد معبر خربة الجوز معبراً إنسانياً لدخول المرضى والمدنيين إلى تركيا بـ”نظام الإجازات”. ويسمح لحامل بطاقة “الحماية المؤقتة” الصادرة عن السلطات التركية بدخول الأراضي السورية، والعودة إلى تركيا، خلال مدة أقصاها 45 يوماً، ويدخل إلى سوريا يومياً حوالي 150 شخصاً من حملة البطاقات. وفضلاً عن عبور المدنيين والحالات الإنسانية، يشكّل معبر خربة الجوز، الرئة التي تمد مناطق المعارضة في ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي بالمواد الإغاثية القادمة من تركيا.

 

حركة “أحرار الشام الإسلامية” أصدرت بياناً برّرت فيه هجومها، بمكافحة “الفاسدين” وانتشار الرشى، وبيع الإجازات المزورة التي يصل سعر الواحدة منها 3000 دولار أميركي، واستغلال الأهالي عند دخولهم إلى تركيا، وفرض الإتاوات على المدنيين. وأكدت الحركة أن الهجوم يهدف لتنظيم عمل المعبر، وكفّ يد “الفاسدين”، وردّ المظالم إلى أهلها، في حين وصف بيان “أنصار الشام” هجوم “الأحرار” بـ”غير المبرر” نتيجة وجود مندوبِين عن الفصيلين داخل المعبر. وأشار البيان إلى تجاوزات “الأحرار المتكررة”، داعياً “طلبة العلم” لدفع الظلم قبل إراقة الدماء.

 

والسبب الرئيس وراء اقتحام “أحرار الشام” للمعبر، بحسب ما ذكره الناشط الإعلامي محمد اللاذقاني، لـ”المدن”، هو كشفهم لإجازات مزورة لرجل وزوجته، كان عناصر من “أنصار الشام” قد قبضوا لقاءها مبلغ 3300 دولار أميركي. الأمر الذي دعا “قاطع الحدود” في “أحرار الشام” الذي يرأسه أبو معاذ طيبة، لحشد “القوة المركزية” الخاصة بـ”القاطع” في بناءين قريبين من المعبر، ثم اقتحامه، واعتقال عناصر “أنصار الشام”.

وأضاف اللاذقاني، أن عناصر “أنصار الشام” يستغلون المعبر لعمليات التهريب، وبيع الإجازات مقابل مبالغ مالية ضخمة، ويعمدون إلى ابتزاز المدنيين عبر بطاقة تسمى “هوية حدود” تفرضها حواجزهم على من يرغب بالانتقال بين جانبي الحدود، ويبلغ سعر البطاقة 15 دولار أميركي. كما يفرض عناصر “الأنصار” على كل مركبة متجهة إلى المعبر مبلغ 100 دولار.

 

ويسيطر “أنصار الشام” على مخيم بلدة عين البيضا، القريب من معبر خربة الجوز، وغيروا اسمه إلى مخيم “الأنصار”، وخصصوه لأشخاص محسوبين عليهم، محاولين إدخال المواد الإغاثية إليه وتوزيعها على عناصر “الأنصار” البالغ عددهم 1000 عنصر، تحت قيادة أبو عمر جمعة، من مدينة الحفة في ريف اللاذقية. وتنحصر قيادة “أنصار الشام” بين أبو عمر وأقاربه.

 

مصدر عسكري في “قاطع الحدود” التابع لـ”أحرار الشام”، قال لـ”المدن”، إنه يوجد في المعبر 25 عنصراً من “أحرار الشام” وعدد من عناصر من “أنصار الشام”. وأشار إلى أن كثرة حالات التهريب وابتزاز المدنيين “دفعتنا لمحاسبة الفاسدين”. وأوضح المصدر أن “الأحرار” سبق وضبطوا عناصر من الحركة، كانوا قد قبضوا مبالغ كبيرة من المدنيين، لقاء تزوير إجازات لهم وإدخالهم إلى تركيا، ما دعا “القوة المركزية” التابعة لـ”قاطع الحدود” لاعتقال عناصر “الحركة” وتقديمهم للقضاء.

 

“أنصار الشام” رفضوا اتهامات “الأحرار”، واعتبروا أن هدف الهجوم هو السيطرة على كافة المعابر في المناطق المحررة. المقاتل في “أنصار الشام” أبو الحسن، قال لـ”المدن”: “جميعنا نعلم مدى استفادة أحرار الشام من معبر باب الهوى، وكيف أزاحوا فصائل الجيش الحر للسيطرة عليه، والاستفادة المادية من عمليات نقل البضائع، وفرض الضرائب على شاحنات الإغاثة القادمة من الجانب التركي، والفساد الذي يشهده معبر باب الهوى حين عبور المسافرين، وتجاوزات مكتب الدور والحجز، وبيع إجازات العيد والأدوار للمدنيين”.

 

وأكد أبو الحسن أن “الأحرار” إذا أرادوا مكافحة الفساد، فعليهم مكافحته في معبر باب الهوى الذي يسيطرون عليه، ويدخله يومياً حوالي 1000 شخص، وهو المعبر الوحيد الذي يربط المناطق المحررة بالعالم، وأشار إلى أن “الأحرار” لا يحق لهم وصف “الأنصار” بـ”الفاسدين”، فعناصر “الأحرار” يشكلون السواد الأعظم في معبر خربة الجوز، وإذا كانت ادعاءاتهم صحيحة، فعناصرهم شركاء، ويجب محاسبتهم، ومكافحة عمليات التهريب التي تحدث كل يوم، والقضاء على شبكات التهريب. ففي كل يوم يعبر بين 1000 و3000 شخص بطريقة غير شرعية، معظمهم يقعون ضحايا عمليات احتيال المهربين، وينتهي بهم المطاف بيد قوات حرس الحدود التركية، يتعرضون للضرب والاعتقال، ثم يُعادون إلى سوريا، لتبدأ عمليات احتيال المهربين مرة أخرى، بطلب مبالغ جديدة لقاء عملية تهريب جديدة، بحسب أبو الحسن.

 

أبو الحسن، بيّن أن “أنصار الشام” لا يريدون إراقة الدماء بهدف إعادة بسط سيطرتهم على المعبر الإنساني، فالقوة العسكرية يجب أن تتوجه إلى جبهات القتال لا للتقاتل على مناطق نفوذ.

 

وبحسب الناشط اللاذقاني، تعتبر البلدات القريبة من معبر خربة الجوز منطقة نزاع بين الفصائل، فـ”أنصار الشام” يُسيطرون على قرية عين البيضا، في حين تخضع بلدة خربة الجوز لسيطرة “أحرار الشام”. وتجري عمليات التهريب باتجاه الحدود التركية بشكل يومي، وتخضع لاعتبارات محددة، منها طبيعة الشخص، مدني أم عسكري أم كردي أم مهاجر.

 

موسكو تهدد بـ”زلزال” إذا ضربت واشنطن الأسد

حذّرت الخارجية الروسية، السبت، من أن “أي عدوان” أميركي مباشر على دمشق أو جيش النظام السوري سيؤدي إلى “تحولات تكتونية (زلزالية) مريعة” في الشرق الأوسط، في وقت تفشل فيه الدبلوماسية الأميركية بوقف الضربات الروسية والسورية على مدينة حلب.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مقابلة تلفزيونية، إنه “إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك الى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب بل وعلى المنطقة بأسرها”. وحذّرت من أن يؤدي تغيير النظام في سوريا “إلى ما هو أبعد من فراغ السلطة، وهو الفراغ السياسي الذي سيمتلئ على الفور بما يُسمى معتدلين، الذين في حقيقة الأمر ليسوا إلا إرهابيين من كل الأصناف والأشكال والذين لا يمكن فعل أي شيء تجاههم”.

 

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت، في وقت سابق الجمعة، أن العملية الدبلوماسية مع روسيا “على جهاز الإنعاش لكنها لم تمت بعد”، وذلك عقب اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسية سيرغي لافروف.

 

وجدّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، القول إن الولايات المتحدة لا تزال “على وشك” تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا بشأن سوريا، لكنّه أضاف أن “هناك أساساً كافياً للمحادثات يجعل واشنطن غير راغبة في الانسحاب منها بعد”.

 

في غضون ذلك، تستعد فرنسا لطرح مشروع قرار على مجلس الأمن، الإثنين المقبل، ينصّ على إعادة العمل بوقف إطلاق النار في سوريا، استناداً إلى الاتفاق الروسي-الأميركي المُوقع في التاسع من الشهر الماضي، وذلك بعد جلسة مناقشة أولية للمشروع عقدتها القوى الخمس الدائمة العضوية الجمعة. ويأتي ذلك بالتزامن مع تسلم روسيا رئاسة مجلس الأمن لدورته الحالية.

 

ونقلت وكالة “فرنس برس” عن دبلوماسيين شاركوا في جلسة المناقشة، قولهم إن “روسيا لم تبدٍ اعتراضاً أولياً” على نص المشروع، وأوضحوا أن المناقشات ستستمر خلال هذين اليومين على مستوى الخبراء، فيما قال دبلوماسي آخر إن الطرح الفرنسي لا يكمن “في دفع روسيا الى استخدام حقها في النقض (ضد مشروع القرار)، بل في محاولة كسر الجمود و(وقف) الاتهامات المتبادلة”، معتبراً أن هذا الأمر “لن يكون سهلا”.

 

ويدعو مشروع القرار الفرنسي إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحاصرين في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق حلب، بالإضافة إلى إنشاء “آلية لمراقبة الهدنة” يشارك فيها خبراء من بلدان أعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا.

 

الصحافي تودنهوفر.. شريك النظام السوري في “خديعة فتح الشام”؟

لا يخفى على أحد أن النظام السوري يمتلك مجموعة من الأسماء التي تدعمه في الإعلام الغربي، والتي تم تجنيدها لتلميع صورة النظام عالمياً وتمرير رسائله السياسية، كمنفذ إعلامي بديل يدّعي الحياد.

 

والحال إن اسم الصحافي الألماني يورغن تودنهوفر تصدّر، مؤخراً، وسائل الإعلام، بعد لقاء مصوّر قال إنه أجراه مع أحد قادة تنظيم “فتح الشام” (وهو الاسم الجديد الذي اتخذته “جبهة النصرة” بعد إعلانها فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”)، ويدعى أبو العز، نشرته صحيفة محلية في مدينة كولن الألمانية، ويظهر فيه أبو العز ملثماً، متحدثاً عن المعارضة السورية وطبيعة التنظيمات الجهادية في البلاد، ليقدم كثيرون، في وقت لاحق، دلائل على أن المقابلة مزيفة، لا سيما بعد نفي “فتح الشام” إجراء أي مقابلة من الأساس مع أي من عناصرها أو قيادييها.

 

ونشر حساب التدوين المعروف في “تويتر” Shell shocked، معلومات حول التزوير الذي تم في المقابلة، وتحديداً المكان الذي جرت فيه المقابلة في إحدى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري بالكامل في حلب الغربية، نقلاً عن مدونين في موقع “ريديت”، إضافة للإشارة إلى المعلومات المتضاربة التي أدلى بها تودنهوفر، الخميس، كاعتذار أو تبرير عن سقطته المهنية، والتي يظهر نفسه عبرَها ضحيةً لخديعة النظام السوري.

 

وتظهر التغريدات، بالصور، التعديلات التي قام بها الصحافي الألماني ضمن تبريره المنشور عبر صفحته الشخصية في “فايسبوك”، باللغتين الانجليزية والألمانية، والتي يناقض بها تصريحاته السابقة عن المقابلة عند نشرها أول مرة، وتحديداً المستوى القيادي لـ”أبو العز” الذي تضارب وصفه بين قيادي رفيع المستوى وبين مجرد عنصر.

 

يأتي ذلك بعدما أثارت المقابلة، منذ نشرها قبل أيام، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل، حيث رآها ناشطون معارضون مزوّرة بشكل واضح لأسباب كثيرة: بداية من الخاتم الذهبي الذي يرتديه القيادي المزعوم في “فتح الشام” (عطفاً على تحريم الإسلام على الرجال ارتداء الذهب)، إضافة إلى طبيعة المصطلحات واللغة التي يتحدث بها، سواء في استخدامه لمصطلح “داعش” غير المنطقي بالنسبة لأحد عناصر “فتح الشام” الذين يميلون إلى تعبير “الدولة الإسلامية”، وكذلك الحديث عن الإمبريالية الأميركية والوطن العربي وغيرها من المصطلحات القومية البعثية، البعيدة من الأدبيات الإسلامية المعروفة لدى التنظيمات الجهادية.

 

ولا يتوقف الأمر عند اللغة، بل تحوي المقابلة الكثير من “المعلومات” واضحة التوجيه، حول تمويل الجماعات المعارضة والجهادية على حد سواء، من إسرائيل ودول في المنطقة والولايات المتحدة الأميركية، وحتى الحديث عن فترات الهدنة في البلاد، وغيرها من التفاصيل التي تجعل المعارضة ككل تظهر بصورة إرهابية، وليس فقط “جبهة النصرة” مهما اختلفت تسمياتها، ما دفع كافة مواقع الممانعة والإعلام الرسمي إلى اقتباس المقابلة وتنشرها على نطاق واسع بسبب “حياديتها” المزعومة.

 

في ضوء ذلك، قد يطرح المرء تساؤلات عما إذا كان تودنهوفر فعلاًَ ضحية خديعة النظام، أم أنه مُشارك في هذه اللعبة/السقطة الإعلامية، خصوصاً عندما يُفنّد تاريخه مع النظام السوري، بدءاً من رسائل الإعجاب (المُسرّبة) التي تبادلها مع “أميرة الشرق الأوسط” شهرزاد الجعفري، ابنة مبعوث النظام إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وصولاً إلى كونه أول صحافي أجنبي يجري حديثاً إعلامياً مع رئيس النظام بشار الأسد العام 2012.

 

قوات النظام والمليشيات “تقضم” حلب الشرقية

خالد الخطيب

السيطرة على أحياء حلب الشرقية، لن تكون بالمهمة السهلة لقوات النظام والمليشيات، رغم حملة الإبادة التي تشنها المقاتلات الحربية الروسية ومروحيات البراميل منذ أسبوعين. وباشرت مليشيات “الحرس الثوري” و”حزب الله” و”القوات الخاصة” الروسية، عملياتها على الأرض، متبعة سياسة القضم البطيء للمواقع والأحياء والمفاصل الأكثر حيوية في أطراف حلب الشرقية والقسم الغربي من المدينة القديمة.

 

وتسيطر المعارضة المسلحة في حلب الشرقية المحاصرة على 70 حياً، أي ما يعادل تقريباً 65 في المئة من كامل المدينة التي تسيطر على جزئها الغربي قوات النظام. وعلى الرغم من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي تسبب بتهجير القسم الأكبر من سكانها خلال السنوات الماضية، إلا أن الآلاف مازالوا يعيشون في الشرقية، ويتوزعون على أحيائها التي لم تسلم من حمم المحرقة الروسية الأخيرة، والتي حصدت حياة 500 مدني، أكثر من نصفهم نساء وأطفال.

 

وتعتبر المساحة العمرانية الكبيرة للأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، عامل قوة، يُمكّنُها من خوض معركة طويلة الأمد، يمكن تحويلها إلى حرب شوارع تستنزف قوات النظام والمليشيات. فالمعارضة بارعة جداً في حروب الشوارع والعصابات، وهي ماتزال قوية رغم الضغط الناري الكبير الذي تتعرض له يومياً في جبهات القتال وفي الأحياء الخاضعة لسيطرتها.

 

وتعي قوات النظام والمليشيات كارثية الاندفاع بقوة نحو مواجهة مباشرة مع المعارضة، وفي جبهات محددة،  والخوض معها في معركة لا يمكن التحكم بنتائجها ولا بمسيرتها على الأرض. لذلك تسعى مليشيات النظام لاتباع الأسلوب ذاته أثناء حصارها لحلب؛ التقدم البطيء وتقطيع أوصال المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومحاولة السيطرة على عقد المواصلات والمواقع الاستراتيجية التي تشرف على طرق الامداد الداخلي.

 

وتمكنت المعارضة الحلبية من التصدي لسلسلة هجمات برية شنّتها المليشيات الشيعية، الجمعة، وكان أعنفها في جبهات سليمان الحلبي وبستان الباشا والشيخ خضر ومحيط مديرية الزراعة وفرع المكافحة. وسيطرت المليشيات، صباح الجمعة، على عدد من المباني والكتل السكنية ومنها محطة تحويل المياه في سليمان الحلبي، وهي من أكثر المواقع حيوية وأهمية. وماهي إلا ساعات حتى استعادت المعارضة معظم نقاطها التي خسرتها ومن بينها محطة المياه، وقُتلَ في المواجهات عشرة مقاتلين من المليشيات العراقية. ودمرت المعارضة سيارتين مزودتين برشاشات ثقيلة وغنمت سيارة وكمية من الذخائر المتوسطة والخفيفة.

 

وفي الوقت ذاته، تصدت المعارضة لقوات النظام ومليشيا “لواء القدس” الفلسطينية والقوات الخاصة الروسية في المحور الشمالي. وبعد سيطرتها على مخيم حندرات، شنّت قوات النظام و”لواء القدس” هجوماً على منطقة الشقيف ومشفى الكندي والطريق القادم من دوار الجندول، وتقدمت في أكثر من موقع، لكنها تراجعت بعدما واجهتها المعارضة بقوة، وقصفت مواقعها بالمدفعية والصواريخ والهاون.

 

وكانت المعارضة قد خسرت مخيم حندرات للمرة الثانية، في غضون أيام، بعدما تمكنت المليشيات من السيطرة عليه عصر الخميس. وكانت المقاتلات الحربية الروسية، قد شنّت على مدى يومين أكثر من 100 غارة على المخيم، ما أجبر المعارضة على الانسحاب منه، بعد استحالة البقاء فيه.

 

وتسعى المليشيات من اشغال المحورين؛ الشمالي القادم من حندرات، ومحور الداخل في سليمان الحلبي وبستان الباشا، لحصار المعارضة المتمركزة في الحيدرية والصاخور والهلك وبعيدين ومنطقة المحالج وبستان الباشا وسليمان الحلبي، وإجبارها على الانسحاب شرقاً وإلى الجنوب الغربي، تحت الضربات الجوية والمدفعية والصاروخية التي كانت مركزة بشكل كبير على تلك الأحياء. كما يحقق التقدم في هذين المحورين للمليشيات القدرة على الاشراف على طرق امداد المعارضة الواصلة إلى جبهات الشيخ نجار شمالاً، وعلى حيي كرم الجبل والشعار الذين قصفا الجمعة بغارات روسية مكثفة، استخدمت قنابل الفوسفور ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى واشتعال حرائق ضخمة في المباني السكنية.

 

وشهدت جبهات حلب القديمة، غربي الأحياء الشرقية المحاصرة، في أحياء الفرافرة والحرابلة وباب الحديد والجديدة والسويقة وسوق المدينة، معارك عنيفة بين الطرفين، وقصفاً متبادلاً بالمدفعية والهاون. وحاولت المليشيات التقدم فيها بهدف السيطرة على محيط القلعة التاريخية. وشهدت جبهات الشيخ سعيد والعامرية، جنوباً، معارك مماثلة تصدت خلالها المعارضة للهجمات التي قادتها المليشيات العراقية ومليشيا “حزب الله” اللبناني.

 

ويتبع النظام وحلفاءه سياسة التدمير الشامل للسيطرة على حلب الشرقية، ولا مشكلة لديهم في الوقت اللازم لذلك، فهناك المزيد من الأهداف الحيوية التي ينتفع منها الحلبيون المحاصرون والتي من الممكن أن تكون هدفاً دسماً للمقاتلات الحربية الروسية التي ماتزال تحلق أسراباً في أجواء المدينة، وتقصف بقنابلها الفوسفورية والارتجاجية والعنقودية والفراغية المخابز والمشافي ومراكز الدفاع المدني ومحطات تحويل وضخ المياه. آخر الأهداف كانت محطة سليمان الحلبي، وهي محطة ضخ المياه الرئيسية، والتي طالتها غارات روسيا وتسببت بدمار هائل فيها، الجمعة، على خلفية محاولة النظام السيطرة عليها.

 

وقُتل أكثر من 25 مدنياً، الجمعة، في حلب وريفها، سقط معظمهم في غارات جوية روسية وقصف مدفعي وصاروخي طال أحياء الهلك والصاخور والشعار وبعيدين وبستان الباشا وطريق الباب وباب النيرب وحلب القديمة والشيخ فارس والزيتونات والحيدرية والشيخ خضر ومساكن هنانو والشقيف ودوار الجندول. وشهدت أيضاً مدن وبلدات الريفين الشمالي والغربي غارات جوية مماثلة طالت عندان وكفر حمرة والراشدين وحريتان والمنصورة وسوق الجبس وخان العسل والطريق الدلي حلب-دمشق. وتجاوز عدد الغارات الجوية الروسية 150 غارة.

 

القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب علاء أحمد، أكد لـ”المدن”، أن الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة والمتمركزة في حلب المحاصرة، والتي تنتمي لعدد كبير من التشكيلات العسكرية، تعمل في غرفة عمليات واحدة، وتنسق في ما بينها وكأنها فصيل واحد، بسبب المحنة الصعبة التي تعيشها في المدينة. وأوضح أن المعارضة إلى الآن، مازالت ناجحة في التصدى لأغلب الهجمات البرية على مختلف المحاور التي تُشغلها المليشيات يومياً.

 

وأشار النقيب علاء إلى أن المعارضة لم تستسلم للواقع الميداني الصعب الذي تعيشه، وهي تشن هجمات متواصلة ضد قوات النظام والمليشيات وتستعيد أي مواقع تخسرها، وتحاول باستمرار الحفاظ على جبهاتها التقليدية مع النظام على الأقل في هذه المرحلة. وشنت المعارضة هجوماً واسعاً على مخيم حندرات، ليل الجمعة/السبت، بهدف استعادته، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق هدفها بسبب ضراوة القصف لمواقعها وخطوطها الأمامية، بعدما تحصنت المليشيات بشكل جيد في مناطق مرتفعة من المخيم. كما شهدت جبهات الشيخ خضر وبستان الباشا، معارك عنيفة، تصدت خلالها المعارضة للقوات المعادية، فجر السبت. وتزامنت الهجمات مع غارات جوية وقصف مدفعي طال مناطق المعارضة في المنطقة.

 

وأشار النقيب علاء إلى أن مهمة المعارضة المتمركزة في الداخل المحاصر في الوقت الحالي هي وقف زحف قوات النظام والمليشيات والتصدي لها في مختلف الجبهات بانتظار المعركة التي من المحتمل أن تنطلق قريباً من الخارج بهدف فك الحصار. وأوضح أن المعارضة في داخل المدينة ما تزال مسيطرة على الوضع الميداني حتى الآن، لكن هذا لن يدوم طويلاً، بحسب قوله.

 

وكانت المعارضة المسلحة قد وعدت بفك الحصار عن حلب، منذ اليوم الأول لانطلاق الحملة الجوية، بعد انتهاء العمل بـ”وقف اطلاق النار”. ورغم مرور اسبوعين تقريباً على بدء العمليات الجوية والبرية ضد المعارضة في القسم المحاصر من المدينة لم تتمكن إلى الآن من شنّ هجوم كبير يهدف إلى فك الحصار. فالسكان المحاصرون والبالغ عددهم 350 ألف نسمة، ما عادوا يطيقون المأساة الإنسانية والاقتصادية التي يعيشونها منذ شهرين تقريباً في ظل الحصار والقصف والموت الذي عم كل الأحياء.

 

لا مضادات نوعية للمعارضة السورية

حسين عبد الحسين

عمدت بعض الجهات المعنية بالوضع السوري، ربما بهدف إخافة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه في روسيا وايران، إلى تسريب انباء مفادها ان المعارضة السورية في الشمال هي في طريقها لتسلم كميات من الأسلحة النوعية، بما في ذلك صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات، ربما من نوع “ستينغر” الاميركية أو “سام” الروسية.

 

وذهب المسؤولون عن تسريب هذه الانباء الى ابلاغ بعض وسائل الاعلام أن ثوار سوريا في الشمال استلموا دفعات من صواريخ غراد، مع أن هذه الصواريخ ليست نوعية ابداً، بل هي بدائية ومتوفرة في السوق السوداء، التي تشتري منها الفصائل المسلحة، المعارضة للأسد والموالية له، غالبية أسلحتها وذخيرتها.

 

لكن من يعرف واشنطن يعلم على وجه التأكيد أن معارضي سوريا لن يتسلموا اي اسلحة مضادة للطائرات للحد من شراسة الغارات التي تشنها مقاتلات روسيا والأسد. أما سبب المعارضة الأميركية، والغربية عموماً، لتسليح الثوار بمضادات الطائرات، فسببها أن السماء السورية تعج بمقاتلات دول العالم المنخرطة في التحالف الدولي للقضاء على تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

لذا، من شبه المستحيل ان توافق واشنطن، والعواصم المتحالفة معها، على تزويد معارضي سوريا بمضادات يمكنها ان تهدد مقاتلات روسيا والأسد، وفي الوقت نفسه تهدد مقاتلات اميركا والتحالف الدولي. هذا من الناحية التقنية والعسكرية. أما من الناحية السياسية، فصار من المؤكد أن خطة أوباما الوحيدة في سوريا هي إضاعة الوقت حتى يوم خروجه من البيت الابيض في ٢٠ كانون الثاني/يناير المقبل. هذا العجز الذي يفرضه أوباما على نفسه، والذي سمح للروس بالتمادي على الاميركيين الى حد يكاد يقارب الشتيمة العلنية، كان واضحاً عندما بدا أن أكبر ما في جعبة الادارة الاميركية للرد على مجازر روسيا وايران والأسد في حلب، والتي فطرت قلب الرئيس المسكين باراك أوباما على حد قوله، هو التلويح بتعليق التعاون الأميركي العسكري مع روسيا في سوريا، وهو تعاون لم يبدأ أصلاً.

 

ولأن الروس يدركون أنه قد لا تأتيهم ايام تظهر فيها اميركا، ومعها الغرب، تراخيا تجاه المجازر التي ترتكبها موسكو وطهران والأسد في سوريا كالتراخي الذي تظهره في الايام الاخيرة من حكم أوباما، فهم سارعوا الى تدمير أكبر مساحات سورية ممكنة وتحويلها الى انقاض على رؤوس من فيها.

 

والارجح ان منع المضادات التي يمكنها تهديد المقاتلات في السماء السورية سيمتد الى ما بعد حكم أوباما، حتى لو خلفته المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وهي المحسوبة من الصقور في السياسة الخارجية.

 

كلينتون ستستمر، على الارجح، بحظر المضادات النوعية عن المعارضين السوريين، لكنها ستقوم بفرض منطقة آمنة، وهذه خطة، حسب الخبراء الاميركيين، سهلة تكتيكياً، وتتطلب فقط توفر الارادة السياسية الاميركية، نظرا لأن الاوروبيين يوافقون منذ زمن على هذا السيناريو، الذي يعتقدون ان من شأنه وقف تدفق اللاجئين السوريين الى الغرب.

 

ويقول الخبراء العسكريون أنه يمكن للبحرية الأميركية ضرب دفاعات الأسد الجوية، والأسراب الثلاثة لمقاتلاته، وحفنة مروحياته، وتعطيل المدرجين اللتين تطير منهما المقاتلات، كل ذلك بهجوم واحد متزامن بالصواريخ، تشنه سفن الاسطول السادس المتواجدة في المتوسط، والتي تتوزع على موانئ ايطاليا واليونان وقبرص والبرتغال.

 

بعد تعطيل سلاح الأسد الجوي، يمكن للقوات الأميركية وحليفتها التركية دفع بطاريات صواريخ باتريوت الى داخل الاراضي السورية لتشكيل مظلة جوية تمنع المقاتلات الروسية من اختراقها. طبعاً يعتقد الجنرالات الأميركيون أن خطوة من هذا النوع تتزامن مع إبلاغ موسكو، بغض النظر عن موافقتها أو عدمها.

 

إذاً، تعديل كفة الحرب السورية بتحييد القوة الجوية التابعة للأسد وروسيا وايران يأتي عبر تدخل مباشر يرجح ان الرئيس الاميركي المقبل سيأمر به، لكنه لن يأتي خلسة عبر تزويد المعارضين السوريين بأي سلاح قادر على الوقوف في وجه الغارات المدمرة.

 

وتعديل كفة الحرب السورية لا يعني نية أميركا الاطاحة بالأسد، بل تغيير موازين القوى بشكل يجعل المنفذ الوحيد أمامه هو، إما التسوية مع معارضيه، أو تثبيت خطوط الانقسام معهم، وهي الخطوط التي يسابق الاسد وروسيا وايران الزمن من أجل تعديلها لمصلحتهم، قدر الامكان، قبل أن تدخل اميركا والعالم في عهد جديد، وقبل أن تتبنى واشنطن سياسات خارجية جديدة.

 

كيري يقترح على المعارضة إسقاط بشار بالانتخابات!

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الجمعة، تسجيلاً صوتياً لكيري يبلغ فيه عدداً من الشخصيات السورية، خلال اجتماع عُقد في 22 الشهر الماضي، في مقرّ البعثة الهولندية في الأمم المتحدة، إنه “فقد الحجة” داخل إدارة الرئيس باراك أوباما لدعم الجهود الدبلوماسية في سوريا، بسبب التهديد باستخدام القوة العسكرية.

 

وبحسب التسجيل المسرّب للاجتماع الذي دام 40 دقيقة، كرر كيري مراراً إن جهوده الدبلوماسية لا تحظى بالدعم بسبب تهديد خطير باستخدام القوة العسكرية. ويقول كيري “أعتقد أنكم تنظرون إلى ثلاثة أشخاص أو أربعة أشخاص في الإدارة يدافعون عن استخدام القوة وقد فقدت الحجة. “إننا نحاول انتهاج الدبلوماسية وأعرف إنه أمر محبط. لن تجدوا أحدا أكثر شعورا بالإحباط منا”.

 

وأشارت الصحيفة إلى إن الاجتماع حضره حوالى 20 شخصاً، من ضمنهم ممثلون لأربع جماعات سورية توفر خدمات التعليم والإنقاذ والإسعافات الطبية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بالإضافة إلى دبلوماسيين من ثلاث أو أربع دول. وأوضحت أن من قدّم التسجيل هو شخص غير سوري ممن حضروا الاجتماع، وأن مشاركين آخرين في الاجتماع أكدوا صحته. وأضافت أن المشاركين في الاجتماع ضغطوا على كيري بشأن ما وصفوه بـ”تناقضات” في السياسة الأميركية في سوريا.

 

وهو ما ردّ عليه كيري بأن “عدم اكتراث الأسد بأي شيء” قد يدفع إدارة أوباما إلى التفكير في خيارات جديدة، لكنه حذّر من “أي جهود أميركية أخرى لتسليح المعارضة أو الانضمام للقتال قد تؤدي لنتائج عكسية”.

 

وتابعت الصحيفة، أن الحاضرين السوريين صُدموا عندما اقترح كيري عليهم المشاركة في انتخابات تشمل الرئيس السوري بشار الأسد، وقال كيري إن هذه الانتخابات ستكون مُعدّة من قِبَل قوى غربية وإقليمية والأمم المتحدة “تحت المعايير الأشدّ دقّة”، وأن الملايين من اللاجئين السوريين خارج سوريا ستُتاح لهم المشاركة في هذه الانتخابات. لكن الحضور السوري شكّك في إمكانية السوريين الموجودين في مناطق سيطرة النظام من التصويت بحرية في أي انتخابات بوجود الأسد، أو حتى ما إذا كانت روسيا ستوافق على إجراء الانتخابات دون ضمان نتيجتها مسبقاً.

 

المحادثة بين كيري والسوريين وصلت إلى “طريق مسدود”، بحسب الصحيفة، عند مطالبة الناشطة السورية مارسيل شحوارو الأميركيين بدور مباشر في سوريا، ليردّ عليها كيري بالسؤال “هل تعتقدين أن الحل الوحيد هو لشخص ما أن يأتي ويتخلّص من الأسد؟”، وتابع “من سيكون هذا؟ من سيفعل ذلك؟”.

 

وبعد اللقاء، أفادت الصحيفة عن بعض المشاركين السوريين، قولهم إن اللقاء مع كيري أحبطهم، وأقنعهم بأن المعارضة السورية لن تتلق أي دعم في ظل إدارة أوباما. ونقلت عن مهندس مدني يُدعى مصطفى السيوفي قوله إن كيري أبلغ المعارضة السورية: “عليكم المحاربة من أجلنا، لكننا لن نحارب لأجلكم”. وتساءل السيوفي “كيف يُمكن لأحد أن يقبل بذلك؟ إنه أمر لا يُصدق”.

 

غارات النظام وروسيا تستهدف مجددا مستشفى بحلب  

استهدف قصف طيران النظام السوري وروسيا اليوم السبت أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية لـحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وذلك للمرة الثانية خلال أربعة أيام، ودمرت غارات لطائرات التحالف الدولي جسرا آخر في دير الزور هو السابع خلال أيام.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن شخصين قتلا وجرح آخرون بعد استهداف مقاتلات حربية روسية وسورية مستشفى الصاخور الميداني وسط حلب، مما أدى إلى تدمير أجزاء من المستشفى وتعطله تماما.

وأفادت مصادر محلية في المدينة بأن المستشفى كان يستقبل المرضى والجرحى في حي الصاخور والأحياء المجاورة، وكان يضم أكثر من عشرين سريرا.

 

وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى آخر تدعمه الجمعية الطبية -ومقرها الولايات المتحدة- لضربات جوية الأربعاء الماضي أدت إلى توقف الخدمة فيهما مؤقتا. ويعد المستشفيان الأكبرين في أحياء حلب الشرقية ويستقبلان الإصابات الخطرة.

 

ومنذ إعلان قوات النظام في 22 سبتمبر/أيلول الماضي بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب تتعرض المنطقة لغارات كثيفة لم تسلم منها المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بالمنطقة في ظل نقص كبير بالطواقم والمعدات، الأمر الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء الماضي بأنه “جريمة حرب”.

ودعت منظمة أطباء بلا حدود أمس الجمعة إلى وقف “حمام الدم” في حلب غداة تنبيه منظمة الصحة العالمية إلى أن المرافق الطبية في شرق حلب على وشك “التدمير الكامل”.

 

من جانب آخر، تجددت الاشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية وغطاء جوي روسي في حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا.

 

وقالت جبهة فتح الشام إنها استعادت السيطرة على جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام صباح أمس الجمعة في حي بستان الباشا، وأشارت إلى أنها قتلت أكثر من عشرين عنصرا من تلك القوات.

 

وكانت جبهة فتح الشام قالت إنها صدت محاولة من قوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية وغطاء جوي روسي للتقدم نحو محطة مياه سليمان الحلبي، وكبدتها والمليشيات الداعمة لها خسائر كبيرة.

 

وفي دير الزور، قالت مصادر محلية سورية إن طائرات التحالف الدولي استهدفت جسرا في ريف دير الزور الغربي مما أدى إلى تدميره بالكامل.

 

وبذلك يصبح عدد الجسور التي دمرتها الطائرات التابعة للتحالف الدولي وروسيا خلال خمسة أيام سبعة جسور. وأضافت المصادر أن تدمير هذه الجسور سيؤدي إلى صعوبة كبيرة في تنقل المدنيين بين مناطق المحافظة وبلداتها، ويرفع تكلفة نقل البضائع والأشخاص، حيث يتم اللجوء لاستخدام الزوارق في عبور نهر الفرات وروافده.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فرنسا تطرح مشروع قرار أممي بشأن سوريا  

أجرى ممثلو الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مناقشة أولى لمشروع قرار فرنسي بشأن سوريا، وتأمل باريس تقديم المشروع الذي يركز على الوضع المأساوي في حلب بعد غد الاثنين.

 

وفي جلسة النقاش الأولية للمشروع التي أجريت أمس الجمعة وجمعت سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) لم تقدم روسيا اعتراضا مبدئيا على النص، وطلبت مزيدا من الوقت لدراسته تفصيليا.

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي قوله إن الطرح الفرنسي لا يكمن “في دفع روسيا إلى استخدام حقها في النقض (ضد مشروع القرار)، بل في محاولة كسر الجمود و(وقف) الاتهامات المتبادلة”، واعتبر أن “ذلك لن يكون سهلا”.

 

وواجهت روسيا اتهامات في مجلس الأمن بأنها شاركت في قصف حلب، وتدهورت بشكل ملحوظ العلاقات بين الأميركيين والروس الذين يتبادلون الاتهامات بفشل الهدنة في حلب.

 

ويركز المشروع الفرنسي على الوضع في حلب التي تشهد قصفا بلا هوادة تشنه القوات السورية والروسية منذ انهيار هدنة برعاية واشنطن وموسكو.

 

ويدعو مشروع القرار إلى إعادة العمل بوقف إطلاق النار، وفقا للاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف السماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحاصرين في الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق حلب.

 

ومن المفترض أيضا إنشاء “آلية لمراقبة” الهدنة يشارك فيها خبراء من بلدان عدة أعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا.

 

وأنشئت المجموعة الدولية لدعم سوريا في خريف 2015 في فيينا، وتتألف من 17 دولة وثلاث منظمات متعددة الأطراف. وترأس المجموعة كل من الولايات المتحدة وروسيا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

لا أماكن بالمقابر لدفن الموتى بحلب  

بعض الموتى يُدفنون في الحدائق العامة أو حدائق المنازل الخالية. وتقديرات أعداد الموتى تتباين كثيرا. وسكان المدينة لا يشكّون في الحجم الكبير للضحايا. وبالمستشفيات من كانت إصاباتهم خطرة أو فقدوا كثيرا من أطرافهم، يُتركون ليموتوا حتى يتم إسعاف من يعانون إصابات خفيفة.

 

هذا مما أوردته صحيفة تايمز البريطانية التي نشرت هي وغارديان اليوم تقارير عن الحياة تحت الحصار والقصف والموت المستمرة في حلب، مضيفة أنه وفي كل يوم يفقد أحد الأشخاص صديقا أو شقيقا أو جارا أو زميلا أو بائعا اعتاد أن يشتري منه.

وقال فني غرف العمليات الجراحية أحمد محمد إنه أصبح يحضر زوجته معه كل يوم إلى المستشفى الذي يعمل به وهي رحلة مسافتها عشرة أميال بدلا من تركها بالمنزل لقسوة القنابل.

 

لحظات غالية

“عندما لا نسمع صوت الطائرات نبدأ بالانتقال مسرعي الخطى وسط المباني من شارع لشارع ومن حي لحي. اللحظات التي تغادر فيها الطائرات السماء غالية للغاية بالنسبة لنا، وعندما نصل إلى المستشفى نشعر بأننا وُلدنا من جديد”.

أما المواطن الحلبي الحمدو فيقول إنه وخلال الأربع سنوات الماضية لم ينم أكثر من ساعتين مستمرتين، وفي الأسبوع الماضي انخفض ذلك كثيرا خاصة بين الثالثة والرابعة صباحا حيث يكون القصف في ذروته.

 

ويضيف أنه وفور استيقاظه من النوم يفتح هاتفه ويبحث عما حدث الليلة الماضية، ويرسل رسائل متطابقة إلى الأصدقاء “هل أنتم بخير؟ هل ما زلتم على قيد الحياة؟”، وعندما يسمع بأن أحد الأحياء قد قُصف ولا يستطيع الاتصال بصديق له به، يذهب إليه مشيا على الأقدام للتأكد من أنه لا يزال حيا.

 

سلاح نفسي

“أخبر العالم بأننا نموت” هكذا طلب منه أحد الأطباء. وقال إن القنابل الخارقة للتحصينات هي ليست مجرد قنابل، إنها سلاح نفسي يرسل رسائل تقول لك إنك ستموت، “لا مهرب من ذلك”.

 

من بين القنابل الخمسين الخارقة للتحصينات التي رُميت على حلب الشرقية، هناك ثلاث سقطت بالقرب من أحد المستشفيات. وقال الحمدو “إذا بدأ استهداف المستشفيات، فإن الحياة ستتوقف”.

 

وعلقت غارديان بأن المعونات لا تدخل حلب، لكن قصص الرعب التي يعيشها السكان يمكن أن تخرج إلى العالم، موضحة أنها استخدمت خدمة سكايب وخدمة واتساب للتحدث للأهالي عن الحياة تحت الحصار.

 

لون الدم

قالت الصحيفة إن الحياة بالمدينة أصبحت صنوا للدمار والموت وقنابل البراميل وخارقات التحصينات والمستشفيات المحطمة. وأصبحت الحياة بالنسبة للأطباء وعمال الإنقاذ المنهمكين على مدار الساعة في إنقاذ الأرواح، تأخذ لون الدم والموت واليأس.

في حلب يحرص الناس على تأمين الوقود الذي تعمل به مولدات الكهرباء، ليس للمستشفيات فقط، بل لشحن هواتفهم وأجهزة حواسيبهم بالطاقة للتواصل بالإنترنت مع العالم الخارجي.

 

قالت عفراء هاشم هناك مصاعب جمة، “لا أستطيع أن أحكي لك عن شعوري عندما يقول طفلي إنه جائع ولا يكون لديّ طعام أعطيه إياه”.

 

عالم الأطفال

الأطفال يتذكرون أصدقاءهم الذين غادروا سوريا أو قُتلوا، أو أقاربهم في الخارج، يصممون دمى لهم من الورق ليتحدثوا إليهم وكأنهم موجودون بينهم. وقالت عفراء “سمعت أطفالي يتحدثون عن حياتهم لأصدقائهم أو أقاربهم الذين صمموهم بالورق”.

 

وطلبت عفراء من غارديان أن تطالب المجتمع الدولي بألا يرسل طعاما، بل أن يمنع النظام السوري من قتلهم.

 

وقال حلبي آخر إن أفضل الأصوات التي يستمتع بها في الصباح هو صوت مولد الكهرباء لدى الجيران عندما يتم تشغيله لمدة ساعتين “نجتمع كلنا لشحن هواتفنا وبطاريات حواسيبنا وتداول أخبار حلب والقصف الذي جرى الليلة المنصرمة خلال احتسائنا الشاي”.

 

“وعندما أعود إلى المنزل، أجد الأطفال قد استيقظوا. قال لي أحدهم أمس فور أن فتح عينيه بعد النوم، الحمد لله أننا لا نزال أحياء”.

 

عندما تأتي الطائرات فوق الرؤوس، يهرع الناس إلى أقبية المنازل، حيث يبدأ الأطفال والنساء في الصراخ والبكاء، ويعتري الرجال الخوف، خاصة بعد استخدام القنابل الخارقة للتحصينات. وقال أحدهم “نشعر وكأننا ننتظر الموت”، مضيفا أن الرجال يحاولون تهدئة الأطفال والنساء، رغم أنهم (أي الرجال) ممتلئون بخوف مكتوم.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

نيوزويك: لا مبالاة أوباما إزاء مذابح حلب لا تطاق  

أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى القصف المتواصل الذي تشنه القاذفات والمقاتلات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري منذ أيام على مدينة حلب (شمالي سوريا)، وقالت إن لا مبالاة أوباما إزاء مذابح حلب أصبحت أمرا لا يطاق.

فقد نشرت مقالا للكاتب فردريك هوف أشار فيه إلى الهجوم الشامل الذي تشنه الطائرات الروسية وطائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى استهدافها قوافل المساعدات والمستشفيات والمنازل والأسواق والمساجد، وقال يبدو أن هذا الهجوم لا يثير قلقا عميقا لدى المسؤولين الأميركيين.

 

وأضاف يمكن للرئيس الأميركي باراك أوباما أن يستمد الارتياح في سلبيته إزاء ما تتعرض له مدينة حلب من ذبح واغتصاب في الوقت الراهن، وذلك من قبل الرأي العام الأميركي نفسه، الذي أصبح لا يبالي كثيرا بما يحدث في العالم.

 

واستدرك بالقول إن الأميركيين لا يؤيدون القتل الجماعي الذي يجري في أماكن بعيدة عن بلادهم، ولكن أغلبهم يفترض أن شخصا ما آخر ينبغي له أن يحل هذه المشكلة الرهيبة في حلب، وذلك في ضوء المغامرة الكارثية في العراق والحرب التي لا نهاية لها في أفغانستان.

 

إبادة جماعية

وأشار إلى السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، وإلى أنها حائزة على جائزة بوليتزر نظير مؤلفاتها بشأن الإبادة الجماعية في القرن العشرين، وبشأن مدى تجاوب بعض الرؤساء الأميركيين مع هذه التحديات أو كونهم يتوارون بعيدا عنها.

 

وأوضح الكاتب أن سمة القيادة لدى الرئاسة هي وحدها الكفيلة بتحويل حالة اللامبالاة إزاء القتل الجماعي أو الإبادة الجماعية إلى حل دقيق، وأشار إلى أن إدارة أوباما تفتقر لهذه السمة. وأضاف أنه ينبغي لأوباما أن ينظر إلى ذبح المدنيين في سوريا على أنه أمر غير مقبول.

 

وأسهب في انتقاد الموقف الأميركي المتردد إزاء ما يجري في سوريا، خاصة في ظل ما يتعرض له المدنيون من ويلات، وتحدث عن تحفظات قيادات عسكرية أميركية رفيعة بشأن تعاون بلادهم مع روسيا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

هل منحت واشنطن الضوء الأخضر لإبادة حلب؟

قال منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثِّلة للمعارضة السورية رياض حجاب -في لقاء خاص مع الجزيرة- إن هناك فيتو على تسليح الجيش السوري الحر، وإن الولايات المتحدة تضع خطا أحمر على هذا التسليح بناء على حجج واهية، وإن ذلك يأتي في وقت تتزايد فيه المؤشرات على مسؤولية الإدارة الأميركية عن استمرار المجازر في حلب، بامتناعها عن معاقبة الأسد واعتراضها على مشروع قانون بهذا الصدد.

حلقة (2016/9/24) من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت مجازر حلب ومسؤولية الإدارة الأميركية عن استمرارها وإجهاض محاولات حماية المدنيين في سوريا.

وأكد باري بافيل المستشار السابق للرئيس الأميركي بارك أوباما، أنه منذ بداية النزاع السوري أساءت إدارة أوباما الحسابات بشكل كبير، فقد ظنت أن القضية تقتصر على بعض المطالب الإنسانية القليلة وبالتالي لا يوجد داعٍ للتدخل الأميركي، كما خافت من أن يؤدي أي تدخل عسكري للتورط في المستنقع السوري، ورأى أن هذا التعامل هو سبب هذه المأساة التي ستزداد سوءا إذا لم تزد الولايات المتحدة من تدخلها.

وأضاف بافيل أن هناك أصواتا كثيرة في واشنطن تطالب بدور أميركي حقيقي في سوريا، لكن من الواضح أن إدارة أوباما ليست مهتمة بحماية الشعب السوري، ولا يُتوقع أن تقوم بأي شيء فعال حتى نهاية مدتها، وربما يقوم وزير الخارجية الأميركية جون كيري ببعض المحاولات للوصول إلى وقف إطلاق نار، لكنها لن تفضي إلى نتيجة.

من جانبه قال الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط يفغيني سيدوروف “أعتقد أن ما يؤثر على خطوات أوباما في التعامل مع الأزمة السورية بشكل عام وما يحدث في حلب بشكل خاص، هو عدم الرغبة في دخول مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، لأنه في حال تدخّل الإدارة الأميركية بسبب ما يزعم أنه قصف للمدنيين من روسيا، فإن هذا يفتح الباب أمام تصادم عسكري”.

لكن مقدم الحلقة عبد القادر عياض قاطعه قائلا “قلت ما يزعم أنه قتل مدنيين في حلب، ألا تؤمن بأن من يقتل الآن في حلب هم مدنيون؟”، فأجاب أن روسيا تعتقد أن معظم المعلومات التي تقول إنها تستهدف المدنيين مفبركة، وبعض الصور حول الضحايا المدنيين ظهرت قبل التدخل الروسي.

وبحسب  سيدوروف فإن روسيا والولايات المتحدة يجمعهما بالفعل سعي مشترك للتوصل إلى تهدئة في سوريا كمرحلة أولى تتبعها مفاوضات سياسية، ولكن روسيا قررت إنهاء الهدنة بعد قصف التحالف الدولي للجيش السوري في دير الزور، ثم استهداف قافلة المساعدات الأممية قرب حلب.

 

تآمر أميركي

في المقابل قال الكاتب السوري المعارض بسام جعارة “منذ عام كامل تنكر روسيا أو تنفي قيام طائراتها بقصف السوريين، فهي تجاوزت حتى العقلية الستالينية، ويبدو أن هؤلاء المجرمين الذين أبادوا غروزني يحاولون إعادة السيناريو في حلب”.

وأضاف نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية، أن روسيا أبلغت اليوم بعض الدول أنها وضعت خطة لاحتلال حلب خلال أسبوعين، كما قال مسؤولون أميركيون لوكالة رويترز إن روسيا ستستخدم كل ما هو متاح من أسلحة، واستهلت ذلك بالقنابل الارتجاجية التي دمرت أمس أكثر من أربعين مبنى في حلب.

ونفى جعارة أن يكون هناك خطأ في الحسابات الأميركية، مشددا على أن إدارة أوباما شريك حقيقي في قتل السوريين، وأن تدمير حلب يجري برعاية واضحة من الإدارة الأميركية وبتوافق مع روسيا.

ومضى قائلا “لقد سمحت واشنطن لإيران بإرسال أسلحة ومرتزقة إلى سوريا رغم وجود قرار أممي يمنع إيران من إرسال أسلحة خارج حدودها، كما منعت إقامة منطقة حظر جوي ثم منعت إقامة منطقة آمنة، وعندما يتقدم الثوار تضغط على الدول الشقيقة لمنع وصول السلاح إليهم، كما جمدت الجبهة الجنوبية بعد أن وصل الثوار إلى مشارف الغوطة الغربية من دمشق”.

 

هل أطال المجتمع الدولي الأزمة السورية؟

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن هناك الآن ما يشبه الطريق المسدود لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، خاصة في ظل الحرب بالوكالة التي تجري في سوريا حيث تدعم قوى دولية المجموعات المسلحة هناك، فيما يتلقى نظام بشار الأسد دعما من روسيا وإيران.

وأكد جونسون في تصريحات لحلقة (2016/9/27) من برنامج “من واشنطن” التي ناقشت الأزمة السورية في ضوء أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الوقت قد حان لكي يتخلى المجتمع الدولي عما وصفها بمخاوفه الإستراتيجية الأنانية ويساعد على عودة جميع الأطراف إلى طاولة الحوار في جنيف.

وشدد الوزير البريطاني على أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي دون وقف لإطلاق النار، كما أنه ليس من الممكن التوصل لوقف لإطلاق النار دون حل سياسي أو شعور بأنه ستكون هناك مرحلة انتقالية بعيدة عن الأسد نحو مستقبل جديد لسوريا.

وأكد أن أولوية بريطانيا الأولى هي السلام في سوريا، داعيا إلى تطبيق القرار 2254 الخاص بسوريا والنظر بإيجابية إلى الإمكانات التي توفرها رؤية الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية بقيادة رياض حجاب، واصفا رؤية الهيئة العليا بأنها رؤية منفتحة ومتعددة ومتقبلة من الجميع.

وحمل الوزير البريطاني نظام الأسد المسؤولية الرئيسية للمأساة في سوريا، وقال “ما علينا القيام به الآن هو أن يضع الجميع غروره ومصالحه الإستراتيجية الأنانية جانبا ويفكر في كيفية خلق مرحلة انتقالية بحيث يبقى عناصر نظام الأسد في مكانهم، وإقامة حكومة سورية مستقلة تنتقل من الأسد إلى انتخابات ديمقراطية، وهذا هو الحل”.

بدورها، أثنت كبيرة المراسلين الدبلوماسيين في صحيفة الحياة اللندنية راغدة درغام على تصريحات الوزير البريطاني من ضرورة تخلي المجتمع الدولي عما سماها الإستراتيجية الأنانية، لكنها اعتبرت أن ذلك لا يكفي، مؤكدة ضرورة تدخل دولي جدي في الأزمة السورية وأن على الأوروبيين أن يبحثوا ذلك مع الأميركيين ليتم بحثه بجدية مع الروس “حتى نشعر بتغيير في الملف السوري”.

من جهته، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي سعيد عريقات أن هناك حاجة إلى لقاء جدي بين أميركا وروسيا لوقف الحرب في سوريا فهما الدولتان العظميان اللتان تقرران، ومن ثم ستتبعهما الدول الإقليمية التي عليها أن توقف تسليح المعارضة المتطرفة، كما أن على روسيا وحلفائها وقف تسليح نظام الأسد.

الموقف الأميركي

واستضاف البرنامج رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة الذي أكد أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تتعامل مع الأزمة السورية بالطريقة المطلوبة، حيث كانت تقدم حلولا سياسية غير واقعية وتعتمد على لاعبين غير موثوقين كروسيا وغيرها “ولذلك رأينا خيبات أمل متتالية لهذه الإدارة، وهي ليست لديها مع اقتراب انتخابات الرئاسة قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة”.

وتعليقا على ذلك قالت درغام إن عدم التدخل الأميركي هو جزء من مأساة سوريا، مشيرة إلى أن علاقة روسيا وأميركا في سوريا هي علاقة شراكة، فالروس يراهنون على عجز واشنطن بينما يراهن الأميركيون على هشاشة موسكو بسبب تورطها في سوريا.

وأشارت إلى أن هناك مسؤولا خليجيا كشف لها عن أنه يجري الاستعداد حاليا للخطة “ب” في سوريا، وهي خطة يجب أن تكون خليجية تركية بمظلة دولية ربما تكون أوروبية بالموازاة مع أميركا وروسيا.

بدوره، قال عريقات إن أميركا تدخلت في سوريا منذ بداية الأزمة بدعمها أطيافا من المعارضة وحليفتها تركيا، لكنه أكد أنها لن تدخل حربا مع روسيا من أجل سوريا، معتبرا أن الحرب ستستمر طالما هناك تدفق للسلاح لقوى المعارضة المختلفة.

واشنطن وموسكو

واستضاف البرنامج كذلك المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الذي أقر بوجود حالة عدم ثقة بين واشنطن وموسكو في التعامل مع الأزمة السورية.

وقال إن “المسألة ليست التحلي بثقة عمياء، وإنما السعي لإحراز تقدم من خلال المفاوضات لكننا لم ننجح في ذلك حتى الآن لأن روسيا لم تستخدم نفوذها لدى نظام الأسد ليوقف قصف المدنيين الأبرياء بالبراميل المتفجرة والغاز السام وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة لذلك سنرى ما ستفضي إليه الأمور”.

وأكد أن روسيا لا تدير الأمور في سوريا، فالولايات المتحدة تتمتع بتأثير لدى عدد من قوى المعارضة ولديها علاقات جيدة مع القوى التي لديها تأثير على قوى معارضة أخرى، أما الروس فيملكون التأثير الأكبر على نظام الأسد، لذلك على روسيا وأميركا بذل جهودهما للتوصل إلى حل، خاصة مع رفض أطراف الصراع الحوار.

وأكد كيربي مجددا أن الرئيس الأسد فقد شرعيته في إدارة شؤون البلاد ولا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا.

وأضاف “نريد أيضا أن يكون للسوريين صوت في مستقبل شامل وكامل ومتعدد، وهذا يعني أن يمنح كل سوري فرصة التصويت، وأن يكون له رأي في حكومته المستقبلية، وذلك يعني جلوس الطرفين معا في جنيف للاتفاق على إطار انتقالي للحكم في مفاوضات برعاية المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا، وذلك لا يمكن تحقيقه في ظل استمرار العنف والأعمال العدائية وقصف المدنيين الحاصل الآن”.

وتعليقا على ذلك وصف الكاتب المتخصص في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام الموقف الأميركي في الأزمة السورية بالتذبذب، معربا عن اعتقاده بأن الرئيس أوباما يريد ترحيل الأزمة إلى ما بعد الانتخابات.

أما راغدة فقالت إن أزمة الثقة بين الأميركيين والروس مستمرة، مشيرة إلى أنه إذا كانت روسيا والنظام وحلفاؤهما يعتقدون أن الأزمة ستنتهي إلى غالب أو مغلوب فإن ذلك لن يحدث وستطول المعاناة الإنسانية والتمزق في سوريا.

عريقات أكد أن الأزمة السورية لن تنتهي إلا عبر الحوار والتوصل إلى آلية سورية عقلانية لنقل السلطة، معتبرا أن اشتراط رحيل الأسد أمر غير منطقي فهناك من يؤيده من الشعب السوري مثلما هناك مؤيدون للمعارضة.

الموقف البريطاني

كما التقى البرنامج وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأدنى توبياس ألوود، حيث وصف الوضع في سوريا بأنه معقد تماما، مؤكدا أن 80% من عمليات القتل نفذها نظام الأسد الذي يجب ألا يكون له موقع في مستقبل البلاد، ويجب إيجاد طريقة لإخراجه من الصورة.

وأشار إلى أن المعارضة السورية قدمت تصورا شاملا ومتكاملا لعملية انتقالية، ودعا روسيا إلى عدم التمسك بشخص كالأسد سبب الكثير من الألم لشعبه.

وتعليقا على ذلك قالت راغدة إن أميركا وروسيا أرادتا تولي موقع القيادة في سوريا ولذلك تراجع حلفاء أميركا ومن ضمنهم بريطانيا.

أما عريقات فوصف الدور البريطاني في العراق وليبيا بأنه كان كارثيا، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه في ظل وجود اهتمام دولي بسوريا فإنها ستصل إلى بر الأمان.

من جهته، أكد صيام أن الحل في سوريا يكمن في العودة إلى القرار الدولي 2254 الذي رسم خريطة طريق، والانتقال إلى مرحلة انتقالية ثم إجراء انتخابات يختار من خلالها الشعب السوري النظام الذي يريده.

 

طائرات روسية تقصف حلب وواشنطن تتشبث بالدبلوماسية

من سليمان الخالدي

 

عمان (رويترز) – قال مقاتلون في المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية روسية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب يوم السبت في حين قصف الجيش الحي القديم المحاصر بالمدينة في هجوم كبير.

 

وذكرت تقارير يوم الجمعة أن روسيا سترسل المزيد من الطائرات الحربية إلى سوريا لتعزيز حملتها الجوية بينما قالت الولايات المتحدة إنها لم تتخل بعد عن السعي لإيجاد حل دبلوماسي.

 

تأتي الغارات الحالية ضمن الهجوم المستمر منذ عشرة أيام الذي تشنه قوات الحكومة السورية بدعم روسي لانتزاع السيطرة على شرق حلب وسحق آخر معقل حضري كبير للمعارضة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

 

وركزت الضربات الجوية على خطوط الإمداد الكبرى المؤدية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة مثل طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح بينما احتدم القتال في حي سليمان الحلبي وهو جبهة القتال إلى الشمال من مدينة حلب القديمة.

 

وقال مقاتلون من المعارضة بقيادة جماعة أحرار الشام الإسلامية يوم السبت إنهم استعادوا عدة مناطق في حي بستان الباشا كانوا قد خسروها يوم الجمعة ابق وهي نقطة إستراتيجية في شمال غرب المدينة.

 

وعزز الجيش السوري -مدعوما بمئات من المسلحين الذين تدعمهم إيران- الحملة الجوية بهجوم بري على أكثر من جبهة بهدف تحطيم دفاعات المعارضة داخل المدينة.

 

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة لليوم الثالث وقال دبلوماسي روسي كبير إن موسكو مستعدة لدراسة المزيد من السبل لتطبيع الموقف في حلب.

 

لكن لافروف انتقد فشل واشنطن في التمييز بين جماعات المعارضة المعتدلة وبين من تصفهم روسيا بالإرهابيين وهو ما سمح لقوات بقيادة جبهة النصرة سابقا بانتهاك الهدنة التي ساعد البلدان في إعلانها يوم التاسع من سبتمبر أيلول.

 

وأوضحت الولايات المتحدة إنها لن تنفذ على الأقل حاليا تهديدا أعلنته الأربعاء بتعليق الدبلوماسية إذا لم تتخذ روسيا خطوات فورية لإنهاء العنف.

 

وتخلت موسكو والأسد عن وقف إطلاق النار وشنت هجوما جديدا وهو على الأرجح الأكبر وأشد المعارك حسما في الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس.

 

كر وفر

 

نقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش أحرزت تقدما وهو ما نفاه مقاتلو المعارضة الذين قالوا إنهم صدوا هجوما جديدا.

 

وجاء في تعقيب إخباري على تلفزيون الإخبارية الذي تديره الحكومة إن التنسيق عالي المستوى من الجو والبر للطائرات الحربية السورية والروسية سمح للحليفين بضرب مواقع “الإرهابيين”.

 

لكن مقاتلي المعارضة يقولون إن القوات السورية التي استقبلت المزيد من المسلحين الذين تدعمهم إيران تكافح لتحقيق أي مكاسب ميدانية في هجوم بري بحلب القديمة.

 

وقال أبو همام وهو مقاتل في المعارضة من جماعة فيلق الشام “عم يقصفوا الأحياء القديمة بعد محاولة اقتحام فاشلة تانية وخسروا مقاتلين بس إحنا صامدين.”

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة شنت حملة قصف مركزة إضافة إلى كر وفر في القتال في حي سليمان الحلبي.

 

وقال المرصد إن طائرات حربية ضربت مستشفى ميدانيا في حي الصخور الخاضع للمعارضة في ثاني هجوم من نوعه على واحد من أربع مستشفيات في الأيام القليلة الماضية.

 

وأوضح المرصد أن الضربة تسببت في مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عدد آخر وإصابة المستشفى بالشلل.

 

وقتل المئات في القصف وأصيب مئات آخرون بينما يعاني الناس للوصول إلى مستشفيات تفتقر للتجهيزات الأساسية.

 

وقالت الهيئة التابعة للمعارضة المسؤولة عن المرافق العامة في حلب إن ضخ المياه توقف في المدينة بعدما قصفت طائرات روسية وسورية محطة للمياه في حي النيرب.

 

ويقول المعارضون إن موسكو وقوات الحكومة السورية تستهدف منذ شهور محطات الكهرباء والمستشفيات والمخابز لإجبار نحو 250 ألف شخص يعتقد أنهم يسكنون بالمنطقة على الاستسلام.

 

وأدانت واشنطن وبريطانيا وحلفاء آخرون حملة القصف الروسية ووصفت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة التصرفات الروسية في سوريا بأنها “همجية” وليست جهودا لمكافحة الإرهاب.

 

ويقول سكان إن الضربات الجوية غير مسبوقة في شدتها وإن الطائرات تسقط قنابل أثقل تخترق الأبنية وتهدمها على رؤوس سكانها.

 

وقال احمد الصالحي عامل الإنقاذ في رسالة عبر الانترنت “إنهم يضربون دون توقف .. فقط انظر إلى هذه الحفرة..انتشلنا ست جثث ولا يزال يوجد ناس تحت الأنقاض .. تعالى وانظر كلهم مدنيون.”

 

وانضمت روسيا للحرب قبل عام بالضبط وقلبت ميزان القوى لصالح الأسد الذي يتلقى دعما من إيران وميليشيات شيعية من لبنان والعراق.

 

وقال الجيش إنه سيواصل تقدمه بعد أن استعاد السيطرة على مخيم حندرات شمالي حلب يوم الخميس.

 

وقال عمال إنقاذ إن 34 شخصا على الأقل قتلوا في ضربات جوية وقصف مدفعي خلال يوم الجمعة وحتى الساعات الأولى من السبت بينما قالت وسائل إعلام رسمية إن قذائف مورتر أطلقتها المعارضة على منطقة الميدان الخاضعة للحكومة ومناطق أخرى بالمدينة أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل.

 

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى