التمديد للأسد… ما رأيكم؟/ نبيل بومنصف
لا ندري ما اذا كان حلفاء النظام السوري في لبنان، وهم أشد الحرصاء على عدم التدخل في الشؤون السورية الداخلية بخلاف التورط في الصراع الميداني الدموي فيها، سيتحفوننا قريباً بمواقف علنية “على راس السطح” مؤيدة للتمديد للرئيس بشار الاسد.
ليس في الامر دعابة ابداً. فالنظام السوري الذي شرع في التشريع للتمديد ولايتين اضافيتين وليس لواحدة قد يجد من موجبات توسيع عراضة القوة التي تواكب البراميل الحارقة احراق قلوب خصومه واعدائه بهمروجة تأييد لولاية الى الابد تنسحب على حلفائه في كل مكان وخصوصا في لبنان. هذا شأن النظام يقال تأدباً في ادبيات عدم التدخل في شؤون الدول السيادية حتى لو كان الامر متصلا بالنظام السوري الذي اوقد يوماً حرباً دولية وثورة لبنانية عليه حين قرر التمديد للرئيس اميل لحود. ولكن ما يعنينا الآن، “على بكير”، اننا نتحرق فعلا لمعرفة ماذا سيكون عليه موقف حلفائه اللبنانيين الخلّص الذين ينشدون معزوفات رفض التمديد للرئيس ميشال سليمان، وقد يجدون انفسهم في موقف متناقض صارخ في الازدواجية اذا أملت موجبات التحالف مع نظام الاسد المناداة بالاسماء على المؤيدين جهراً وعلناً للتمديد لولايته في حزيران المقبل.
لنتصور الاحراج الهائل الذي سيزج النظام حلفاءه فيه ويحاصرهم من حيث توقعوا ام لم يتوقعوا ذلك. رفض التمديد في لبنان لا يقتصر على هؤلاء الحلفاء بل يكاد يكون شاملاً من منطلق ضرورة الاقلاع عن هذا النمط الموروث من عهد الوصاية السورية. ولم يترك الرئيس سليمان نفسه لأحد ان يسبقه الى تقدم صفوف رافضي التمديد في مواقف مثبتة يتعين اتخاذها ركيزة اساسية للمضي في انتخاب رئيس جديد اياً يكن الآتي المفترض باسم الديموقراطية كمنقذة فعلية للنظام الدستوري والميثاقي اللبناني. لكن ماذا تراهم يفعلون، حلفاء النظام السوري، في اختبار آخر ملاصق ومتزامن تزامناً مباغتاً محرجاً حين يرفضون باصوات لا ترتجف تمديداً للرئيس اللبناني ويؤيدون باصوات هادرة تمديداً للرئيس السوري مع كل الفوارق الهائلة بين سيرتي الرئيسين وواقع كل منهما؟ أي تبرير ترانا سنسمعه ونعاينه في تلك الحال، وأي ادبيات يمكن العثور عليها لجمع الماء والنار والصيف والشتاء على سطح واحد؟ هل أعد الحلفاء عدتهم لهذا الاختبار القاتل؟
حتى في التورط الميداني في الصراع السوري ثمة فوارق بين المنطق التبريري للتورط وبين الذهاب الى تسويغ التمديد للنظام. واذا كان الحلفاء لا يعترفون بهذه الفوارق، فمعنى ذلك ان كل الاسانيد التي قيلت في دوافع التورط آيلة الى السقوط ولا يحتمل المتورطون ومن يؤيدهم الوقوع في هذا المنزلق. فلننتظر بتشوق إذاً، وإن غداً لناظره قريب.
النهار