الثورة السورية كمأزق لحزب الله: برهان غليون
برهان غليون
أخبار التورط المتزايد لحزب الله في الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد على الشعب السوري لم تصدم أحدا من الذين كانوا يعتقدون أن الحزب ولد في أحضان الحرس الثورة الايراني وترعرع على يده وعاش على الدعم المالي الايراني، ولم يستمر في الوجود إلا بسبب التفاهم السياسي، الذي سرعان ما تحول إلى حلف استراتيجي، بين دمشق وطهران. لكنها صدمت بشكل مؤلم جميع أولئك الذين اعتقدوا لفترة من الزمن أن عقيدة المقاومة التي تبناها الحزب ضد اسرائيل، وحرصه على تبرئة نفسه من الاستراتيجيات الطائفية وتأكيد هويته بوصفه قوة لبنانية شيعية، إنما في خدمة القضية العربية في فلسطين، سوف تمنعه من أن يتصرف كذراع ضاربة لايران في المنطقة العربية، وأن تنجح طهران، في أن تجعل من قوة مقاومة وطنية وعربية قوة تابعة كليا لها، وقابلة لأن تعمل ضمن استراتيجية السيطرة الإقليمية التي تبحث عنها.
وإذا كان هناك شعب لم يعبأ بالسمة الطائفية التي جعلت الحزب يقتصر في عضويته على أبناء الشيعة اللبنانيين، وتبنته كما لم يحصل في لبنان نفسه بوصفه جيش مقاومة رديف لقوى المقاومة العربية الأخرى وللجيش السوري، حتى صار زعيمه أكثر شعبية في سورية من كل الزعامات العربية، فهو الشعب السوري الذي أضاع إلى حد كبير ثقافة الطائفية في بناء الحياة السياسية منذ قيام الدولة السورية، حتى لو أنه كان يشتكي دائما من السلوك الطائفي للنظام الذي خضع له منذ نصف قرن.
والواقع ليس تورط الحزب المتزايد في حرب الأسد ضد السوريين هو الإشارة الأولى إلى الطابع الطائفي والتبعي لقيادة الحزب. فقد صدم السوريين خطاب السيد حسن نصر الله وهو يودع مسؤول المخابرات السورية عن بسط السيطرة على بلده، رستم غزالي، في ٢٠٠٥، عندما أخذ يهتف، من دون خجل، باسم “سورية الأسد” كما لو أنها بلد من دون شعب. وبالرغم من تكرر الأدلة على هذا التحالف العميق بين الحزب والنظام السوري الديكتاتوري، كان هناك اتجاه عند السوريين، بما في ذلك المعارضة السياسية، لغض النظر عنها، وتبريرها أحيانا من زاوية أن بقاء الحزب نفسه رهن برضى النظام السوري.
وعندما انتخبت رئيسا لأول تشكيل معارض في عهد الثورة السورية، باسم المجلس الوطني السوري، حرصت على أن أؤكد أنه لا نوايا سلبية لدى الشعب السوري تجاه الحزب، وأن دعمه في الماضي لم يكن سوى تلبية لإرادة الشعب السوري الذي لا يزال في حرب حقيقية مع اسرائيل التي تحتل أراضيه، وأن سورية الديمقراطية الجديدة لن تضحي بأي قوة مقاومة. ولم نطلب من قادة حزب الله أن يدعموا الشعب السوري في مطالبه المشروعة وإنما كل ما تمنينا عليهم هو أن يحترموا إرادة هذا الشعب “الشقيق” ويقفوا على الحياد. وعندما سؤلت في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” عن موقف المجلس والمعارضة من حزب الله قلت حرفيا حتى أتجنب إدانته لمعرفتي بموقفه الواضح : إن موقف حزب الله بعد سقوط الأسد لن يكون كما كان قبله. وهذا يعني أن من المنتظر منطقيا أن يغير الحزب موقفه بعد أن يسقط الأسد، ولن يكون هناك سبب للقطيعة معه. وفوجئت عندما خرج نصر الله امام جمهوره بعد نشر المقابلة ليندد بالمعارضة ويتهمني بأنني دعوت إلى القطيعة مع ايران ومع حزب الله، وأن هذه الدعوة هي بمثابة تقديم أوراق اعتمادي لأمريكا وإسرائيل، ومعي بالتأكيد سورية الجديدة التي أتكلم باسمها. أقول فوجئت لأنني لم أكن اصدق أن يصل رجل دين، “سيد” وقائد سياسي لمقاومة مشرفة مثله، ينتظر منه الوفاء والصدق والأمانة، إلى درجة تحريف الكلام وترديد ما صاغته المخابرات السورية لتسميم الرأي العام. حتى اضطر الكثيرون إلى إعادة ترجمة المقابلة الصحفية مرارا لتبيان بهتان ما قيل. لكن تطور الأحداث، وحماس الحزب للدفاع عن “ملك” الأسد أكثر من حماس حزب البعث “الحاكم” نفسه له، ودفعه أبناء الطائفة الشيعية للمشاركة في حرب استعباد السوريين، واليوم في حرب النظام السوري التطهيرية ضد من كان يحكمهم ويتحكم بهم، كل ذلك قد أظهر أن “السيد” لم يكن مخطئا في الترجمة ولا في قراءة المعاني وإنما كان منسجما تماما مع ذاته ومع اعتقاده وغاياته ومع ما يطلبه منه جهاز الحرب الدعائية والإعلامية السوري.
لن يؤثر عناصر حزب الله المنخرطين في هذه الحرب اللاأخلاقية واللاإنسانية والإجرامية التي جعلت شعارها : بشار الأسد أو إحراق البلد، في مسار الحرب الجارية في كل مناطق سورية لتخليصها من أبشع كابوس. ولن يكون النصر في النهاية إلا للشعب ضد جلاديه. ومنذ الآن أصبح الأسد مجرم حرب لن يطول الوقت قبل أن يدفع بملفه إلى محكمة الجنايات الدولية.
لكن قادة حزب الله قد ارتكبوا بسياستهم الكارثية جرائم لن يفغرها لهم في المستقبل القريب أحد، لا شيعة لبنان الذين سيتحملون وزرها لعقود طويلة، ولا لبنان المهدد بأن يتورط من جديد في حرب طائفية لم يعرف كيف خرج منها بالأمس، ولا المنطقة التي لا يمكن لتورط قوى ذات صبغة مذهبية واضحة في القتال مع ميليشيات الأسد مثل حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية الأخرى، إلا أن تفجر دينامية مواجهة طائفية سنية شيعية لن يكون الفائز فيها سوى اسرائيل والدول المعادية للعرب، والحالمة باخضاعهم والهيمنة عليهم.
يبرر قادة حزب الله تدخلهم في الحرب من خلال رغبتهم في الدفاع عن القرى الشيعية المحاذية للحدود أو حماية مقام السيدة زينب ليخفوا عن أخواننا الشيعة الهدف الحقيقي لهذه الحرب، والجريمة التي يمثلها الطلب من شباب شيعة لبنان المشاركة فيها إلى جانب نظام وراثي ووارث لسياسات الجريمة والعنف والظلم والطائفية. وحتى لو كان ذلك صحيحا وهو غير صحيح على الإطلاق، فكيف لا يدرك أصحاب هذا الخطاب الفج المعنى الطائفي لمثل هذه المبررات والذرائع؟ ومتى كان شيعة القرى اللبنانية مهددين من قبل أخوانهم السنة وقرانا مزروعة بالتنوع المذهبي والإتني؟ وهل يحتاج مقام السيدة زينب من يحميه من خطر الاعتداء عليه من قبل العرب، السنة او المسلمين؟ كيف حصل أنه استمر إلى اليوم، مزارا حيا ونشيطا، وهل كان ذلك بفضل بشار الأسد أو شيعة لبنان او حتى شيعة سورية أنفسهم وعلوييها ؟
أنا أفهم أن تنزع النخبة المذهبية القومية الحاكمة في ايران إلى تحويل حزب الله إلى ذراع ضاربة لخدمة مصالحها وحروب نفوذها الاقليمية، لكن كيف نفهم ماهي مصلحة شيعة لبنان الذين يدعي حزب الله خدمتهم في أن يضعوا أنفسهم في مواجهة إرادة شعب شقيق وجار، وفي خدمة نظام يعرف القاصي والداني جرائمه كما يعرف أنه مدان عاجلا او آجلا؟ وما هي مصلحة حزب الله الذي كان عنوانا للمقاومة الوطنية في أن يحول نفسه إلى أداة لخدمة أهداف نزعة توسعية ايرانية بدائية، ويصبح رمزا لوأد تطلع الشعوب العربية للحرية والكرامة، وحليفا لأول نظام “سوري” ضامن لأمن واستقرار اسرائيل،
بضغطها المتواصل على حزب الله للمشاركة في الحرب القذرة التي يشنها نظام المافيا السورية على شعب أظهر من البسالة والشجاعة والتصميم ما أذهل الأصدقاء والأعداء، كشفت ايران عن حقيقة نواياها تجاه شيعة لبنان وكل القوى التي دعمتها بصرف النظر عن مذهب عناصرها من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين واليمنيين. ونظرتها إليهم كمرتزقة تشتري ولاءهم بالمال من أجل استخدامهم في تحقيق أهدافها الإقليمية في المنطقة العربية. وهي اليوم بالتعاون مع قيادة تابعة، تدفع حزب الله إلى أن يكون شريكا في جريمة قتل الشعب السوري وحرب الابادة الجماعية والدفاع عن قلاع الطغيان.
بتقويضها الاسس الأخلاقية والسياسية التي قام عليها، لم تنه هذه الشراكة أسطورة حزب الله المقاوم والممانع في عيون المسلمين والعرب والشيعة واللبنانيين أنفسهم فحسب، ولكنها حولته إلى أكبر خطر على الطائفة التي كونته ورعته. فبدل أن يكون الدرع الحامي لأقلية عانت الكثير من ظلم الآخرين، تحول إلى سبب لجلب النقمة عليها بعد أن أصبح أداة للقتل والدمار والظلم، والتهديد لحياة السوريين.
ولا أدري ماذا سيقول قادة حزب الله لأتباعهم عندما ستعلن ايران عن تغيير سياستها، بعد أن تنتهي ولاية أحمدي نجاد، وتصبح أولويتها السياسية ايجاد موقع لها في سورية ما بعد الأسد؟ لن يجد قادة حزب الله أنفسهم في وضع مريح بالتأكيد، وإذا كان قد بقي لديهم في ذلك الوقت بعض الضمير، سوف يندمون على الجرائم التي ارتكبوها، ليس ضد الشعب السوري فحسب وإنما ضد شعبهم اللبناني وطائفتهم ذاتها. وسوف يحاسبون عليها ككل مغذي الحروب، بالتضامن مع شركائهم، في أكبر جريمة عرفتها البشرية في هذا القرن، جريمة قتل شعب واغتيال مستقبله، وتدمير حضارة كاملة، تلبية لنداء الطائفية البغيض.
ينبغي أن يعلم مواطنونا الشيعة في لبنان أن ثورة السوريين ليست ضد أي طائفة ولا دين ولا مذهب ولا عرق. ولكنها
ثورة الحرية والكرامة التي تنطوي على القيم ذاتها التي دفعت شبابهم خلال عقود طويلة ماضية إلى القتال والاستشهاد في مواجهة إسرائيل. وأن السوريين، بصرف النظر عن دينهم ومذهبهم، هم أخوتهم وأشقاؤهم، وهم الذين يمكنهم الرهان على مساعدتهم في المستقبل عندما ستتفرد بهم إسرائيل. ومن المفيد ربما أن يعلموا أيضا أن الذي وضعهم في هذا الوضع الصعب، في مواجهة أشقائهم السوريين العرب، ليس الشعب الايراني الذي لا مصلحة له في تدمير الشعب السوري، وإنما قيادة ايرانية متعصبة ومتطرفة ولا تخلو من عنصرية تجاه كل ما هو عربي، وأن هذه القيادة لن تبقى إلى الأبد. بل إن المعلومات التي يسربها بعض المسؤولين الايرانيين هي أن متعصبي ايران أدركوا أنهم خسروا الحرب السورية وهم ينتظرون انتخابات الرئاسة بعد شهر ونيف في طهران لتغيير سياستهم من دون ضجيح. الذين يراهنون على تسعير الحرب الطائفية في سورية والمنطقة هم زمرة من الساسة الايرانيين المهووسين بالقوة والسيطرة الاقليمية وتوسيع دائرة النفوذ والهيمنة القومية، اعتقادا منهم أنهم بذلك يدافعون عن النظام القائم، تماما كما كان صدام حسين يؤمن بسياسة القوة والسيطرة والتوسع والنفوذ، وكما كان نظام حافظ وبشار الأسد يفكر في استخدام لبنان وغير لبنان أوراقا لتحقيق الأهداف نفسها والدفاع عن النظام في الساحات الخارجية الإقليمية وعلى حساب دماء الشعوب التي روت أرض المشرق ولا تزال ترويها من دون حساب منذ سنوات طويلة.
لن يربح أحد لا من الشيعة ولا من السنة من تفجير الحرب الطائفية السنية الشيعية التي تدفع إليها طهران وأتباعها في لبنان على نطاق المنطقة. ولن تستطيع دولة إقليمية، أو أجنبية، مهما حظيت به من قوة وتقنية ونخبة طموحة، أن تسيطر على الدول الأخرى وتعلن سلطانها عليها. كل ما سنحصده هو الدخول في المنطق الجبان والمهزوم نفسيا وسياسيا الذي ورط الأسد نفسه فيه، أي حرق المشرق بأكمله، وتسعير الطائفية، وإنجاب نخب عنصرية على الطريقة النازية التي انتهت بتدمير ألمانيا وموت أجيال عديدة من شبابها في حروب عظمة فصامية.
سورية الجديدة لن تكون سورية التسلط والهيمنة في لبنان وغير لبنان كما كان نظام الاسد البائد. بل هي نقيضه وثورة عليه. ستكون سورية السلام والتعاون والإخاء العربي والاسلامي، وسورية الإعمار والبناء، سورية الحرية والديمقراطية والعدل الذي سيرخي بظله على عموم المنطقة. وليس عند السنة كسنة عداوة لأحد، وليسوا بوارد ان يسننوا أو يأسلموا أحد. وليس لديهم عقدة الأقلية والأكثرية. هم مواطنون يتطلعون إلى ما تتطلع إليه كل شعوب الأرض اليوم من تقدم وازدهار وسلام وأمن وحرية وتعاون اقليمي ودولي. هم ليسوا أعداؤكم بل اخوانكم وأشقاؤكم في الدين والقومية. يل هم فخورون بأن تكون سورية بلد التنوع والتعدد وسعيدون بأن يظهروا للعالم أجمع حقيقة ثقافتهم الإنسانية التي دفعت بسورية منذ ماقبل استقلالها إلى نبذ أي فكرة طائفية والتمسك بالفكرة الوطنية. وهي البلد الوحيد الذي لم يكرس بطلا قوميا واحدا للاستقلال ولكنه كرس أربعة أ[بطال زعيمهم وقائد ثورتهم جميعا لم يكن من مذهب الأكثرية. كذلك الأمر مع كل الطوائف الأخرى التي عاشت بسلام وانسجام منذ قرون في هذه الأرض الطيبة، ولم يؤرق سلامها الأهلي سوى تدخل الدول الأجنبية. وهم الذين رفعوا صور قادة حزب الله عندما كانوا يعملون لأهداف قومية ووطنية.
لا ينبغي أن نستسلم لمشاعر الخوف والقلق على المستقبل ونصدق رسل الشر الذين يوسوسون للجميع بأنهم الرابحون، من أجل خدمة مشاريعهم الامبرطورية والمافيوزية الدنيئة، والصعود على جماجم أخوتهم وأبنائهم. وهذا هو منطق بناء كل الامبرطوريات التي لا تعبأ بحياة الانسان. لكن إذا لم يكن للسياسة دين، فللإنسان الفرد دينه وضميره الذي يمكن أن يحتكم إليه، وآمل أن يرجع كل متجند ضد مطالب الشعب السوري إلى ضميره ويصدق مع نفسه ويتساءل بماذا آذاه هذا الشعب.
ما يخيفوننا منه من مخاطر ليس إلا أوهاما يريدون منها إحداث القطيعة بين الأخوة ودفعهم لقتال بعضهم البعض. وما يلوحون به أمامنا من انتصارات وغلبة ومكاسب من هزيمة الآخر ليس سوى سراب يخاله الظمآن ماءا وهو خواء. لا أحد يهدد الشيعة ولا أحد يهدد العلويين ولا أحد يهدد المسيحيين وغيرهم من أصحاب المذاهب والأديان الأخرى في سورية سوى سوء سياسة قادتهم الحاليين الخاطئة المبنية على الخوف والشهوة للسلطة والاستئثار، وهم الذين رهنوا انفسهم لإرادة سلطان جائر وارتهنوا لسياساته الإقصائية المريضة. والذين يعتقدون أنهم بوقوفهم مع جلاد السورينن وبمراهنتهم على دعم الدول الأجنبية يستطيعون أن يمنعوا الأكثرية السنية من المشاركة في السلطة أو أن يعزلوها، لا يخدمون طوائفهم وإنما يعملون لعكس الأهداف التي يسعون إليها ويهددوا بأن تتحول سورية لأول مرة إلى بلد سني، طارد للأقلية. ولن يقدم لهم تحالف الأقليات الذي سعى إليه الأسد، ولا يزالي يحلم بتكوينه لوضعه في مواجهة الأكثرية السنية، ليس بهدف ديني ولكن لتحييد القسم الأكبر من الشعب وإخراجه من الساحة السياسية، بذريعة التطرف الديني، أي مخرج، بمقدار ما سيفصلهم أكثر عن شعبهم ليجدوا أنفسهم بسرعة في أرض غريبة عنهم، وعن ثقافتهم المشتركة، وينصبون خشبة مسرح حروب المئة عام بين أصحاب الطوائف وتجارها والمتاجرين بها من ناقصي العقل والقلب والدين والضمير.
ولا أعتقد أن أي سوري سوف يفتخر او يجد ذرة من الكرامة والحرية بالانتقال من سورية جمهورية مدنية يتساوى فيها مواطنوها بصرف النظر عن هويتهم المذهبية والقومية الشخصية، إلى سورية مقسمة داخل نفوس أبنائها قبل مناطقها، على الطريقة العراقية أو حتى اللبنانية. سورية هذه لن تكون سورية التي نعرفها، ولن يقبل معظم السوريين أن يعيشوا في ظل نظام مثلها. سورية كما قال شعار جمعة الثوار الماضية أقوى من أن تتقسم، وشعبها أرقى من أن يسقط في اللوثة الطائفية..
المدن