أحداث الإثنين, 13 حزيران 2011
الجيش السوري «يسيطر» على جسر الشغور… و10 آلاف لاجئ على الحدود
جسر الشغور، لندن، روما، نيويورك، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – قالت السلطات السورية مساء امس أنها «سيطرت بالكامل» على مدينة جسر الشغور «وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الأحراج والجبال المحيطة بها»، بعد عملية عسكرية استهدفت المدينة التي فرت غالبية سكانها لـ»تطهيرها من مسلحين». وأفادت السلطات أنها عثرت داخل المدينة على مقبرة جماعية تضم جثامين رجال أمن، موضحة ان اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الجيش ومسلحين وإن «عدداً كبيراً من الناس اعتقلوا». ومع العملية الامنية داخل جسر الشغور، تزايدت اعداد اللاجئين الفارين من المدينة. وقال ناشطون سوريون إن المنطقة الحدودية مع تركيا تحولت «عمليا» إلى «مناطق عازلة» مع تدفق نحو 10 آلاف لاجئ اليها.
وقال سكان وشهود إن دبابات وطائرات هليكوبتر هاجمت جسر الشغور بعد ان دخلها الجيش اليها. وقال ناشط لوكالة «فرانس برس» إن الجيش بدأ «منذ هذا الصباح قبيل الساعة 7 (4 تغ) بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب».
وتابع: «سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة»، مؤكداً انتشار حوالى 200 دبابة في المنطقة. فيما قال ناشط حقوقي آخر نقلاً عن سكان في المدينة: «تسمع منذ هذا الصباح أصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت أعمدة من الدخان تتصاعد» من المدينة.
وأكدت روايات متطابقة لشهود تحدثوا لوكالتي «اسوشييتد برس» و»رويترز» أن جنوداً أنشقوا عن القوات الحكومية السورية رفضوا إطلاق النار على سكان المدينة، ورفضوا مغادرتها وشاركوا في «المقاومة» إلى جانب أهالي جسر الشغور.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن أحد السكان ان جنوداً انشقوا عن الجيش ظلوا في المدينة للقتال إلى جانب سكانها. وأوضح الشاهد إن بعض سكان المدينة قرروا ايضا البقاء «للقتال بأيديهم العارية» ضد قوى الأمن، مشيراً إلى انهم عزل وليسوا مسلحين كما تقول السلطات.
فيما قالت «اللجنة التنسيقية السورية» التي توثق للحركة الاحتجاجية إن ضابطاً و15 جندياً انشقوا عن قوات الأمن وانضموا للسكان، إلا أنه لم يمكن التأكد من دقة المعلومات.
من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) مساء ان قوات الجيش «سيطرت بالكامل» على جسر الشعور و»تلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الأحراج والجبال المحيطة بها». واضافت أن وحدات الجيش «قامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة، ودخلت المدينة بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات». وزادت أن «اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلها أدت إلى مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة وألقت القبض على أعداد كثيرة منهم وضبطت أسلحة رشاشة بحوزتهم».
واضافت الوكالة انه «تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشغور… كما ارتكبت التنظيمات المسلحة فظائع بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعية». وأوضحت ان «احد أعضاء التنظيمات الإرهابية المسلحة اعترف بارتكاب المجازر وتنفيذ المقابر الجماعية بحق قوى الشرطة والأمن في جسر الشغور»، واشارت الى انه «تم إخراج عشر جثث من المقبرة الجماعية معظمهم مقطوعو الرؤوس والأطراف بالسواطير وعليهم آثار إطلاق نار في أماكن عدة على الجثث».
وعلى صعيد جهود مجلس الامن لاصدار قرار يدين العنف في سورية، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي قوله إن روسيا والصين لم تريا ضرورة للمشاركة في مداولات مجلس الامن وقاطعتا المناقشات. فيما قال ديبلوماسي آخر:»أنها رسالة واضحة» من موسكو وبكين برفض مشروع القرار الأوروبي ضد دمشق. وأوضح الديبلوماسيون انه برغم الجهود الأوروبية، فإن الصورة في مجلس الأمن لم تتغير، موضحين أن تسعة من الأعضاء في مجلس الأمن يؤيدون قرار إدانة فيما يرفضه الآخرون. ومن المقرر أن تستمر المحادثات خلف الكواليس خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن برغم «الصفعة» الصينية – الروسية للدول الغربية، فإن الكثير من العواصم الأوروبية وواشنطن عززتا الضغوط الدبلوماسية على دمشق في ضوء تواصل الحملة الأمنية.
وطالبت بريطانيا أمس مجلس الآمن باتخاذ «موقف واضح»، بينما عبر الاتحاد الأوروبي وواشنطن مجدداً عن قلقهما من الوضع الإنساني في سورية وطالبا دمشق بالسماح بدخول فرق طبية فوراً.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لتلفزيون «سكاي نيوز» إن على مجلس الأمن اتخاذ «موقف واضح» بشأن سورية بإصداره قراراً يدين القمع في هذا البلد، مشدداً على أن «الوقت حان» لأن يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأضاف أن القرار المطلوب يجب أن يدعو سورية إلى «الاستجابة للمطالب المشروعة والإفراج عن سجناء الضمير، ورفع الحظر على الإنترنت والتعاون مع المفوض الأعلى لحقوق الإنسان».
كما دانت إيطاليا «لجوء السلطات السورية غير المقبول للعنف» وطلبت السماح للصليب الأحمر بالدخول «فوراً ومن غير قيود».
وعلى الصعيد الانساني، قال ناشطون سوريون إن المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية تحولت «عمليا» إلى «مناطق عازلة» مع تدفق نحو 10 آلاف لاجئ سوري إلى مناطق الحدود إثر اقتحام الجيش لجسر الشغور. وبخلاف اللاجئين إلى مناطق الحدود السورية – التركية، فإن عدد اللاجئين السوريين داخل تركيا قد ارتفع أمس إلى 5051 وفق ما أعلنت وكالة «أنباء الأناضول» الرسمية التركية. وفيما قال مسؤول تركي إن اللاجئين يتلقون الرعاية في مستشفيات ومخيمات أعدتها السلطات التركية، قال ديبلوماسي غربي إن العدد الحقيقي للاجئين أكبر من المعلن حتى الآن.
الجيش السوري استعاد جسر الشغور “بالكامل“
مشاورات أميركية – روسية في مجلس الأمن
معارضون وشهود عيان يعزون عمليات القتل في جسر الشغور الى التمرد في قوى الأمن
اتصالات غربية مع البرازيل والهند وجنوب إفريقيا لاقناعها بالتصويت على مشروع قرار
الأمم المتحدة – علي بردى
العواصم – الوكالات:
استعادت قوات النخبة في الجيش السوري بعد اشتباكات “عنيفة” السيطرة الكاملة على مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب المجاورة للحدود التركية، بعد أيام من سيطرة من وصفتهم دمشق بـ”التنظيمات المسلحة” على المدينة والقرى المجاورة التي شهدت نزوحا كثيفا في اتجاه الاراضي التركية.
وشكلت هذه التطورات وتصرفات المعارضين للحكومة السورية تخليا عن حركة التظاهرات التي كانت سلمية الى حد بعيد. ومن ذلك اعلان اكتشاف مقبرة جماعية تضم جثث عسكريين في جسر الشغور، فضلا عن استعداد متزايد لدى المتمردين داخل الجيش والسكان في القتال ضد قوات الحكومة. (راجع العرب والعالم)
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن “وحدات من الجيش العربي السوري سيطرت على مدينة جسر الشغور بالكامل وهي تلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الاحراج والجبال المحيطة بها”. وأضافت ان “وحدات من الجيش دخلت مدينة جسر الشغور وقامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة”.
وأوضحت أنه بعد استعادة السيطرة على المدينة “تم كشف مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة في حق عناصر المركز الامني في جسر الشغور… كما ارتكبت التنظيمات المسلحة فظائع بجثث الشهداء التي تم اخراجها من المقبرة الجماعية”. وـأكدت أنه “تم اخراج عشر جثث من المقبرة الجماعية معظمهم مقطوعو الرؤوس والاطراف بالسواطير وعليهم آثار اطلاق نار في اماكن عدة على الجثث”.
وأعلنت ان أحد أعضاء التنظيمات الارهابية المسلحة “اعترف بارتكاب المجازر وبتنفيذ المقابر الجماعية في حق قوى الشرطة والامن في جسر الشغور”.
وأكدت أن أهالي قرية الكسير في جسر الشغور استقبلوا الجيش “بالورود والأرز” ونفوا تعرض الجيش لهم.
بيد أن معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية وقالوا ان رجال الامن قضوا خلال التمرد.
لجان التنسيق
في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية ان أعمال القمع أسفرت عن مقتل 1300 مدني في سوريا منذ ثلاثة أشهر. وجاء في بيان لها ان السلطة يجب ان تسلم الى الجيش، وان يعقد مؤتمر في اشراف دولي خلال ستة أشهر لكتابة دستور جديد ومنع سوريا من الانزلاق الى الفوضى وضمان انتقال سلمي للسلطة.
الأمم المتحدة
وفي الأمم المتحدة رجح ديبلوماسيون أن يعقد أعضاء مجلس الأمن اليوم جلسة إضافية غير رسمية على مستوى الخبراء، أو أرفع، في شأن الأوضاع المتدهورة في سوريا، غداة الغياب غير المتوقع لممثلي روسيا والصين عن جلسة انعقدت أول من أمس لمناقشة مسودة قرار يندد بالقمع الدموي للمحتجين المسالمين في الكثير من المناطق السورية.
وفي موازاة المفاوضات الجارية في أروقة مجلس الأمن، علمت “النهار” من ديبلوماسي غربي أن “واشنطن باشرت اتصالات مع موسكو على مستويات أخرى في شأن الأوضاع في سوريا”، متوقعاً أن “تتوصل الديبلوماسية الأميركية مع نظيرتها الروسية في النهاية الى خلاصات مشتركة. ولا يمكننا الآن أن نعطي وقتاً محدداً لذلك”.
وأكد ديبلوماسي أوروبي لـ”النهار” أن ممثلي روسيا والصين لم يحضرا الجلسة التي انعقدت السبت على مستوى الخبراء. بيد أنه أمل في مشاركة كاملة اليوم “نظرا الى جسامة الأحداث التي تحصل وخصوصاً في شمال سوريا”، مشيراً الى تدفق اللاجئين السوريين على تركيا المجاورة. ورأى أن “ثمة ضرورة ملحة لتوجيه رسالة واضحة الى الرئيس بشار الأسد مفادها أن المجتمع الدولي لا يمكنه السكوت على ما يجري”، مجادلاً بأنه “يتعين على مجلس الأمن أن يضطلع بتفويضه في حماية الأمن والسلم الدوليين”. واعتبر أن “الحجة بأن ما يحصل شأن داخلي لا يمكن أن تستمر، لأننا نرى اليوم عواقب ما يجري على الدول المجاورة”، لافتاً الى الأحداث التي حصلت على خط الفصل بين سوريا واسرائيل في مرتفعات الجولان، وتدفق اللاجئين الى الأردن ولبنان وتركيا.
ورداً على سؤال عما سُرّب من أن الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تحضر الإجتماعات لكنها لا تشارك في مناقشة مشروع القرار، لاحظ أن “مجرد حضور ممثلي هذه الدول مؤشر ايجابي. إنهم يحضرون وعلى الأقل يستمعون، ويعبرون عن هواجس لديهم في النص المقترح”، مستدلاً على ذلك بأن الدول الراعية لمشروع القرار، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، “أدخلت تعديلات على النص المقترح. ومن هذا المنطلق، وردت عبارة أن الحل للأزمة في سوريا يجب أن يحصل من خلال عملية سياسية بقيادة سورية”، تبديداً للهواجس من تكرار تجربة التدخل العسكري الدولي في ليبيا.
وكان ديبلوماسي في مجلس الامن قال إن غياب روسيا والصين عن اجتماع الخبراء يمثل “رسالة واضحة جداً”. وأضاف أن “السوريين يطلقون النار على الحشود وهم (روسيا والصين) لا يهتمون”. وأكد أن لبنان والهند والبرازيل وجنوب افريقيا “لا يوافقون على نص القرار”.
وتوقع ديبلوماسي عربي أن تواصل الدول الراعية لمشروع القرار بدعم من الولايات المتحدة، ضغوطها في محاولة لاستمالة العدد الأكبر الممكن من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن من أجل اقناعها بالتصويت على القرار، أو الإمتناع عن استخدام حق النقض ضده بالنسبة الى روسيا والصين. ولم يستبعد أن يوضع المشروع بالحبر الأزرق خلال الساعات المقبلة، حتى لو لم يكن التصويت وشيكاً.
ويتوقع ديبلوماسيون أن يعرض مشروع القرار على التصويت خلال الأسبوع الجاري. ويعبر سفراء غربيون عن خيبتهم وخصوصاً من مواقف البرازيل والهند وجنوب افريقيا التي تفكر في الامتناع عن التصويت. وقال أحدهم: “نحاول أن نشرح لهم ان الامتناع عن التصويت في هذه القضية يعني الانحياز الى روسيا والصين (وتالياً) سوريا”. وفي رأيه أنه اذا صوتت البرازيل والهند وجنوب افريقيا على القرار، فان روسيا والصين قد تفكران في الامتناع عن التصويت بدل استخدام حق النقض ضد مشروع القرار.
انتقادات غربية متزايدة … تصطدم باعتراض روسي وصيني في مجلس الأمن
(أ ف ب)
أعلنت سوريا أمس، أن قواتها العسكرية تمكنت من حسم معركة جسر الشغور التي هجرها آلاف السوريين نحو تركيا، بعد اشتباكات مع «تنظيمات إرهابية مسلحة» أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 4، وضبط «أسلحة رشاشة» بحوزة هذه المجموعات، فيما تواصل الضغط الدولي على دمشق مع تعثّر مشروع القرار الاوروبي أمام الرفض الروسي والصيني في مجلس الأمن.
وفي هذه الأثناء، أعلنت لجان التنسيق المحلية التي تلعب دوراً أساسياً في تنظيم الاحتجاجات أن 1300 قتيل سقطوا منذ بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا، وفي بيان يحدد الخطوط العامة لرؤيتها لحل سياسي قالت لجان التنسيق المحلية إن السلطة يجب أن تسلم إلى الجيش وأن يعقد مؤتمر تحت إشراف دولي خلال ستة أشهر لكتابة دستور جديد ومنع سوريا من الانزلاق إلى الفوضى وضمان انتقال سلمي للسلطة. وقال البيان إن «مهمة المؤتمر هي ضمان تنح سلمي وآمن للنظام القائم».
وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء بأن وحدات من الجيش السوري «سيطرت على مدينة جسر الشغور بالكامل وتلاحق فلول التنظيمات الإرهابية المسلحة في الأحراج والجبال المحيطة بها»، وأضافت ان الوحدات العسكرية «قامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة».
وأفاد مراسل «سانا» في إدلب بأن وحدات الجيش دخلت المدينة «بعد تفكيك متفجرات وعبوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات»، مضيفاً أن «اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلها أدت إلى مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة وألقت القبض على أعداد كثيرة منهم وضبطت أسلحة رشاشة بحوزتهم». وأضاف المراسل أن «جندياً استشهد وأصيب أربعة آخرون من وحدات الجيش أثناء اشتباكات مع عناصر التنظيمات المسلحة في المدينة».
وتم بحسب «سانا» الكشف عن «مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المســلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشــغور بحــضور أكثر من عشرين وسيلة إعلام عربية وأجنبــية. كما ارتكبت التنظيمات المســلحة فظــائع بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعية». وقال مراسل «سانا» إن «أحد أعضاء التنظيمات الإرهابية المسلحة اعترف بارتكاب المجازر وبتنفيذ المقابر الجماعية بحق قوى الشرطة والأمن في جسر الشغور». وأضــاف المراسـل أنه «تـم إخراج عشر جثث من المقبرة الجماعية معظمهم مقطوع الرأس والأطراف بالسواطير وعليها آثار إطلاق نار في أماكن عدة».
وأفادت وكالة انباء الاناضول ان اكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية ليل السبت الاحد، ما يرفع الى 5051 عدد اللاجئين الذين اتوا من سوريا للعيش في خيم جنوب تركيا، فيما أشار شهود عيان إلى وجود أكثر من 10 آلاف لاجئ يقيمون في خيم قرب الحدود التركية.
في هذه الأثناء، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لقناة «سكاي نيوز» بان على مجلس الامن الدولي اتخاذ «موقف واضح» بشأن سوريا بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد. وفيما يتزايد الغضب الدولي من حملة القمع السورية ضد المتظاهرين قال هيغ ان احتمالات صدور قرار ضد سوريا «غير مضمونة». وأضاف هيغ ان «الوقت حان» لان يتحدث الرئيس السوري بشار الاسد الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الامن، في بيان ان «الوضع الخطير يجعل صدور رد فعل واضح من مجلس الامن الدولي أمرا ملحا اكثر من اي وقت مضى». واضاف فسترفيله ان «جهودنا السياسية الدبلوماسية لا تزال موجهة الى تمرير مسودة القرار التي اعددناها (مع بريطانيا وفرنسا والبرتغال) في مجلس الامن بالسرعة الممكنة». واكد «أدين الاعمال التي تقوم بها القيادة السورية في شمال البلاد. ان العنف واستخدام الاسلحة الثقيلة يهددان بخلق ازمة انسانية».
وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن «قلقها الشديد لتدهور الوضع الانساني» في سوريا وأعلنت في بيان أنها تشجب «التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الايام الماضية». واضافت «انا قلقة جدا لتدهور الوضع الانساني الناجم عن اعمال السلطات السورية، واطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الانسان ووكالات انسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر».
وتابعت آشتون قائلة «اكرر نداءاتي العديدة الى السلطات السورية كي تغير مسلكها»، مشيرة الى ان هذا التغيير «يتضمن اطلاق سراح كل الذين اعتقلوا على خلفية التظاهرات اضافة الى كل السجناء السياسيين الذين ما زالوا معتقلين رغم قرارات العفو التي اعلنها مؤخرا الرئيس (السوري بشار) الاسد». وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي على ان «الحصار المفروض على مدن، بما فيها درعا وجسر الشغور، يجب ان يرفع من دون تأخير»، وان «المسؤولين عن اعمــال العنف والقتل يجب ان يحاســبوا». واكدت آشتــون ان «اطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم والانتهاكات المقلــقة جدا للحقوق الاساسية للانسان يجب ان تتوقف حــالا لافساح المجال امام حوار وطني».
وتأتي دعوة آشتون بعيد ساعات على اتهام البيت الابيض للنظام السوري بالتسبب بـ»ازمة إنسانية» بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الاغاثة الطبية. وقال البيت الابيض في بيان ان «الولايات المتحدة تدعو الحكومة السورية الى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول فورا وبدون قيود الى تلك المنطقة». وتابع البيان انه «اذا لم يسمح القادة السوريون بهذا الامر فانهم سيثبتون مجددا انهم يزدرون كرامة الشعب السوري».
وقال دبلوماسي في مجلس الامن ان»روسيا والصين تريان انه ليس من الضروري حضورهما»، في المشاورات حول مشروع قرار يدين سوريا. وقال دبلوماسي آخر «انها رسالة واضحة جدا».
وقال دبلوماسيون إن احدث اجتماع لم يسفر عن أي تغييرات بين أعضاء مجلس الامن الثلاثة عشر الذين حضروا الاجتماع. ويعتزم حاليا تسعة أعضاء بالمجلس من بينهم الدول التي ترعى مشروع القرار وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال التصويت لصالحه. ولا ترعى الولايات المتحدة مشروع القرار ولكنها اوضحت انها تؤيد النص وتدين العنف ضد المتظاهرين. وقال مندوبو لبنان والهند والبرازيل وجنوب افريقيا أيضا انهم لا يوافقون على نص القرار.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
قوات الجيش تواصل عملياتها بجسر الشغور.. و’تكتشف مقبرة جماعية‘
سورية تشكل فرقة عسكرية ضخمة لمواجهة اي تحرك من الشمال ومسؤولون يشنون حملة على رجب اردوغان ‘العثماني الجديد’
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: عمان ـ اسطنبول ـ وكالات: صعدت السلطات السورية من قمعها للاحتجاجات الاحد حيث أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح في اشتباكات بين الجيش السوري و’جماعات مسلحة’ في مدينة جسر الشغور شمال غربي سورية.
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري ان الجيش سيطر امس الأحد على مدينة جسر الشغور بمحافظة ادلب، عقب مواجهات عنيفة مع ‘مجموعات وتنظيمات مسلحة’، فيما اتهم البيت الابيض دمشق بالتسبب بـ’أزمة انسانية’ عبر قمع المعارضين. واشار التلفزيون الرسمي الى أن الجنود السوريين عثروا على ‘مقبرة جماعية’ في جسر الشغور تحوي جثث عناصر في قوات الامن قتلوا خلال مهاجمة المقر العام للامن العسكري في السادس من حزيران (يونيو)، واعلنت دمشق ان 120 من عناصر الشرطة قتلوا بيد ‘مجموعات مسلحة’. لكن معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية واكدوا أن عناصر الشرطة قضوا خلال عملية تمرد.
وتقدمت قوات ودبابات يقودها ماهر الاسد إلى داخل المدينة في وقت متأخر من السبت، بعد أن قامت بعمليات قصف عشوائي لمدة يومين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن حشوداً عسكرية تنتشر حول جبل الزاوية في محافظة ادلب تمهيداً للقيام بعملية، بعد دخول الجيش السوري أحياء في مدينة جسر الشغور.
وابلغ رامي عبد الرحمن مدير المرصد الأحد ‘أن الجيش السوري دخل إلى أحياء في مدينة جسر الشغور، ووردتنا معلومات من سكان محليين بأنهم شاهدوا سحباً من الدخان وأصوات انفجارات ورشاشات ثقيلة ومروحية عسكرية تحلق منذ صباح الاحد في سماء المدنية، وسقوط شهداء’.
وأظهرت تسجيلات مصورة قام بتحميلها نشطاء على موقع ‘يوتيوب’ على الإنترنت احتجاجات في مدينة حلب الشمالية ومناطق أخرى من البلاد تطالب بإنهاء العمليات العسكرية في جسر الشغور. وتقدمت الدبابات إلى داخل المدينة في وقت متأخر من السبت، بعد أن قامت بعمليات قصف عشوائي لمدة يومين. وعرض باسم وهو عامل بناء فر الى تركيا مشاهد التقطها بكاميرا هاتفه المحمول لشاب قتيل عمره بين 18 و25 عاما وقد اصيب برصاصة في ساقه بينما خلفت رصاصة فتحة خروج كبيرة في بطنه وقد رقد على الارض غارقا في دمائه.
وعرض صورة ثانية لقتيل مصاب برصاصة في الرأس. وقال باسم ان الرجلين قتلا على اطراف جسر الشغور على ايدي قوات يقودها ماهر الاسد.
وتفيد معلومات لـ ‘القدس العربي’ ان دمشق شرعت وبالسرعة القصوى إلى بناء فرقة عسكرية شمالية كاملة يقارب تعدادها ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جندي ستضم ثلاثة ألوية محمولة مشاة تسمى ألوية (ميكا) ولواء دبابات مضافاً إليها لواء صواريخ وكتيبة مدفعية وكتيبة استطلاع وكتيبة إشارة وكتيبة هندسية وكتيبة إمداد.
وتُستّقدم مكونات الفرقة الجديدة البشرية والعسكرية والتقنية من فرق أخرى في الوسط والعمق السوري وتضم كافة أنواع التشكيلات المقاتلة بهدف إقامة تجمع عسكري يكون خط الدفاع الأول عن الداخل السوري من أي تحرك أو عملية قد تأتي من الشمال المحاذي للجارة التركية.
ويُبدي بعض المراقبين في سورية تخوفهم مما سموها أطماع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في استعادة الإمبراطورية العثمانية انطلاقاً من البوابة السورية وذهبوا لتسمية أردوغان بـ ‘العثماني الجديد’.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول قال إن تركيا تتابع الوضع في سورية يومياً عن كثب وبأدق التفاصيل والمعلومات الاستخبارية، وأضاف غول أن تركيا مستعدة مدنياً وعسكرياً لمواجهة أسوأ السيناريوهات هناك. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم النظام السوري بارتكاب ما سماه فظاعات وبالتصرف بشكل غير إنساني حيال المحتجين. وقال أردوغان في مقابلة مع إحدى قنوات التلفزة التركية إن بلاده ستجد صعوبة إذا استمرت هذه الممارسات، في الدفاع عن دمشق في المحافل الدولية.
لجنة صياغة مشروع قانون الأحزاب
دمشق- (د ب أ): اعترفت لجنة حكومية شكلتها السلطات السورية مؤخرا لصياغة مشروع لقانون الأحزاب أنه لا يوجد ثقافة سياسية ولا مشاركة للمواطنين في الحياة السياسية في البلاد.
وقالت صحيفة (الثورة) الحكومية الاثنين إن “لجنة وضع مشروع قانون للأحزاب تابعت اجتماعاتها يوم أمس برئاسة الدكتور فاروق أبو الشامات وحضور كامل أعضائها، حيث ناقشت ضرورة نشر الثقافة السياسية ومشاركة المواطنين”.
وأصدرت السلطات السورية في الأشهر الأخيرة عشرات القرارات والمراسيم التي تصب في مصلحة المواطنين، تحت ضغط الحراك الذي يجري في الشارع المحلي، حيث زادت الأجور الشهرية ووفرت آلاف فرص العمل وألغت قانون الطوارئ الذي كان ساريا في البلاد منذ قرابة نصف قرن، وهي القرارات التي كانت تمتنع عنها في السابق بحجة أن الأمور العامة بخير وليس في مقدور الحكومة الاستجابة إلى مطالب السوريين.
وعلى حد تعبير رئيس اللجنة فاروق أبو الشامات فإن عمل اللجنة يأتي من أجل الارتقاء بالأحزاب لتصبح رافعة قوية قادرة على تعبئة جهود ومكونات المجتمع بهدف مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وصياغة مشروع قانون جديد لتأسيس أحزاب سياسية وطنية تسهم بتوطيد عملية الإصلاح السياسي وتعزيز صرح الديمقراطية والتعددية السياسية وإنجاز ذلك بالاستفادة من الأفكار والمقترحات والحوارات الجارية في هذا المجال.
ونقلت الصحيفة الحكومية عن أبو الشامات تأكيده على تشكيل “لجنة تسمى لجنة شؤون الأحزاب تقوم بالبت بطلبات تأسيس الأحزاب طبقا لأحكام مشروع هذا القانون، وكذلك اقتراح إحداث محكمة تسمى محكمة شؤون الأحزاب تقوم بالبت بالاعتراضات المقدمة وبحكم مبرم”.
وأوضح أنه “لا يزال النقاش مستمرا حول مشروع هذا القانون ليصار إلى إنهاء عمل اللجنة بأسرع وقت ممكن، ليصار فيما بعد إلى عرضه على لجنة الحوار ومناقشته من قبل شرائح المجتمع”.
وأضاف أبو الشامات “أنه تمت مناقشة الحقوق والواجبات للأحزاب حيث تم اقتراح إعفاء المقار والمنشآت المملوكة للحزب وأمواله من جميع الضرائب والرسوم كما أنه من حق كل حزب أن تكون لديه صحيفة على الأكثر للتعبير عن آرائه، وتمكن أجهزة الإعلام الرسمية جميع الأحزاب بالتساوي من استخدام وسائلها لنقل وجهات نظرها إلى المواطنين خلال الحملات الانتخابية”. بحسب ما أوردته الصحيفة الحكومية.
ويقود حزب البعث الحاكم مجموعة أحزاب يسارية وقومية ضمن ما يعرف بالجبهة الوطنية التقدمية وذلك منذ عقود، كما يحتكر البعث الحياة السياسية والبرلمانية بموجب المادة الثامنة من الدستور التي تخوله قيادة الدولة والمجتمع.
ويطالب ملايين السوريين بإلغاء “المادة الثامنة من الدستور” إلا إن السلطات الحزبية ردت منذ فترة قصيرة، بأنها لن تستجيب لهذا المطلب.
اشهر قليلة فقط وبعدها يسقط نظام الاسد
صحف عبرية
مظاهرات عنيفة تنتقل، من أيام الجمعة التي اصبحت عادة، الى أعماق الاسبوع بأسره؛ صور فيديو تهرب يظهر فيها جنود سوريون ينكلون بجثث متظاهرين؛ مذبحة في غاية الغرابة لمائة جندي، على ما يبدو قتلوا على ايدي الميليشيات التي تقاوم النظام (وحسب رواية اخرى، أقل معقولية على ما يبدو قتلتهم السلطات بعد أن اعتزموا الفرار)؛ حادث اطلاق نار داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق؛ اضطرابات كبيرة على الحدود الاسرائيلية في الجولان، تلك التي وصفت ذات مرة بانها الاهدأ بين الحدود.
نظام الرئيس السوري، بشار الاسد، يأخذ في فقدان سيطرته على الدولة، التي تغرق بالتدريج في الفوضى. موعد نفاد مفعول النظام ليس معروفا، ولكن بعد الاسبوع الحالي فان تقدير شخصية امنية رفيعة المستوى في اسرائيل، في حديث مع ‘هآرتس’ الاسبوع الماضي توقعت هي أيضا للاسد أشهراً قليلة، في أبعد الاحوال سنة في المنصب، هذا التقدير لم يعد يبدو بلا اساس.
صباح يوم الاحد لاحظ جندي مراقبة من الجيش الاسرائيلي يرابط على ساحة رملية جنوبي تلة الصياح على الحدود السورية في هضبة الجولان، علما غير معروف. فبلّغ الجندي في جهاز الاتصال بان المتظاهرين في الجانب السوري رفعوا ما يذكره بعلم سويسرا: أحمر مع بقعة بيضاء في الوسط. نائب قائد فرقة 36، العقيد نداف فدان، رفع الناظور ونظر الى المشاركين في المظاهرة ممن حاولوا اجتياز القناة المضادة للدبابات التي حفرها الجيش الاسرائيلي شرقي السياج امام مجدل شمس. فدان، الذي قاد لواء بيت لحم (عصيون) في أوج الانتفاضة الثانية، لم يكن بحاجة الى جهد كي يعرف بان هذا هو علم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يؤثر الان على التوتر الداخلي في سورية وبالعكس: المناطق وصلت الى الحدود. ايلول (سبتمبر) كمثال، كفكرة، بات هنا، حتى لو كانت الرزنامة تبدو على نحو مغاير. مواجهات شديدة، مثل يوم النكسة هذا الاسبوع في الجولان، هي عروض تسخين قبيل الخطوة الاساسية. ومع انه في الجبهة السياسية يوجد جهد لوقف الصدام، ولا سيما من الجانب الامريكي، الا ان الخطوط الهيكلية للمواجهة باتت مرسومة، بينما الطرفان يستخلصان الاستنتاجات من الخطوات المسبقة.
من زاوية النظر الاسرائيلية، مر يوم الاحد، الذكرى السنوية لاندلاع حرب الايام الستة، بشكل معقول. فلم يفاجأ الجيش الاسرائيلي مرة اخرى، مثلما في يوم النكبة في 15 ايار (مايو). هذه المرة استعدت قيادة المنطقة الشمالية جيدا ومنعت تسللا جماعيا عبر الحدود. وسائل الاعلام الدولية بالكاد كرست تغطيتها اليومية للاحداث في الجولان وفي الصحف الاسرائيلية ايضا خصصت على ما يبدو مساحات أوسع لالغاء المبادرة لتقصير الاجازة الكبرى. وكل هذا حين قتل في الجولان في يوم الاحد 22 شخصا، اكثر بكثير مما قتل في يوم النكبة (4 في الجولان و 10 بعضهم بنار الجيش اللبناني، على الحدود اللبنانية). الانتباه المحدود يرتبط بالسياقات الاقليمية الاوسع. في الوقت الذي قتل فيه في سورية نفسها في الاسبوع الماضي نحو 300 شخص، فان عدد القتلى على الحدود الاسرائيلية لا يعتبر دراماتيكيا.
نتيجة المواجهات يمليها، اكثر من السلوك على السياج نفسه، ما يحصل على مسافة بضعة كيلومترات شرقه، في الحواجز العسكرية السورية على الطريق الوحيد المؤدي الى تلة الصياح. في ايار (مايو) سمح السوريون لعشرات الباصات بالمرور. وتجمع المتظاهرون على التلة ومن هناك اتجهوا نحو السياج، مارين على حفنة من جنود الاحتياط المتفاجئين. في يوم النكبة، وصل المتظاهرون اساسا في سيارات خاصة. وكانت الكتلة أصغر بكثير. ولكن السوريين لم يبذلوا أي جهد لمنعها. في اليومين التاليين فرض النظام اغلاقا في الحواجز: وكاد لم يمر أي شخص فيها. كل شيء حصل في المدى الذي بين العفوي والمنظم. وصول المتظاهرين الى السياج كان في قسم منه عاملا من عوامل سلوك الجنود والشرطة على الحواجز، وقع احيانا على نحو منقطع عن تعليمات السلطة.
يعتاد الجيش الاسرائيلي بالتدرج على الواقع الجديد. فهو غير مرتقب ويتضمن كل تهديد محتمل، من الحرب التقليدية الى المظاهرات الشعبية. عناصر المواجهة باتت أكثر تعقيدا من قبل. مساء يوم الاحد، عندما بدأت تندثر المظاهرة في الجانب السوري، رشق عشرات الدروز الحجارة على الشرطة في الجانب الاسرائيلي. وكان راشقو الحجارة شبانا، بعضهم سكارى. فالى جانب الغضب من قتل المتظاهرين، كان هذا ايضا رد فعل موضعياً. فالشرطة نثرت كميات من الغاز المسيل للدموع اضر بالسكان في الجانب الاسرائيلي ايضا. بين 10 الاف نسمة في مجدل شمس، توجد أقلية، تقدر بمئة شخص، تتماثل علنا مع سورية، ولكن حتى الاغلبية الصامتة في البلدة ايضا لديها اسباب تدعوها الى الغضب من الدولة. فمثلا على أنه لا يفرز للسكان اراض لبناء غربي الدولة. والنتيجة هي أن الكثير من المنازل الجديدة تقترب بشكل غير قانوني من السياج وتجعل نشاط الجيش الاسرائيلي نفسه صعبا. في الجانب الاخر من الحدود تطور على مدى الاسبوع عداء بين سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينية ونظام الاسد وقيادات الفصائل الفلسطينية. سكان في مخيم اليرموك قرب دمشق اتهموا قادة الفصائل بانهم بعثوا بابنائهم الى الموت بنار الجيش الاسرائيلي على السياج، في خدمة مصالح الاسد.
عندما تواجد احمد جبريل، زعيم الجبهة الشعبية القيادة العامة، في المخيم اندلعت جلبة كبرى. فقد هاجم الجمهور جبريل ومساعديه فرد الحراس باطلاق النار وقتلوا 14 من السكان؛ الفلسطينيون يقتلون بنار فلسطينيين، على ارض سورية، بسبب جدال حول الصدام مع اسرائيل. قبل بضعة اشهر، لم يكن احد يتصور فوضى كهذه في سورية. على خلفية الاحداث يخيل ان اسرائيل تبالغ في الثناء على الذات في تطورات الاحداث هذا الاسبوع. لا يوجد هنا مكان للاوسمة، لا على الردع ولا على ضبط النفس. في نهاية المطاف قتل 22 مدنيا (رغم أن بعضهم اصيب حين رشقوا زجاجات حارقة في حقل من الالغام)، لم يجتازوا الحدود ولم يعرضوا للخطر بشكل ذي مغزى حياة جنود الجيش الاسرائيلي. الجيش عمل كما عمل لانه صدرت له تعليمات واضحة بمنع التسلل الى الاراضي الاسرائيلية ولانه ليست في يديه وسائل ناجعة اخرى لتنفيذ المهمة.
في صالح قيادة المنطقة الشمالية يقال انه لم يكن هناك هذه المرة فقدان للسيطرة. نار القناصة كانت مدروسة ويتحكم بها ضباط كبار. الاحداث هذا الاسبوع تؤكد الفشل في ايار (مايو). الجيش لم يتوقع الاحداث على الحدود السورية في موعدها ولم يستعد في حينه بما يتناسب مع ذلك (كبار مسؤولي القيادة العسكرية في الشمال كانوا اجمالا في ‘مؤتمر الاستيطان’ مع رؤساء المجالس المحلية في الشمال، بعيدا عن الجولان، عندما وقعت الحادثة).
ما تم قبيل المظاهرات هذا الاسبوع كان ابتدائيا، وليس عبقريا: نصب عوائق، تعزيز قوات، تواجد قادة، طوابير النصر يمكنها أن تنتظر. رئيس الاركان، بيني غانتس وصل يوم الاثنين صباحا الى مجدل شمس. غانتس تنقل بين القناصة واستجوبهم واحداً واحدا. كم نارا اطلقوا، على من ولماذا. احدى المسائل التي شغلت باله كانت مسافة الوسائل لتفريق المظاهرات. هنا توجد مشكلة: يتبين مثلا ان للشرطة وسائل تسمح بنثر غاز مسيل للدموع على مسافة أكبر مما هي الوسائل لدى الجيش. هذه معلومة صغيرة فقط حول الفشل الاسرائيلي المتواصل في تطوير واستخدام سلاح ناجع غير قاتل لمعالجة مظاهرات كبرى. هذه الضائقة سنشعر بها في ايلول (سبتمبر) ايضا. من ناحية معينة، هذه نقطة ضعف لا تقل اقلاقا عن التأثير في تطوير منظومات الاعتراض للصواريخ.
من التحقيق الاولي يتبين أن بعضا من القتلى يوم الاحد وان كانوا اصيبوا بالنار على الاقدام، مثلما قررت تعليمات فتح النار، الا انهم نزفوا حتى الموت في المنطقة بعد أن تركوا هناك على مدى ساعات. في الجانب السوري لم يكن هناك من ينسق اخلاء الجرحى. الجيش الاسرائيلي حاول السماح بعدة مهلات كي يتمكن رجال الصليب الاحمر من اخلاء الجرحى ولكن هؤلاء تعرضوا للاعتداء من الجمهور. بعض المتظاهرين اختطفوا من الطواقم الطبية سراويلهم الملونة محاولين التقدم نحو السياج تحت غطاء تقديم المساعدة للجرحى.
اعجاب بالشيخ
الاستنتاج المركزي من هذا الاسبوع هو أن اسرائيل لا تزال لم تجد الجواب على الاستراتيجية العربية الجديدة. الاضطراب العام في المنطقة، الى جانب حقيقة أن المظاهرات في المناطق المختلفة ليست منسقة ومتزامنة كلها من فوق حقا، لا من طهران ولا من دمشق (خلافا لبعض التقديرات التي يطلقها جهاز الامن)، تقلص حاليا حجوم المشكلة. ولكن كون التحليل الدارج في اسرائيل يعتقد بان الحديث يدور حول الشرعية الدولية، ينبغي أن نسأل اذا كنا لا نواصل فقدانها. ردود الفعل غير الصبورة لقسم من وزارات الخارجية الاوروبية هذا الاسبوع تشهد على أن الجواب على ما يبدو ايجابيا. المظاهرات الجارية على التوالي، ولا سيما ما بات يسمى ‘انتفاضة الاسيجة’ ستتطلب موقفا بعيد المدى من جهاز الامن. هذه نقطة من الافضل اعطاء الرأي فيها حتى قبل ايلول (سبتمبر).
المذابح الاخيرة في سورية وعلامات الاستفهام حول استقرار نظام الاسد تؤكد الضائقة السياسية التي علقت فيها حماس. صحيح أن المنظمة امتنعت عن الاعلان الصريح للولاء للاسد، رغم الضغط الذي تعرضت له، الا انها لا تقف ضده. موافقة حماس، الشهر الماضي، على المصالحة مع فتح ترتبط ايضا بمصاعب بقاء سيدها السوري.
المنظمة توجه الان معظم جهودها نحو هدفين مركزيين: بناء منظومة علاقات جديدة ومستقرة مع مصر والاستعداد للانتخابات في المناطق. وقد حسم الامر في حماس في أن الانتخابات للبرلمان، للرئاسة ولمؤسسات م.ت.ف باتت على الابواب. صحيح أنه لا يوجد يقين في أنها ستجرى حتى أيار (مايو) 2012، كما اتفق الطرفان مبدئيا، الا ان مجرد التوقيع على اتفاق المصالحة يشق الطريق لاجرائها في غضون سنة حتى سنتين.
بوادر التغيير الفكري بارزة للعيان في كل عمل تقوم به المنظمة في الشهر الاخير تقريبا. وتعيد حماس تعريف نفسها امام الجمهور الفلسطيني في محاولة لتسويق صورة ايجابية ومعتدلة لزيادة العطف عليها. مثال بارز هو تصريح رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، عند التوقيع على اتفاق المصالحة في القاهرة. فقد قال مشعل ان منظمته مستعدة لان تعطي فرصة اخرى لمسيرة السلام فخلـّف الكثير من الافواه الفاغرة في الجانب الفلسطيني بل وفي قيادة منظمته. محمود الزهار، من كبار رجالات حماس في غزة ومن يلوح كخصم حاد لمشعل، ادعى بان تصريحات مشعل تمثل رأيه الشخصي فقط. ردا على ذلك، نشر موقع حماس على الانترنت ايضاحا بموجبه يعبر تصريح رئيس المكتب السياسي عن موقف المنظمة.
بعض من كبار رجالات المنظمة فتحوا في الاسابيع الاخيرة مواقع على الفيسبوك لتعزيز العلاقة مع الجمهور الفلسطيني. ليس لحماس اليوم سيطرة حقيقية في الضفة الغربية وكل عمل علني للمنظمة تلاحقه اسرائيل والسلطة الفلسطينية. مسؤولون كبار في المنظمة، بينهم الشيخ يحيى موسى، يستخدمون الفيسبوك كوسيلة اتصال بديلة. التوجه الى الانتخابات، اذا ما اجريت، هو رهان كبير لحماس. فالاستطلاعات تشير في هذه اللحظة الى فارق كبير في صالح فتح. استطلاع نشره أول أمس ‘مركز الاعلام في القدس’ يبين ان 39.2 في المئة المستطلعين يعربون عن ثقتهم بفتح بينما حظيت حماس بثقة 16.6 في المئة. ولكن مشكلة فتح كما هي دوما هي في المنظمة نفسها. في الوقت الذي تستعد فيه حماس للانتخابات، في فتح يبدو حرج كبير لانه ليس واضحا على الاطلاق من سيكون مرشح الحركة في الانتخابات للرئاسة. حتى وقت قصير مضى كان يعتبر رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) هو المرشح المؤكد. ولكن عباس يوضح مؤخرا المرة تلو الاخرى بانه لا يعتزم المشاركة في الانتخابات.
تعبون جدا؟
من يمكنه أن يحل محل ابو مازن؟ أسماء مروان البرغوثي، ناصر القدوة، عزام الاحمد بل وجبريل الرجوب طرحت كخلفاء محتملين. الشعبي بينهم هو البرغوثي، ولكن على الاقل طالما لم توقع صفقة شاليط، فمن المتوقع للبرغوثي ان يبقى في السجن الاسرائيلي. احد من المرشحين الاخرين لا يتمتع بتأييد كبير بين الجمهور الفلسطيني والامر كفيل بان يخدم حماس ومرشحها المعقول، رئيس وزراء المنظمة في غزة اسماعيل هنية.
باستثناء عباس والبرغوثي فان الزعيم الوحيد في المعسكر العلماني الفلسطيني الذي تتوقع له الاستطلاعات الفوز على هنية هو رئيس الوزراء في الضفة، سلام فياض. فياض ليس رجل فتح ومشكوك فيه أن يوافق قادة الحركة على تقديمه كمرشح عنهم للرئاسة وهو الذي لا يعتبر ‘واحدا منا’. فضلا عن ذلك، فان حقيقة أنه نجح في المكان الذي فشل فيه كبار رجالات المنظمة مرات عديدة، في تثبيت حكم مستقر وغير فاسد في الضفة، تجعل له فقط اعداء داخل الحركة. اصرار فتح على تقديم مرشح للرئاسة يكون عضوا في الحركة يزيد من فرص حماس. فبعد اعادة تعريف حماس لنفسها، فتح معبر رفح وربما في المستقبل صفقة شاليط، يمكن لحماس أن تفوز ليس فقط في الانتخابات للبرلمان الفلسطيني بل وللرئاسة ايضا.
اسرائيل لا تقف في مركز الخلاف الفلسطيني. طلب السلطة هذا الاسبوع ان يعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه يقبل حدود 67 مع تبادل للاراضي كأساس للمفاوضات (صيغة اوباما)، كشرط مسبق لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين، هو مناورة مكشوفة جدا. في السلطة مصممون على التوجه الى التصويت في الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية، ليس بالذات بسبب الايمان بان الامر سيؤدي الى تغيير الواقع في الشرق الاوسط. الفلسطينيون لا يرون الخطوة كـ ‘خط فصل’ في تاريخهم الوطني.
معظم المسؤولين، بمن فيهم عباس، فياض ورجل المفاوضات صائب عريقات، يعتقدون بان آثار الخطوة على الارض ستكون قليلة. فلماذا رغم ذلك يتمسكون بالمبادرة؟ بداية، لان الجمهور الفلسطيني يريد ذلك. (64.6 في المئة من المستطلعين هذا الاسبوع ادعوا بان الامر سيخدم المصلحة الفلسطينية). ويدور الحديث عن فترة انتخابات. ثانيا، لانه في نظر السلطة لا يوجد شريك اسرائيلي للسلام والتصويت في الجمعية العمومية يعتبر كفرصة طيبة لاحراج اسرائيل ولردعها أساسا.
الخطر في الخطوة هو في امكانية أن يؤدي الاضطراب في المناطق في أعقاب الاعتراف في الامم المتحدة الى انتفاضة ثالثة، تترافق وعنف شديد. عباس لا يريد ذلك. هذا الاسبوع، في يوم النكسة، لم يسجل سوى حضور هزيل في المظاهرات في الجانب الفلسطيني. بضع عشرات من الافراد شاركوا في المظاهرات في الجانب الفلسطيني لمعبر ايرز في مدخل قطاع غزة وبضع مئات من الشبان وصلوا الى حاجز قلنديا شمالي القدس. بالمقابل، واصل نحو 4.4 مليون فلسطيني في المناطق حياتهم اليومية. مئات الالاف منهم أعربوا عن احتجاجهم ضد اسرائيل في خطوة غير دراماتيكية على نحو خاص: ‘لايك’ في صفحة ‘انتفاضة ثالثة في يوم النكسة’ على الفيسبوك. كم من الفلسطينيين سينتقلون من الانترنت الى الشوارع في ايلول (سبتمبر)؟ هذا لا يدعي أحد بعد بانه يعرفه.
هآرتس 12/6/2011
تركيا: دعونا الأسد إلى التضحية بماهر ومخلوف
صحافة عربية
أنقرة: أكدت مصادر تركية واسعة الاطلاع أن «نقلة نوعية» في الأداء التركي حيال الأزمة السورية سوف تظهر تباشيرها مع انتهاء الانتخابات التركية وتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما تبددت آمال القيادة التركية في «تغيير فعلي» في المقاربة السورية لملف الاحتجاجات والإصرار على ما سمته المصادر استخدام «القمع بديلاً من الحوار».
وقالت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» لقد «أعطيناه (الرئيس السوري بشار الأسد) كتيبًا كبيرًا يتضمن كل خبرتنا في مجال تأسيس الأحزاب والجمعيات وحل القضايا بالحوار، وكان رحّب الصدر دائمًا، لكننا لم نجد ترجمة فعلية لهذه الإيجابية».
وأوضحت المصادر أنه من المفترض بالأسد أن «يضحّي بأقرب الناس إليه من أجل المصلحة العامة»، مكررة أسماء، مثل اسم شقيق الرئيس الأسد ماهر، ورجل الأعمال رامي مخلوف، وغيرهما، مشيرة في المقابل إلى وجود أسماء «مقبولة من الناس يمكن استمرارها مثل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وبعض القيادات العسكرية السورية التي لم تتلوث بالقمع»، على حد تعبير المصادر.
وسيطر الجيش السوري سيطرة تامة على مدينة جسر الشغور في شمال غرب البلاد، حيث يشنّ عملية واسعة النطاق منذ الجمعة ضد “تنظيمات ارهابية مسلحة”، كما اعلنت وسائل الاعلام السورية الرسمية مساء الاحد.
وقالت وكالة الانباء السورية “سانا” ان “وحدات من الجيش العربي السوري سيطرت على مدينة جسر الشغور بالكامل وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الاحراج والجبال المحيطة بها”. واضافت سانا ان “وحدات من الجيش دخلت مدينة جسر الشغور، وقامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة”.
واوضحت انه بعد استعادة السيطرة على المدينة “تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الامني في جسر الشغور (…) كما ارتكبت التنظيمات المسلحة فظائع بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعية”.
وبحسب دمشق، فإن 120 شرطيًا قتلوا في السادس من حزيران/يونيو في هجمات شنّتها “مجموعات مسلحة” على قوات الامن بينهم 82 عنصر امنيا قتلوا في مقر الامن العسكري. غير ان معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية، واكدوا ان افراد الامن قضوا اثناء تمرد.
واكدت سانا انه “تم إخراج عشر جثث من المقبرة الجماعية، معظمهم مقطوعو الرؤوس والاطراف بالسواطير، وعليهم آثار اطلاق نار في اماكن عدة على الجثث”. وكان التلفزيون الرسمي اورد بداية هذه الانباء.
وبحسب الوكالة فقد “اعترف احد اعضاء التنظيمات الارهابية المسلحة بارتكاب المجازر، وبتنفيذ المقابر الجماعية بحق قوى الشرطة والامن في جسر الشغور”. واكدت سانا ان اهالي قرية الكسير في جسر الشغور استقبلوا الجيش “بالورود والارز” ونفوا تعرض الجيش لهم.
ومدينة جسر الشغور التي تعد 50 الف نسمة، شبه خالية منذ اسبوع، بسبب معارك دارت فيها. ويتحدث النظام عن مواجهات مع “تنظيمات مسلحة”، في حين يتحدث شهود عن تمرد، وعن تمشيط منهجي ودام من قبل السلطات.
وفي وقت سابق ذكر التلفزيون الرسمي ان الجيش دخل الاحد جسر الشغور لكي “يطرد منها المجموعات المسلحة”، مضيفًا ان صدامات عنيفة وقعت بين قوات الجيش وعناصر من المجموعات المسلحة المتحصنين في محيط المدينة وداخلها.
من جهتها اكدت وكالة سانا ان وحدات الجيش دخلت مدينة ادلب (330 كلم شمال دمشق)، مركز محافظة ادلب، حيث تقع مدينة جسر الشغور، “بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات”.
واضافت سانا ان “اشتباكات شديدة دارت بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلها”، مشيرة الى ان المعارك انتهت بمقتل “اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة” و”استشهاد جندي واصابة اربعة اخرين من وحدات الجيش”. وتم بحسب الوكالة السورية القاء القبض على “أعداد كثيرة” من المسلحين الذي “ضبطت اسلحة رشاشة بحوزتهم”.
الاضطرابات في سوريا تثير قلق حزب الله اللبناني وتدفعه الى الاعتدال
أ. ف. ب.
ينظر حزب الله اللبناني بقلق وترقب إلى تصاعد وتيرة الإحتجاجات في سوريا بانتظار جلاء المشهد هناك، وينتهج خط الإعتدال ساعيا الى “تقليص خسائره”.
بيروت: يعيش حزب الله اللبناني، حليف سوريا الاستراتيجي، حالة من “القلق والترقب” في انتظار جلاء المشهد في سوريا حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، منتهجا خط الاعتدال وساعيا الى “تقليص خسائره” على ما يقول محللون وخبراء.
ويقول مدير مركز الاهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد “يبدو حزب الله في موقع القلق (…) لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والاسلامي اليه، اذ يفترض انه حزب مقاوم، لكنه يقف الان الى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات من ابناء شعبه”.
ويضيف من القاهرة في اتصال مع وكالة فرانس برس “لا يختلف اثنان على ان كل ما يجري في سوريا اليوم يؤثر سلبا على حزب الله في لبنان. فسوريا شديدة الاهمية بالنسبة الى حزب الله، انها منفذ اساسي له وداعم سياسي مهم”.
ويعد حزب الله العمود الفقري لقوى الثامن من اذار المؤيدة لدمشق التي تتقاسم ولاءات اللبنانيين مع قوى الرابع عشر من اذار المناهضة للنظام السوري وابرز اركانها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
ويشهد لبنان انقساما حادا بين هاتين الكتلتين منذ اكثر من ست سنوات، وازمات متعاقبة كان آخرها اسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 كانون الثاني/يناير بضغط من حزب الله وحلفائه، ما اثار مخاوف من توتير امني. وكلف نجيب ميقاتي في 25 كانون الثاني/يناير تشكيل حكومة جديدة لم تر النور بعد.
وتضطلع سوريا بدور مهم في الحياة السياسية اللبنانية من خلال حلفائها، رغم انسحابها العسكري من لبنان في 2005 بعد ثلاثين سنة من الوجود ومن التحكم بمفاصل السياسة الداخلية.
وباستثناء اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في 25 ايار/مايو وقوفه الى جانب النظام السوري ودعوته السوريين الى دعم رئيسهم، يتجنب حزب الله التعليق على التطورات السورية منذ بدئها في منتصف آذار/مارس، لكن الوسائل الاعلامية التابعة للحزب تتبنى وجهة النظر السورية الرسمية في تفسير ما يجري في سوريا.
ويقول الاستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى لفرانس برس “السكوت المطبق الذي يبديه حزب الله يؤشر على الازمة التي يعيشها بسبب الاوضاع في سوريا”.
ويتوقع “الا يتجه الحزب الى القفز الى الامام سواء في الداخل اللبناني او على الحدود الجنوبية، بل ان يتجه الى تسوية داخلية نبيلة مع باقي الاطراف اللبنانيين، وفي هذا السياق اتى خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاخير (في مطلع حزيران/يونيو) هادئا”.
وتجنب نصرالله في الخطاب المذكور الخوض في القضايا الخلافية المحتدمة، داعيا الاطراف اللبنانيين الى الحوار والتعاون على “تطوير” النظام السياسي اللبناني، بعيدا عن “منطق الغلبة” و”الحسابات الطائفية والمذهبية”.
ورغم اعلان قوى 14 آذار امتناعها عن المشاركة في الحكومة الجديدة، فان تشكيل هذه الحكومة يبدو متعذرا لاسباب غير واضحة تماما، وان كان المعلن منها خلافات وتجاذبات حول توزيع الحقائب واسماء الوزراء بين افرقاء من قوى 8 آذار وميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان اللذين يصنفان نفسيهما في موقع وسطي.
ويرى سعود المولى ان حزب الله، الذي بات يملك مع حلفائه الاكثرية النيابية، لن يدفع في اتجاه تشكيل حكومة “من لون واحد” قريب من دمشق، لما يعنيه ذلك من “تحمل مسؤوليات واستحقاقات غير يسيرة” في الداخل اللبناني اضافة الى ما قد تشكله مثل هذه الحكومة من تحد للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث في سوريا.
وفي المقابل، لفت الى ان “الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لحزب الله للتنازل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية”.
ويضيف “الامور كلها مرتبطة بالتطورات السورية التي يراقبها الحزب عن كثب”.
وترى الباحثة اللبنانية امل سعد غريب، صاحبة كتاب “حزب الله، السياسة والدين”، من جهتها ان الهدوء في خطاب نصر الله “قد يكون سببه ان المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفا كبيرا مع المحتجين السوريين”.
ورغم اصرار غريب على ان “ما تشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاجات متفرقة وتدخل اجنبي”، فانها تقر بموقع سوريا المهم بالنسبة الى حزب الله وتقول ان “الحدود السورية ممر لاسلحة حزب الله وان كان ذلك غير معلن، والنظام السوري يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة”.
وترى استنادا الى ذلك “ان حزب الله قد يجد نفسه امام اشتداد الضغوط على دمشق مضطرا للسيطرة على لبنان، سياسيا او امنيا، لحماية عمله المقاوم، او للرد على الدور الاميركي في الاحتجاجات السورية من خلال الضغط على اسرائيل عبر الحدود الجنوبية”.
لكن عبد المجيد يرى ان “القلق” الذي يعيشه الحزب لن يدفعه سوى الى مزيد من “الهدوء والترقب”، وان قيادة الحزب تعلم انه ينبغي عليها العمل على “تقليص الخسائر، لا اعادة عقارب الساعة الى ما قبل 15 اذار/مارس” تاريخ اندلاع التحركات الاحتجاجية في سوريا.
ويوضح ان “الانقضاض على الداخل اللبناني صعب ولا نتيجة منه، وفتح حرب مع اسرائيل سيضيف خسائر جديدة الى الحزب الذي يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى الحفاظ على قوته كاملة في المرحلة المقبلة”.
ولا يستبعد عبد المجيد ان يعمل حزب الله على فتح علاقات مع القوى السورية المعارضة، لا سيما الاسلامية منها، في حال اتجهت الامور في سوريا الى ما اتجهت اليه في تونس ومصر، مرتكزا على علاقاته الجيدة مع بعض القوى الاسلامية العربية.
النظام السوري يسعى لاسترضاء أهالي حماه
قرر محاسبة المسؤولين عن أحداث «جمعة حماة الديار» وتعويض أسر الضحايا
دمشق: «الشرق الأوسط»
قالت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية إن لجنة التحقيق في الأحداث التي وقعت يوم «جمعة حماة الديار» في حماه اتخذت قرارات بإعفاء عدد من المسؤولين، و«محاسبة كل من تثبت مسؤوليته وتقصيره وإدانته في وقوع أحداث يوم الجمعة الثالث من يونيو (حزيران) الحالي».
وفي عددها الصادر أمس قالت «تشرين» إن «اللجنة، التي تم تشكيلها بناء على توجيهات الرئيس بشار الأسد، أقرت أيضا تعويض أسر من قضى في أحداث هذا اليوم مع معاملتهم على أنهم شهداء ومنحهم سائر التعويضات والميزات بهذا الشأن». وشهدت مدينة حماة يوم جمعة «حماة الديار» أحداثا دامية وصفها مسؤول حزبي بأنها «مجزرة حقيقية» إذ أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 80 متظاهرا وإصابة نحو 500 آخرين، وذلك في كمائن نصبتها قوات الأمن للمتظاهرين في الأحياء والحارات وفاجأتهم بإطلاق الرصاص مباشرة عليهم، وتم على أثرها إحالة رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة حماه ومعه 4 ضباط أمن إلى التحقيق.
كما قررت اللجنة إعادة «جميع العقارات والأراضي المستولى عليها سابقا إلى أصحابها خلال مدة أقصاها شهر» حيث تشمل هذه العقارات عددا من الشقق والأبنية المستولى عليها منذ زهاء 30 سنة.
وتضم اللجنة عضو القيادة القطرية للحزب، رئيس مكتب الأمن القومي، هشام الاختيار، رئيسا للجنة، فيما تضم في عضويتها كلا من عضو القيادة القطرية للحزب أسامة عدي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار، ومحافظ حماه أحمد عبد العزيز.
وقالت مصادر إعلامية إن هشام الاختيار التقى مع عدد من أهالي حماه، وتعهد لهم بأن اللجنة مستعدة في الأيام المقبلة لإجراء المزيد من الحوارات واللقاءات مع المواطنين والاستماع إلى آرائهم ومشكلاتهم والعمل على اتخاذ قرارات وإجراءات لحلها، ووعدهم بـ«قرارات وإجراءات إضافية ستتخذ في الفترة القريبة القادمة في هذا المجال».
وكشف محافظ حماه خلال اللقاء عن «محاسبة كل من أثبت التحقيق ضلوعه بالأحداث الأخيرة، وإن الجهات المعنية حريصة على تدارك الأخطاء التي وقعت في الفترة الماضية منعا من تكرارها»، وقال إنه «اتخذت في الأيام الماضية جملة من القرارات والإجراءات التي تكفل حقوق المواطنين وتصب في مصلحتهم».
وهذه اللجنة هي الثانية من نوعها التي تشكلها السلطات السورية حيث سبق وشكلت لجنة للتحقيق في أسباب سقوط ضحايا أثناء مظاهرات لمواطنين في درعا، وقيل إن بعد إقالة رئيس فرع الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب والمحافظ فيصل كلثوم تمت إحالتهما إلى التحقيق، إلا أن ناشطين أكدوا أمس لشبكات إخبارية معارضة على شبكة الإنترنت أن «عاطف نجيب يقيم في جبلة (الساحل) في منزل والدته، خالة الرئيس السوري بشار الأسد»، وقال ناشط «تأكدت تماما أن عاطف نجيب مقيم في منزل والدته الكائن في جبلة».
تعتيم رسمي على مجازر اللاذقية.. وحملات اعتقال تطال الأحياء كافة
حي الرمل عصي على أجهزة الأمن.. ومئات الجرحى نتيجة استهدافه بقصف مكثف
بيروت: «الشرق الأوسط»
عاش سكان مدينة اللاذقية السورية ليلة مروعة على وقع إطلاق رصاص كثيف وقصف مدفعي استهدف حي الرمل، المحاذي لأحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، الذي يشكل السوريون غالبية قاطنيه.
يأتي هذا الاستهداف المركز بعد أن شهدت المدينة الساحلية خلال «جمعة العشائر» خروج مظاهرات حاشدة انطلقت من مناطق الصليبية والعوينة وشارع إنطاكية وحي الطابيات تطالب بالحرية وتهتف لإسقاط النظام الحاكم، وكان أضخم تلك التحركات تنظيما وعددا تلك التي خرجت من حي الرمل.
وأشار شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حي الرمل تعرض بعد تحركات «جمعة العشائر» لقصف عنيف من جهة حي اليهودية المحاذي، ومن جهة البحر بواسطة الزوارق الحربية ومن القناصة من السادسة مساء حتى ساعات الفجر الأولى. ولفت إلى وقوع «صدامات بين المتظاهرين والأمن أثناء المظاهرات التي شهدها الحي، بعد أن تصدى الأهالي لهجوم الأمن بالديناميت والمولوتوف، بحيث لم تتمكن القوى الأمنية، بسبب ضيق المساحات داخل الحي والاكتظاظ السكاني فيه، من اقتحام البيوت كما فعلت في أحياء أخرى. وبعد أن فشلت في محاولة القيام بإنزال عسكري من البحر، عمدت القوى الأمنية إلى قصف عشوائي للحي، مستهدفة جميع سكانه.
وأكد الشاهد العيان نفسه «انهيار بناء مؤلف من طوابق عدة نتيجة القصف وسقوط أكثر من 13 قتيلا، عرف منهم زاهر فيضو، إضافة إلى مئات الجرحى الذين تتم معالجتهم في البيوت بسبب منع دخول سيارات الإسعاف إلى الحي.
ويشكو سكان مدينة اللاذقية من ضعف التغطية الإعلامية للأحداث التي تشهدها مدينتهم، نتيجة التعتيم الذي يفرضه النظام، بحيث لم يتم تسليط الضوء على الكثير من المجازر التي تعرضت لها المدينة. وذكر أحد الناشطين أن الكثير من المجازر وقعت، وأبرزها مجزرة المحطة عند دوار اليمن (قرب محطة القطار)؛ حيث فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين الذين خرجوا للتنديد بخطاب الرئيس بشار الأسد الذي ألقاه أمام مجلس الشعب فسقط أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى.
وشهدت منطقة الصليبية وحي الطابيات مجازر عدة، إحداها عند مقهى العلبي وسط الحي وأخرى عند طريق الحرش المؤدي إلى حي الطابيات. ووفق ما أفاد به أحد قاطني الحي لـ«الشرق الأوسط»، فإن «الجثث بقيت ليلة كاملة من دون أن يتمكن أحد من سحبها إلى أن قامت القوى الأمنية بذلك وعملت سيارات الإطفاء على غسل الشوارع من آثار الدماء».
ولفت إلى أن المدينة تعرضت للكثير من حملات التنكيل والقمع؛ إذ تم اقتحام الاعتصام السلمي الذي أقامه سكان حي الصليبية بطريقة وحشية، وشهدت منطقة العوينة والقلعة وشارع إنطاكية حملات اعتقال واسعة استهدفت بشكل خاص الشباب الذين شاركوا في المظاهرات المطالبة بالحرية وتعرضوا لتعذيب شديد قبل أن يطلق سراحهم.
ونتيجة التضييق الشديد على هذه الأحياء، لم يبقَ لسكان المدينة الراغبين بالتظاهر سوى التوجه إلى حي الرمل الذي تعرض قاطنوه كذلك لحملات اعتقال، إلا أنه بقي عصيا على أجهزة الأمن التي لا تزال تخشى اقتحامه بسبب كثرة الأزقة التي تتفرع منه، وبسبب تخوفها من أن تقع في يد الأهالي بـ«المفرق» في حال أرادت التغلغل فيه، مما دفعهم إلى خيار اللجوء للقصف المدفعي.
كان سكان منطقة الرمل الفلسطيني في اللاذقية قد أقدموا، الأسبوع الفائت، على إطلاق بالونات ملونة ضخمة كُتبت عليها شعارات مناهضة للنظام على غرار «الشعب يريد محاكمة القتلة»، و«الموت ولا المذلة»، و«سلمية سلمية» و«الشعب يريد إسقاط النظام».. وقد تطايرت البالونات في سماء المدينة مسببة إرباكا لأجهزة الأمن بعد أن تحولت سماء المدينة إلى مظاهرة عصية على القمع.
الوضع في سوريا: للمتابعة وضبط النفس!
ترزح سوريا تحت أزمة عميقة. فالنظام فيها يتصدى لواحدة من التهديدات الصعبة في تاريخ الانظمة في الدولة حيث يتبين له بان الجمهور السوري المطيع والخانع لم يعد مستعداً لان يتحمل حكم القمع الفظيع الذي انتهجته عائلة الاسد. الجمهور السوري يتطلع الى أن يحقق الان ما حققه الجمهور المصري والتونسي، وهو مستعد لان يقاتل مثل الجمهور الليبي. هذه مفاجأة لم يتوقعها النظام السوري الذي لا يزال يعتقد بأن الاستخدام الوحشي للسلاح، التعذيب واساليب التخويف الاخرى بوسعها ان تهدئ الجمهور في النهاية.
خلافاً للموقف من مصر وليبيا، قررت الدول الغربية ان ترد على ما يجري في سوريا ببطء وبحذر، من خلال ضغط دبلوماسي، عقوبات وشجب في الامم المتحدة. وينبع حذرها، من جملة امور اخرى، من أنه ليس للنظام السوري بديل مُسّلم به مثل مؤسسات الحكم في مصر، ومن ان سوريا اكثر اهمية بكثير من ليبيا، بحيث أن من سيتسلم الحكم فيها، كما يعتقد الغرب، يمكنه أن يكسب فقط. سوريا تعتبر دولة قادرة على كبح جماح حزب الله، على ان تقرر مدى تدخل ايران في لبنان ومساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب في العراق. هذه اعتبارات ثقيلة الوزن تدفع الغرب الى التعلل بالامل حتى الآن بان الاسد سيوافق على تطبيق اصلاحات ذات مغزى دون أن يضطر الى ترك منصبه.
لا يحق لاسرائيل اتباع سياسة مغايرة عن تلك التي تتخذها الان الدول الغربية. اذا كان ثمة من يعتقد ان النظام في سوريا يمنح اسرائيل فرصة “لتغيير الواقع” فمن الافضل الا يخطئ بالوقوع في اوهام خطيرة؛ لا سيما عندما تحيي اسرائيل هذه الايام الذكرى الـ29 لاجتياح لبنان، والذي كان هدفه هو الاخر تغيير الواقع في دولة اخرى.
علاوة على ذلك، كدولة محتلة قامت بنفسها باستخدام ولا تزال السلاح ضد المواطنين الفلسطينيين في مناطق الضفة وفي اسرائيل، فإن اسرائيل بعيدة عن ان تشكل قدوة تسمح لها بان تشجب الاخرين. عليها أن تتابع عن قرب ما يجري في سوريا، أن تفحص السيناريوات المحتملة بالنسبة لمستقبلها وأن تعرض سياسة يمكنها في المستقبل أن تكون مقبولة من كل نظام في سوريا ومن باقي دول المنطقة. اذا كانت اسرائيل تتطلع الى تغيير الواقع في المنطقة، فمن الافضل لها أن تبدأ بتبني المبادرات التي ترمي الى الدفع قدماً بالمفاوضات مع الفلسطينيين.
(“هآرتس” افتتاحية 10/6/2011
لندن وبرلين تدعوان مجلس الأمن إلى التحرك حيال سوريا
صف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الوضع في سوريا بأنه خطر جداً، وطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ “موقف واضح” وإصدار قرار يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد، فيما اعتبرت ألمانيا أن العمليات التي يشنها الجيش السوري في شمالي البلاد تجعل صدور قرار من مجلس الأمن أمراً أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى .
وقال هيغ لشبكة سكاي نيوز، أمس، “الوضع خطر جداً ومثال على السلوك غير المقبول من قبل الحكومة السورية، وحان الوقت لكي يطلب مجلس الأمن منها الرد على المطالب المشروعة لشعبها والتعاون مع مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان” . لكن هيغ استبعد احتمال تبني مجلس الأمن قراراً بشأن سوريا على غرار القرار 1973 بشأن ليبيا . وقال “ليست هناك أي دعوة من هذا القبيل في قضية سوريا، لأن دولاً أعضاء في مجلس الأمن مثل روسيا والصين ولبنان غير قادرة على اتخاذ موقف . . ونحن بحاجة إلى العمل في هذا الاتجاه بطرق أخرى وتمكين الصليب الأحمر والهلال الأحمر من دخول سوريا” .
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، في بيان، إن “الوضع الخطر يجعل صدور رد فعل واضح من مجلس الأمن الدولي أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى” . وأضاف أن “جهودنا السياسية الدبلوماسية لا تزال موجهة إلى تمرير مسودة القرار التي أعددناها (مع بريطانيا وفرنسا والبرتغال) في مجلس الأمن بالسرعة الممكنة” . (وكالات)
قبضة الأسد بدأت تضعف
استهل سيمون تيسدال تعليقه في غارديان بأن القتال الداخلي في سوريا يوحي بأن قبضة (الرئيس السوري بشار) الأسد على السلطة بدأت تضعف وأن الجيش قد يكون هو صاحب القرار في الوقت الذي تنزلق فيه سوريا نحو حرب أهلية أو تدخل تركي.
وقال تيسدال إن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس هو أحد مسؤولي إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الذين يشيرون إلى أن الرئيس بشار الأسد قد فقد شرعيته في حكم سوريا. وأضاف أن السؤال الأكثر إلحاحا للمجتمع الدولي وهو يتأمل جهود النظام القمعية لسحق الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية هو ما إذا كان الأسد فقد قدرته على فهم أو التعامل مع ما يحدث.
ومن المستحيل أن نعرف يقينا ما يحدث على أرض الواقع في سوريا. لكن الأحداث الأخيرة قد أظهرت عدة أدلة على مأزق النظام الذي يزداد سوءا واتساع الانقسامات الداخلية وعدم وجود إستراتيجية واضحة. ومن أبرزها التقارير الواردة بأن الجيش الذي تسميه ريم حداد المتحدثة باسم النظام “العمود الفقري لسوريا”، منقسم على نفسه.
ومن هذه التقارير ذاك الذي نشرته صحيفة حريات التركية عن عنف الأسبوع الماضي في شمال شرق بلدة جسر الشغور الذي راح ضحيته 120 من أفراد الأمن. وقالت الصحيفة نقلا عن ضابط أمن إن “المحتجين ليسوا هم من قتل الجنود بل قادة الجيش هم من قتلوهم. ثم فر معظم الجنود مع المحتجين”.
وأشار الكاتب إلى أن مثل هذه التقارير عن التمرد والانشقاقات تعضدها روايات مشابهة من بلدات أخرى، بما في ذلك حمص ودرعا في الجنوب، وتقارير فيديو موثقة أوردها موقع يوتيوب عن جنود متمردين قتلوا بواسطة قوات الأمن.
زمام المبادرة
واستنادا إلى تواري الأسد عن الظهور العلني لعدة أسابيع وأن أخاه ماهر قائد الجيش هو الذي يقود الهجمات في الشمال وقول الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) بأن الأسد يرفض الرد على مكالماته الهاتفية، كل ذلك يوحي بأن الأسد ربما لا يكون فقط قد فقد زمام المبادرة ولكن فقد السيطرة أيضا على السلطة.
ومع تفاقم أزمة اللاجئين ومعاناة الاقتصاد السوري يتضح أن النظام بدأ يتخبط ويجعل الأمور أسوأ من خلال إجراءاته العشوائية وغير الموجهة وغير القانونية في كثير من الأحيان. ومن أبرز السيناريوات المزعجة في هذا الصدد إمكانية نشوب حرب أهلية. والسيناريو الآخر هو احتمال تدخل تركي مباشر في البلد الذي له تاريخ نزاعات طويل مع أنقرة على الأرض والماء ومسائل أخرى.
وأشار تيسدال إلى انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العلني المتزايد وإدانته السلوك الهمجي وغير الإنساني للجيش السوري وغضبه من خلف الوعود التي قطعها الأسد له شخصيا في بداية الاحتجاجات. وما يواجهه أردوغان من تفاقم أزمة اللاجئين على الحدود التركية في مرحلة سياسية حساسة.
ونوه إلى ما قاله الخبير السوري روبن ياسين كساب بأن التدخل العسكري التركي في سوريا يظل غير محتمل لكن إذا تضخم عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود، والمقدر حتى الآن بنحو 4000، إلى فيضان أكبر، خاصة إذا بدأ الأكراد في العبور بأعداد كبيرة، فإن تركيا قد تقرر تشكيل ملاذ آمن في شمال أو شمال شرق سوريا.
وهذه الأرض -حسب كساب- يمكن أن تصبح بنغازي سوريا، ومقاما محتملا لمعارضة أكثر محلية ومصداقية من المعارضة المنفية التي التقت مؤخرا في أنطاليا ووجهة يمكن أن يلجأ إليها الجنود المنشقون وأسرهم. وربما ينظم مجلس من الضباط المنشقين حينئذ هجمات على النظام من هذا الملاذ الآمن.
وختم تيسدال بأن تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد يكون من حقها عندئذ طلب مساعدة من الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين. وهي الطريقة، رغم كل التأكيدات بخلاف ذلك، التي يمكن أن تنتهي بها بريطانيا في حالة حرب مع سوريا.
غارديان
الجيش يحكم قبضته على جسر الشغور
أحكمت قوات سورية مدعومة من المروحيات والدبابات سيطرتها على منطقة جسر الشغور بشمال غرب سوريا, بينما تتواصل الإدانات الدولية لنظام حكم الرئيس بشار الأسد بسبب قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن قوات الجيش تلاحق حاليا من سمتها فلول تنظيمات إرهابية مسلحة في الجبال المحيطة بجسر الشغور.
وبث التلفزيون السوري صورا قال إنها لمقبرة جماعية تضم جثث عشرة من عناصر الأمن والشرطة، وحمل المسؤولية لمن سماها عصابات مسلحة في بلدة جسر الشغور.
وذكر التلفزيون أن هذه الجماعات “كانت تخطط منذ مدة لارتكاب مجازر ودفن الضحايا في مقابر جماعية والاتصال بما وصفها “القنوات الفضائية المغرضة والمتواطئة بهدف النيل من هيبة وسمعة الجيش السوري”.
كما عرض التلفزيون السوري اعترافات لمن قال إنه أحد أفراد العصابات, وجاءت اعترافات المتهم أمام عدد من وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري التي سمح لها دون غيرها بالدخول إلى مناطق المواجهات.
المظاهرات مستمرة في عدة محافظات سورية
وقد نفى معارضون سوريون الرواية الرسمية بشأن المقبرة الجماعية, وقالوا إن القتلى سقطوا أثناء تمرد.
من ناحية أخرى تحدثت وكالة الأنباء السورية عن دخول الجيش مدينة إدلب بشمال دمشق, وأشارت إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش و”عناصر التنظيمات المسلحة”.
في هذه الأثناء نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط لم تسمه أن الجيش بدأ بقصف إدلب بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب.
يشار في هذا الصدد إلى أن الجيش أعلن الجمعة الماضي أن عملية جسر الشغور جاءت بناء على طلب من سكان المنطقة.
نزوح جماعي
على صعيد آخر نزح أكثر من 5000 شخص باتجاه حدود تركيا التي أقامت مخيمات أعدها الهلال الأحمر التركي. ونقلت رويترز عن رجل عرف نفسه بأنه منشق عن الجيش السوري أنه تم نصب فخاخ لتعطيل تقدم القوات السورية لإتاحة فرصة أمام الناس للهرب.
وقال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الهلال الأحمر يتخذ الإجراءات اللازمة لإقامة مخيم يسع لنحو 2500 شخص آخر.
كما قال شهود لرويترز إن نحو عشرة آلاف يقيمون في خيام قرب الحدود التركية, فيما قال آخرون إن معظم سكان جسر الشغور فروا من البلدة.
إدانات دولية
في غضون ذلك توالت الإدانات الدولية لاستخدام النظام السوري القوة العسكرية ضد الحركات الاحتجاجية المطالبة بتنحي الأسد.
وقد اتهم البيت الأبيض دمشق بالتسبب بأزمة إنسانية, ودعا الحكومة السورية إلى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول فورا وبدون قيود إلى المناطق المضطربة.
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد عبرت أمس عن قلقها الشديد لتدهور الوضع الإنساني في سوريا، وطالبت مجددا بالتوقف عن قمع المتظاهرين والسماح بوصول المنظمات الإنسانية.
كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش زيارة لكولومبيا عن “حزنه وقلقه العميقين” إزاء الوضع في سوريا. وقد تبنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا موقفا يدين سوريا ويدعو لقرار في مجلس الأمن بهذا الصدد.
بدورها اتهمت منظمات سورية تعنى بحقوق الإنسان سلطات بلادها بمواصلة حملات الاعتقال رغم إلغاء حالة الطوارئ في البلاد. لكن بيان المنظمات أشار إلى أن السلطات السورية أفرجت عن تسعة أشخاص بموجب قانون العفو الذي أصدره الأسد مؤخرا.
كما أدانت “استمرار السلطات السورية باستعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل في عدد من المحافظات والمدن”.
في مقابل ذلك أقرت لجنة حكومية شكلتها السلطات السورية مؤخرا لصياغة مشروع لقانون الأحزاب بأنه “لا توجد ثقافة سياسية ولا مشاركة للمواطنين في الحياة السياسية في البلاد”.
وأعلن رئيس اللجنة فاروق أبو الشامات عن تشكيل لجنة تسمى لجنة شؤون الأحزاب “تقوم بالبت بطلبات تأسيس الأحزاب طبقا لأحكام مشروع هذا القانون، وكذلك اقتراح إحداث محكمة تسمى محكمة شؤون الأحزاب تقوم بالبت بالاعتراضات المقدمة وبحكم
خبراء: معركة “جسر الشغور” نقطة تحولٍ لدى السلطة والمعارضة في سوريا
أنباء عن مقتل 1300 مدني في الاحتجاجات
دبي – العربية
غيّرت معركة جسر الشغور السورية معالم المرحلة الحالية في سوريا. وحسب خبراء أمريكيين، فإن هذه المعركة شكلت نقطة تحول يحتمل أن تكون خطرة، فالحكومة تناست الإصلاحات والحوار لتلجأ الى الحل الأمني، والمحتجون تخلوا عن التظاهر السلمي ولجأوا الى حمل السلاح ضد الدولة وفق ما نقلت نيويورك تايمز عن هذه المصادر، التي أضافت ان قضية جسر الشغور صعدت من الضغوط الدولية على سوريا خاصة من جيرانها الذين كانوا حريصين على تجنب انتقادها. في غضون ذلك، سيطر الجيش السوري بشكل تام على جسر الشغور بعد اشتباكات وصفها التليفزيون الرسمي بالعنيفة مع جماعات مسلحة. وفيما تحدث شهود عن استخدام الجيش للدبابات والمروحيات القتالية في هجومه، قال الاعلام السوري إنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفات أفواج أمن قتلهم المسلحون ومثلوا بجثثهم.
ميدانيا، قال نشطاء سوريون ان القمع في سوريا أسفر عن مقتل ألف وثلاثمئة مدني مطالبين الرئيس بشار الاسد بالتنحي. وطالب نشطاء لجان التنسيق المحلي بتسليم السلطة الى الجيش، وعقد مؤتمر تحت اشراف دولي خلال ستة اشهر لكتابة دستور جديد ومنع سوريا من الانزلاق الى الفوضى، عبر ضمان انتقال سلمي للسلطة.
على الصعيد السياسي قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن على مجلس الامن الدولي اتخاذ َموقف واضح بشأن سوريا، وشدد “هيغ” في مقابلة متلفزة على أهمية اصدار المجلس قرارا يُدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد.
وقال هيغ “هذا وضع خطير جدا، وهو مثال آخر على السلوك غير المقبول من الحكومة السورية. هناك العديد من حالات التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان، إضافة إلى اللاجئين الذين يعبرون الحدود التركية. هذا الوضع خطير جدا جدا. الآن، هل نحن عاجزون عن فعل أي شيء حيال ذلك؟ نحن لسنا عاجزين تماما، ولكن بحاجة للحصول على الدعم الدولي من أجل أي شيء نقوم به”.
القوات السورية تسيطر على بلدة جسر الشغور الحدودية وفرار السكان
عمان (رويترز) – سيطرت قوات سورية تدعمها طائرات هليكوبتر ودبابات على بلدة جسر الشغور الواقعة في شمال غرب سوريا مع مواصلة الرئيس بشار الاسد قمعه للمعارضين الذين يتحدون حكمه المستمر منذ 11 عاما.
وعبر الاف من سكان البلدة البالغ عددهم 50 الف نسمة والواقعة على مفترق طرق حيوي الى تركيا التي تبعد نحو 20 كيلومترا قبل هجوم يوم الاحد تاركين معظم البلدة مهجورة.
وقال رجل عرف نفسه بانه منشق عن الجيش السوري نشرت تصريحاته على الانترنت وترجمتها شبكة سكاي نيوز التلفزيونية البريطانية ان القوات المناهضة للحكومة نصبت فخاخا لتعطيل تقدم القوات السورية لاتاحة فرصة امام الناس للهرب.
وقال الرجل الذي اوضح انه المقدم حسين حرموش لقناة اوجاريت نيوز الاخبارية للشرائط المصورة على الانترنت “انتظرنا لاخراج نحو عشرة في المئة من السكان. والتسعين في المئة الباقية تمكنت بالفعل من المغادرة.
“في هذه اللحظة جسر الشغور خالية تماما من المدنيين. اننا الاشخاص الوحيدون الباقون هنا.”
وقالت حركة النشطاء السورية الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات ان قمع النشطاء المطالبين بالحريات الديمقراطية وبانهاء للقمع ادى الى مقتل 1300 مدني منذ فبراير شباط. وكانت منظمات حقوقية قالت سابقا ان عدد القتلى يبلغ نحو 1100 شخص.
وعبر أكثر من خمسة الاف لاجيء سوري الحدود الى تركيا وقال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الهلال الاحمر يتخذ الاجراءات اللازمة لاقامة مخيم رابع يسع لنحو 2500 شخص اخر.
وقال شهود ان نحو عشرة الاف يقيمون في خيام قرب الحدود وقال سكان ان معظم سكان جسر الشغور فروا من البلدة.
وقالت الحكومة الاسبوع الماضي ان “عصابات مسلحة” قتلت اكثر من 120 من افراد الامن في البلدة بعد مظاهرات ضخمة هناك.
واوضح لاجئون وجماعات حقوقية ان القتلى مدنيون قتلتهم قوات الامن او جنود اطلقت النار عليهم لرفضهم اطلاق النار على المدنيين. ومن المحتمل ايضا ان الجنود قتلوا على يد جنود متمردين.
ومنعت سوريا معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل في البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الاحداث.
وتقول الحكومة ان الاحتجاجات جزء من مؤامرة تدعمها قوى اجنبية لزرع الفتنة الطائفية.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان وحدات الجيش “تسيطر على مدينة جسر الشغور بالكامل وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة بالاحراج والجبال المحيطة بها.”
وأضافت ان جنديا واثنين من المسلحين قتلوا في اشتباكات حول البلدة وان وحدات الجيش أبطلت مفعول متفجرات زرعت على الجسور والطرقات.
وابلغ المعارض السوري البارز وليد البني رويترز بالتليفون من دمشق ان الهجوم العسكري نصر باهظ الثمن.
واضاف انه يشعر بخزي كسوري لتباهي السلطات باحتلال قراهم وبلداتهم والقمع الذي يجعل الناس فقراء ويدفع الجنود المعتزين بكرامتهم للجوء الى تركيا.
وقال ان الشعب السوري خرج الى الشارع مطالبا بحريته ولن يغادر الا بعد الحصول عليها .
واضاف ان الناس رأوا كيف ان في درعا عندما غادر الجيش المدينة لساعات عاد الالاف الى الشوارع.
وكان البني يشير الى مدينة درعا الواقعة في جنوب سوريا حيث تفجر احتجاج يطالب بتنحي الاسد مرة اخرى يوم الجمعة. ودرعا مهد الانتفاضة كانت ايضا اول مدينة تهاجم في عملية تعزيز عسكري لسحق الاحتجاجات.
وقالت وكالة الانباء السورية ان القوات اكتشفت مقبرة جماعية تضم جثث عشرة من قوى الامن قتلتهم جماعات مسلحة ودفنتهم في جسر الشغور.
وقال دبلوماسي غربي كبير في دمشق لرويترز ان “الرواية الرسمية غير محتملة فمعظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الارض المحروقة التي ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات في الوادي.”
واضاف “ان توافد اللاجئين على تركيا يتواصل والاعداد اعلى من التي تحصى رسميا حتى الان.”
وقال سكان ان وحدة الجيش التي تهاجم جسر الشغور يقودها ماهر الاسد شقيق بشار وانها تمارس نفس الاساليب التي انتهجتها في مراكز اخرى لسحق المحتجين.
واتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بخلق “أزمة انسانية” وطالبتها بوقف هجومها والسماح بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر فورا لمساعدة اللاجئين والمعتقلين والجرحى.
من خالد يعقوب عويس
سوريا تمثل تحديا لسياسة حسن الجوار التركية
انقرة (رويترز) – بذلت تركيا جهدا كبيرا لتحسين علاقاتها مع جيرانها في الشرق الاوسط ولكن الاضطرابات في سوريا ربما تدفعها لاعادة التفكير في سياستها الخارجية بعد الانتخابات البرلمانية التي اجريت يوم الاحد.
وحولت سياسة تركيا الرامية لتجنب أي مشاكل مع جيرانها انقرة لقوة اقليمية وأضحى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بطلا في الشارع العربي.
ولكن مع فرار أكثر من خمسة الاف لاجئ سوري عبر الحدود هربا من حملة يشنها الرئيس السوري بشار الاسد تدرك تركيا عضو حلف شمال الاطلسي والمرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي الوضع المحرج الذي وجدت نفسها فيه بمحاولتها تأييد الديمقراطية وفي ذات الوقت كسب صداقة أنظمة حكم شمولية في المنطقة.
وصعد اردوغان الذي فاز بولاية ثالثة عقب انتخابات يوم الأحد انتقاده للاسد رغم التقارب بينهما في السنوات الاخيرة.
وقال سميح ايديز خبير السياسية الخارجية بصحيفة ميليت اليومية التركية “انهارت سياسة التقارب مع سوريا بالكامل.
“بعد الانتخابات أتوقع أن تعيد تركيا تقييم سياسة الشرق الاوسط. فهي لم تأت بالنتائج المتوقعة.”
واختبرت انتفاضات “الربيع العربي” الاخرى قدرة تركيا على رعاية مصالحها الجديدة ولكن سوريا -الدولة الحليفة لايران التي تقطنها عدة اقليات عرقية ودينية وتحيط بها صراعات اقليمية- تمثل تحديات خاصة.
وحثت تركيا الاسد على تنفيذ اصلاحات وضمت صوتها للادانة الدولية المتصاعدة لدمشق ووصفت حملة الاسد بانها “غير انسانية وقمع وحشي”. وساندت ايران النظام السوري. وتتنافس انقرة وطهران اللتان توثقت العلاقات بينهما في السنوات الاخيرة على توسيع نطاق نفوذهما لدى دمشق.
وقال ايديز “يحتمل ان تقود الازمة السورية لبرود أكبر في العلاقات بين انقرة وطهران. اذا تدخلت ايران او حزب الله في الشؤون السورية فسيتعين على تركيا ان تطالب القوى الاجنبية بالابتعاد.”
وفي الوقت ذاته سعد لاجئون سوريون بقرار تركيا ابقاء حدودها مفتوحة امامهم وهلل نحو 300 سوريا في المنطقة الحدودية وهتفوا “يحيا اردوغان” عندما سمعوا نبأ فوزه في انتخابات الأحد.
ويقول بعض المحللين ان تركيا نأت بنفسها عن الغرب في العقد المنصرم في ظل حكم اردوغان.
وفي العام الماضي ذهبت 22 في المئة من صادرات تركيا الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا اي مثلا النسبة في عام 2004.
ورغم تعثر مسعى تركيا للانضمام الاتحاد الاوروبي منذ بدء المفاوضات الرسمية في عام 2005 فقد ابرمت تركيا اتفاقيات تجارة حرة مع الاردن ولبنان وسوريا والعراق.
وفي ليبيا بلغت قيمة المشروعات التركية 15.3 مليار دولار قبل اندلاع الانتفاضة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي في فبراير شباط وقد اضطرت الشركات التركية لترك المشروعات قبل الانتهاء منها.
وأجرت تركيا مناورات عسكرية واجتماعات حكومية مشتركة مع سوريا وألغت شرط الحصول على تأشيرة دخول وربما تقلص هذه الترتيبات الآن.
وقال اردوغان -الذي استضافت بلاده مؤتمرا للشخصيات المعارضة في سوريا الاسبوع الماضي- ان انقرة سوف تتحدث مع الاسد باسلوب مختلف تماما عقب الانتخابات.
وقال هيو بوب المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان الاحداث في سوريا اظهرت حدود السياسية التركية وكشفت ضعف قدرة انقرة على الضغط لاقناع الاسد بالتغيير.
وقال بوب “تشعر تركيا باحباط شديد تجاه الاسد ولكن لا اعتقد أن اي دولة قادرة على الضغط على سوريا في هذه المرحلة. يسعى النظام للبقاء.”
ولكنه أضاف ان علاقات تركيا الوثيقة بسوريا على المستويين التجاري والشعبي ربما تمنحها قدرا من النفوذ في المستقبل.
فقد قادت الحروب في العراق لنزوح لاجئين واضرت بالتجارة مع تركيا بشدة ولكن انشطة الشركات التركية مزدهرة في العراق الان.
وقال بوب “مهما حدث في سوريا ستتكيف تركيا معه.”
وبوغتت تركيا حين نشبت حرب الخليج الاولى في عام 1991 اذ تدفق 500 ألف شخص عبر الحدود من شمال العراق ولكن هذه المرة بدأت الاستعداد مبكرا لاحتمال تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
وعند التحضير لغزو العراق في عام 2003 قام الاتراك بترتيبات لاقامة منطقة عازلة داخل العراق لرعاية اللاجئين على الاراضي العراقية. وفي ذلك الحين وصل عشرة الاف فقط.
واوردت بعض وسائل الاعلام ان ساسة ومسؤولين عسكريين اتراك يدرسون اقامة منطقة مماثلة في حالة سوريا اذا سجلت اعداد اللاجئين زيادة حادة. ولكن مسؤولين صرحوا لرويترز انهم ليسوا على دراية بمثل هذه الخطط.
وحين سئل عن امكانية حدوث ذلك قال وزير الدفاع وجدي جونول للصحفيين “ليس ضمن جدول الاعمال في الوقت الحالي.”
ولن ترحب سوريا باحتمال تواجد جنود اتراك على اراض سورية.
وكادت ان تنشب حرب بين تركيا سوريا في عام 1998 حين ضغطت انقرة على دمشق لطرد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان الذي كان يختبئ هناك. وحل الازمة طرد اوجلان والقبض عليه.