الحرب على سوريا مقدمة للحرب على إيران؟
رندى حيدر
يتزامن تدهور الأوضاع في سوريا واشتداد المواجهات المسلحة هناك مع بلوغ الحملة الإسرائيلية على المشروع النووي الإيراني ذروتها، وتصاعد التهديدات الإسرائيلية بعمل عسكري ضد المنشآت النووية، واشتداد الخلاف في الرأي بين إسرائيل والادارة الأميركية على هذا الهجوم وتوقيته، وخصوصاً مع الرفض الأميركي لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل. وطوال الأشهر الأخيرة كان ثمة تخوف في إسرائيل من أن تؤدي الأزمة السورية الى انصراف الاهتمام الدولي عن إيران، مما قد يؤثر سلباً على الحملة الإسرائيلية لتجنيد المجتمع الدولي ضدها.
ولكن مع تعقد الأزمة السورية، وتحول الانتفاضة الشعبية نزاعاً مسلحاً وانزلاقها الى حرب أهلية طائفية ومذهبية، وتورط اطراف إقليميين عرب في دعم المعارضة السورية المسلحة، ووقوف دول اقليمية كبرى مثل إيران وحلفائها في المنطقة إلى جانب النظام السوري، والانقسام الدولي حيال التدخل في سوريا وخصوصاً وقوف روسيا والصين ضد أي تدخل خارجي، بدأ يبرز اقتناع في إسرائيل بوجود ترابط بين ما يجري في سوريا والأزمة الإيرانية، وضرورة معرفة كيف يمكن التدخل الخارجي في سوريا أن يخدم الهدف الإسرائيلي الأول أي القضاء على المشروع النووي الإيراني. فبرزت أسئلة من نوع هل يمكن التدخل الخارجي في سوريا أن يساهم في حل المشكلة مع إيران، فيمهد للهجوم عليها، أو يردع إيران ويقنعها بتجميد مشروعها النووي، مما يوفر على إسرائيل مهاجمتها؟
يرى عاموس يادلين رئيس مركز دراسات الأمن القومي الاسرائيلي أن هناك ثلاث وجهات نظر في التدخل العسكري الخارجي في سوريا وتأثيره على الترابط بين الأزمة السورية والمشكلة الإيرانية. وجهة نظر تقول بضرورة عدم التدخل، لأسباب عدة منها التجربة السلبية للتدخل في العراق وأفغانستان. وجهة نظر ثانية تدعم خيار “إيران اولاً” وتعارض التدخل الخارجي لأنه سيضيع الفرصة للهجوم على إيران، إذ سيكون من الصعب خوض حربين على جبهتين، وسيمنح إيران فرصة الاستمرار في مشروعها النووي. وثمة وجهة نظر ثالثة يرى الكاتب أنها الأكثر ملاءمة وهي التي تدعم خيار “سوريا أولاً”.
يرى المؤيدون لهذا الخيار أن التدخل الأجنبي في سوريا سيكسر الحلقة المركزية في محور طهران – دمشق – بيروت، وسيقلص نفوذ إيران في المنطقة، وسيوقف سفك الدماء قبل فقدان السيطرة التامة، وسيشكل رسالة قوية الى إيران لوقف مشروعها النووي أو على الأقل سيدفعها الى الدخول في مفاوضات جدية مع المجتمع الدولي.
النهار