صفحات العالم

واذا ما خربت ما بتعمر يا احرار سوريا !


سعيد علم الدين

وبعد 10 اشهر من هذا النضال الأسطوري للشعب السوري تأكد اولا غباء بشار وبطانته المجرمة التي لم تستوعب حتى الآن دروس من سبقهم من طغاة مجرمين مذلولين، وأن ما يحدث في سوريا هي ثورة شعبية مفصلية حقيقية ضد الطغيان ومن أجل استعادة الكرامة الإنسانية والعيش بدولة تحترم شعبها وتخدمه ولا تحتقره وتظلمه.

وللأسف ما زالت هذه الطغمة الغبية ملتصقة بكرسي السلطة، متمسكة بأكذوبتها المكشوفة تهربا من رؤية الحقائق، تماطل شمالا بوعودها العرقوبية وتناور يمينا بأساليبها المخابراتية، متمترسة ببروجها الامنية لعله وعسى تنكسر ارادة الشعب الثائر الجبار أمام بلطجية قوات بشار الهمجية ويذعن للقبضة الحديدية الغاشمة.

وثانيا تأكد للقاصي والداني بما لا يقبل الشك بأن سوريا الجديدة النابضة القلب تعرف طريقها المزروعة بالمسامير وتسير عليها حافية القدمين مرفوعة الرأس والدماء تسيل الى ان تصل الى الهدف المنشود بالخلاص نهائيا من نظام حكم مملكة عصابة آل أسد الوراثية الباغية.

حمص تُدمر، شبابها تُقتل، شعبها يُهجر، كراماتها تنتهك على ايدي رعاع الزمن الهجين من قبل قبائل الأسد الفاشيين، ولكنها تعرف طريقها وقررت ان تنتصر موحدة بكل طوائفها رغم الأنين، صامدة صمود الأبطال الصناديد، حيث السيوف تنكسر والمدافع تتحطم وابواق النظام الكاذب تتلعثم أمام أهازيج الحرية.

حماة تحترق ولكنها شامخة في وجه بشار القبيح شموخ الشعب السوري العنيد. درعا تزمجر في عرينها زمجرة الأسود دابة الخوف في قلب بشار المرعوب ، إدلب تقاوم ببأس شديد، بقية مدن وقرى وأرياف سوريا الحبيبة تعرف طريقها ولن تركع للطاغية الأحمق مقدمةً الشهيد تلو الشهيد. ولن تركع لعصابات الاستعباد والقمع والذل ومزارع الشبيحة وأقبية مخابرات العفن الإنساني، كيف لا وسوريا المنتصرة على الخوف عرفت طريقها بعد أن شبعت من شعارات حزب البعث المقعد وأرضها ارتوت بدماء آلاف شهداء الحرية وهي تحلم ببزوغ فجر ربيعي سوري ديمقراطي مشرق جديد.

أنتم المنتصرون في نهاية المطاف رغم المآسي والنكبات والآلام على هذا الفجور والظلم والاجرام يا أحرار الشام!

فالظلم مرتع صاحبه وخيم، مذلولا الى مزبلة التاريخ مع شبيحته وجراثيمه وعصاباته وبقية الأذناب والأتباع والمخالب والأعوان من لبنان المستباح مرورا بالعراق الجريح الى ملالي ايران.

ولا تراجع قيد أنملة عن مطالبكم المحقة في اسقاط هذه العصابة المجرمة ونظامها الأمني الدموي القاتل المدان المخالف لمسيرة التاريخ والقامع لطموحات وآمال الشعب السوري في قيام دولته الديمقراطية الجديدة المبنية على أسس حقوق الانسان، ومحبة واحترام الانسان لأخيه الانسان في مجتمع تعددي ديمقراطي انساني حر يسوده العدل والمساواة والتضامن والسلام وتطبيق القانون على الحاكم قبل المحكوم والتقدم والازدهار والعيش الكريم كباقي شعوب الأرض بحرية وتعاون وأمان.

الحرية لها ثمن غال يسدد بدماء الأحرار والكرامة لها أثمان

واذا ما خربت ما بتعمر يا ابطال سوريا الشجعان.

هذا المثل الشعبي الذي سمعناه منذ الصغر يختزن بين كلماته حقيقة مرة عاشتها بآلام مخاضها الدامي المدمر شعوب كثيرة في هذا العالم وليبيا الحرة الذي لم يتركها معتوهها الا بعد ان دمر اقتصادها ومدنها وقراها اكبر دليل على ذلك.

ولكن ليبيا اليوم بدون القذافي لها أمل كبير بإعادة البناء على أسس ديمقراطية تعددية وطنية مؤسساتية صحيحة تعيد لها رخائها وتحقق آمال وتطلعات أجيالها.

وايضا سوريا بدون الوريث الغبي بشار ستستعيد روحها المخنوقة منذ اربعين سنة وستكون درة الشرق تألقا وإشراقا بشعبها العظيم وطموحات شاباتها وشبابها.

تحية في هذا الصدد من القلب للجيش السوري الحر حامي ديارها وضباطه وجنوده الميامين حمامة المتظاهرين وحملة لواء تحرير سوريا من الاحتلال الأسدي السرطاني المدمر السقيم والمتفشي فسادا واستبدادا، ظلما ورعبا، شرورا وارهابا، فتنا ومؤامرات، خبثا وأكاذيب، وفبركات مخابرات ليس فقط في الجسد السوري، وانما ايضا في الجسد اللبناني والفلسطيني والعراقي بدعم ومشاركة فعلية من شبيحة الولي الفقيه الايراني الخبيث.

تحية من القلب الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي ناشد بصدق المجتمع الدولي إلى التحرّك لوقف القمع في سوريا، مشيرًا إلى أنّه “قُتِلَ أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا، وهذا الامر لا يمكن ان يستمر”، ومضيفًا: “باسم الانسانية أقول إنّ الوقت حان لكي يتحرّك المجتمع الدولي”.

على أحرار المجتمع الدولي ان يتحركوا وبكل الوسائل الممكنة لحماية الشعب السوري الأعزل من بطش بشار الأحمق وأدواته المجرمة المرتكبة للمجازر اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى