الكاتب حين يصبح ديكتاتورا/ محمد هديب
صباح الخير أيها الغبي.
الحروب تندلع، ويواصل الطبيب التنصّت على قلوبنا، والرسّام يتابع بحثه عن شكل يكسره، والمهندس يثابر على حلمه في تعويض البيوت المجروحة، ويواصل الشاي سرد الحكاية.
والحروب والحروب بيننا وعلينا، لا تمنعنا من المثول أمام قطرة ماء على عشبة.
صباح الخير أيها الغبيّ حتّى يحين المساء.. ويكون مساء الخير.
**
عزيزي المواطن،
من أجل تخفيف فاتورة الكهرباء
صاحب فقط الأشخاص المستنيرين.
**
لن أنساك يا أمّي. أنا وأنتِ والزمن طويل.
**
عليك أن تنسى ألم الشلّوت الذي زلزل مؤخّرتك.
أنظر الى النصف الملآن من الكأس.
وتذكّر أنك للمرّة الأولى في حياتك تطير على ارتفاع خمسة سنتمرات.
**
حين أكون في العتمة تكونُ أنتَ في الضوء، والعكس صحيح. ذلك أنّ “مزبلة التاريخ” كرويّة.
**
لست مع كوكب الشرق إذ تغنّي:
“الأمل لولاه عليّا، كنت في حبّك ضحية”،
الأمل فقط هو ما يجعل العاشق ضحيةً تعيسة.
**
لأيّ رجل مكسور خاطره، لأنّ امرأة حلقت له على الناشف. لا تنس:
“جيليت، ما يستحقّه الرجال”.
**
بين الناقد والديكتاتور :
- سلخته مقال جبت آخرته.
- كتبت عن ديوانه.. بس شو! مسحت فيه الأرض.
- شفت لوحاته. ناوي أكتب عنه. بدّي انحره نحر. (لحّام تشكيلي)
- كتبت عن روايتها، خليتها قدّ النملة. (إعادة خلق الكائنات)
- مسحته من الوجود. (نسخة ورقية أو إلكترونية من التذويب بالأسيد).
- شفت مقالي عنه؟ نزّلته في سابع أرض. (في النفاق: طيّرته لسابع سما)
- اليوم شوف مقالي. لعنت سنسفيل أخته. (السنسفيل هو الجذر التكعيبي للشرف).
العربي الجديد