باب دمشق الجنوبي
معتصم الديري
بين ثلاث معارك تحرير في الجنوب السوري، ثمة تذمر جماعي من الثوار من قلة الدعم، ومن أمريكا على الحدود. وعلى الشاشات يزداد كل يوم الداعم الوهمي، بينما الثوار يلمحون الى ان “من يريد للثورة خلاصها يرتب معاركها، يدخل ولو ضابطاً واحداً الى الحدود كي يخطط لا كي يوزع البلاد على توقيت واشنطن وما حولها”.
هنا يجلس الثوار يديرون هم معاركهم التي يأخذونها بفرض حرب مدنهم على كل حسابات الخارج، لا بالصدفة ولا بالتمويل المشروط.
تشتعل في الشمال من درعا معركة “عاصفة حوران” في ثلاث مدن سورية أيضاً “إنخل-جاسم-كفر شمس”. أشرسها حتى الآن كفر شمس التي تحد الجنوب ودمشق معاً ، تبعد عن دمشق بضع معارك ربما و35 كلم.
هي من باب الرومانية القديمة في المنطقة تسمى أيضاً “مزرعة الشمس”، “المدينة الحورانية” لم يدخلها النظام في اقتحام العام الفائت في رمضان الا بعد 24 مدرعة ودبابة نامت على اطرافها بنارها، والجنوب يحفظ صمودها 6 ايام في رمضان الفائت، ويدلل على تحريرها الآن.
يبدأ الثوار ب”عاصفة الجنوب” التي كانت الأقوى لمدن شمال الجنوب وأكثرها حساسية كمواقع “أنخل-جاسم-كفر شمس”، يحرر الثوار في كفر شمس حاجزين معاً ، ويعلقون في حاجز هو الأكبر “حاجز الكازية”.
وكذلك أهل المدينة يعلقون في نزوحهم الأكبر عن المدينة، يقولها بكامل الكره “أبو عقاب” أحد الناشطين الاعلاميين الذي بقي حتى اليوم الرابع من المعارك ثم غادر مع ما تبقى من أهالي المدينة: “اليوم لم يبق احد في المدينة غير المقاتلين، جعنا ثلاثة أيام في المدينة وهذا الرابع. لقد نزح ما يقدر بحوالي 20 الف مواطن من المدينة، تقريبا جميعهم في بلدة عقربا التي تقع غرب المدينة، من بين النازحين حوالي ثلاثة الاف من ريف دمشق عسالي-داريا نزحوا معنا”.
أبو عقاب يرى في ذالك كارثة انسانية في حال استمر الوضع هكذا، “فرن المدينة التي نزحنا اليها لم يخبز الا قبل يومين وتوقف لقلة الطحين، وكذالك النظام قد استحل فرن الصنمين ليصبح فقط فرناً للجيش والمخابرات، وليس للأهالي”.
المدينة بمقاتليها وهم أهلها هذه الايأم، كفرشمس في حرب السنة الماضية صمدت ستة ايام والمدنيون فيها.
الآن الأهل هم المقاتلون فحسب، يرتبهم أبو عقاب كالتالي “المدينة فيها ثوار من لوائين والكتائب هي كتيبة شهداء الصنمين، مجاهدوحوران، أحفاد حمزة”. بعد أن حرر الثوار حاجزين للنظام لم يبق عليهم سوى حاجز”الكازية” الذي يقع جنوب المدينة، مع العلم أن الثوار دمروا نصفه حتى الآن فما زال هو الدليل الاخير على وجود النظام في المدينة، عدا 40 بيتاً هدمت البارحة نتيجة القصف، ولكن ما يعيق تقدم الثوار هو قناص للنظام يتمركز في إحد الأبنية في محيط الكازية وليس القصف “.
الثوار الذين يديرون ظهرهم لدمشق ويحاربون آخر حواجز النظام في جنوب المدينة، يعرفون أنهم أبناء مدينة تربط جنوب البلاد بدمشق بعد مدينة كفر ناسج ومدينة دير العدس.
يفسرها أبو عقاب: ” تتحرر كفر شمس من هنا، تقطع يد النظام عن معظم معسكراته في الشمال تلقائياً، حيث يبقى تل الحارة الى الغرب من المدينة بلا امداد بتاتاً، حيث يعد من أكبر معاقل النظام الدفاعية هناك. فيه كتيبة اشارة ومدفعية ومركز منذ القدم هو مركز عسكري لخبراء روس في المنطقة”.
وأيضاً بعدها عن كتيبة المدفعية من الجنوب ب 2كلم فقط. تلك الكتيبة انسحبت من مواقعها تحت قصف ثوار”إنخل” لها طيلة يومين، لتتمركز الكتيبة في قرية “جدية” وبيوتها.
النظام الذي يبدو أنه يحاول ألا يخسر كفر شمس، يحاول الآن استرجاع المدينة، بدعم من الفرقة التاسعة في الصنمين حيث حاول اقتحامها للمرة الثالثة صباحاً ليرجع إلى مشفى الصنمين بخسائر تبدو كبيرة حسب مصادرنا في المشفى وحسب جنونه في المدينة، التي يقاتل ثوارها في جارتهم كفر شمس.
الشمال من محافظة درعا، يبدو الأسخن في المحافظة، والأكثر أهمية لقطع الثوار معظم ثكنات النظام في ذاك الشمال، والأهم لذلك الشمال هو ما يهم معارك دمشق، فمذ خسر الثوار العتيبة ضاقت بهم سبل الامداد، والطريق الى قلب دمشق.
التطور الحاصل في كلٍّ من محافظتي درعا والقنيطرة باتجاه دمشق هو ربما ما سيشكل خط إمداد جديد للثوار في الغوطة، وغوطة جديدة بجبهة جديدة في معارك دمشق، أو على الأقل غوطة خلفية “حورانية” لتلك الغوطة الدمشقية.
المدن