صفحات الحوار

برهان غليون: “جنيف 3” فاشل قبل انعقاده ولا ينبغي على المعارضة المشاركة

 

 

محمد نمر

حتى اللحظة لم تدر محركات طائرة وفد المعارضة المدعوم من الرياض لنقل الشخصيات إلى جنيف للمشاركة في “مباحثات” الجمعة التي دعا إليها المبعوث الأممي ستيفان دو مستورا، وفضّلت عدم الرضوخ لـ”الابتزاز” الأميركي، بعدما حذّر وزير الخارجية جون كيري بعض الشخصيات من “خسارة أصدقاءكم” في حال رفض الوفد المشاركة، بل التزمت بنبض الشارع الذي شعر بـ”مؤامرة” تُحبك في “جنيف 3″، خصوصاً مع استمرا الحصار وقصف المدنيين وتجويع السوريين.

سباق مع الوقت قبل يومين من انعقاد المباحثات وضع مصير جنيف 3 على المحك، فالمعارضة التي اشترطت تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وما يتضمن من وقف للقصف العشوائي والحصار تدرك أن القرار بات حساساً، بعدما لمست مطالبات “المقاطعة” من الرأي العام السوري المعارض، وربما بات السيناريو الأكثر شيوعاً بين صفوف المعارضين أن يفتتح دي مستورا “المباحثات” في غياب وفد معارضة الرياض، إلا إذا خيّب الأخير ظنّ القاعدة الجماهيرية المعارضة.

المعارضة تريد المفاوضات قبل النظام لكن “لكي تشارك هناك حد أدنى من الشروط التي تؤكد أن المفاوضات تسير في طريق صحيح وآلية ادارتها صحيحة، وألا تكون فخاً تخرج منها المعارضة منتحرة أو ممزقة”، وفق ما يقول المعارض السوري برهان غليون لـ”النهار” منتقداً مضمون كلام دي مستورا، ومعتبراً أن الأخير “لم يقدّم في مؤتمره أي معلومات جدية حول هدف المفاوضات وجدول الأعمال وآلية انعقادها والمشاركين”، مضيفاً انه “من غير المقبول الدخول في مفاوضات مصيرية لم يُعرف المدعوون إليها، وعلى أي معيار تمّت دعوة الشخصيات؟”.

منتدى ثقافي؟

تحويل بداية جنيف 3 من مفاوضات إلى مشاورات، وفيما بعد إلى محادثات فمفاوضات، لم يُرضِ المعارضة، ويسخر غليون من هذه الآلية قائلاً: “وكأن اللقاء أصبح منتدى ثقافياً سيأخذ فيه دي مستورا رأي الناس، وبعدها يصيغ التقرير حسب ما يبدو له أنه صحيح”، ويضيف: “هذه لا تسمى مفاوضات، خصوصا ًأن اليوم هناك مجموعة أشخاص مدعوة لا ترتبط ببعضها”.

وعن إمكانية انعقاد المشاورات، يقول: “كل الأمور واردة، ووفق ما قال دي مستورا ليس ضرورياً حضور كل الوفود بل قد تحضر في مرحلة ثانية، وأنه قد يدعو شخصيات أخرى أيضاً في المستقبل”، ما دفع غليون إلى اعتبار هذا الأمر “غامضاً”، ويقول: “قد يفتتحها الجمعة ويعتذر بقوله إن الامور لم تحلَّ بعد مع وفد المعارضة السورية، وننتظر حضورهم ويستمر بالمشاورات، خصوصاً انها ليست مفاوضات، وبطريقته يستطيع أن يعقد اجتماعات طوال سنتين من دون أي مشكلة، أما في حال وصلت الاستيضاحات والمطالب فبالتأكيد سنشارك المعارضة لأنها هي التي تطالب بمفاوضات وحل سريع لأن شعبها يتألم ويتعذب”.

لا ينبغي المشاركة

لا يتحدث #غليون باسم الهيئة العليا للمفاوضات، لكنه يدعوها إلى عدم الذهاب إلى أي مفاوضات من دون اتضاح كل الأمور، بما فيها وقف القصف العشوائي والحصار في أي منطقة كانت، ويقول: إذا رفض حينها النظام تطبيق مواثيق الأمم المتحدة في منع العقوبات الجماعية والتجويع، فليطردوا سفيره من الأمم المتحدة، فهم لا يزالون يعترفون به، فيما هو عصابة قاتلة”.

ويرجِّح غليون ألا “تشارك المعارضة الجمعة في جنيف، ولا ينبغي لها ذلك قبل أن تتوضح الشروط وتتحقق المطالب، والهيئة راسلت دي مستورا، وقالت أنه طالما لم تتحقق الشروط، فهم مستعدون للمشاركة في أي لحظة تتحقق فيها المطالب”.

ابتزاز أميركي

أما في شأن الضغوط الأميركية وخصوصاً ما جاء على لسان كيري، فيصفه غليون بـ”الابتزاز”، مشدداً على أن “لا حلّ من دون المعارضة السورية، ومهما كانت قوة الروس العسكرية والميليشيات الايرانية والطائفية، لن يكون هناك حل من دون تحول نحو نظام جديد كما تطلب المعارضة”.

ويقول: “أعتقد أن #جنيف_3 فاشل قبل انعقاده لأنه بدلاً من أن يكسب ثقة الأطراف، خصوصا المعارضة التي تمثل ثورة شعب، أضاع الفرصة وأثار الشك أن هناك فخاً منصوبًا للمعارضة، وهذا فشل ذريع، والرأي العام يساند المعارضة في مواقفها”، كما اعتبر أن تحويل الاسم إلى مباحثات بدلاً من مفاوضات “غش وخداع، ولا يمكن أن تحصل مفاوضات حول مصير شعب بترضيات شكلية، واليوم كل ما يحصل هو لتجنب مواجهة الأزمة، ويستخدم السوريون أقنعة لمفاوضات اقليمية ودولية لا تخصّ السوريين، لذلك هناك غموض وتعقيد في جنيف 3، والمحادثات هي إلهاء للسوريين بأمور سخيفة، بينما الدول الاخرى التي تضرب الارهاب تعمل على موضوعات أخرى، وعلى تقاسم مناطق النفوذ في سوريا، ولا أحد يتوجه لمشكلة الشعب السوري”.

أين مصر؟

ويقول: “كل الدول تريد حلّ أمورها ولا تحلّ أمور الشعب، ايران تريد تثبيت قدمها في سوريا وروسيا تثبيته على مستوى الشرق الاوسط، والمجتمع الدولي والطرف الأميركي يريدان المصالحة مع الروس والايرانيين على حساب الشعب السوري، ولا أحد يتوجه إلى مشلكة الشعب السوري، أما العرب فهم منشغلون بمشاكلهم الداخلية، فمصر، القوة الاكبر، غائبة كلياً ولا أحد يعرف موقفها من الذي يجري، فيما تحاول السعودية أن تدعم بقدر ما تستطيع وهي الداعم الرئيسي مع قطر وبعض دول الخليج لكن من الواضح انها تتعرض لضغوط كبيرة”.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى