بيان أحرار طرطوس بشأن عمليات الخطف
حمل عام 2011 مفاجأة من العيار الثقيل للنظام السياسي في سوريا والذي كان يتبجح قبل أيام من اندلاع الثورة بأن ما حصل في تونس ومصر لا يمكن له الحصول في سوريا, وإن دل هذا التبجح على شيء فإنما يدل على عمق ابتعاد هذه السلطة عن المجتمع السوري وعن فهم طبيعته ومعرفة منسوب احتقانه الاجتماعي والسياسي.
لجأ النظام منذ الأيام الأولى إلى تحييد مناطق بذاتها – منها طرطوس- عن درب الثورة, ودفعها لمعاداة تلك الثورة ومن ثم التغاضي عن المجازر المرتكبة على أيدي قواته في المناطق المنتفضة, وقد لجأ في محاولته تلك إلى تفعيل كل خبرته الأمنية مستغلاً مجموعة من التناقضات الداخلية أبرزها الطائفية, وقد لجأ منذ بداية الثورة إلى تخويف المواطنين وخصوصاً من الأقليات من الثورة بإدعائه أنها ثورة متطرفين تهدف إلى إقامة حكم إسلامي يضطهد الأقليات ويحرمها من حقوقها المشروعة. وكان أن حاول نشر الذعر في كل مناطق الأقليات منذ بدايات الثورة بجملة إشاعات وأحياناً باللجوء إلى نشر مسلحين يثيرون الرعب دون أي هدف سياسي.
وقد استطاع النظام عبر تلك السياسات اللا أخلاقية أن يحيد مدينتنا عن اللحاق بركب الثورة, متجاوزاً كل الأخطار التي من الممكن أن تلحق بالسلم الأهلي نتيجة هذا السلوك المقامر. ومع ذلك فإن نشاطات الثورة لم تغب عن مدينة طرطوس إن عبر مظاهرات سريعة أو عبر المناشير و الخربشات الثورية على جدران طرطوس, مما دفع النظام لتصعيد حملة الاعتقالات, ومن ثم لجأ إلى تسريب معلومات شخصية عن أسماء وأماكن سكن الناشطين إلى بعض الصفحات الناطقة باسمه وتأتمر بأوامر رجال أمنه, مما شكل تهديداً حقيقياً على حياة هؤلاء.
ومن ثم لجأ في الأشهر القليلة الماضية إلى سياسية جديدة وخطيرة وهي الخطف, حيث انتشرت حوادث خطف متنوعة طالت عدداً من أبناء المحافظة من كل الطوائف كان أخرها خطف المواطنة فاطمة سهيل علما البالغة من العمر 19 عاماً من قرب مدرسة نبيل حمادي, كذلك سبقها حالات خطف عديدة لعدد من شابات طرطوس , ونحن نحذر هنا من أن عمليات كهذه خطيرة جداً من حيث تهديدها للسلم الأهلي في طرطوس بما لها من تبعات اجتماعية, ونعلن عن تضامننا الكامل مع أهالي المعتقلين والمخطوفين واستعدادنا لتحويلهم إلى قضية رأي عام.
ونحن هنا وإذ ندين كل حالات الخطف والخطف المتبادل وبغض النظر عن مصدرها, فإننا نحمل النظام المسؤولية الكاملة عن حياة المخطوفين ونطالبه بكشف جميع المعلومات التي لديه.
وننوه إلى أن أي مقامرة من النظام بمستقبل البلد وبسلمه الأهلي, لا تعني أبداً إطالة أمد هذا النظام فالشعب السوري قد قال كلمته, ولكنها تعني تهديداً حقيقياً لمستقبل البلد ومستقبل أبنائه.
الشعب السوري واحد, تلاقت أيدي مناضليه في الماضي ضد الاستعمار الفرنسي ولن يستطع النظام تفريقه رغم كل محاولاته, فكانت جميع طوائفه تلتقي في المظاهرات تلك التي هتفنا فيها جميعاً ” واحد واحد واحد – الشعب السوري واحد ” وكذلك سيكون الشعب السوري في دولة مدنية ديمقراطية لا تميز بين مواطنيها على أساس العرق والدين والطائفة والقومية.
عاشت سوريا حرة سيدة مستقلة لكل مواطنيها
أحرار طرطوس من كل الطوائف 4-9-2012