“تسلمون”
شيرين الحايك
علمت ُـ منذ ُ قليل- بإعتقالات جديدة طالت بعض الأصدقاء في دمشق، و من المعتقلات في سوريا إلى المعتقلات في إسرائيل يمتدُّ حبل ٌ، شـُـدّ بقوّة ٍ، من جهتيه ِ، حتّى أصبح َ يصلح لأن يكون َ وترا ً في عود ٍ شرقيّ يعزف ُ ألحانا ً تبحث ُ، معنا، عن الحريّة، تناضل ُ، معنا، كلّما مرروا عبرها الكهرباء كي تشرب موسيقى إهتزازها من الأجساد الحرّة في الظلام.
…
صديقي ياسر،
وصلت رسالتك، قصيدتك “الجنازة”، و قررت ُ أن أقاطع إحتراق الخشب لأفتتح هذا العدد بها، و أكتب لكَ عن سنبلتين ممتدتين كعروق تصلّب كلّ مافيها إلّا جنازاتها. سمعت ُ، منذ ُ مدّة ٍ، بتمديد فترة إعتقالك، فإستغربت إصرار عنفوانك على ألا تحتفل معنا بسقوط نظام الطاغية، و إستطعت ُ أن أتخيل ضحكتك الساخرة منهم جميعا ً، أولئك الذين يعتقلونك هناك و الذين يعتقلوننا هنا و هناك في القلب و الروح و الوطن.
…
ياسر خنجر هو أحد الأصدقاء الذين يقبعون في سجن “تسلمون” الإسرائيلي، إعتقل مرّات ٍ عدّة و كان آخرها على إثر مشاركته في احتجاج ٍ شبابيّ قام َ به الشباب في الأرض المحتلة عندما كانت فوهات البنادق الإسرائيليّة تصطاد ُ الشباب الفلسطيني الذي يعبر ُ الحدود في ذكرى النكسة في 2011. حكم َ على ياسر بالسجن مدّة 7 أشهر تمّ تمديدها إلى 11 شهرا ً قاربت على نهايتها.
ياسر هو أحد شبابنا المعتقلين في الجولان المحتل، وهو َ ليس َ بأقلّ أو أكثر من غيرهِ من معتقلينا، لكنه ُ فقط كأوّل قطرات المطر التي نفتح ُ كفّنا لإستقبالها لأنها قررت الإصطدام َ بنا نحن ُ دونا ً عن غيرنا لا لشيء إلّا لصدفة ٍ أحبتها.
كتب َ ياسر إلينا من سجنه ِ قصيدة ً بعنوان “جنازة”، جنازة مشت الطريق حتّى وصلت إلينا كقطرة مطر.
…
إلى ياسر خنجر وكلّ من يشاركه ُ الإعتقال في السجون التي تعتقل المطر والحياة، في السجون التي تكره الحبّ والجمال، في سجون الإحتلال الإسرائيلي أو سجون الإعتقال في سوريا، الحريّة قادمة رغما ً عن عنف القيود.
…
” . . . تركَت جسمها قربَ جسمي مغمضاً في الجنازة
كسنبلةٍ
وأشرَقت ترقبُ العرسَ
في فرح البلاد
ياسر خنجر
3-8-2012
سجن تسلمون”