تغيير كيري موقفه من الأسد قسّم اللبنانيين والأوروبيين والسوريين
خليل فليحان
استثنى وزير الخارجية الاميركي جون كيري لبنان من جولته الاولى التي قام بها كوزير للخارجية وشملت دولا عربية وغربية، واختار ذكرى” ثورة الارز” أمس ليوجه رسالة الى اللبنانيين يدعوهم فيها الى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في حزيران المقبل، وحضّ على نبذ العنف. واثنى على “ثورة الارز” التي ولدت لتعرف من اغتال الرئيس رفيق الحريري. وعلقت مصادر قيادية على موقفه، فلم تر جديدا، “وكلامه عن الانتخابات يتلاقى مع جميع الاحزاب والتيارات والحركات السياسية التي تلتقي معه في اجراء الانتخابات في موعدها، لكن المشكلة تكمن في انها لا تريد قانون الستين المعمول به حتى الان، في غياب البديل؟
اما اقتراحه في شأن الازمة السورية، ومرتكزه التفاوض بين الرئيس بشار الاسد والمعارضة، فقد قسم القوى السياسية اللبنانية الى قسمين، الاول هو الاكثرية التي اعتبرت ان دعوته تلك ايجابية وتلتقي مع روسيا وتعبد الطريق امام تنفيذ اتفاق جنيف حول سوريا، الذي أقرّ في حزيران الماضي. أما المعارضة فقد فوجئت بكلامه واعتبرته تغييراً في موقف واشنطن بنسبة 180 درجة، خصوصاً بعدما كان الرئيس باراك اوباما يطالب الاسد بترك الكرسي وبانتقال السلطة الاجرائية.
ورأت أن التحرك الديبلوماسي المكثف، سواء لجهة جولة كيري أو زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للندن، افرز تغييرا جذريا في الموقف الاميركي من الرئيس بشار الاسد بدعوة المعارضة الى الحوار معه. ولفتت الى الغضب الفرنسي الذي عبرّ عنه وزير الخارجية لوران فابيوس بالاعلان منذ صباح امس ان بلاده وبريطانيا قررتا تسليح المعارضة السورية حتى لو لم يوافق الاتحاد الاوروبي على ذلك وابقى الحظر الذي فرضه على تسليم السلاح. وجدّد لافروف تأكيده ان تسليم باريس ولندن السلاح الى المعارضة السورية يعتبر “إنتهاكا للقانون الدولي”. واكد كيري ان بلاده تؤيد تشكيل حكومة جديدة تضم جميع فئات المجتمع السوري. وافاد انه يضغط على المعارضة كي تأتي الى طاولة الحوار، آخذا في الاعتبار مواقف بعض المعارضة التي تلتقي مع دعوته الى تشكيل حكومة تضم ممثلين للشعب السوري بكامله، وليس فقط للمعارضة الحالية.
وأعربت عن اسفها لانقسام الحلفاء، الاميركي والفرنسي والبريطاني، وان الروسي يرى انه نجح في إقناع الاميركي بموقفه، فيما الخاسر الاكبر هو سوريا التي تشهد اقتتالاً بين ابنائها وتدميرا لممتلكاتهم ونزوحا لمن لم يعد له منزل.
وتوقعت ان ينسحب ذلك الانقسام على المعارضة السورية التي رفع اركانها الصوت ضد اقتراح كيري، وستنجلي الامور اكثر في قمة قطر العربية المحددة في 27 من الشهر الجاري و28 منه وتوقعت معلومات مستقاة من مراجع موثوق بها ان “الائتلاف الوطني سينقسم في حال، اصرار كيري على دعوته، وفي مثل هذه الحال، اما ان يغير رئيسه معاذ الخطيب موقفه للتفاوض مع ممثلين للحكم “ممن لم تتلوث ايديهم بالدم”كما دعا الى ذلك ولاقى معارضة حادة، واما ان يستقيل .
وأشارت الى ان الموقفين الفرنسي والبريطاني يلتقيان مع الموقفين السعودي والقطري بوجوب تسليم المعارضة سلاحا متطورا يكون اكثر فاعلية، لمواجهة السلاح الجوي والمدفعي للنظام الذي يستعمله على السواء ضد المعارضين المقاتلين والمدنيين .
وافادت ان اتصالات عاجلة أجريت أمس بين واشنطن وكل من باريس ولندن للاقناع بالموقف المتغير الذي اعلنه كيري، غير ان المساعي ليست سهلة ولم تؤد الى نتائج كما يود كيري. واذا استمرت الحال على هذه الحدة، فان معركة دمشق ستقع خلال الربيع، ولا احد يمكن ان يتكهن بالنتائج .
النهار