جبران باسيل إن حكى
إيلـي فــواز
لن نجادل جبران باسيل في الثقافة السياسة، فهو لا يملك أدنى مقوماتها. وأنى لرجل يملك منها القليل أن يؤكد أن تجربة “الأخوان” في الحكم فاشلة، وهي أنه في العالم العربي لم ترقَ بعد إلى مستوى تجربة، وإن كان على المستوى التركي فهي أقرب إلى النجاح من أي شيء آخر. أما في مسألة انزعاجه من الفتاوى التي تنتهك حقوق الإنسان، فالظاهر أن الأخ الوزير كثير الانشغال في تأمين ديمومة انقطاع الكهرباء عن لبنان ليستمع ويستمتع بفتاوى حليفه الإلهي عند كل إطلالة له تنتهك حرمات اللبنانيين وأعراضهم كما في 7 أيار مثلاً.
ولكن لندع الثقافة جانباً، فجهابذة التيار أضاعوا سبيلها في لهاثهم وراء نتفة من سلطة، ولنتوقف قليلاً عند طلب باسيل تسكير الحدود اللبنانية السورية، وطرد اللاجئين السوريين والفلسطينيين بعد مرور عامين على اندلاع الثورة السورية.
هذا الطلب من دون أدنى شك بعيد جداً عن أي حس إنساني، ويتلطى ظاهرياً وراء أسطورة “الخوف المسيحي” التي لطالما امتهنها عون وأتباعه من أجل ترسيخ زعامة عرضية أتت نتيجة خطأ تاريخي على طائفة باتت تفقد قيمة وجودها في الشرق جراء خياراتها، وهو إن دل على شيء، فعلى فشل جديد لأداء حكومة “حزب الله” وشركائه العونيين، في ضبط الحدود اللبنانية أولاً، ومن ثم في تدارك مأساة اللاجئين السوريين، وبالتالي الفشل في إيجاد حل لها بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة. لكان أجدر بالوزير الفذ أن يبادر بمطالبة رئيس حكومته إقامة مخيمات تؤوي اللاجئين السوريين وتنظم وجودهم منذ بدء الأحداث في سورية، بدل التحذير من “خطر وجودهم” ، ولكن أليس هذا مبتغى الأسد وشركائه العونيين: إغراق لبنان بالفوضى؟
أما في مطلب باسيل تسكير الحدود اللبنانية السورية في هذا التوقيت بالذات، فيمكن أن يفسر كصرخة نجدة من قبل الرئيس السوري الذي لم يعد بمقدوره حماية حدوده من جهة شمال لبنان، فاقتضى من حليفه المطالبة بتسكير الحدود. كلام باسيل أيضاً اعتراف ضمني بمدى تدهور أوضاع الأسد وتفلت الأمور من سيطرته، وهو إشارة إلى قرب انهيار نظام بشار.
أما السؤال الذي يجب أن يوجه إلى باسيل، فهو ماذا لو قررت قبرص مثلاً إقفال أبوابها أمام مئات آلاف اللبنانيين الهاربين من أتون حروبهم الأهلية؟ أو ماذا لو أوصدت فرنسا أبوابها أمام الجنرال عون وتركته يواجه مصير مغامراته القاتلة أسوة بالضباط والعسكريين الذين تركهم وحيدين في أرض معركة خاسرة؟
موقع لبنان الآن