جبهة الجولان أمام مرحلة جديدة/ رندة حيدر
التوتر الاخير على الحدود الإسرائيلية – السورية اثار عدداً من التساؤلات منها: هل ما جرى يشكل نهاية 40 عاماً من الهدوء على هضبة الجولان وبداية مرحلة شبيهة بما هو قائم على الحدود مع لبنان؟ ومن هي فعلاً الجهة التي تقف وراء التفجير الأخير الذي استهدف دورية إسرائيلية بالقرب من قرية مجدل شمس؟ هل هو “حزب الله”، الذي سارعت إسرائيل في البداية الى اتهامه بالمسؤولية عنه، أم الجيش السوري الذي استهدفه سلاح الجو الإسرائيلي بغاراته فجر أول من امس؟ وهل يحتمل ان تكون وراء العملية مجموعات تنتمي الى مسلحي المعارضة السورية تسعى الى توريط الجيش الإسرائيلي ليدخل في مواجهة مع الجيش السوري النظامي ويمكن ان تصب في نهاية الامر في مصلحتها؟
الراهن اليوم ان المحاولات التي بذلتها إسرائيل خلال الاعوام الثلاثة الأخيرة لعدم التدخل مباشرة في الحرب الاهلية السورية، وتمسكها بسياسة “الخطوط الحمر” الرامية الى منع تهريب السلاح المتطور من سوريا الى “حزب الله”، بدأت تتداعى. وأياً تكن الجهة التي نفذت عملية الجولان، فانها جعلت إسرائيل للمرة الاولى تدفع ثمن الفوضى التي خلفتها الحرب الأهلية السورية على الحدود، وذلك بعدما تحولت هذه الفوضى فرصة يمكن ان يستغلها اي طرف من الاطراف المتقاتلين من اجل توجيه ضربة الى إسرائيل.
وفي الواقع وعلى رغم تحميل إسرائيل رسمياً النظام السوري مسؤولية تفجير الجولان، فقد برز نوع من الانقسام بين المعلقين الإسرائيليين حيال الجهة المسؤولة عن التفجير. ففي حين جزم عدد كبير منهم بأن المجموعة التي زرعت العبوة تابعة إما لنظام الأسد وإما لـ”حزب الله”، نظراً الى ان المنطقة التي حصل فيها التفجير خاضعة لسيطرة اللواء 90 للجيش السوري؛ لم يستبعد بعضهم احتمال ضلوع مجموعات من المعارضة السورية في العملية لأن 80% من المنطقة المحاذية للحدود السورية مع إسرائيل بات اليوم خاضعاً لسيطرتها. واستخدم الفريقان للدفاع عن وجهتي نظرهما الحجة عينها. فرأى الفريق الاول ان الانتصارات العسكرية التي حققها نظام الأسد و”حزب الله” في سوريا جعلتهما اكثر ثقة بنفسهما وشجعتهما على الرد على العمليات التي نسبت الى إسرائيل في المدة الأخيرة داخل الاراضي السورية واللبنانية، بينما رأى الفريق الثاني ان هذه الانتصارات هي التي دفعت تنظيمات المعارضة الى توريط جيش الأسد ضد إسرائيل للنيل منه.
أمر أساسي واضح اليوم هو عدم رغبة إسرائيل في التورط في الحرب السورية ولا دخول مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع الجيش السوري.
النهار