جمعه طباشير
بما أنّ تسمية الـجـُمع باتت مثلها كمثل عناوين الصحف ( الصفراء ؟ ) ، فأنا أدعوا بأن تسمّى الجمعه القادمة بجمعه طباشير و ذلك َ لأنّ الطباشير أكثر حريّة ً من الأفواه الصامتة ، و هي تعود ُ بالأصل إلى الكلس أو الفحم الذي كان َ له دور تاريخيّ عبر َ العصور بالكتابة على جدران المعتقلات .
يرجى عدم السخرية ، فأنا جادة ً ، لأنّ الخطّ البيانيّ الذي تسير ُ على حسبه ِ أسماء الجـُمع يسمح لأيّ تسمية ٍ رمزيّة ٍ أن تكون إسما ً لجمعه ٍ و أن تحشد َ معها جماهيرا ً متجمهرة .
في جمعه طباشير سيخرج ُ الملايين من المتظاهرين و سيشيّع ُ الكثير من الشهداء و حالها كحال كلّ الجمع السابقة ستكون ُ أفكار مساء يوم الجمعه كأفكار صباحه ِ ، مع الكثير من الحزن و الغضب و عدّاد المعتقلين و الشهداء وحده ُ من يسابق الزمن .
بدأت تسمية الجـُمع مع بداية الثورة المصريّة لإيصال رسالة ٍ مرجوّة ٍ فيما بين الشعب للسير ِ على خط ٍ ثوريّ واحد في المناطق المختلفة ، و ايصال رسالة إصرار ٍ و تحد ٍ للنظام المصريّ . في سوريا فالأمر مختلف ، ليس َ من باب المقارنة و لكن تسمية الجمع تحمل ُ ابعادا ً أكثر في سوريا فهي تلعب دورا ً أرشيفيّا ً و تحمل رسائل أراها على الصعيد الشخصي مشتتة و أمتلك ُ تحفظات ٍ حولها و أعتقد ُ أنها يجب أن تكون أوضح . في سوريا الحراك الشعبي يتجه للدخول في شهره الخامس و التسميات السريعه و المختصرة ليست ما تحتاجه ُ المرحلة التي هي بدورها بطيئة و مفصّلة . التسميات كانت رمزيّة ً ثمّ بدأت و في مرحلة ٍ معيّنة تصبح ُ رسائل مباشرة لفئة معينة من الشعب السوري ، ( جمعه الحرائر ، جمعه العشائر ، جمعه صمتكم يقتلنا ، أحفاد خالد ، المعتقلين ، . . . الخ ) أضع ُ في عين الإعتبار أنّ من يقوم بتسمية الجمع قد يقصد التضامن مع هذه الفئات او دعوتها للتضامن معه ُ بدورها ، و لكن أليست كلّ هذه الفئات جزء من الشعب السوري و التوجه إليها بشكل ٍ منفصل لا يخدم ُ صلب َ القضيّة ؟
http://www.freesham.com/2011/08/blog-post_14.html