حلب: مرشح الرئاسة لـ’سوريا الأسد|/ محمد الخطيب
قرأ رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام من ورقة أمامه، على سمع مجلسه المنعقد: “من عضو مجلس الشعب ماهر ابن عبد الحفيظ حجار، والدته شهدية، تولد حلب 1968، بتاريخ 22/4/2014، والذي أعلن فيه ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية العربية السورية، مع الوثائق المرفقة به. فقد قُيد طلبه لدينا بالسجل الخاص، تحت رقم 1”. عضو المجلس، السيد ماهر حجار، كان يرسم ابتسامة على وجهه، عندما أعلن اللحام قبول طلبه الترشح لرئاسة الجمهورية العربية السورية، ومنافسة رئيسها الأبدي بشار الأسد.
لم تمضِ ساعات على إعلان ترشح الحجار، حتى قوبل ذلك بموجة من الانتقادات والسخرية. لم يخلُ ذلك من غضب الموالين للنظام، الذي تُرجم عبر شتائم كالوها ضد الحجار، واصفين إياه بالخائن، بسبب ترشحه ضد بشار الأسد. ولم تشفع له صورته المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وفي خلفيتها صورة لمنافسه بشار الأسد.
علق أحدهم: “سوريا ما بيحكمها إلا بشار.. فلا تلعب بالنار يا حجار”. بينما قال آخر: “أهم شي بمرشحنا الجديد، أنه بحب السيد الرئيس بشار الأسد، انتخبوا المرشح ماهر عبد الحفيظ حجار، لقاء محبته للسيد الرئيس”.
إقدام الحجار على الترشح، من وجهة نظر عقلاء الموالين، ما هو إلا تأكيدٌ على الديمقراطية التي تعيشها سوريا. وعلى “فيسبوك” أيضاً نقرأ تعليقات من قبيل: “بالأمس ادعت احدى قنوات الفتنة، أنه لا يوجد مرشحين معروفين في المجتمع السوري لرئاسة الجمهورية. لكننا نعتقد بأن الانتخابات ستكون درساً للعالم في الديمقراطية”. في حين يؤكد آخر: “شكراً لك سيدي الرئيس سأنتخبك لكي تكمل الطريق الذي بدأته لنصل بسوريا الى أعلى المراتب”. بينما ذهب بعضهم بعيداً، حين احتجوا على القافية الموسيقية في الشعارات والهتافات. بحسب أحد الآراء: “الله وسورية وماهر! ما بتظبط أبداً. في الهتاف: الله وسورية وبشار نغمة موسيقية ما بتتكرر .. بالروح بالدم نفديك يا بشار”.
في الجانب المقابل، أجمع المعارضون، الذين حُسب عليهم الحجار جزافاً، على عدم معرفتهم به. على الرغم مما ذكرته القناة الفضائية السورية، على أنه أحد المشاركين في “الحراك الشعبي السلمي في بداية الأزمة”. لكن، وبحسب ما يذكر السوريون، كانت وسائل إعلام النظام تقول بإن تلك المظاهرات، هي مجرد مجسمات وتمثيليات من صناعة قطر.
في العام 2003 تمّ تأسيس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، كفصيل منشق عن الحزب الشيوعي السوري، جناح خالد بكداش. الحجار كان جزءاً من ذلك الحراك، وأحد قياداتها في حلب. ولكن، مع ترخيص الحزب، واتخاذه لاسم “حزب الإرادة الشعبية” في العام 2011، شغل الحجار منصب أمين مجلس هذا الحزب.
من جهة ثانية، يرى المعارض غسان ياسين، أن تقديم النظام لأول مرشح للرئاسة من مدينة حلب، ما هو إلا “رسالة حقيرة من نظام حقير”. لأن ذلك يأتي مع استمرار قصفه للمدينة التاريخية يومياً بالقنابل والبراميل، وقتل الآلاف من آهلها، وتشريد سكانها وتدمير بنيتها التحتية. أضاف ياسين، في حديثه لـ”المدن”، إن “هذا الترشيح يأتي ضمن خطة النظام من أجل إعادة تأهيله دولياً، ومن أجل أن يقول للسوريين بأن المعارضة موجودة بالساحة، وهي تقدم مرشحاً للإنتخابات كان من عداد المشاركين في بداية الثورة”. وتابع ياسين، ابن مدينة حلب، بأنه “وفي ظل حملة الموت بالبراميل، بشار الأسد سينجح ضد منافسه الحلبي، ليقولوا: حتى أهل حلب انتخبوه!”. ياسين توقع أن تشهد الأيام القادمة ترشح المزيد، ممن يمكن “عرضهم على أساس أنهم معارضون حتى تكتمل فصول المسرحية الهزلية”.
في السياق نفسه، الناشط الإعلامي مأمون أبو عمر، قال لـ”المدن”: “إن ظهور أول مرشح للرئاسة من حلب، هو رسالة من النظام على أنه لا زال موجوداً في المدينة، على الرغم من أن الثوار يسيطرون على أكثر من 60% منها”. مضيفاً: “النتائج محسومة، وستكون لصالح الأسد حكماً، لا أحد يجرؤ على الوقوف ضد بشار الأسد في الإنتخابات ما لم يكن مدفوعاً لإكمال المسرحية .. ولا استبعد ما نقل عن لسان الحجار بأنه سينتخب بشار الأسد”.
المدن