صفحات العالم

نصر الله وإسباغ الشرعيّة/ حـازم صـاغيـّة

 

لا يفوّت السيّد حسن نصر الله فرصة إلاّ ويسبغ شرعيّة ما، وفق رؤيته للشرعيّة، على النظام السوريّ. إنّه يحور ويدور ليعود إلى نقطته المركزيّة هذه.

ففي خطابه الأخير انعطف بكلامه نحو موضوع النازحين السوريّين ليلاحظ التالي: “أيضاً يجب التعاون مع سوريّا [أي نظامها طبعاً] من أجل معالجة ملفّ النازحين، والكلّ يسلّم بأن هذا الملفّ كبير وخطر ولكن ما هو الحل؟ وماذا ننتظر من أجل معالجة هذا الملفّ؟ ولا داعي لأن يكون هناك مكابرة، يجب الحديث مع الإخوان في سوريّا”، مشيراً إلى أنّ “الجدّيّة تقول إنّ لدينا نازحين، والمعالجة تكون من خلال الجلوس مع النظام”.

وقبل أيّام قليلة، وفي المقابلة المطوّلة التي أجرتها معه صحيفة “الأخبار”، وعنونتها “في حضرة السيّد”، تلقّى الأخير سؤالاً من نوع الأسئلة المدروسة والمنظّمة مسبقاً، هو التالي: “ما هو دور سوريّا خلال الحرب [أي حرب تمّوز]، وماذا كان دور العميد محمّد سليمان؟ وهل سقط شهداء من الجيش السوري؟”.

ولئن بدا من اللافت تذكّر العميد محمّد سليمان، فقد جاء الجواب على النحو التالي: “خلال الحرب، لم يتوقّف نقل السلاح من سوريّا. لم يكن واضحاً كم ستطول الحرب، لذلك كلما كانت لدينا إمكانات وسلاح وذخيرة أكثر، كان الوضع أفضل، وكانت إمكانات النقل لا تزال متاحة رغم أن الإسرائيليّ كان يستهدف تقريباً كلّ المعابر. مع ذلك لم يسقط شهداء من الجيش السوريّ لأنّه لم يحدث قصف داخل سوريّا”.

ومضى السيّد نصرالله: “بالنسبة إلى الشهيد العميد محمّد سليمان، أعتقد أن الإسرائيليّين هم الذين قتلوه بسبب دوره قبل الحرب وأثناءها، لأنّه كان مكلّفاً من الرئيس الأسد بمتابعة هذا الملفّ. كان دوره ممتازاً جدّاً وإيجابيّاً جداً. لذلك بعد الحرب، بحث الإسرائيليّون عن الحاج عماد [مغنيّه] وعن العميد سليمان. بعض الإعلام العربيّ تحدّث عن تصفيات داخليّة. من الواضح تماماً لدينا، من التحقيق والمعطيات الميدانيّة، أنّ إسرائيل وراء هذا الأمر”.

ولأنّ الغليل لم يُروَ في مديح “سيادة الرئيس”، كان السؤال التالي: “هل صحيح أنّ الرئيس بشار الأسد كان مستعدّاً لفتح الجبهة؟”. وعن هذا السؤال يرد الجواب التالي: “احتمال تطوّر الحرب إلى سوريّا كان وارداً لأنّ الإسرائيليّ كان يحمّل سوريّا جزءاً من المسؤوليّة عن صمود المقاومة، وعن تزويد المقاومة بجزء من السلاح الذي كان له تأثير نوعيّ في مسار الحرب.

لذلك كان هذا الاحتمال وارداً نتيجة تطوّرات الميدان، وخصوصاً عندما بدأ الحديث عن عمليّة بريّة قد تحصل باتّجاه حاصبيا وراشيا والبقاعين الغربيّ والأوسط. يومها، تقريباً في الأسبوع الثاني من العدوان، أرسل لي العماد آصف شوكت الذي كان على تواصل معنا أثناء الحرب، طالباً رأيي في فكرة تُدرس في دمشق بأنّه في حال حدوث عمليّة بريّة واسعة، قد تجد سوريّا نفسها مجبرة على الدخول إلى جانب المقاومة في الحرب.

لا أدّعي أنّ القرار اتُّخذ، لكنّ الأمر كان مطروحاً لدى الرئيس والمجموعة المعنيّة باتّخاذ القرار، وهم كانوا يواكبون كلّ شيء، وعلى اطّلاع تفصيليّ على ما يجري.

كان جوابي لهم، بعدما تشاورت مع الإخوان: لستم مضطرّين لذلك، والأمر ليس بهذه الخطورة وإمكانيّات المواجهة البريّة لدينا عالية جداً، لا بل نتمنّى أن يدخل الإسرائيليّ في عمليّة برّيّة لأنّه عندها ستّتضح معالم المعركة”. وهو لا يلبث أن يضيف: “عمليّاً، العمليّة البرّيّة التي كان يُفترض على أساسها أن يُناقش موضوع دخول سوريّا في الحرب لم تحصل، ولذلك انتفى الأمر، ولم يحصل نقاش لاحق”.

القراءة المدقّقة للسطور أعلاه، ولما تحت السطور، تقول الكثير عن “قضيّة المقاومة” في لبنان!

موقع لبنان ناو

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى