أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 06 تشرين الثاني 2012


الطيران يوسّع غاراته من إدلب إلى دمشق وتفجير في المزة وهجوم انتحاري في حماة

الدوحة – محمد المكي احمد؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ بيروت – رويترز، ا ف ب

كان يوم امس في سورية من اكثر الايام عنفاً في المواجهات الدائرة بين قوات النظام والمعارضة. فقد وسع الطيران الحربي غاراته على مختلف المناطق وخصوصاً على تلك التي اصبحت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في محافظات الشمال السوري وصولاً الى دمشق. فيما اعلنت المعارضة مسؤوليتها عن تفجير في حي المزة المعروف بموالاته للنظام وقالت انه استهدف اجتماعاً امنياً، كما استهدف هجوم انتحاري موقعا لقوات النظام في محافظة حماة سقط فيه نحو 50 جنديا.

وفيما يتواصل القتال داخل سورية تجتمع الامانة العامة الموسعة الجديدة لـ «المجلس الوطني السوري» صباح اليوم في الدوحة بحضور اعضائها الـ 400 وذلك بعد توسيع المجلس وانضمام 16 تنظيماً جديداً و24 تشكيلاً ومجلساً ثورياً ومحلياً من داخل سورية. وستناقش جلسات اليوم تقرير العمل الداخلي للمجلس وتقرير مكتب العلاقات الخارجية الذي يتوقع ان يشهد مناقشات ساخنة في ظل التطورات الجديدة، ومنها الاعلان عن «اللقاء التشاوري لقوى المعارضة السورية» بعد غد الخميس في الدوحة والذي يراد منه توحيد مختلف اطياف المعارضة والخروج بحكومة منفى.

وذكرت مصادر في «المجلس الوطني» ان جلسة خاصة ستعقد مساء اليوم لمناقشة المبادرة الجديدة التي قدمها رياض سيف واتخاذ موقف رسمي منها. وينتظر ان ينتخب المجلس اليوم أعضاء الأمانة العامة والمكتب التنفيذي ورئيس الهيئة الموسعة ورئيس جديد للمجلس الوطني. ورجحت بعض المصادر اختيار شخصية شابة لرئاسة المجلس.

من جهة اخرى، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاطراف «المؤثرة» على المعارضة السورية بتشجيعها على مواصلة القتال بدلاً من دفعها الى الجلوس الى مائدة المفاوضات. وأعرب عن اعتقاده بأن الذين يؤثرون على المعارضة لا بد أن يبذلوا جهدهم لتطبيق الاعلان الذي تم التوصل اليه في جنيف وتوحيد المعارضة للجلوس الى مائدة التفاوض مع الحكومة السورية لمناقشة مواعيد وجوانب المرحلة الانتقالية.

وعلى الصعيد الامني، كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مناطق في شمال سورية تسيطر عليها المعارضة. ووصف مقاتلون هذه الغارات بانها كانت الاسوأ منذ اسبوع. فقد شن الطيران غارة على بلدة حارم في ريف ادلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرين مقاتلا من المعارضة على الاقل قتلوا في هذه الغارة. وذكر ان من بين المقاتلين المعارضين الذين قضوا «قائد لواء شهداء إدلب وقائد سرية في اللواء». وعمد المقاتلون بعد الغارة الى قصف حي الطارمة في بلدة حارم، وهو معقل لقوات النظام والمسلحين الموالين لها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان قصف الطيران الحربي على حارم تسبب بتدمير اكثر من عشرين منزلا، وان «العديد من الجثث لا تزال تحت الأنقاض».

كذلك شن الطيران الحربي غارة على بلدة كفرنبل في ادلب قتل فيها 14 شخصا على الاقل وذكرت الهيئة العامة للثورة ان العديد من المنازل تهدمت جراء القصف وان بعض الجثث تفحمت، وان هناك ستة قتلى من النازحين من مدينة معرة النعمان. وفي شريط فيديو حول الغارة التقطه ناشطون ونشر على شبكة الانترنت يبدو الدمار الكبير في شارع تحترق فيه سيارات بينما ينادي اناس على اشخاص آخرين.

وتعرضت مدينة معرة النعمان التي استولت عليها المعارضة في 9 تشرين الاول (اكتوبر) للقصف بالطيران. فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المعارضون، ومعسكر الحامدية.

وفي مدينة حلب، وقعت اشتباكات في عدد من الاحياء بينما تعرضت احياء اخرى للقصف. واشار المرصد السوري الى حريق في محيط مبنى فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب حلب) الذي شهد اشتباكات عنيفة. ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» عن مصدر في منظمة الهلال الاحمر العربي السوري في حلب ان مستودع المنظمة الرئيسي في المدينة والمجاور لفرع المخابرات الجوية «احترق بالكامل». وقال صيدلي في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء ان الاشتباكات هي «الاقوى» منذ بدء المعارك في المنطقة.

وفي جنوب دمشق، قصفت الطائرات والمدفعية معاقل مقاتلي المعارضة. وقال ديبلوماسي غربي إن الهجوم في دمشق يمثل تصعيدا كبيرا في الحملة التي تقوم بها قوات الرئيس بشار الأسد للقضاء على المعارضة في المناطق السنية بالعاصمة. وقال شهود عيان إن المدفعية المنتشرة فوق جبل قاسيون المطل على دمشق قصفت الأحياء الجنوبية وأطلقت الطائرات الحربية بعض الصواريخ كما شاركت دبابات في الهجوم.

وقتل 11 شخصاً على الاقل وأصيب 30 آخرون في تفجير سيارة ملغومة في حي المزة في دمشق في المنطقة التي تعرف باسم «المزة 86» التي يسكنها كثيرون من الموالين للحكومة. واعلن تنظيم «سيف الشام» مسؤوليته عن هذا الانفجار وقال انه استهدف اجتماعاً امنياً لقادة الجيش والشرطة وعناصر ميليشيا موالية للنظام.

وقال المرصد السوري إن هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة نفذه مقاتل من «جبهة النصرة» استهدف مركزا للتنمية الريفية في سهل الغاب بمحافظة حماة وأسفر عن مقتل 50 فردا على الأقل من قوات النظام. ووصف الهجوم بانه احد اشد الهجمات المنفردة فتكا بقوات النظام.

الإبراهيمي لـ «الحياة»: تغيير شامل في سورية وإلاّ خطر الصوملة

القاهرة – غسان شربل

وصف الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي ما يجري في سورية بأنه «كارثة عظمى»، لافتاً إلى أحوال المحاصرين في حمص والقتال داخل مسجد في حلب وتزايد أعداد القتلى والجرحى واللاجئين و»الهائمين» داخل بلادهم.

وأوضح الإبراهيمي في حديث إلى «الحياة» أن الجهود تتركز على السعي إلى استصدار قرار ملزم من مجلس الأمن انطلاقاً من إعلان جنيف وإطلاق عملية سياسية تؤدي إلى تغيير حقيقي وشامل، محذراً من أن غياب هذا الحل يضع سورية أمام خطر الصوملة.

وقال الموفد الدولي- العربي: «لا أريد الذهاب بعيداً في التشاؤم لكن الوضع في سورية خطر جداً. الشعب السوري يعاني معاناة كبيرة جداً. الناس تتحدث عن خطر تقسيم في سورية. أنا لا أرى تقسيماً. أعتقد أنه إذا لم تعالج هذه القضية معالجة صحيحة، الخطر هو الصوملة وليس التقسيم، أي انهيار الدولة وظهور أمراء حرب وميليشيات وتشكيلات متقاتلة». واعتبر أن ما صدر عن لقاء جنيف هو «الأساس الوحيد الموجود»، مشيراً إلى أن «مبادئ جنيف تقول إنه في البداية يجب وضع حد للعنف وتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات كاملة وفي النهاية انتخابات تنظمها الأمم المتحدة وتضمن شفافيتها ونزاهتها، هذه الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة تشكل بالتوافق بين جميع الأطراف السورية».

وعن دور الرئيس بشار الأسد في الحل أو وضعه في حال إقرارها، اكتفى بالإشارة إلى أن اعلان جنيف نص «على حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات». وسئل عن معنى عدم وجود إشارة إلى الأسد في الاقتراحات الصينية الأخيرة، فأجاب ملاحظاً: «أن اعلان جنيف أيضاً لم يتضمن إشارة من هذا النوع».

وعما إذا كانت هناك مشكلة اسمها «عقدة مصير الأسد»، رد معترفاً بوجودها «لدى السوريين. هناك فريق يصر على بقائه وفريق يعتبر رحيله شرطاً مسبقاً». وأشار إلى أنه لم يبحث هذا الموضوع في لقاءاته في الدول التي زارها وأنها لم تقترح عليه شيئاً في هذا الموضوع. وعن سبب عدم اجتماعه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع خلال زيارته إلى دمشق قال: «كلمته في الهاتف لكن أظن أن ظروفه لم تسمح بذلك».

وشدد الإبراهيمي مرات عدة خلال الحديث على أن الحلول «التجميلية» لن تجدي وأن المطلوب عملية سياسية تؤدي الى تغيير شامل يرضي تطلعات الشعب السوري، مؤكداً أن سورية بعد الحل يجب أن تكون مختلفة عما كانت عليه عشية اندلاع شرارة الأحداث في درعا. ونفى أن يكون يسعى إلى ترتيب طائف سوري على غرار إتفاق الطائف في لبنان أو أن يكون يسعى إلى نسخ الحل اليمني، ولاحظ أن لكل أزمة معطياتها وخصوصها وإن كان يمكن الاستفادة من بعض التجارب. وقال «إن الهدف يبقى الوصول إ‍لى مشروع سوري يوقف الكارثة ويمنع تسربها إلى دول الجوار».

وعما إذا كان هناك جهد خاص لطمأنة الأقلية العلوية، فضل استخدام كلمة المكونات، معتبراً «أن الحل يجب أن يطمئن كل من يعتبر أنه يحتاج إلى طمأنة».

وجدد استخدام كلمة حرب أهلية في وصف ما يجري مستشهداً بامرأة قالت أن ابناً لها يقاتل في صفوف الجيش النظامي وآخر في صفوف «الجيش الحر».

ونفى الإبراهيمي أن يكون نادماً على قبول مهمته هذه، معرباً عن الأمل ألا تحتاج الأزمة السورية إلى وسيط ثالث بعدما كان كوفي أنان أول الوسطاء.

وبعد ساعات من الحديث التقى الإبراهيمي في القاهرة وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وأظهرت تصريحات الوزير الروسي أن بلاده لا تزال تعارض تحويل اعلان جنيف إلى قرار ملزم من مجلس الأمن.

تركيا تؤوي 7 ضباط منشقين من سورية

لجأ سبعة ضباط سوريين كبار إلى الأراضي التركية، اليوم، لتقوم السلطات التركية بنقلهم إلى مخيم “آبايدن” المخصص للعسكريين، في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وطلب الضباط السبعة من السلطات التركية السماح لهم بالجوء، بعد أن وصلوا إحدى القرى التابعة لقضاء “الريحانية”، في ولاية “هتاي”.

وتستمر إنشقاقات الضباط وصف الضباط وجنود النظام السوري، ولجوئهم إلى تركيا، في ظل تصاعد أعمال العنف والقتل، الذي يمارسه النظام السوري، ضد المعارضة والمدنيين، في عموم المناطق السورية.

ومن ناحية أخرى، لجأ 5 سوريين إلى أحد المخافر التركية في منطقة “جيلان بينار” الحدودية مع سوريا، وقامت السلطات التركية بالإجراءات الطبية اللازمة لهم، ومن ثم نقلهم إلى مخيم “تل حمود” للجائين السوريين.

مسلحون يغتالون شقيق رئيس مجلس الشعب السوري

سورية – يو بي اي

اغتال مسلّحون، اليوم الثلاثاء، محمد اللحام شقيق رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام في حي الميدان بدمشق.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن “إرهابيين اغتالوا صباح اليوم الدكتور محمد أسامة اللحام شقيق رئيس مجلس الشعب في منطقة الثريا في الميدان بدمشق”.

وأضافت أن “إرهابيين ترصدوا الدكتور اللحام وأطلقوا النار عليه في سيارته خلال توجهه إلى عمله، ما أدّى إلى استشهاده على الفور”، معتبرة أن ذلك يأتي “في إطار استهدافهم للكفاءات الوطنية”.

                      أوسع اشتباكات في أحياء دمشق منذ تموز

“المجلس الوطني السوري” لضم عدد أكبر من ممثلي المعارضة

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

خطا “المجلس الوطني السوري” في اليوم الثاني من المؤتمر الحاسم الذي يعقده في الدوحة خطوة اخرى نحو توحيد مختلف فصائل المعارضة باقراره توسيع امانته العامة لتضم عدداً اكبر من ممثلي المعارضة. وبقي المجلس منفتحاً على مبادرة المعارض البارز رياض سيف الذي يدعو الى انشاء “هيئة المبادرة الوطنية السورية” لتوحيد قوى المعارضة السورية والتي تحظى بتأييد اميركي. ومن المتوقع أن يزيد “المجلس الوطني”  اعضاءه من 300 إلى 400 عضو وينتخب رئيساً ولجنة تنفيذية قبل إجراء محادثات مع فصائل معارضة  اخرى الخميس.

ومع السعي المحموم الذي تخوضه المعارضة من اجل التوحد لملاقاة الادارة الاميركية الجديدة التي ستنتخب اليوم، عنفت المعارك العسكرية في الداخل. وافاد ناشطون ان دمشق شهدت اوسع اشتباكات منذ تموز الماضي عندما سيطر مقاتلون من المعارضة المسلحة على عدد من الاحياء قبل ان ينسحبوا منها تحت ضغط هجوم معاكس للقوات النظامية الموالية للرئيس بشار الاسد. كما شهد مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية اشتباكات بين فصائل فلسطينية موالية للاسد واخرى معارضة له. وقال  ديبلوماسي غربي إن الاشتباكات الجارية في العاصمة تمثل تصعيدا كبيرا في الحملة التي تقوم بها القوات النظامية للقضاء على المعارضة.

وانفجرت عبوة ناسفة في حي المزة فأوقعت 11 قتيلاً. وفجر انتحاري من “جبهة النصرة” القريبة من تنظيم “القاعدة” سيارة مفخخة في مركز للتنمية الريفية بسهل الغاب في ريف حماه، مما اسفر عن مقتل 50 جندياً نظامياً. وقتل 20 مقاتلاً من المعارضة المسلحة في غارة جوية على بلدة حارم بريف ادلب. (راجع العرب والعالم)

وغداة تحذير رئيس الاركان الاسرائيلي اللفتنانت جنرال بني غانتس من احتمال امتداد النزاع السوري الى اسرائيل، صرحت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي بان سيارة عسكرية اسرائيلية اصيبت في هضبة الجولان المحتلة برصاصات طائشة مصدرها الجهة السورية غير المحتلة في الهضبة. وقالت: “اصيبت سيارة عسكرية  خلال سيرها في الجولان برصاصات سورية. يبدو انها رصاصات طائشة، وليست هناك اصابات”.

وفي التحركات الدولية، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة، أن بلاده تدعم المبادرة المصرية التي تهدف إلى تأليف لجنة رباعية تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية.

وقال مصدر ديبلوماسي في الوفد الروسي المرافق للافروف في جولته الشرق الأوسطية الحالية أن الأخير سيلتقي خلال زيارته للاردن اليوم ممثلين للمعارضة السورية.

عربي ودولي – 11 قتيلا بتفجير المزة في دمشق

ادى تفجير عبوة في حي المزة في دمشق الى مقتل احد عشر شخصا واصابة العشرات بجروح، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.

واكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” حصيلة القتلى، مشيرا الى ان بين الجرحى ثمانية على الاقل اصاباتهم خطرة، بالاضافة الى وقوع “اضرار مادية كبيرة” في مكان الانفجار.

واورد التلفزيون في شريط اخباري “ارتفاع حصيلة التفجير الارهابي في حي مزة جبل 86 في دمشق الى احد عشر شهيدا وعشرات الجرحى بينهم اطفال ونساء”.

وكان التلفزيون اشار في وقت سابق الى ان التفجير “ناتج عن عبوة ناسفة زرعها ارهابيون في ساحة عروس الجبل المكتظة بالناس”.

(التلفزيون السوري، ا ف ب)

انفجاران في دمشق وحماه واشتباكات في اليرموك .. والدوحة تسوّق لاجتماع الخميس

موسكو: داعمو المعارضة السورية يوحّدونها لمواصلة القتال

ارتفع منسوب العنف في سوريا أمس، مع وقوع انفجارين دمويين في دمشق وحماه واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين في مناطق متفرقة، وسط حراك ديبلوماسي لم يتوصل بعد إلى مخارج للأزمة السورية.

وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة، الدول الراعية للمعارضة مسؤولية تواصل نزيف الدم في سوريا، مشيرا إلى أنها تعمل على توحيد المعارضة لمواصلة الأعمال القتالية ضد النظام وليس التفاوض معه. وقالت مصادر ديبلوماسية، في الدوحة، إن «الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الخميس لإيجاد قيادة موسعة للمعارضة قد يمتد لأيام أو أسابيع»، فيما تعمل السلطات القطرية على تسويقه عبر توجيه دعوات لمسؤولين عرب وغربيين لحضور الاجتماع الخميس.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الأردنية عمان، «للأسف الشديد ليس هناك أي تقدم بشأن الأزمة السورية بعد الاجتماع الذي جرى أمس (الأول) مع لافروف والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي يبذل جهودا مضنية ويحاول بكل الوسائل بحث كيف يمكن أن يكون هناك اختراق للمعادلة السيئة، التي تذهب كل يوم من سيئ إلى أسوأ، والدم السوري يلطخ الشوارع في كل مكان في سوريا».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل حوالى 20 مسلحا في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم في محافظة ادلب»، موضحا أن من بين «المقاتلين الذين قضوا في الغارة قائد لواء شهداء إدلب وقائد سرية في اللواء». وأشار إلى أن المسلحين عمدوا بعد الغارة إلى قصف حي الطارمة في حارم.

وتواصلت الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين حول معسكر الضيف القريب من مدينة معرة النعمان، التي تعرضت لغارات جوية. وتابع المرصد «قتل 122 شخصا في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة».

وذكر المرصد أن «هجوماً انتحارياً بسيارة أسفر عن مقتل 50 عنصراً من القوات السورية»، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «انتحارياً استهدف مركزاً للتنمية الريفية في سهل الغاب بمحافظة حماه»، لكنها أشارت إلى سقوط قتيلين مدنيين وإصابة 10.

وذكرت «سانا» أن 11 شخصا قتلوا، وأصيب العشرات بينهم أطفال، في تفجير عبوة في حي المزة 86 في دمشق. وأشار المرصد إلى «اندلاع اشتباكات في حي الحجر الأسود وحي التضامن الذي شهد حركة نزوح إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين». وتأتي هذه الاشتباكات تزامنا مع اشتباكات ليلية بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة الموالية للنظام ومسلّحين معارضين في اليرموك. وذكرت «سانا» أن «إرهابيين أطلقوا قذيفة هاون على حافلة ركاب في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك، ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين».

وقال مسؤول في المعارضة إن اشتباكات اندلعت أمس الأول بين «لواء عاصفة الشمال»، الذي يترأسه عمار الداديخي الملقب «أبو إبراهيم» والذي يحتجز الرهائن اللبنانيين و«فرقة عمرو بن العاص» الإسلامية المتشددة. (تفاصيل صفحة 13)

لافروف واجتماع المعارضة

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، «لسنا نحن الذين نتمتع بالتأثير الحاسم على المعارضة، وأعتقد أن الذين يتمتعون بهذا التأثير لا بد أن يبذلوا الجهد لتنفيذ اتفاقيات ومبادئ جنيف» وتشجيع المعارضة على «الجلوس حول طاولة المفاوضات مع الحكومة لمناقشة برامج ومواعيد المرحلة الانتقالية».

وأضاف لافروف، الذي يلتقي في العاصمة الأردنية عمان اليوم، ممثلين عن المعارضة السورية، أن «بعض الذين شاركوا في اتفاق جنيف يفضلون أن يوحدوا المعارضة ليس على قاعدة المفاوضات بل على قاعدة مواصلة الأعمال القتالية. ونحن نرى أنهم لم ينجحوا في ذلك، وربما لو استطاعوا توحيد المعارضة على أساس اللجوء للمفاوضات لمناقشة مستقبل بلدهم لكانوا سينجحون في مهمتهم». وأكد دعم موسكو لمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي حول تشكيل اللجنة «الرباعية» الخاصة بسوريا، والتي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران. (تفاصيل صفحة 13)

واتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد القوى الغربية بإدارة المحادثات التي تجريها المعارضة في الدوحة لتصعيد الأزمة في سوريا، معتبرا أن الرئيس بشار الأسد وجد حلا لإنهاء الأزمة بالدعوة لحوار وطني تشارك فيه كل الأطراف.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في أديس أبابا، إن «المعارضة السورية مجتمعة في الدوحة حاليا، وهم في اجتماعات متواصلة، ونحن في قطر حريصون على توحيد صفوف الأشقاء في سوريا»، مشيرا إلى انه سيلتقي المعارضة اليوم لبحث نطاق التقدم في هذا الموضوع. وأشار إلى أن «جزءاً من المشكلة الآن هو أن لدينا العديد من مجموعات المعارضة وحان وقت التوحد، ونحتاج عنوانا واحدا للمعارضة». وأضاف أن «الشعب السوري يواجه القمع والإبادة والتدمير والقتل من جانب الحكومة، وأن الحل الوحيد هو توحيد الشعب السوري».

وقالت مصادر ديبلوماسية ومعارضون، في الدوحة، إن «الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الخميس يحظى باحتضان دولي قوي للدفع نحو تحقيق وحدة المعارضة وإفراز قيادة جديدة لها تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع النظام». واعتبرت المصادر أن «الاجتماع سيشكل انطلاقة عملية سياسية قد تستمر أسابيع في العاصمة القطرية ويشارك فيه ممثلون عن دول كبرى».

ويبحث اجتماع الخميس مبادرة المعارض السوري رياض سيف، التي تحظى بدعم أميركي وخليجي، من أجل إنشاء «هيئة المبادرة الوطنية السورية» التي إذا ما قامت ستشكل «قيادة سياسية جديدة» للمعارضة السورية.

وأعلن مصدر ديبلوماسي أن «قطر بدأت بتوجيه دعوات إلى عدد من المسؤولين البارزين في عدة دول عربية وغربية لحضور اجتماع فصائل المعارضة السورية الذي يبدأ في الدوحة الخميس».

وأقر المجلس الوطني السوري مشروع إعادة الهيكلة الذي يرمي من خلاله إلى توسيع تمثيله، بعد الانتقادات العديدة، خاصة الأميركية، التي تستهدفه. وقال المسؤول الإعلامي في المجلس أحمد كامل «تمت المصادقة على مشروع إعادة الهيكلة وعلى عملية ترشيق للأمانة العامة الموسعة»، وان عدد أعضاء الأمانة العامة سيصبح «أكثر من 400 بقليل مع ترك هامش 10 في المئة مفتوحا للحالات الطارئة».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «قلنا من البداية، اننا نتوقع ان يكون المجلس الوطني السوري نفسه جزءا من هيكل المعارضة الذي سيخرج من عملية الدوحة، ولكن مجموعات اخرى إضافة الى المجلس ستكون ممثلة»، إلا انها أضافت انه «لم يتضح بعد ما هي الجماعات الاخرى التي ستُدعى للانضمام». وتابعت ان «زيادة الأعداد لا توسع بالضرورة التمثيل، ولذلك نعتقد أن علينا ان نرى من الذين سيضمونهم الى المجموعة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

دمشق ترفض التعليق على خبر إغلاق مكاتب حماس

زياد حيدر

رفض مسؤول سوري بارز، أمس، التعليق على خبر قيام السلطات السورية باقتحام مكاتب حركة حماس في سوريا، والتي ساءت علاقتها بدمشق في الأشهر الأخيرة رغم احتضان الأخيرة لها على مدى عقود.

وأذاعت محطة «روسيا اليوم» خبر اقتحام الأجهزة الأمنية السورية لمكاتب حماس في سوريا وإقفالها بالشمع الأحمر، من دون الإشارة إلى مصدر واضح. كما تناقلت وسائل إعلام أخرى ونشطاء على موقع «فايسبوك» خبر الاقتحام، ومصادرة محتويات المكاتب، إضافة لاعتقال أشخاص على علاقة بالحركة.

ورفض مسؤول سوري بارز، في اتصال مع «السفير»، التعليق على الخبر، نفيا أو تأكيدا. إلا أن المعروف أن عناصر الحركة أخلت مكاتبها في سوريا منذ أشهر، بعد انقلاب العلاقة من حالة احتضان رسمي إلى حالة شكوك وريبة متبادلة.

ووفقا لمعلومات «السفير» فإن إشارات عديدة تجمعت لدى الأجهزة الأمنية عن مشاركة عناصر مقربة من حماس في الصراع المسلح الدائر على الأرض السورية، خصوصا أن الحركة هي أحد أجنحة تنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي الذي تعتبره دمشق عدوا لدودا لها.

كما أن مراقبين عسكريين كثرا أشاروا سابقا إلى طريقة عمل المجموعات المسلحة المتفرقة في سوريا، بتكتيك مشابه لطريقة عمل حماس في غزة، سواء من حيث الاستخدام المكثف للأنفاق، أم طرق تصنيع العبوات والصواريخ المحلية، وصولا إلى فتح فجوات بين المنازل في الأحياء السكنية والتخفي بين السكان.

وبدأ التوتر بين الحركة ودمشق مع بداية الأزمة حين رفض رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إعلان موقف واضح إلى جانب السلطة السورية. بدورها رفضت القيادة السورية استقبال مشعل على انفراد، خصوصا بعد أن عبر عن قناعته بضرورة التفاوض مع جماعة «الإخوان المسلمين» السورية المقيمة في الخارج. ولاحقا ساءت العلاقة أكثر مع الانعطاف السياسي لحماس باتجاه دول الخليج ومصر عوضا عن إيران وسوريا، وزاد حالة البرود لاحقا مقتل قيادي من حماس هو كمال غناجة في منزله في دمشق في ظروف غامضة.

من جهتها، لم تنف الحركة أو تؤكد خبر إغلاق المكاتب. وقال القيادي في حماس صلاح البردويل إن «إغلاق السلطات السورية لمكاتبنا أو عدمه لا يهمنا، وإنما يهمنا عدم الزج بالفلسطينيين في أتون المعارك».

وأضاف، ردا على سؤال حول إغلاق المكاتب: «ليست لدينا معلومات دقيقة، ولكن نطالب ألا يزج بالفلسطينيين في أتون المعارك في سوريا»، معتبرا أن «الفلسطينيين في المخيمات أو غيرها لا ذنب لهم في المعركة». وتابع: «المطلوب عدم إدخالهم في المعارك لأنه يكفيهم التشريد، وهدفهم تحرير بلدهم ولا دخل لهم بما يجري هناك»، مضيفا: «نحن في سبيل أن نجنب شعبنا أتون المعارك مستعدون ألا نعلق على هذا الموضوع». وكانت حماس دانت بشدة «ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سوريا من استهداف مستمر، لا سيما القصف الذي تعرض له مخيم اليرموك في دمشق الأحد الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى». وشددت على موقفها «بضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية وتجنيب إقحام أبناء الشعب الفلسطيني في الأزمة السورية».

وقالت مصادر فلسطينية من سوريا، لوكالة «معا» الفلسطينية، إن الأمن السوري قام بجرد محتويات مكتب مشعل في المزة ومكتب العلاقات الخارجية في مشروع دمر بحضور عناصر محليين من حماس.

مشروع لافروف في عمان: بقاء بشار ليس قدرا وإسقاطه ليس خيارا.. تغيير إتجاه النادي الخليجي

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: لم يجد وزير الخارجية الأردني ناصر جوده ما يمنعه من الإشارة إلى أن موقف بلاده متفق مع روسيا عندما يتعلق الأمر بوقف العنف وتجنيب الشعب السوري المعاناة والتصدي للقتل والدمار والتشرد.

رغم أن الأردن وقف عمليا في وقت سابق مع المعسكر الخليجي فيما يتعلق بالملف السوري وفتح حدوده للاجئين إلى أن الوزير جوده حشر بلاده في السيناريو الروسي وهو يستقبل نظيره سيرغي لافروف الذي حضر إلى عمان في إطار جولة سريعة تسبق حسب ما أعلن عن لقاءات له مع وزراء خارجية النادي الخليجي.

عمان تبحث عن مقعد قريب لها في إطار السيناريو الروسي ليس لإنها مؤمنة به ولكن لإنه الوحيد المتحرك والدينامكي اليوم في المنطقة قبل حسم نتائج إنتخابات الرئاسة الأمريكية.

لذلك شكلت زيارة لافروف الأولى لعمان محطة أساسية لكي تقرأ الدبلوماسية الأردنية قدر الإمكان النص الروسي بعدما تبين بأن صمود النظام السوري يضع بعض بلدان الجوار في دائرة الإحراج وأمام تحديات صعبة على حد تعبير المحلل الإستراتيجي الأردني الدكتور عامر سبايلة.

خطة لافروف واضحة المعالم وهي وقف أذرع إمداد المقاتلين المعارضين في سوريا بالسلاح والمال والعمل مع المؤسسة العسكرية السورية مباشرة على تسوية تنتهي بإخراج بشار الأسد من المعادلة بطريقة سلمية وآمنة وضمن خطة تحول ربطها لافروف بحوار جنيف عندما قال بأن الإصرار على إسقاط بشار الأسد عسكريا يعني الإصرار على حمام الدم.

إستمع الوزير جوده للرسالة جيدا فلافروف جاء ليقول بأن موسكو لا زالت ستوفر (حماية) للرئيس الأسد وقد لا تسمح بسقوطه وفقا للسيناريو الليبي ..لذلك إلتقط دبلوماسيون أردنيون عبارة (بقاء بشار ليس قدرا لكن إسقاطه عسكريا ليس خيارا) وهي تلميحات رددها لافروف في غرفة الإجتماع المغلق سواء مع ممثلي الدبلوماسية الأردنية او حتى في لقاءه مع المنشق السوري الأكبر رياض حجاب.

بهذا المعنى رسالة لافروف واضحة في عمان فقد أبلغ حجاب حسب مصادر القدس العربي بأن روسيا لديها خطة وبرنامج عمل لما أسماه بإنتقال السلطة والتحول مدنيا في سوريا لكنها تبدأ بوقف العنف في الميدان حاليا والعمل مع المؤسسة العسكرية على ما وصفه بـ(تسوية تاريخية).

في الهامش يمكن الإستدلال بالكشف عن مباحثات مفترضة سيجريها لافروف مع وزراء خارجية النادي الخليجي لاحقا لضمان وقف إستراتيجية أنقره وقطر الخاصة بدعم المسلحين في سوريا حتى تتمكن المؤسسة العسكرية السورية من قيادة التحول.

بالنسبة للمحلل السبايلة وهو متابع دائم للملف السوري تقف كل من أنقره والدوحة وراء حراك المجاهدين الذي يغطي الساحة السورية الأن ووفقا لبوصلة اللقاء الدبلوماسي المغلق أردنيا مع الضيف الروسي فإستراتيجية تسهيل (الجهاد في سوريا) وأحيانا تمويل مسلحين ودعمهم بالمال والسلاح والإعلام ستلحق ضررا بالغا في دور الجوار السوري.

الأردن متضرر حسب تليمحات لافروف والسعودية وقطر كذلك والنتائج ستكون معاكسة لكن عمان حسب رد وزيرها جودة تتحمل العبء الأكبر في الأزمة السورية فهي تستقبل أكثر من 200 الف لاجيء سوري اليوم يحتاجون للدعم.

لقاء حجاب ولافروف تحدث عنه الأخيرعلى شكل إبلاغ رسالة للمعارضة السورية قوامها التوقف عن محاولات الإطاحة ببشار عبر القتال وإستعدوا معنا لجولة حوار ومفاوضات تنتهي بنقل السلطة.

هنا حصريا تقول مصادر مقربة من حجاب لـ(القدس العربي) بأن لافروف طلب منه نقل هذه الرسالة لأقطاب المعارضة.

أمير قطر: ليس لنا أي أجندة في أي دولة أخرى

الدوحة- (د ب أ): أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الثلاثاء أنه ليس لبلاده أجندة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في أي دولة أخرى.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)أن الأمير قال في كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الحادي والأربعين لمجلس الشورى صباح الثلاثاء: “ليس لدولة قطر أجندة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في أي دولة أخرى، عربية أو غير عربية. وليس لدينا تصور على الإطلاق عما يجب أن يكون عليه نظام الحكم في أي دولة أخرى”.

وأضاف: “ولكن ما أثار حنق بعض أصوات الماضي هو أمران أساسيان. الأمر الأول هو أننا وقفنا مع الشعوب المظلومة حينما تعرضت للقمع الوحشي إلى درجة لا يمكن احتمالها، وثانياً أن في دولة قطر رؤية وإعلاماً عربياً مستقلاً لا يمكنه أن لا يغطي الأحداث بموضوعية”.

وحمل الأمير مجلس الأمن والجامعة العربية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سورية.

وجدد دعمه لمبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وقال: “نرى أنه بالإمكان البدء فعلا بتوحيد العملة الخليجية والتنسيق في قضايا الأمن المشترك. أما بالنسبة لحرية حركة المواطنين بين الدول فقد أنجزنا الكثير حتى الآن”.

وبالنسبة لأمن الخليج عموما نقلت الوكالة القطرية عن الأمير قوله: “نرفض حل الخلافات بالقوة، ونطالب دائماً بحلها بالحوار. هذه مصلحتنا وهذه أيضاً مبادؤنا. ونرى أن حل أي خلافات مع إيران يجب أن يكون بالحوار وبالطرق السلمية.

رياض حجاب بحث مع لافروف سبل وقف العنف ويرفض زيارة موسكو

عمان- (ا ف ب): اجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في عمان سبل وقف العنف في سوريا، مع رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب الذي اعلن بعد ذلك رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجا على الموقف الروسي من النزاع الذي اوقع حتى الان أكثر من 36 الف قتيلا.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة “التقيت بحجاب وكان هدف اللقاء كما مع كل جهات المعارضة الاخرى، أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف وانقاذ اكبر عدد ممكن من الارواح لكن بطريقة لا يستغل بها اي طرف هذا الامر للحصول على قوة عسكرية اكبر على الارض”.

واضاف ان “رياض (حجاب الذي يتخذ من عمان مقرا له) كان مستعدا للاستماع الينا وسنعمل معه ومع جهات سورية اخرى” حول هذا الموضوع.

واوضح لافروف الذي كان يتحدث بالروسية وتتم ترجمة كلامه بالعربية “نحن مع اعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف اطلاق النار”.

واكد ان “اهم شيء هو يجب ان تتوقف كل اشكال العنف في سوريا والبدء بأقناع الطرفين بالحل السلمي وبناء الدولة بشكل جديد”.

وبحسب لافروف فان “بعض الاطراف تقول انه في البداية يجب على (الرئيس السوري بشار) الاسد ان يتنحى، اذا فهؤلاء لا تهمهم حياة السوريين لكن رأس بشار الاسد ونحن لاندعم هذا الموقف”.

ورأى الوزير الروسي انه “ليس هناك سياسي يستطيع السير بهذه الخطوات”، مؤكدا ضرورة “العمل مع كافة مجموعات المعارضة السورية من اجل اقناعهم انه يجب العمل حسب اتفاقية جنيف”.

ويتضمن اتفاق جنيف مبادىء لعملية انتقالية في سوريا وتم تبنيه في 30 حزيران/ يونيو في جنيف من جانب مجموعة العمل حول سوريا.

ولا يتضمن هذا الاتفاق دعوة الرئيس بشار الاسد الى التنحي علما ان الدول الغربية وبعض الدول العربية وكذلك المعارضة السورية تطالب برحيله.

وحول الاسلحة الكيميائية في سوريا، قال لافروف ان “روسيا لا ترى تهديدا في هذا المجال والتهديد الوحيد هو لجهة واحدة هي ان تقع هذه الاسلحة بأيدي الارهابيين الذين هم بوضع صعب الآن”.

واضاف ان “روسيا تعلم ان المسلحين في سوريا حصلوا على خمسين صاروخا من نوع (ستينغر) من الخارج وهم يضربون بها الطائرات”.

واوضح محمد العطري المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء المنشق لوكالة فرانس برس أن “اللقاء بين حجاب لافروف دام نحو ساعة”.

واضاف ان “لافروف قدم دعوة لحجاب خلال اللقاء لزيارة موسكو لكنه (رئيس الوزراء السابق) رفضها وقال انه لا يمكن ان يلبي هذه الدعوة بهذا الوقت وفي ظل ما يجري من اسالة للدماء في سوريا وفي ظل موقف روسيا الحالي غير الاخلاقي”.

واوضح العطري أن “حجاب ابلغ لافروف انه لايوجد حل بوجود هذا النظام. عليه ان يرحل اولا ثم نبحث عن حل”.

وفي المؤتمر الصحافي، اكد وزير الخارجية الاردني “الملف السوري كان بارزا جدا في محادثاتنا وهناك اتفاق مع الاصدقاء في روسيا على ضرورة ان نبذل كل ما نستطيع من جهد لوقف العنف ووقف القتل”.

واضاف ان “روسيا لها موقف مؤثر في هذا المجال ونحن والجانب الروسي نتفق تماما على ضرورة وقف العنف وتجنيب الشعب السوري ما يعاني منه في آخر سنتين من استمرار العنف والقتل والدمار والتشرد”.

واوضح ان “موقفنا في الاردن واضح (…) بان العنف يجب ان يتوقف فورا والمرحلة الانتقالية يجب ان تبدأ”، مشيرا الى ان “الحوار مع روسيا مهم ويجب ان يستمر حتى نجد سويا طريقة لحل هذه الازمة”.

واكد جودة ان المملكة “اكبر متأثر بالتداعيات الانسانية لمسلسل العنف الجاري في سوريا ونستضيف اكثر من 215 الف مواطن سوري على الارض الاردنية”.

ووصل لافروف الى عمان، المحطة الثانية من جولة قادته الى مصر في جولة اقليمية تركز على الازمة السورية مع استمرار دعم موسكو لنظام الرئيس بشار الاسد.

وسيلتقي لافروف في وقت لاحق من الثلاثاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

المجلس الوطني يقرّ توسيعه.. وصبرا يتحدث عن تعرضه ‘لضغوط هائلة’ للتفاوض مع النظام

القوات السورية تداهم مكاتب حماس وتغلقها بالشمع الأحمر

قصف دمشق واشتباكات باليرموك وانتحاري يقتل 50 جنديا

عمان ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: تصاعدت حدة الاحداث في الاراضي السورية الاثنين حيث قصفت الطائرات والمدفعية السورية معاقل مقاتلي المعارضة في جنوب دمشق، كما قتل خمسون عنصرا من قوات النظام السوري الاثنين في تفجير انتحاري من اكثر العمليات عنفا ضد القوات النظامية منذ بدء النزاع، فيما داهمت قوات النظام السوري مساء امس الاثنين مكاتب حركة حماس الفلسطينية في دمشق وأغلقتها بالشمع الأحمر.

ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن مصادر فلسطينية في دمشق قولها إن معظم مكاتب حماس خالية.

وتركت قيادات حماس قواعدها في دمشق بعد بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في آذار (مارس) 2011، وانتقلت إلى مصر وقطر.

من جهة اخرى قالت وسائل اعلام رسمية ونشطاء من المعارضة السورية ان قنبلة انفجرت الاربعاء قرب مزار شيعي في احدى ضواحي دمشق وادت الى مقتل 11 شخصا على الاقل.

وقتل صباح الاثنين خمسون عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في قرية الزيارة في ريف حماة (وسط)، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي الى جبهة النصرة’ الاسلامية المتطرفة، مشيرا الى ان الانفجار وقع قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية الذي يعتبر اكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة.

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ من جهتها نقلا عن مصدر مسؤول ان ‘ارهابيا’ فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية انعاش الريف، من دون ان تأتي على ذكر القوات النظامية.

وقالت ان وزن المواد المتفجرة التي استخدمت يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار، وان ‘مواطنين اثنين استشهدا واصيب عشرة آخرون’.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ما لا يقل عن عشرين مقاتلا معارضا في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان القصف من الطيران الحربي على حارم تسبب بـ’تهدم اكثر من عشرين منزلا’، وان ‘العديد من الجثث لا تزال تحت الأنقاض’.

كما شن الطيران الحربي غارة اخرى على بلدة كفرنبل في المحافظة نفسها، تسببت بمقتل 14 شخصا على الاقل.

وفي شريط فيديو حول الغارة التقطه ناشطون ونشر على شبكة الانترنت يبدو دمار كبير في شارع تحترق فيه سيارات، فيما يصرخ جريح في وسط الشارع ‘يا الله’، ويطلب المصور من احدهم مساعدته، فيحمله ثلاثة شبان الى بيك آب ابيض يبدو فيه مصابان آخران.

ويرفع شاب شارة النصر ويقول ‘والله يا بشار، لو تقتلنا جميعا لن نتراجع عن اسقاطك باذن الله تعالى’.

في دمشق، شهدت الاحياء الجنوبية للعاصمة اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين وتعرضت بعض مناطقها للقصف. وكانت الاشتباكات امتدت خلال الايام الماضية الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المتاخم لهذه الاحياء، وشارك فيها فلسطينيون انقسموا بين الطرفين المتقاتلين.

في الدوحة، اقر المجلس الوطني السوري في اليوم الثاني من اجتماعاته مشروع اعادة الهيكلة الذي يرمي من خلاله الى توسيع تمثيله والتوصل الى آلية اكثر ديموقراطية لاتخاذ القرارات بعد الانتقادات العديدة التي تستهدفه.

وافاد المسؤول الاعلامي في المجلس احمد كامل بأنه ‘تمت المصادقة على مشروع اعادة الهيكلة وعلى عملية ترشيق للامانة العامة الموسعة’، وان عدد اعضاء الامانة العامة سيصبح ‘اكثر من 400 بقليل مع ترك هامش 10 بالمئة مفتوحا للحالات الطارئة’.

وتتجه الانظار الى ‘اجتماع تشاوري’ يعقده المجلس الخميس مع هيئات وشخصيات معارضة بدعوة من الجامعة العربية وقطر، سيتناول ايجاد ‘جسم سياسي’ جديد يضم كل اطياف المعارضة ويمهد لتشكيل حكومة في المنفى، بناء على مبادرة طرحها عدد من الشخصيات المعارضة وابرزهم النائب السابق رياض سيف.

واشار رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الاحد الى اهمية ‘تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين وتكون بمثابة سلطة تنفيذية’، على ان يبقى المجلس ‘الركن الأساس، والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه’.

ورأت لجان التنسيق المحلية الناشطة على الارض في الداخل السوري من جهتها في بيان صدر عنها الاثنين انه ‘لم يعد مقبولاً تحت أي مبرر كان استمرار غياب قيادة سياسية موحدة وفاعلة للثورة’، داعية ‘جميع الأطراف السياسية الى التلاقي بالسرعة الممكنة للوصول الى تمثيل سياسي مناسب للثورة’.

واكدت ان اي ‘تشكيل سياسي جديد’ يجب ان ‘يضع في اولوياته تأمين الدعم العسكري المنظم للثوار فضلا عن الدعم الاغاثي بعيدا عن الولاءات الشخصية’.

وكانت الولايات المتحدة دعت الى البحث عن بدائل اكثر شمولا من المجلس الوطني، معتبرة انه لم يعد يمثل كل اطراف المعارضة.

وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس لوكالة الأنباء الألمانية من الدوحة، حيث تنعقد اجتماعات للمعارضة السورية، إن المجلس يتعرض لضغوط هائلة للدخول في حوار سياسي مع النظام السوري، مشيرا إلى رفض كثيرين من قادة المعارضة لهذا الطلب. ورفض صبرا الحديث عن الجهة التي تمارس الضغوط على المجلس.

الى ذلك وافقت روسيا الاثنين على مبادرة مصرية لاستئناف اجتماعات أربع قوى شرق اوسطية لمحاولة حل الأزمة السورية بعد ان غابت السعودية عن آخر اجتماعين للمجموعة مما قلص نفوذها.

وأوفدت الرياض التي تتصارع مع طهران على النفوذ في المنطقة ممثلا الى محادثات تمهيدية في العاشر من ايلول (سبتمبر) لكنها غابت عن اجتماعين متعاقبين على المستوى الوزاري.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد مباحثاته مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة ‘نؤيد تماما المبادرة الرباعية الاقليمية التي أطلقها الرئيس (المصري محمد) مرسي لحل الأزمة السورية’.

وأضاف ‘كل اللاعبين الرئيسيين وبينهم خمسة اعضاء في مجلس الامن وافقوا على اعلان جنيف. كل المشاركين وافقوا على دفع الجانبين في سورية نحو وقف اطلاق النار. نحاول العمل مع الجانبين الحكومة والمعارضة’.

وقال لافروف لصحيفة ‘الأهرام’ المصرية إن موسكو تقدم السلاح لسورية بموجب التزامات ترجع الى العهد السوفييتي لاستخدامه في الدفاع في مواجهة الأخطار الخارجية وليس دعما للأسد.

رياض حجاب المنشق يتطرق في انقرة الى الازمة والمعارضة في سورية

انقرة ـ ا ف ب: افاد مصدر دبلوماسي تركي ان رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه الصيف الماضي، بحث الاثنين في جهود اعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.

وصرح المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ‘تم التطرق الى الازمة السورية وسبل معالجتها واعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية’.

كما ذكر المصدر ان حجاب وداود اوغلو بحثا في الوضع الانساني المتدهور في سورية ومصير 110 الاف لاجىء سوري يقيمون في مخيمات في تركيا. والتقى حجاب الذي يتخذ من عمان مقرا له، مسؤولين اتراك في ايلول (سبتمبر) في اسطنبول بحسب مصدر قريب من الحكومة التركية.

وقطعت تركيا التي تتقاسم مع سورية حدودا مشتركة طويلة، العلاقات مع نظام الرئيس بشار الاسد وتدعم مقاتلي المعارضة.

والاسبوع الماضي دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المجلس الوطني السوري، الائتلاف الرئيسي للمعارضة السورية في المنفى، الى التوسع لتمثيل ‘كل السوريين’. ودان المجلس الوطني السوري دعوتها.

وبدأ المجلس الوطني السوري الاحد في الدوحة اجتماعا حاسما يستمر اربعة ايام لتوسيع تمثيله برعاية الجامعة العربية تراهن عليه الولايات المتحدة.

ودعا اكثر من 150 معارضا لنظام دمشق الاسبوع الماضي في تركيا بينهم اعضاء في المجلس الوطني السوري الى تشكيل سريعا حكومة سورية في المنفى للحصول على دعم افضل من الاسرة الدولية لقضيتهم.

أكثر من 70 قتيلا بقصف جوي في إدلب.. وتفجير عبوة في المزة يوقع قتلى وجرحى بدمشق

المرصد السوري: مقتل 50 عنصرا نظاميا ومسلحا مواليا في تفجير سيارة مفخخة في قرية بحماه

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت سوريا أمس يوما داميا جديدا من يوميات الثورة السورية المستمرة منذ منتصف شهر مارس (آذار) 2011، ارتفعت فيه حصيلة القتلى، بين مدنيين وعسكريين منشقين ونظاميين، إلى أكثر من 180 قتيلا في محصلة أولية. وفي حين أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 130 شخصا برصاص قوات الأمن السورية، 72 منهم في إدلب وريفها قضى معظمهم بقصف جوي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل خمسين عنصرا «من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح أمس، بتفجير سيارة مفخخة في ريف حماه». وغداة إعلان الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس أن «الساعات القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب الجيش السوري الحر»، بث ناشطون أمس على موقع «يوتيوب» شريط فيديو أعلن خلاله مقاتلون في «الجيش الحر» عن تشكيل «قيادة العامة لجبهة المنطقة الوسطى». وقال متحّدث باسم المقاتلين في مقاطع الفيديو إن جبهة المنطقة الوسطى ستكون «تجمعا عسكريا لمقاتلي (الجيش الحر) والثوار الذين يدافعون عن شعبهم ويضربون على يد الجلاد لإحقاق الحق ونصرة إخوتهم».

وفي سياق متصل، اكتفت مصادر قيادية في «الجيش الحر» بالقول لـ«الشرق الأوسط» أمس إنّ «المفاوضات لا تزال مستمرة بين الأطراف العسكريّة، لا سيّما قيادات الجيش الحر من أجل توحيد القوى العسكرية الفاعلة على الأرض، وكذلك من أجل توحيد مصادر الدعم العسكري والمالي للجيش الحر».

وفي التطورات الميدانية، ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن «اثنين وسبعين قتيلا على الأقل قضوا في إدلب وريفها، معظمهم بقصف جوي، حيث قتل 23 شخصا على الأقل في كفرنبل»، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل «ما لا يقل عن عشرين مقاتلا معارضا للنظام السوري في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم».

كما طال قصف جوي عنيف بالطائرات الحربية قرية النبهان في جسر الشغور، حيث أعلن عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وجرح العشرات بعد تهدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها، وفق لجان التنسيق، التي أفادت عن قصف مدفعي على أحياء الصاخور، الحيدرية، هنانو والشعار». وذكر المرصد السوري أن قريتي السعدية بريف جسر الشغور وبلدة كورين بريف إدلب تعرضتا لقصف بالطائرات الحربية وقصف مدفعي.

وفي العاصمة دمشق، أعلن التلفزيون الرسمي السوري مقتل أحد عشر شخصا وإصابة العشرات في تفجير عبوة ناسفة في حي المزة، حيث يتركز أبناء الطائفة العلوية من العاملين في الجيش والأمن ومؤسسات الدولة، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بين الجرحى ثمانية على الأقل إصاباتهم خطرة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في مكان الانفجار».

وبحسب شهود عيان هرعت أكثر من عشرين سيارة إسعاف إلى موقع الانفجار، كما شوهد نقل عدد من المصابين بعربات نقل، بعدما تم قطع كل الطرق إلى الموقع وفرض طوق أمني في منطقتي المزة 86 والمزة فيلات غربية. وتنبت كتائب «شهداء السيدة عائشة» التابعة للواء سيف الشام التفجير، وقالت إنها استهدفت «تجمعا لقوات النظام ضباط وصف ضباط وعناصر تشبيحية في منطقة المزة»، وإن العملية أسفرت عن قتل «كل من كان موجود في المكان»، مشيرة إلى أن هذه العملية رد فعل على «أفعال النظام الوحشية».

وجاء هذا التفجير في ظل تصاعد التوتر الأمني في العاصمة دمشق، التي شهدت سلسلة تفجيرات في عدة أحياء خلال ليل الأحد الاثنين على وقع اشتداد القصف الكثيف على الأحياء الجنوبية التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك والعسالي، وبعض مناطق الغوطة الشرقية. وترددت أصداء القصف المنطلق من قاسيون في مختلف أرجاء العاصمة مع تحليق كثيف للطيران الحربي متواصل خلال اليومين، ما أدى إلى انتشار حالة ذعر في العاصمة وانتشار لشائعات عن بدء العد التنازلي لـ«ساعة الصفر»، كما تداول السوريون نداءات لم يعلم مصدرها بـ«التزام البيوت حتى إشعار آخر». كما أفاد المرصد عن مقتل خمسة أشخاص في سقوط قذيفة هاون قرب حافلة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، في حين ذكر التلفزيون الرسمي أن «قذيفة أطلقت على الحافلة وتسببت بمقتل سبعة أشخاص»، متهما «إرهابيين» بإطلاقها.

6من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن مصادر فلسطينية في دمشق قولها إن قوات النظام السوري داهمت مساء أمس مكاتب حركة حماس الفلسطينية في دمشق وأغلقتها بالشمع الأحمر، موضحين أن معظم مكاتب حماس خالية.

ويذكر أن قيادات حماس تركت قواعدها في دمشق بعد بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) 2011، وانتقلت إلى مصر وقطر. ولم يتسن أمس الحصول على مزيد من التفاصيل حول الخبر.

ويشهد مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة اشتباكات بين مقاتلين معارضين للنظام السوري والقوات النظامية شارك فيها فلسطينيون انقسموا بين الطرفين المتقاتلين، بالتزامن مع مواجهات أخرى في الأحياء الجنوبية المتاخمة للمخيم. وذكر ناشطون أن «اشتباكات وقعت خلال اليومين الماضيين عند أطراف المخيم بين الجيش الحر والقوات النظامية»، تخللها استهداف مقاتلي «الجيش الحر» مواقع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، الموالية للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.. في حين قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أنور رجا إن المعارك وقعت «عندما حاول عناصر مما يسمى الجيش الحر التسلل إلى مخيم اليرموك».

وفي ريف دمشق، استهدف قصف بالمدفعية الثقيلة منطقة السيدة زينب وتسبب بسقوط عدد من الجرحى. وأفاد «المرصد السوري» أن مقاتلين من «الجيش الحر» شنوا فجر أمس «هجمات متزامنة على حواجز للقوات النظامية في أحياء القدم ونهر عيشة وشارع الـ30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك وبلدات يلدا وببيلا ومنطقة سيدي مقداد عقربا وبيت سحم، جنوب العاصمة دمشق».

أما في حماه، فقد أعلن «المرصد السوري» مقتل «خمسين عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح أمس في تفجير سيارة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في سهل الغاب بمحافظة حماه. وذكر أن «الرجل الذي فجر نفسه ينتمي إلى جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة»، مشيرا إلى أنباء عن أن «العملية نفذت بالتعاون مع كتائب أخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز».

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلا عن مصدر مسؤول، أن «إرهابيا فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية إنعاش الريف»، من دون أن تأتي على ذكر القوات النظامية. وأعلنت أن «وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الإرهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار»، لافتة إلى «معلومات أولية» عن مقتل مواطنين اثنين وإصابة عشرة آخرين.

وفي حلب، كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من «الجيش الحر»، بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له المنطقة. وأشار «المرصد السوري» إلى «اندلاع النيران في محيط مبنى فرع الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء الذي يشهد اشتباكات عنيفة». كما تدور اشتباكات في حي الإذاعة ومحيط مطار حلب الدولي.

حجاب يحاول في أنقرة تخطي «فيتو» المعارضة

المجلس الوطني يعرب عن «اطمئنانه» إلى الموقف التركي

بيروت: «الشرق الأوسط»

بحث رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في أنقرة أمس «جهود إعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية»، ساعيا مع المسؤولين الأتراك إلى تجاوز «الفيتو» الذي فرضه المجلس الوطني السوري على ترؤسه أي صيغة قيادية في المستقبل القريب من خلال اجتماع المعارضة السورية المقرر يوم الخميس المقبل في العاصمة القطرية.

وفيما رفضت مصادر تركية توضيح «الموقف التركي» من هذه القضية، أشار مسؤولون في المجلس الوطني السوري إلى أنهم لن يقبلوا بشخصيات «هبطت بالمظلة على المعارضة السورية»، مؤكدين اطمئنانهم إلى الموقف التركي الذي تبلغه المجلس الوطني خلال لقائه السبت الماضي مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وأشار مصدر – رفض ذكر اسمه – أن الوزير التركي أبلغ الوفد أن تركيا لن تسير في أي أمر يرفضه المجلس باعتباره ممثلا للشعب السوري بنظر أنقرة التي تستضيف مكتبه.

وأكد مصدر دبلوماسي تركي أن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري الصيف الماضي، بحث في جهود إعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وأشار المصدر إلى أنّه «تم التطرق إلى الأزمة السورية وسبل معالجتها وإعادة تنظيم صفوف المعارضة السوريّة».

كما ذكر المصدر أنّ حجاب وداود أوغلو بحثا في الوضع الإنساني المتدهور في سوريا ومصير الـ110 آلاف لاجئ سوري الذين يُقيمون في مخيّمات في تركيا.

إلى ذلك، كشف حجاب أن الرئيس بشار الأسد رفض مرارا دعوات من قبل حكومته من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، وفضل النهج العسكري. وقال في حديث لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إن مسؤولين كبارا بنظامه ناشدوا الأسد للتفاوض مع المعارضة.

وأوضح رئيس الوزراء السابق للصحيفة أنه التقى قبل أسبوع من انشقاقه الأسد في اجتماع خاص بحضور نائب الرئيس ورئيس البرلمان ونائب رئيس حزب البعث، وقال: «أبلغنا الأسد بأنه عليه أن يجد حلا سياسيا للأزمة، فهؤلاء الذين نقتلهم هم شعبنا»، كما «اقترحنا عليه العمل مع مجموعة أصدقاء سوريا، ولكنه رفض بكل صراحة وقف العمليات العسكرية أو التفاوض».

وعن ترؤسه للحكومة السورية، قال حجاب: «كان مطلوبا مني أن أقود حكومة تسوية وطنية، ولكن في أول اجتماع لنا، أوضح بشار أنها حكومة للتغطية، وأطلق علينا اسم حكومة حرب»، مشيرا إلى أن تفجير مبنى الأمن القومي، المعروف بانفجار «خلية الأزمة»، الذي استهدف وزير الدفاع وصهر الرئيس كان نقطة تحول، حيث بعث وزير الدفاع الجديد أمرا للقادة العسكريين يؤكد عليهم «القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق النصر».

وأشار حجاب إلى أن الأسد اختبر تهديدات الغرب، ووجد أن شيئا لم يحدث.. ولذلك فهو يستطيع الآن أن يدفع بالطيران ويسقط قنابل عنقودية على شعبه.

أما عن مبادرات وقف إطلاق النار التي اقترحها المبعوث الدولي السابق كوفي أنان، والحالي الأخضر الإبراهيمي، فقال حجاب إن الأسد قبلهما كـ«مجرد مناورة لكسب الوقت لإحداث مزيد من الدمار والقتل».. متوقعا أن يستمر العنف وأن يبقى النظام في السلطة طالما أن روسيا وإيران تمضيان في دعمه، واستبعد استسلام الأسد حتى لو تخلت الدولتان عن الدعم.

أربيل تدعو أكراد سوريا إلى ضبط النفس والتمسك بالنهج السلمي

أربيل: شيرزاد شيخاني

حذرت رئاسة إقليم كردستان العراق، أكراد سوريا من الوقوع في فخ الفتنة جراء التطورات والأحداث التي شهدتها المناطق الكردية بسوريا مؤخرا، مؤكدة على أن «النهج السلمي للمطالبة بالحقوق القومية المشروعة هو الطريق الأسلم لتحقيقها».

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان في بيان صحافي تسلمت «الشرق الأوسط» نصه «لقد أثبتت الأحداث التي تشهدها الساحة السورية صوابية النهج السلمي الذي تبنته الأطراف السياسية الكردية هناك لتحقيق أهدافهم، وهو النهج الذي أسهم في تقوية دور وموقع الشعب الكردي في المعادلة السياسية بسوريا. وأكدت رئاسة إقليم كردستان مرارا على أهمية انتهاج هذا الخيار السلمي، لأن أي خيار آخر سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والاضطراب بالبيت الكردي، ولا يستبعد أن يخلق ذلك فتنة كبرى غير مرغوب فيها»، وتابع البيان «انطلاقا من حرص رئاسة إقليم كردستان على المصلحة القومية العليا تؤكد مرة أخرى على ضرورة التمسك بهذا الخيار، وتدعو جميع الأطراف الكردية إلى التعامل بحكمة وحذر مع هذا الظرف الحساس، وأن يسعى الجميع لحماية وحدة الصف ومراعاة المصلحة العليا للشعب».

يذكر أن توترات شديدة حصلت بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يعتقد أنه الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ويمتلك آلاف المسلحين المدربين بجبل قنديل، وبين الأحزاب الكردية السورية المؤتلفة تحت راية المجلس الوطني الكردي السوري وهي أحزاب ما زالت تتمسك بسلمية مطالبها القومية في الثورة المندلعة بسوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ ما يقرب من 18 شهرا.

ومضى البيان «لا شك بأن أحد أهم مرتكزات حماية وحدة الصف هو الالتزام التام والكامل بتطبيق (إعلان أربيل) الذي وقعته القوى السياسية الكردية السورية، وندعو جميع الأطراف إلى المبادرة بإطلاق سراح المعتقلين لديهم، والسعي لتمتين وحدة الصف درءا لاحتمالات نشوب الفتنة بينهم».

وكانت وسائل الإعلام التركية أفادت أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من زيارة لألمانيا أنه حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، من أي محاولة لتكرار تجربة إقليم كردستان العراق بسوريا، وقال إنه أبلغ بارزاني بأن «تركيا لن تسمح بتنفيذ سيناريو مماثل للسلطة الكردية بالعراق في سوريا المستقبل» وأشارت تلك المصادر إلى «أن أردوغان أبلغ بارزاني بأنه في حال وجود أي سيناريو من هذا النوع فإن تعامل تركيا معه لن يكون بمثل تعاملها الحالي مع إقليم كردستان العراق»، مشيرا إلى «أن بارزاني أكد له بأنه لا وجود لمثل هذا السيناريو حاليا ولا في المستقبل، وقد حاول بارزاني أن يوضح لنا بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ليس تابعا لحزب العمال الكردستاني، بل هما حزبان مختلفان».

اليوم الثاني لمؤتمر المعارضة بالدوحة: تقدم كبير يلاقي تطلعات الثورة السورية

نشار لـ«الشرق الأوسط»: المجلس الوطني سيكون أمينا على دماء السوريين.. وصبرا: نتعرض لضغوط هائلة للحوار مع النظام

بيروت: يوسف دياب

أجمع المشاركون في اجتماعات المعارضة السورية بالعاصمة القطرية الدوحة، على تحقيق تقدم كبير على صعيد النقاشات والاتفاق على بنود جدول الأعمال التي كانت مدار بحث في اليومين الماضيين، على أن تبدأ اليوم الجلسات الفعلية لأعمال المؤتمر. وقد أعلن أمس المتحدث باسم المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، أن «المجلس يتعرض لضغوط هائلة للدخول في حوار سياسي مع النظام السوري»، مشيرا إلى «رفض كثيرين من قادة المعارضة لهذا الطلب»، ورافضا الكشف عن الجهة التي تمارس الضغوط على المجلس.

في هذا الوقت، أعلن مصدر قيادي في المجلس الوطني أن «القرارات التي سيخرج بها المؤتمر ستلاقي تطلعات الشعب السوري والحراك الثوري، بما يخص مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «دما جديدا أدخل إلى المجلس الوطني، من خلال انضمام 150 عضوا جديدا، 15% منهم من النساء، و33% من الحراك الثوري على الأرض»، مشيرا إلى أن «لقاءات تشاورية مكثفة تعقد على هامش المؤتمر لاستكشاف المرحلة المقبلة ومسألة تشكيل الحكومة الانتقالية».

ولفت المصدر إلى أن «هيئة التنسيق الوطني ليست مشاركة في اجتماعات الدوحة، لأنها لا تلتقي مع المجلس الوطني على العناوين الأساسية التي يعمل المجلس الوطني على تحقيقها، وهي (هيئة التنسيق) من تراجع عن وثيقة مؤتمر القاهرة، التي هي القاعدة الأساسية التي تقوم على إسقاط النظام ودعم (الجيش الحر)، وقدمت اقتراحات مغايرة لها».

إلى ذلك، وصف عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، سمير نشار، النقاشات بأنها «جدية وتتميز بروح المسؤولية»، وقال: «كانت لدينا خشية كبيرة من ألا تسير الأمور كما يجب، لكن المداولات في اليومين الماضيين كانت راقية ومشجعة في مقاربتها للوقائع». وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المجلس الوطني السوري ملتزم أهداف الثورة السورية، وهو يعد ويحافظ على وعده بأنه لن يفرط في دماء السوريين، وسيكون أمينا على هذه الدماء والتضحيات مهما واجه من تحديات، ولا شك في أنه يبحث الثغرات، ويجري قراءة موضوعية للمرحلة السابقة وما اعتراها من أخطاء».

وردا على سؤال عما إذا كانت الاجتماعات ستعالج الاستقالات التي حصلت في المجلس في المرحلة، أجاب: «الاستقالات تحصل في أي مؤسسة سياسية وفي أي حكومة، وهذا دليل صحة وليس دليل انقسامات. المهم أن المجلس يحافظ، وبثبات، على مسيرة الثورة، ويحاول جاهدا تأمين كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري له، بالتزامن مع المحافظة على استقلالية القرار الوطني».

أما عما يثار عن ضغوط دولية تمارس على المجلس لتوحيد المعارضة من أجل محاورة النظام، فأوضح أن «عنوان المعارضة واسع جدا، هناك تحولات في مواقف معارضين أو منشقين يلتحقون بالمعارضة، فالمجلس له قراءاته، وهو يتقدم برؤية سياسية واضحة ومتفق عليها بكل مكوناتها، وهو يقرأ جميع المواقف الإقليمية والدولية، ومنفتح على كل الآراء، ويستمع بعقل منفتح، لكن وحدة المعارضة لن تكون على حساب أي حل سياسي يكون شرطه الأول تنحي (الرئيس السوري) بشار الأسد عن السلطة». وأضاف: «نحن نوضح مواقفنا للآخرين لتكون جلية، فعندما تطرح قوى إقليمية ودولية فكرة الحوار مع السلطة، فإن جوابنا المعروف سلفا أننا لسنا مع أي حل تروج له هذه القوى الدولية الذي يقوم على فكرة محاورة النظام، لأن مثل هذا الحوار مرفوض قبل تنحي الأسد».

وعما إذا كان الاتفاق على الحكومة الانتقالية سيرى النور في نهاية مؤتمر الدوحة، قال نشار: «موضوع الحكومة ليس محسوما، هذه المسألة هي واحدة من جملة آراء وأفكار مطروحة للنقاش، وفي جلسة (بعد غد) الخميس سنبحث كل الأفكار المتعلقة بهذه الحكومة، ولكن ليس من الضروري أن يحسم الاتفاق عليها الآن»، معتبرا أن «جهود الدول الشقيقة والصديقة الداعمة للثورة وللتغيير في سوريا، ليست متوقفة على الحكومة الانتقالية».

إلى ذلك، أعلنت الحكومة اليابانية أمس أنها ستستضيف اجتماعا دوليا في طوكيو في وقت لاحق من الشهر الحالي، لممارسة المزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح أوسامو فوجيمورا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أنه من المقرر أن يبحث اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» تشديد العقوبات على النظام السوري لمواصلته استخدام العنف ضد معارضيه. وتضم المجموعة دولا أوروبية والولايات المتحدة ودولا عربية، وكان الاجتماع السابق والرابع لهذه المجموعة قد عقد في هولندا في سبتمبر (أيلول) الماضي بمشاركة أكثر من 60 دولة.

النظام يجمد أموال 34 شركة سورية بتهم التهريب

تزايد عمليات خطف التجار في العاصمة طلبا للفدية

لندن: «الشرق الأوسط»

جمدت وزارة المالية السورية أموال نحو 34 شركة سورية «بتهم الاستيراد تهريبا»، وقال موقع «الاقتصادي»، الذي يعنى بأخبار الاقتصاد والأعمال في سوريا، إن وزارة المالية أصدرت «قرارات بإلقاء الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة على عدد من الشركات والتجار بتهم الاستيراد تهريبا، وبقيم مختلفة من الغرامات».

وقال موقع «الاقتصادي» الذي نشر قائمة بأسماء 34 شركة محلية إنه حصل على نسخة من تلك القرارات، تضمنت الأسماء الواردة في القائمة.

وأوضح أن الحجز الاحتياطي يعتبر مؤقتا ريثما تحسم القضية أو يتم قصر الحجز لاحقا على قيمة الغرامة.

ويأتي هذا الإجراء المفاجئ في وقت هجر فيه كبار رجال الأعمال البلاد وتعطلت كثير من الشركات التجارية والمنشآت الصناعية جراء الانفلات الأمني، وتضرر مئات المعامل وانقطاع الطرق.

وذلك بينما يحذر ناشطون من عمليات خطف تستهدف التجار ورجال الأعمال، وبالأخص ممن يشك في أنهم داعمون للثورة.

وقال ناشط في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك معلومات عن قيام عصابات مرتبطة بجهاز المخابرات الجوية باختطاف التجار من أجل الحصول على فدى مالية، ومن هؤلاء التجار أبو ياسين طه العش، الذي وجد مقتولا في سيارته بعد أيام من اختطافه، وذلك بعدما حصل الخاطفون على الفدية».

وتابع: «ومن التجار المتداول أسماؤهم، وتعرضوا للخطف تاجر من آل البرازي اختطف الأسبوع الماضي، وطلبت فدية لإخلاء سبيله مقدارها 15 مليون ليرة سورية. وخطف ابن تاجر من آل الحمصي من تجار البزورية عمره 15 عاما، وطلبت أيضا فدية تجاوزت 10 ملايين ليرة. كما خطف أيضا شخص من آل خلف صاحب محل الصرافة بعد سرقة 85 مليون ليرة وتجهيزات من المحل».

وأضاف الناشط أن «موظفين بالبنوك السورية يسربون للعصابات المرتبطة بالأمن معلومات عن أرصدة التجار، وتقوم تلك العصابات بمراقبة التاجر أو أحد أفراد عائلته، ثم تقوم بخطفه وتطلب فدية بحسب حجم الرصيد». ويرد الناشط تلك الممارسات إلى «نقص السيولة لدى النظام لدفع رواتب الشبيحة والجيش»، لافتا إلى أن نقص السيولة أحد أسباب إطلاق يد الشبيحة في النهب والسرقة من المناطق التي يقتحمها الجيش، حيث يقومون بافتتاح أسواق لبيع المسروقات وسط العاصمة في سوق الصالحية وشارع الثورة، وفي مناطق مساكن الحرس والمزة وضاحية الأسد في حرستا.

ويوضح الناشط أنه «الأسبوع الماضي نشرت إحدى الصفحات الموالية للنظام نداء للشبيحة لحل خلاف بينهم على (الغنائم)، أي المسروقات، وجمعها في ساحة ضاحية الأسد وإعادة اقتسامها».. ويقول الناشط، الذي رفض الإفصاح عن اسمه: «شوهدت سيارات تابعة للمخابرات الجوية في محيط حي العباسين تقوم بخطف تجار من الشارع».

ويؤكد الناشط أن النظام يطلق أيدي الشبيحة ومواليه من الطائفة العلوية للسرقة والقتل والنهب، للحصول على المال مما يسمونه «غنائم». أما الجنود الذين يؤدن خدمة العلم الإلزامية – من أبناء المحافظات البعيدة – فيزج بهم إلى الموت دون طعام أو مال.

وأضاف: «حتى إنهم إذا قتلوا لا يجلي جثثهم من الشوارع.. وفي منطقة القصير عندما أراد الجيش الحر التفاوض على جثث لقتلى النظام»، قال لهم المسؤول العسكري عنهم «إنهم كلابكم كانوا يخدموننا.. لا نريدهم»، ويقصد أنهم من الطائفة السنية، ولن يتسلم جثثهم.

هذا الكلام أكده أكثر من مصدر، وقال عسكري فر إلى دولة مجاورة لـ«الشرق الأوسط»: «خدمت بالجيش السوري، ولم يكن الأكل يصل إلينا لعدة شهور، مع أن هناك جمعيات وتجارا كانوا يتولون تموين الجيش، إلا أن الضباط المسؤولين عنا كانوا يسرقون لقمتنا.. علما بأن راتب الجندي 600 ليرة سوريا (8 دولارات) بالشهر». ويتابع الجندي، الذي يقول إنه اضطر لدفع رشوة حتى لا يخدم في الحواجز: «أمضيت ورفاقي شهورا طويلة.. فطورنا مربى مشمش، وغذاؤنا تونة وسردين، والعشاء حمص.. حتى قررت أخيرا الفرار خارج البلد مع أهلي».

الإبراهيمي: لا بد من قرار أممي مبني على اتفاق جنيف.. والخطورة قد تطال «دولا بعيدة»

لافروف: لا نقوم بمفاوضات سرية حول مصير الأسد * العربي: الاختلاف بين الدول الخمس يؤخر الحل

القاهرة: سوسن أبو حسين ومحمد عبد الرازق وصلاح جمعة

حذر المبعوث العربي الأممي، الأخضر الإبراهيمي، من خطورة الوضع السوري قائلا إنه يمكن أن يطال دول الجوار ودولا بعيدة. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة مع كل من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «الوضع في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ». ومن جانبه نفى لافروف، الذي التقى أمس وزير الخارجية محمد كامل عمرو ثم الرئيس المصري محمد مرسي، قيام بلاده بـ«مفاوضات سرية» حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بينما أرجع العربي تأخر حل الأزمة السورية إلى الاختلاف بين الدول الخمس.

وشدد الإبراهيمي على أن الوضع لن يكون خطيرا على سوريا والدول المجاورة (لها) فقط، وإنما سيطال كذلك دولا بعيدة، لافتا إلى أن بيان جنيف الذي تم الاتفاق عليه في 30 يونيه (حزيران) به الكثير الذي يمكن من وضع خطة لحل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق الطموحات المشروعة بالتغيير الحقيقي للشعب.

وأكد الإبراهيمي الذي التقى الليلة قبل الماضية مع كل من لافروف والعربي على أهمية ترجمة كل ما توصل إليه، في قرار يصدر من مجلس الأمن، حتى يكتسب القوة في ترجمته إلى مشروع سياسي قابل للتطبيق في سوريا. وجدد الإبراهيمي طلبه بأن يتحاور أعضاء مجلس الأمن للتوصل إلى قرار.

وردا على سؤال حول ما تردد من أن هناك مفاوضات روسية أميركية سرية تم فيها الاتفاق على بقاء الأسد، أكد لافروف أن روسيا لم تخض أي مفاوضات سرية بخصوص مصير دولة ثالثة؛ كما أن روسيا لا تقوم أبدا بمثل هذه المفاوضات السرية «ولا تقوم بصفقات حول مصير بشار الأسد».

وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أمس، أن «هؤلاء الذين يفكرون أن روسيا تهتم بمصير شخص الأسد.. نقول لهم إن ما يهمنا فقط هو مصير الشعب السوري والتقليل من معاناته». وأشار لافروف إلى أنه من المستحيل الوصول إلى هذا الهدف من دون وقف العنف، قائلا: إننا اتفقنا على هذا في جنيف؛ ومن ينفي هذا فإنه يأخذ على عاتقه مسؤولية تزايد المعاناة.

وردا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين أطياف المعارضة السورية في ظل استمرار الخلافات بين الأطراف الفاعلة، أشار لافروف إلى أن جميع اللاعبين اتفقوا فيما بينهم بمن فيهم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن في جنيف على الخطوط الرئيسية، وتم إصدار إعلان جنيف «بحيث يلتزم كل منا في التأثير على الجانب السوري الذي له علاقة به لدفعه لوقف الاقتتال والجلوس على مائدة المفاوضات للوصول إلى حل»، مشيرا إلى أن روسيا «بكل شرف حاولت أن تعمل مع كافة الأطراف المعنية والحكومة والمعارضة ولكن لأسباب معروفة فلسنا نحن الذين نتمتع بالتأثير الحاسم على المعارضة السورية».

وأعرب لافروف عن اعتقاده بأن «هؤلاء الذين يتمتعون بالتأثير الحاسم» لا بد أن يبذلوا قصارى جهدهم لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف وتوحيد المعارضة للجلوس على مائدة التفاوض مع الحكومة السورية لمناقشة مواعيد وجوانب المرحلة الانتقالية. وأضاف: «ولكن بدلا من ذلك فإننا نرى أن بعض المشاركين في جنيف يحاولون توحيد المعارضة؛ ولكن ليس على قاعدة المفاوضات بل على قاعدة مواصلة الاقتتال». وقال: نحن نرى أنهم لم ينجحوا في ذلك، وربما لو استطاعوا توحيد المعارضة على أساس اللجوء للمفاوضات لمناقشة مستقبل بلدهم كانوا سينجحون في مهمتهم.

وأكد لافروف أن بلاده تدعم مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي لإنشاء اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية، وذلك دعما للمساعي الرامية لحلحلة الأزمة السورية. وتضم اللجنة الرباعية مصر والسعودية وتركيا وإيران. وقال لافروف: لا بد من تصحيح الخطأ الذي وقع خلال مؤتمر جنيف وضرورة مشاركة السعودية.

وعقب لقائه الليلة قبل الماضية مع كل من الإبراهيمي والعربي في القاهرة، قال لافروف ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي، عما إذا كانت روسيا توافق على إصدار قرار من مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار: ربما لا نحتاج لأي قرار ما دام لدينا إعلان جنيف الذي يطالب بوقف العنف. وأضاف أن بلاده تتحدث وتعمل في هذا الإطار مع الحكومة والمعارضة، مشيرا إلى أن الحديث عن تنحي النظام يؤدي إلى مزيد من العنف. وقال: «نطالب كل الأطراف العمل معنا في إطار إعلان جنيف»، كما انتقد الدول الغربية والبعض على حد قوله الذي يشجع على القتال حتى النصر.

وكان لافروف قال في حوار مع صحيفة «الأهرام» المصرية من موسكو، قبل وصوله لمصر، فيما يتعلق بالتعاون التقني العسكري الروسي السوري، إنه «(التعاون) طالما كان يستهدف دعم القدرات الدفاعية لسوريا في مواجهة الخطر الخارجي المحتمل، وليس لدعم بشار الأسد أو أي كائن كان». وأضاف: لقد كان الاتحاد السوفياتي هو الذي أمد الجمهورية العربية السورية بالأسلحة الرئيسية. لكنه قال: «أما في الآونة الراهنة فإننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا المتعلقة وبالدرجة الأولى بتوريد بعض أنظمة الدفاع الجوي. ومثل هذه الصادرات العسكرية تتسم بطابع دفاعي ولا تتناقض مع المعاهدات الدولية».

وقال العربي بشأن تأخير حل الأزمة السورية، إن الاختلافات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن هي التي تبقي الوضع على ما هو عليه، مشيرا إلى أن اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع لافروف والإبراهيمي لم يسفر عن اتفاق على شيء جديد فيما يتعلق بالأزمة السورية، لكنه قال: إن موضوع وقف إطلاق النار يحظى باهتمام بالغ، ونشعر بأهمية الوقت، وضرورة وقف نزيف الدم في سوريا.

وأعلنت الجامعة العربية أمس أن اجتماع مجلسها على المستوى الوزاري في دورته غير العادية والمقرر عقده مساء يوم الاثنين القادم بمقر الجامعة سيبحث تطورات الأوضاع في سوريا، إلى جانب قضايا عربية أخرى. ومن المقرر أن يسبق هذا الاجتماع، وفي اليوم نفسه، انعقاد للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة.

وعقد المندوبون الدائمون في الجامعة العربية اجتماعا أمس برئاسة وسام كلاكش القائم بالأعمال بسفارة لبنان بالقاهرة وحضور السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، وذلك لاستكمال التحضيرات الخاصة بعقد الاجتماع الوزاري العربي – الأوروبي المشترك ووضع الصيغة النهائية لمشروع «إعلان القاهرة» الذي سيصدر عن الاجتماع الوزاري.

ومن جانبه، وحول موقف مصر من الاجتماعات التي تمت في قطر للمعارضة السورية وعدم اتفاق الدول الفاعلة، قال محمد كامل عمرو إن موقف مصر من المعارضة السورية واضح. وأضاف: «نحن نطالب بتوحيد تلك المعارضة تحت مبادئ وتفهم مشترك من دون تفرقة بين معارضة الداخل والخارج كما أن مصر تقوم بجهد كبير وعلى اتصال بكافة أطياف المعارضة سواء داخل مصر أو في الخارج»، مشيرا إلى أنه عرض المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس مرسي.

يشار إلى أن لافروف التقى في مقر إقامته بأحد الفنادق بالقاهرة أمس بالدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتباحثا في تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.

الجيش الحر والمجلس الوطني: روسيا أصبحت «عدوا» للشعب السوري الذي يقتل بسلاحها

ردا على دعوة لافروف المعارضة للحوار مع الحكومة وقوله إن موسكو تقدم الأسلحة لمواجهة «المخاطر الخارجية»

بيروت: كارولين عاكوم

انتقدت المعارضة السورية أمس مواقف روسيا تجاه الأزمة السورية، وأبدى جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أسفه تجاه موقف روسيا، التي طالما كانت الصديقة للشعب السوري، قائلا إنها «اليوم أصبحت في موقع العداء له وتتخلى عن مسؤوليتها بوصفها دولة عظمى»، فيما أكد العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، أن السوريين لن يسمحوا أو يقبلوا – بعد سقوط النظام – أن يكون لسوريا أي علاقات سياسية كانت أو اقتصادية أو غيرها مع روسيا، بعد تلك التصريحات والأفعال.

وقال صبرا لـ«الشرق الأوسط»، ردا على دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة للتوحّد والحوار مع الحكومة: «شكرا له على عواطفه النبيلة، ودعوتنا للجلوس على طاولة واحدة مع نظام القتل والموت الذي يتزوّد بالأسلحة من روسيا منذ أكثر من 20 شهرا ليقتل شعبه ويقصف المدن والعاصمة السورية بالطائرات الروسية، وهي (موسكو) تبرّر له كل ما يقوم به»، مضيفا «هنيئا لروسيا بنظام القتل ورئيسه، الذي إذا كان لافروف لا يزال بالنسبة إليه حاكما على سوريا فنحن نعتبره محتلا».

وعن قول لافروف إن موسكو تقدم السلاح لسوريا بموجب التزامات تعود للعهد السوفياتي تهدف إلى الدفاع في مواجهة المخاطر الخارجية وليس لدعم الرئيس الأسد، قال صبرا: «لا نعتقد أنّ هذا الكلام يمكن أن يخدع أحدا، الجميع يعرف أنّ هذا السلاح وطائراته تقصف المدن والعاصمة ولا يستخدم لتحرير الأرض المحتلة والدفاع عن المواطنين؛ بل لقتل الشعب والتمسّك بالسلطة».

بدوره سأل العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر: «هل أصبح لافروف وزير خارجية سوريا أم رئيسها؟ فالروس يتدخلون في الشأن السوري ويحاربون مع إيران إلى جانب النظام وكأنّهم أصبحوا أصحاب القضية من دون أن يكترثوا للدماء السورية التي تسيل يوميا». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانوا يظنون أننا سنقتل وسنسكت على ذلك إلى ما لا نهاية فهم مخطؤون، المستقبل أصبح قريبا، ولن نسمح أو نقبل – بعد سقوط النظام – أن يكون لسوريا أي علاقات سياسية كانت أو اقتصادية أو غيرها مع روسيا، وكل من يساوم على بقاء الأسد فهو عدو لنا ولن نقبل على أي مساومة على دماء أطفالنا». وقال الحمود إن «كلام لافروف بأن روسيا تقدم السلاح لسوريا لمواجهة المخاطر، هو مردود لأصحابه.. روسيا تقتل أطفال سوريا بأسلحتها بهدف المحافظة على مصالحها، وهي ستدفع الثمن في المستقبل القريب».

الاتحاد الأوروبي يبحث إجراءات اللجوء للسوريين

في إطار الدعوات المتزايدة لعدم إرغامهم على العودة لبلادهم حتى تستقر الأوضاع

لندن: «الشرق الأوسط»

في تقرير حول طالبي اللجوء السياسي إلى الاتحاد الأوروبي في الربع الثاني لعام 2012، أشار موقع «يوروستات»، الموقع الإحصائي الخاص بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى أن الاتحاد تلقى نحو 3810 طلبات باللجوء السياسي من سوريين فيما بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين، كاشفا أن نسبة 33% من تلك الحالات تم التعامل معها كلاجئين، فيما تم منح 58% منهم مساعدات إضافية.

وأوضح «يوروستات»، في تقرير نشر أمس على موقع الجريدة الرسمية الأوروبية، أن ما يقرب من 70،000 شخص – إجمالا – طلبوا اللجوء في الاتحاد الأوروبي في خلال الفترة المذكورة.

وطلبت كل من منظمة العفو الدولية والمجلس الأوروبي لشؤون اللاجئين من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حماية واحترام حقوق الإنسان، وبالذات فيما يخص عدم الضغط على اللاجئين السوريين بالعودة إلى ديارهم حتى تستقر الأوضاع السياسية والاجتماعية في أنحاء سوريا، وكذلك لا يمكن أن يتم إرسال السوريين إلى الدول المجاورة، فالأغلبية الساحقة من السكان الهاربين استقروا بالقرب من حدود سوريا، وهذه الدول ليس لديها تشريعات للاجئين.

لذلك حثت المنظمات غير الحكومية دول الاتحاد الأوروبي بتزويد مساعدة قانونية للسوريين الساعيين لحق اللجوء السياسي ومساعدتهم ماليا، وأوضحت المنظمات غير الحكومية أن الغالبية من السوريين الساعين لحق اللجوء السياسي بأوروبا تكفلهم حماية دولية. على الرغم من ذلك شددت المنظمات على أن طالبي اللجوء السياسي من السوريين يحصلون على درجات حماية مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، فعلى سبيل المثال هناك دول أعضاء بالاتحاد يواجه السوريون فيها مشكلات في الدخول على نظام اللجوء السياسي، وفي دول أخرى يعيش السوريون في مراكز احتجاز اللاجئين لأسابيع بل ولشهور.

وذكر سوريون أنه تم صرفهم على الحدود الخارجية لدول الاتحاد، وبالفعل تم تزويد الحدود الخارجية لدول الاتحاد بجنود إضافيين لزيادة الأمن.

وخلال الربع الثاني من العام الجاري بحث أقل من 700 ألف فرد الحماية الدولية في دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، وظلت أفغانستان تعتلي قمة الدول الطالبة لحق اللجوء السياسي، تليها روسيا ثم باكستان. وتم قبول نحو 295.5 ألف فرد في نظام اللجوء السياسي في دول الاتحاد الأوروبي وكانت فرنسا وألمانيا هما الدولتين المضيفتين الرئيسيتين.

المجلس الوطني” يستوعب 13 مجموعة ومقاتلات النظام مستمرّة في قصف جنوب دمشق

أعلن الجيش السوري الحر مبادرة لتوحيد صفوفه وتشكيلاته القتالية التي تواجه قوات بشار الأسد في خمس جبهات قتالية، “ستضم معظم مقاتلي المعارضة السورية وقياداتها” حسبما صرح الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش “السوري الحر” لؤي المقداد.

وفي الدوحة، وافق المجلس الوطني السوري الذي يتعرض لضغوط اميركية، على اعادة هيكلة نفسه بتقليص عضوية الامانة السابقة واستيعاب 13 مجموعة معارضة اخرى، وسط اهتمام بمبادرة المعارض البارز رياض سيف الهادفة لتوحيد فصائل المعارضة.

ميدانياً، سقط في سوريا أمس أكثر من 150 شهيداً برصاص قوات الأسد التي تصعّد حملات القصف الجوي التي تقوم بها المقاتلات ضد المناطق السكنية، ولا سيما في الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق حيث يشن الثوار غارات مباغتة على قوات النظام.

ففي خطوة جديدة نحو توحيد القوى المعارضة على الأرض، تم الإعلان عن مبادرة من الداخل السوري أمس، لتوحيد صفوف الجماعات والتشكيلات الثورية السورية المناهضة للأسد في خمس جبهات قتالية.

وكان الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش “السوري الحر” لؤي المقداد أشار في وقت مبكر أمس، إلى أن “الساعات القليلة المقبلة ستشهد إعلان تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب “الجيش السوري الحر”، لافتاً إلى أن “التشكيلات الـ5 الجديدة ستضم معظم مقاتلي المعارضة السورية وقياداتها، بما فيها الفصائل والتشكيلات والكتائب المقاتلة بمختلف مسمياتها على جميع الأراضي السورية”.

ونقلت فضائية “العربية” عن المقداد أن “التشكيلات الخمسة تضم جبهة المنطقة الشمالية، وجبهة المنطقة الوسطى، وجبهة المنطقة الشرقية، وجبهة المنطقة الجنوبية، وجبهة المنطقة الغربية، بهدف توحيد صفوف المعارضة المسلحة وتفعيل العمل العسكري لإسقاط النظام السوري”، قائلاً إن “تشكيل الجبهات الـ5 سيساهم في توطيد التنسيق بين الكتائب الثائرة وتفعيل عملياتها النوعية، فضلاً عن زيادة التخطيط والتوافق على العمليات، بالإضافة إلى الكشف عن الحاجة للتسليح بما يحسن العمل الثوري”.

وشهدت العاصمة السورية دمشق، توسع رقعة الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر، حيث أفادت شبكة “شام” بسيطرة الجيش الحر على حي التضامن في دمشق، فيما تحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن اشتباكات عنيفة في شارعي الثورة وباكستان في حي القدم بالعاصمة دمشق.

ودارت اشتباكات عنيفة في منطقة بور سعيد في مخيم اليرموك، وشملت المواجهات أحياء القابون والحجر الأسود ودف الشوك ومخيم فلسطين.

وقصفت الطائرات والمدفعية السورية معاقل مقاتلي المعارضة في جنوب دمشق أمس.

وقال ديبلوماسي غربي إن الهجوم في دمشق يمثل تصعيدا كبيرا في الحملة التي تقوم بها قوات الأسد للقضاء على المعارضة في مناطق من العاصمة.

وأفاد نشطاء أن القصف الذي وقع بعد ساعات من هجوم لمقاتلي المعارضة على ميليشيا موالية للأسد أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل.

وقال شهود عيان إن المدفعية المنتشرة فوق جبل قاسيون المطل على دمشق قصفت الأحياء الجنوبية وأطلقت الطائرات الحربية بعض الصواريخ كما شاركت دبابات أيضا في الهجوم.

وذكر الناشط رامي السيد متحدثا من جنوب دمشق أن مقاتلي المعارضة شنوا هجمات خاطفة على الميليشيا الموالية للأسد في المدينة الليلة قبل الماضية ثم تراجعوا إلى مزارع الغوطة. وأضاف أن مقاتلي المعارضة يتجنبون تكرار خطأ الاحتفاظ بالأرض الذي يعرضهم لخطر القضاء عليهم ويشنون بدلا من ذلك حرب استنزاف تعتمد على الهجمات الخاطفة ثم التراجع.

وفي أحد الهجمات اشتبك مقاتلو المعارضة مع أفراد ميليشيا موالية للأسد في شارع نسرين في جنوب المدينة، كما هاجموا مواقع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي تدعمها سوريا في مخيم اليرموك للاجئين الذي أفادت تقارير بمقتل 20 شخصا على الأقل فيه في قصف للجيش النظامي الأحد.

وقال نشطاء في المنطقة إن سبعة على الأقل من أعضاء الجبهة قتلوا في الاشتباكات الاخيرة وشوهدت سيارات الإسعاف تنقل عشرات المصابين من شارع نسرين المجاور إلى المستشفى.

وأفاد ناشطون بسقوط 159 قتيلاً جراء قصف قوات النظام في مناطق سورية مختلفة أمس، بينهم 7 أطفال و8 نساء، كما قتل نحو 50 جندياً حكومياً ومسلحاً من أنصار القوات الحكومية في تفجير سيارة مفخخة في ريف حماة.

وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن بين القتلى 72 شخصا قتلوا في إدلب، 32 منهم سقطوا بقصف جوي على كفرنبل، و47 في دمشق وريفها، بينهم 5 قتلوا في مخيم اليرموك، و17 في حلب، و9 في دير الزور و9 في الرقة كلهم من عائلة واحدة، و5 في درعا و4 في اللاذقية و3 في حمص و2 في حماة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 50 عنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في ريف حماة. وأوضح مدير المرصد أن سيارة مفخخة استهدفت عناصر القوات الحكومية قرب مركز التنمية الريفية في قرية الزيارة في سهل الغاب.

وفي تطور لاحق، أعلنت شبكة سوريا مباشر أن طائرة مروحية حكومية سقطت في منطقة الوادي الأحمر، خلف مطار تدمر العسكري، مشيرة إلى أنه لم يعرف سبب سقوطها.

وأفادت مصادر المعارضة السورية أنه سمع دوي انفجار قوي هزّ منطقة المزة في العاصمة دمشق، غير أنه لم ترد معلومات إضافية حول الانفجار، باستثناء وقوع إصابات غير محددة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن نتيجة القصف الجوي على كفرنبل في إدلب أسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، بينهم امرأة، عدا عشرات الجرحى، بينهم العديد يعانون من إصابات خطيرة.

وفي الدوحة وافق المجلس الوطني السوري الذي يتعرض لضغوط اميركية، على اعادة هيكلة نفسه بتقليص عضوية الامانة السابقة واستيعاب 13 مجموعة معارضة اخرى، وسط اهتمام بمبادرة المعارض البارز رياض سيف الهادفة لتوحيد فصائل المعارضة، حسب المتحدث باسم المجلس.

وجاء قرار المجلس في اليوم الثاني من اجتماع جماعات المعارضة التي تستمر اربعة ايام في العاصمة القطرية الدوحة بهدف تشكيل جبهة موحدة اكثر لمواجهة نظام الاسد. وافاد المسؤول الاعلامي للمجلس الوطني احمد كامل بانه “تمت المصادقة على مشروع اعادة الهيكلة وعلى عملية ترشيق للامانة العامة الموسعة، واستقر عدد اعضائها الحاليين على 220 عضوا قبل اعلان التوسيع رسميا (اليوم) الثلاثاء”.

واضاف كامل ان “العدد السابق لاعضاء الامانة العامة الموسعة كان في حدود 313 عضوا، ثم انخفض العدد الى 270 عضوا بسبب الاستقالات والانسحابات والغيابات والى ذلك ضحت كل الفصائل المنضوية تحت لواء المجلس الوطني ب20 في المائة من ممثليها (ما مجموعه 50 عضوا) ليستقر العدد في الاخير على 220 عضوا”.

واستطرد المسؤول الاعلامي للمجلس الوطني قائلا انه “تم اقرار هذه التغييرات للسماح باستيعاب 200 عضو جديد يمثلون 13 فصيلا سياسيا بالاضافة الى شخصيات وطنية وليصبح عدد اعضاء الامانة العامة الموسعة اكثر من 400 عضو بقليل مع ترك هامش 10 في المئة مفتوحا للحالات الطارئة” بحسب قوله.

ومن المتوقع ان تجتمع الامانة العامة الموسعة الجديدة صباح اليوم بحضور ال400 عضو في جلسة اجرائية لتثبيت نفسها بحسب المصدر.

كما ستناقش جلسات اليوم تقرير العمل الداخلي للمجلس وتقرير مكتب العلاقات الخارجية الذي يتوقع ان يشهد مناقشات ساخنة في ظل التطورات الجديدة ومنها الاعلان عن “اللقاء التشاوري لقوى المعارضة السورية” يوم الخميس المقبل في الدوحة والذي يراد منه توحيد مختلف اطياف المعارضة والخروج بحكومة منفى.

وعلمت وكالة “فرانس برس” من مصادر المجلس الوطني انه “تمت برمجة جلسة خاصة مساء اليوم لمناقشة المبادرة الجديدة التي يقودها رياض سيف ولاتخاذ موقف رسمي منها”.

وابدى عدد من قيادات المجلس في الدوحة تحفظات حول “الصيغة” التي وردت بها “هيئة المبادرة الوطنية السورية” التي قدمها المعارض البارز رياض سيف وتنص على توحيد جميع مجموعات المعارضة. ويبدو ان هذه المبادرة تحظى بدعم اميركي.

واكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني ان حكومته ستدعم اي اتفاق تتوصل اليه فصائل المعارضة السورية، الا انه شدد على ضرورة توحدها. وصرح للصحافيين في اديس ابابا “سندعم ما يتفق عليه الشعب السوري. اعتقد ان الاجتماع في الدوحة مهم جدا. واعتقد ان الجميع ينتظرون رؤية اتفاق بين جميع فصائل المعارضة السورية”.

واشار الى ان “جزء من المشكلة الان هو ان لدينا العديد من مجموعات المعارضة .. وحان وقت التوحد .. ونحتاج عنوانا واحدا للمعارضة”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس، إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أجرت عددا من الاتصالات الهاتفية خلال اليومين الماضيين وستواصل إجراء المزيد من هذه الاتصالات على مدى اليومين القادمين دعما لمؤتمر الدوحة حول سوريا ولبحث عدد آخر من الموضوعات.

وأضافت المتحدثة خلال المؤتمر الصحافي للوزارة أن كلينتون أجرت اتصالات بوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والأردني ناصر جودة كما أجرت اتصالا برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم.

ديبلوماسياً، دعا الوسيط الدولي بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي القوى العالمية أمس، الى اصدار قرار من مجلس الامن الدولي يقوم على اساس اتفاق تم التوصل اليه في حزيران لتشكيل حكومة انتقالية في محاولة لانهاء اراقة الدماء في سوريا.

ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحافي نفسه في العاصمة المصرية القاهرة الحاجة لاصدار قرار.

وقال الابراهيمي إن إعلان جنيف يجب أن يتحول إلى قرار من مجلس الأمن الدولي ليكتسب قوة تمكنه من أن يصبح مشروعا سياسيا قابلا للتنفيذ. وجاءت تصريحات الابراهيمي بعدما التقى بلافروف ونبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.

(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، العربية، لجان التنسيق المحلية)

اشتباكات وتفجيرات في دمشق وحلب والمعارضة تواصل مشاوراتها في الدوحة وأنقرة

                                            شهدت دمشق وحلب اكبر مدينتين سوريتين، امس، اشتباكات بين قوات النظام والجيش السوري الحر” وتفجيرات اسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما كانت المعارضة السورية تواصل اجتماعاتها في الدوحة سعيا لتوحيد صفوفها، ويزور رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب أنقرة لمحادثات مع المسؤولين الأتراك.

كما تشهد المنطقة حراكا ديبلوماسيا لم يتوصل بعد إلى مخارج للأزمة السورية ، وآخرها الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي ـ العربي المشترك الأخصر الإبراهيمي والرئيس المصري محمد مرسي ونظيره المصري محمد عمرو.

مخيم اليرموك

ميدانيا تعرض حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة السورية امس لقصف من القوات النظامية تزامن مع اشتباكات في الحي وحي التضامن الذي شهد حركة نزوح الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

ويشهد المخيم منذ ايام امتدادا لاعمال العنف التي تدور في الاحياء الجنوبية للعاصمة والمستمرة بتقطع على رغم اعلان القوات النظامية السيطرة على مجمل احياء دمشق منذ تموز الماضي.

وزعم التلفزيون الرسمي السوري امس ان “ارهابيين اطلقوا قذيفة هاون على حافلة ركاب في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك ما ادى الى استشهاد سبعة مواطنين”. وذكر المرصد ان القذيفة ادت الى مقتل شخص واصابة عدد من الجرحى.

وكان المرصد افاد صباح امس عن اشتباكات على اطراف المخيم المجاور للتضامن والحجر الاسود، يشارك فيها مقاتلون فلسطينيون “بعضهم مع النظام وآخرون ضده”.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سقوط ثمانية اشخاص جراء سقوط قذيفة هاون على المخيم، تزامنا مع اشتباكات ليلية بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة الموالية للنظام ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد.

وهذه ليست المرة الاولى يتدخل المقاتلون الفلسطينيون في النزاع بين نظام الرئيس بشار الاسد ومعارضيه. وشهد جنوب العاصمة اشتباكات عنيفة بين فلسطينيين مؤيدين للنظام ومقاتلين سوريين معارضين في 30 تشرين الاول الماضي.

انفجار في المزة

ادى تفجير عبوة ناسفة امس في حي المزة في دمشق الى سقوط اربعة قتلى وعشرات الجرحى بعضهم في حال حرجة.

وشهدت دمشق وضواحيها سلسلة تفجيرات منذ بدء الازمة السورية منذ اكثر من 19 شهرا، استهدفت في غالبيتها مراكز وتجمعات امنية.

ريف دمشق

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن تعرض مناطق عدة بينها دوما وعربين وحرستا وبساتين الغوطة الشرقية لغارات جوية بالطائرات المقاتلة. وشدد النظام في الفترة الاخيرة حملته على ريف العاصمة، لا سيما في الغوطة الشرقية التي نزح عنها غالبية سكانها.

حلب

أما في حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، نقل مراسل “فرانس برس” عن مصدر في الهلال الاحمر السوري قوله ان مستودعا رئيسيا للمنظمة “احترق بالكامل” جراء اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب).

ويضم المستودع البالغة مساحته نحو ألف متر مربع، ادوية واغذية ومواد تموينية وادى احتراقه الى فقدان “مواد الاغاثة الاكثر اهمية” كحليب الاطفال واغطية للشتاء، بحسب المصدر.

ونقل المراسل عن الصيدلي سمير (37 عاما) في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء، قوله ان الاشتباكات هي “الاقوى” منذ بدء المعارك في المنطقة.

واضاف “نعيش في رعب ليلي منذ نحو اسبوع. نسمع كل شيء: اشتباكات بالاسلحة الرشاشة، قصف بالدبابات، انفجارات”.

إدلب

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها المعارضون في التاسع من تشرين الاول الماضي، والتي تعرضت بدورها لغارات جوية امس، بحسب المرصد.

وقتل ما لا يقل عن عشرين مقاتلا معارضا للنظام السوري امس في غارة جوية نفذها الطيران الحربي التابع لقوات الأسد على بلدة حارم” في ريف ادلب.

واشار “المرصد السوري لحقوق الانسان” الى قصف مصدره “كتائب مقاتلة” استهدف بعد الغارة حي الطارمة في بلدة حارم، مشيرا الى ان هذا الحي معقل للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان القصف من الطيران الحربي على حارم تسبب بـ”تهدم اكثر من عشرين منزلا”، وان “العديد من الجثث لا تزال تحت الأنقاض”.

ريف حماة

وقتل خمسون عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح امس في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في ريف حماة، بحسب ما ذكر المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان “الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي الى جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة، مشيرا الى ان “العملية نفذت بالتعاون مع كتائب اخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز”.

المجلس الوطني

سياسيا، يستكمل المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعه في العاصمة القطرية المخصص لزيادة عدد الاعضاء وانتخاب هيئة عامة جديدة.

وتتجه الانظار الى “اجتماع تشاوري” يعقده المجلس الخميس مع هيئات وشخصيات معارضة بدعوة من الجامعة العربية وقطر، سيتناول ايجاد “جسم سياسي” جديد يضم كل اطياف المعارضة ويمهد لتشكيل حكومة في المنفى.

ونفى رياض سيف نيته ترؤس الحكومة في المنفى، كما نفى اي نية للتفاوض مع نظام الاسد حول فترة حكم انتقالية.

وفي الوقت نفسه، اجمعت عدة اطراف سورية حاضرة في الدوحة على ان المفاوضات بين المعارضين السوريين من اجل الاتفاق على قيادة سياسية موحدة جديدة قد يستغرق عدة ايام او اسابيع.

واستبعد عبد الباسط سيدا ان يسفر يوم واحد من المفاوضات عن شيء محدد. وقال لوكالة فرانس برس “الخميس وحده لن يمكننا من الخروج بشيء على الارجح”. واضاف “قد نستمر هنا الى اخر الشهر”.

وايده في ذلك الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون الذي قال “من المحتمل ان يظل اجتماع الخميس مفتوحا حتى التوصل الى صيغة تفاهم حول المبادئ الرئيسية”.

وقال مصدر من المجلس لـ”فرانس برس” ان مكونين من المعارضة هما هيئة التنسيق وحزب العمل الشيوعي لن يحضرا اجتماع الدوحة، فيما يمكن ان يحضر سفراء غربيون من الذين غادروا دمشق.

ودعت لجان التنسيق المحلية من جهتها في بيان الاثنين اي تشكيل سياسي جديد الى ان يضع في اولوياته “تأمين الدعم العسكري المنظم للثوار، فضلا عن الدعم الإغاثي بعيدا عن الولاءات الشخصية”.

وكانت الولايات المتحدة دعت الى البحث عن بدائل اكثر شمولا من المجلس الوطني، معتبرة انه لم يعد يمثل كل اطراف المعارضة.

واكدت مصادر ديبلوماسية ومعارضون ان الاجتماع الموسع للمعارضة يحظى باحتضان دولي قوي للدفع نحو تحقيق وحدة المعارضة وافراز قيادة جديدة لها تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام بشار الاسد.

وبحسب هذه المصادر، فان الاجتماع سيشكل انطلاقة عملية سياسية قد تستمر اسابيع في العاصمة القطرية ويشارك فيه ممثلون عن دول كبرى.

وقال مصدر ديبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة “فرانس برس” ان “قطر بدأت بتوجيه دعوات الى عدد من المسؤولين البارزين في عدة دول عربية وغربية لحضور اجتماع فصائل المعارضة السورية الذي يبدأ في الدوحة الخميس”.

وتوقع المصدر حضور عدد من الموظفين الكبار ووزراء خارجية الدول الراعية للمعارضة السورية في حربها مع نظام الرئيس بشار الاسد بالاضافة الى المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي والامينين العامين لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء في زغرب انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان “تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة” في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ويعتقد مراقبون ان الدوحة ستكون مستعدة لاحتضان اجتماعات ماراتونية بين اطياف المعارضة السورية شبيهة بالاجتماعات التي رعتها الدوحة بين الافرقاء اللبنانيين او السودانيين.

رياض حجاب

وفي انقرة، افاد مصدر ديبلوماسي تركي ان رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه الصيف الماضي، بحث امس في جهود اعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.

وصرح المصدر بأنه “تم التطرق الى الازمة السورية وسبل معالجتها واعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية”.

كما ذكر المصدر ان حجاب وداود اوغلو بحثا في الوضع الانساني المتدهور في سوريا ومصير 110 الاف لاجئ سوري يقيمون في مخيمات في تركيا.

وكان حجاب قال في مقابلة مع صحيفة “ديلي تليغراف” نشرت أمس، إن الرئيس بشار الأسد رفض دعوات متكررة من حكومته للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، واشار إلى أن تردد الغرب باتخاذ اجراءات جادة حيال نظامه عزز من ثقته.

وأضاف أنه “ناشد وغيره من كبار شخصيات النظام الرئيس الأسد للتفاوض مع المعارضة السورية، وعقد لقاءً خاصاً معه قبل اسبوع من انشقاقه حضره نائب الرئيس ورئيس مجلس الشعب (البرلمان) والأمين العام المساعد لحزب البعث”.

لافروف

وفي تعقيب على اجتماعات الدوحة، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الداعمين للمعارضة السورية بحضها على مواصلة القتال، قائلا ان البعض “يفضلون ان يوحدوا المعارضة ليس على قاعدة المفاوضات وانما على قاعدة مواصلة الاعمال القتالية”.

وقال لافروف من القاهرة خلال مؤتمر صحافي الاثنين مع نظيره المصري محمد كامل عمرو “لسنا نحن الذين نملك تأثيرا حاسما على المعارضة” السورية، مضيفا “اعتقد ان الذين يتمتعون بهذا التأثير لا بد ان يبذلوا الجهد لتنفيذ اتفاقيات ومبادئ جنيف” وتشجيع المعارضة على “الجلوس الى طاولة المفاوضات”.

وتابع لافروف “نؤيد تماما المبادرة الرباعية الاقليمية التي أطلقها الرئيس (المصري محمد) مرسي لحل الازمة السورية”. وأضاف “كل اللاعبين الرئيسيين وبينهم خمسة اعضاء في مجلس الامن وافقوا على اعلان جنيف. كل المشاركين وافقوا على دفع الجانبين في سوريا نحو وقف اطلاق النار. نحاول العمل مع الجانبين الحكومة والمعارضة”.

إيران

كما انتقدت إيران، امس، مؤتمر المعارضة السورية، معتبرة أن أي مؤتمر يحث على استمرار القتل يعد “خيانة للشعب السوري”.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان في تصريح نقلته وكالة (مهر) للأنباء، “كان من المتوقع أن يرسل مؤتمر الدوحة رسالة إيجابية بشأن إتمام مشروع الهدنة، والتشجيع على الحوار الوطني”.

وانتقد عبداللهيان تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حول سوريا، ووصفها بأنها “تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”.

وقال إن “أي مؤتمر يحض على استمرار العنف في سوريا، يعد خيانة للشعب السوري الواعي، ومحور المقاومة”.

ونوّه بالجهود والمبادرات التي تطلقها طهران في دعمها لسوريا، وقال إن “القضية الرئيسية في سوريا تعود الى التدخلات الأجنبية ودعم الجماعات المسلحة اللامسؤولة ومحاولات المحور الصهيو ـ أميركي لقمع الشعب والنظام السوري بهدف إضعاف محور المقاومة والقضاء عليه”.

وأعرب عبد اللهيان عن قلقه لاتساع نطاق انعدام الأمن الى دول الجوار السوري، وآثاره المدمّرة على أمن المنطقة، وقال إن “سوريا اتخذت خطوات هامة في مواجهة الإرهاب ومواجهة التدخلات الأجنبية وإنجاز الإصلاحات السياسية ومتابعتها وتوفير الأمن داخل البلاد”.

ولفت الى مبادرة إيران ومساعي المبعوث الأممي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وقال “إننا نبذل اهتماماً جاداً بإتمام مشروع الهدنة في سوريا، ونرى أن الحوار الوطني بمشاركة ممثلي الشعب والنظام يمثل خطوة هامة تساهم في إعادة الهدوء الى الشعب السوري والسلام والاستقرار الى المنطقة”.

كاميرون

في أبو ظبي أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الأمم المتحدة فشلت في سوريا وأنه لابد من إصدار قرار يدين الأعمال الوحشية ضد الشعب السوري ومساعدة الدول والشعوب من أجل التخلص من الأنظمة الديكتاتورية.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن كاميرون خلال لقائه طلبة وطالبات جامعة زايد امس، أن زيارته الحالية لدولة الإمارات تهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كان قد وصل إلى دولة الإمارات امس في إطار جولة خليجية تشمل أيضا زيارته إلى السعودية.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز، أ ش أ)

رئيس المجلس الوطني السوري يوجه لوماً شديداً إلى المجتمع الدولي

القى رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا اليوم الملامة بشكل قوي على المجتمع الدولي الذي قال إنه لا يفعل شيئاً لإنهاء معاناة السوريين، وذلك في افتتاح اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة.

وإذ أكد مشاركة المجلس في الاجتماع الموسع للمعارضة بعد غد الخميس في الدوحة بناء على مبادرة المعارض رياض سيف المدعومة من الولايات المتحدة لإنشاء هيئة قيادية جديدة أكثر تمثيلاً وتتجاوز إطار المجلس، حذر سيدا من أن أي استهداف للمجلس سيطيل عمر الأزمة، كما أكد على ضرورة أي يكون المجلس “الركن الاهم” في العمل المعارض.

وقال سيدا إن “مجموعة أصدقاء سوريا وعدتنا الكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي أبداً إلى حجم المأساة والمعاناة” في سوريا. وأضاف أن “إحساس السوريين والسوريات (هو) أنهم قد تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفقاً على عدم فعل أي شيء لإنهاء محنتهم”.

وتابع سيدا: “نذكر الأصدقاء والأشقاء في مجموعة أصدقاء الشعب السوري بأن أصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين أصدقاءنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام. مجرد ادانة”.

وتساءل: “ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟”، مشيراً إلى أن استمرار الوضع على حاله هو ما قد “يشجع التيارات المتشددة”.

وفيما تتجه الانظار إلى اجتماع يوم الخميس الذي يحظى باحتضان اميركي خليجي ويهدف إلى افراز قيادة موسعة جديدة للمعارضة، أكد المجلس نيته حضور الاجتماع، لكنه عبر عن تحفظات واضحة.

وقال سيدا “لقد قررت الأمانة العامة في دورتها الاخيرة المشاركة في اللقاء التشاوري … ونحن سنتوجه إلى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين، ولكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري بوصفه الركن الاهم والاساس في الفعل المعارض السوري”.

وأضاف: “نرى أن أي عملية تستهدف المجلس الوطني ستؤدي بوعي أو من دونه إلى إطالة عمر الازمة” و”من هنا نرى أن كل مبادرة دولية جادة لابد أن تأخذ في حسابها ضرورة إنهاء عهد الاستبداد في سوريا”.

(أ.ف. ب.)

تفجيرات وقصف ومزيد من القتلى بسوريا

                                            أحصى ناشطون سوريون مزيدا من القتلى اليوم الثلاثاء نتيجة تفجير سيارتين مفخختين في ريف دمشق واستمرار القصف على عدد من المدن.

وأفاد الناشطون بسقوط 16 قتيلا اليوم في أنحاء متفرقة من البلاد، واتهموا قوات النظام بتفجير سيارتين مفخختين في ريف دمشق إحداهما في مدينة المعضمية والأخرى قرب جامع أويس القرني في السيدة زينب مما خلف دمارا كبيرا في المنطقة.

وأضاف الناشطون أن تفجير المعضمية خلف وراءه عددا من القتلى والجرحى، وأن قوات النظام حالت دون إسعاف الجرحى واستهدفت المسعفين برصاص القناصة. وهذا هو التفجير الخامس الذي تشهده المعضمية بسيارة مفخخة خلال أقل من شهر.

وفيما أكدت شبكة شام العثور على جثث ثلاثة قتلى أعدموا ميدانيا بحي القابون في دمشق، قال ناشطون إن قتلى وجرحى قضوا في قصف بالطائرات الحربية استهدف الحولة في محافظة حمص، وبث الناشطون صورا يظهر فيها هروب طلاب المدارس من المنطقة عقب القصف المفاجئ في الصباح. وبحسب الناشطين فقد أدى القصف إلى تهدم عدد من المنازل ومقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة عشرين بعضهم في حالات خطرة.

ووفقا لذات المصدر فإن طائرات النظام المقاتلة واصلت قصف مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق بالقنابل الفراغية، وتصاعدت أعمدة الدخان منذ الصباح في دوما وعربين وسقبا ومدن أخرى في الغوطة، ولحق دمار واسع بعدة أحياء في دوما وعربين عقب الغارات التي شنتها الطائرات المقاتلة.

أنبوب نفطي

وقال نشطاء من المعارضة إن انفجارا وقع في خط الأنابيب النفطي الرئيسي الذي يغذي مصفاة على المشارف الغربية لمدينة حمص اليوم الثلاثاء خلال اشتباكات بين عناصر المعارضة وقوات الجيش في المنطقة. وأظهرت لقطات فيديو دخانا كثيفا يتصاعد من خط الأنابيب الذي يربط حقول النفط الشرقية بمصفاة حمص وهي واحدة من مصفاتين في البلاد.

وجاءت هذه التطورات بعد سقوط 159 شخصا في سوريا، قضى 32 منهم نتيجة قصف استهدف كفرنبل بإدلب، فيما قتل خمسون جنديا نظاميا في حماة وسقط 11 قتيلا بتفجير في دمشق.

وقتل 12 شخصا -بينهم نساء وأطفال وقائد ميداني- في قصف على بلدة حارم المتاخمة للحدود مع تركيا، والتي أعلن الجيش الحر قبل أيام سيطرته عليها.

من جانب آخر أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن سيارة عسكرية إسرائيلية أصيبت في هضبة الجولان المحتلة برصاصات طائشة مصدرها الجهة السورية غير المحتلة في الهضبة.

وقالت المتحدثة لوكالة الصحافة الفرنسية إن “سيارة عسكرية أصيبت أثناء سيرها في الجولان برصاصات سورية. يبدو أنها رصاصات طائشة، وليست هناك إصابات”، وأوضحت أن “الحادث وقع في القطاع الأوسط من هضبة الجولان بالقرب من الخط الفاصل”، وأشارت إلى أن الجيش لم يتخذ أي تدابير خاصة على إثر ذلك واكتفى بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة.

احتجاجا على “جرائم الجيش النظامي

عسكريون منشقون انضموا للثورة السورية

                                            شاهر الأحمد-ريف حماة

التقت الجزيرة نت -خلال جولتها بريف حماة وريف إدلب- بعدد من العسكريين السوريين الذين انشقوا على الجيش النظامي وانضموا لصفوف الثوار، احتجاجا على “جرائم الجيش النظامي بحق المدنيين”.

ولعل أبرز من التقيناه عبد الرحمن عذاب الذي كان يخدم في الفرقة الرابعة للجيش السوري التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، وهي الفرقة التي تعد من أهم الفرق في الجيش وأقواها وأكثرها تسليحا، كما أن المنتسبين لهذه الفرقة ينظر إليهم على أنهم الأفضل من حيث الامتيازات والرواتب.

وقد انشق عذاب عن فرقته في أغسطس/آب من العام الماضي احتجاجا على ما تقوم به الفرقة في مدينتيْ الزبداني والضمير بريف دمشق من قتل للمتظاهرين العزل السلميين، والاعتقال العشوائي المذل للمشاركين في الاحتجاجات أو من يتعاطف مع المظاهرات، وكذلك استهداف بعض الأماكن المدنية بالقذائف بحجة أن “إرهابيين” يختبؤون فيها، إلا أنه فوجئ بوجود الأطفال والنساء فقط فيها.

تخطيط للهرب

وأوضح عذاب أنه عزم -في قرارة نفسه- على التخطيط للانشقاق عن الجيش، احتجاجا على استهداف المدنيين من أبناء شعبه، وتمكن -بعد طول انتظار وكثير إلحاح- من الحصول على مغادرة ليومين ليزور أهله بحجة أنه لم يرهم منذ شهور.

وبعد مغادرته لبيته بسهل الغاب التقى ببعض أصدقائه من أهل القرية فوجدهم من الناشطين الذين قرروا التمهيد للعمل العسكري للدفاع عن المدنيين والمظاهرات، فتعزز موقفه بالانشقاق عن الجيش.

ونتيجة انشقاقه، بات عذاب هدفا للقوات الأمنية، وعندما اقتحمت قوات النظام قريته استهدفت بيته، حيث جعلته ثكنة عسكرية وعاثت فيها تخريبا ونهبا، مما دفع عذاب إلى التخطيط هو وزملاؤه للهجوم على الثكنة العسكرية وتحرير البيت.

أما مهند سعيد -الذي كان يخدم في القوات الخاصة في إحدى مناطق دمشق- فقد انشق عن الجيش النظامي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

ودفعه للانشقاق -حسبما أفادنا به في لقاء مع الجزيرة نت- عدم الرضا عن أعمال النظام تجاه الاحتجاجات والمظاهرات ضد النظام.

تشويه إعلامي

وأوضح سعيد أن قادة الجيش كانوا حريصين على التعتيم الإعلامي على ما يحدث في سوريا، والاكتفاء ببث ما يعرضه الإعلام الرسمي فقط الذي كان يشيع بأن جماعات متشددة وتكفيرية تعيث في البلاد خرابا وتدميرا. إلا أنه تمكن هو وبعض زملائه من الوصول للأخبار من مصادر غير تابعة للنظام، الأمر الذي كشف له حقيقة ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتنكيل من قبل النظام.

وتعززت عند سعيد النظرة السلبية للجيش الذي يعمل فيه، حيث كان يعامل هو وزملاؤه بأسلوب مهين، وقال “إن الضباط كانوا يسبونه وزملاءه بأقذع المسبات ويعاملونهم بطريق مزرية”.

وعن طريقة انشقاقه، أوضح سعيد بأنه استطاع -رغم وقف الإجازات وإعلان حالة الطوارئ- التحايل على المسؤولين وأخذ إجازة طارئة ليعود لبيته بريف حماة، ثم بعد اختفائه شهرين تقريبا قرر الانضمام لصفوف الثوار لرد أي اعتداء يتعرض له أهله وقريته.

منذ انضمامه لحركة الثورة، قال سعيد إنه شارك في نحو 20 عملية عسكرية استهدفت حواجز عسكرية في ريف حماة وريف إدلب.

يؤذي نفسه

من جهته، قال مصطفى محمد -الذي كان يخدم في صفوف الجيش بقوات المدفعية في الميدان بمدينة حلب- إنه انشق في يونيو/حزيران الماضي، حتى لا يكون “أداة بيد النظام لقتل شعبه وتدمير البيوت والحقول”.

وقال إن مجموعته كلفت بقصف قرية الأتارب في ريف حلب، إلا أنه تمكن من الخروج من الجيش قبل تنفيذ المهمة خشية أن يلحق الضرر بأهله.

وعن الطريقة التي استطاع بها الهرب من المهمة، أوضح محمد أنه عمد إلى إيذاء نفسه بضرب قدمه بحجر، فنقل على إثرها للمستشفى العسكري بحلب، ومن ثم منح إجازة للنقاهة لم يعد بعدها للجيش، ثم خرج بعد ذلك إلى ريف حماة وانضم إلى صفوف الثوار.

وأكد محمد أنه على يقين بأن الآلاف من زملائه في الجيش النظامي يرغبون في الانشقاق عن قوات النظام، لعدم رضاهم عما يتعرض له الشعب من قتل وتدمير.

وقبل خمسة أشهر، انشق الضابط مصطفى صطوف عن قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش النظامي التي كانت تنشط في ريف دمشق.

وأوضح صطوف أنه كان في الجيش لتنفيذ الخدمة الإجبارية التي انتهت، غير أنه أجبر على الاستمرار في صفوف الجيش بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، وعندما سنحت له الفرصة للمغادرة عاد لأهله في ريف إدلب، ولم يعد للجيش بل انضم لصفوف الثوار.

وعن سبب الانشقاق، اتفق صطوف مع زملائه المنشقين في أن الدافع الرئيسي هو القسوة والفظاعة التي واجه بها النظام المظاهرات والاحتجاجات السلمية التي عمت سوريا، مما تسبب في مقتل آلاف المدنيين وتدمير منازل ومبان بالمئات.

وخلال جولة سابقة في إدلب، التقينا بالعسكري المنشق عن الجيش النظامي عمار شمايط الذي ينحدر من مدينة داريا بريف دمشق، والذي أوضح أنه انشق قبل شهرين خلال خدمته بصفوف قوات الأمن بريف إدلب والتحق بعدها بالثورة، احتجاجا على الجرائم التي شهدها بنفسه ضد الشعب الأعزل.

سهل الغاب.. من الزراعة لحاضن الثورة

شاهر الأحمد-سهل الغاب

منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة في سوريا, انضم سهل الغاب بمحافظة حماة للثوار, وشهد السهل بداية الثورة العديد من المظاهرات والاحتجاجات المناوئة للنظام الحاكم وكان أولها في 28 مارس/أذار 2011، ومع تحول الثورة إلى العمل العسكري كان العديد من أبناء السهل قد أصبحوا في مقدمة الثوار.

وتمكن الثوار من السيطرة على أجزاء كبيرة من السهل، إلا أنه نتيجة لطبيعة السهل المنبسطة حيث تشرف عليه من الجهة الغربية المرتفعة قرى تعتبر موالية للنظام فكان من الصعب على الثوار فرض سيطرتهم الكاملة على السهل الذي يمتاز بكثرة انتشار الحواجز والمراكز العسكرية بين مختلف نقاطه.

ويقول العديد من الثوار الذين التقتهم للجزيرة نت في سهل الغاب إن باستطاعتهم السيطرة على العديد من الحواجز إلا أن خشيتهم من الفتنة الطائفية تجعلهم يأخرون في اقتحام الحواجز العسكرية التابعة للنظام.

ونتيجة لانتماء العديد من أبناء السهل للثورة, يتعرض العديد من قرى وأحياء السهل للقصف المدفعي وكذلك قصف الطيران الحربي، بالإضافة إلى تعرضها لبراميل “تي أن تي” المتفجرة.

سهل منبسط

وسهل الغاب منبسط خصب يقع في محافظة حماة بالمنطقة الوسطى من سوريا بين جبال اللاذقية غربا وجبل الزاوية شرقا وجسر الشغور شمالا وتل سلحب جنوبا، يمر فيه نهر العاصي، ويبلغ طول السهل 80 كلم وعرضه نحو 12 كلم.

وتحيط بمنطقة سهل الغاب جبال عالية وخاصة من الجهة الغربية. السهل أرض خصبة فقد كان السهل قديماً يغرق بالمياه في أجزاء كبيرة منه وتم معالجة هذه المشكلة بفتح قنوات مائية تبعد المياه الفائضة إلى مناطق أخرى.

ويقول أهل السهل بأن جزءا كبيرا من سهلهم كان عبارة عن مستنقعات تم تجفيفها للتحول إلى أراض زراعية.

ويشتهر السهل بزراعة القطن والشمندر السكري وعباد الشمس والقمح، وتعد هذه المزروعات من المحاصيل الهامة والإستراتيجية.

وإلى جانب ذلك تنتشر زراعة الخضراوات بأنواعها، وهي ذات جودة عالية، وتصدر منتجات السهل إلى مناطق سوريا والمصانع والمعامل المتخصصة. وتقع على أطراف سهل الغاب العديد من القلاع التاريخية أهمها قلعتا أفاميا وميرزا.

ووفق أحدث التقديرات فإن تعداد سكان سهل الغاب يربو على 350 ألف نسمة ويمتاز بكثرة قراه التي تتجاوز المائة، كما أن هذه القرى تتصف بتنوعها الطائفي حيث يغلب عليها الطائفة السنية ثم العلوية ثم المرشدية ثم المسيحيين المتمركزين في مدينة السقيلبية.

ويسكن السهل العديد من العشائر العربية العريقة مثل الدمالخة والنعيم وبني خزاعة والويسات والجيسات والفريجاوية وبني خالد وبني سعيد والعفادلة وغيرهم، ومعظم السكان يعملون في مجال الزراعة ويعمل البعض في تربية المواشي منذ مئات السنين، ومنذ عقود استحدثت مزارع الأسماك التي يشتهر بها السهل في سوريا.

تقع عدة مدن صغيرة في سهل الغاب وعلى أطرافه، مثل مدينة السقيلبية وسلحب ويتبع هذه المدن عدد من البلدات والقرى والمزارع، ومن أهم القرى حورات عمورين العشارنة – كفر نبودة – قلعة المضيق – الحواش – الحويز – المشيك – زيزون – القرقور – المنصورة – القاهرة – التمانعة -الكريم – الرصيف – الصحن – دوير الأكراد – الحويجة – الصفا (تل زجرم) – قليدين – الزقوم – قسطون- تل واسط – الشريعة – العمقية – العنكاوي_الدقماق_عين الطاقة – التوينة -الزيارة -الجيد – عين الكروم – جورين – العزيزية.

الأمن السوري يغلق مكاتب حماس في دمشق بالشمع الأحمر

الحركة قررت دعم الثورة والتخلص من الضغوط السورية على مواقفها

دبي – حسن فحص

بعد الهجوم السياسي الذي قام به النظام السوري ضد قيادة حركة حماس بعد قرارها الخروج من سوريا باتجاه القاهرة وعمّان، والتخلص من الضغوط السورية على مواقفها، قامت عناصر من أجهزة الأمن التابعة للنظام في دمشق باقتحام مكاتب الحركة في العاصمة السورية وأغلقتها بالشمع الأحمر، في خطوة تكشف عن موقف تصعيدي ضد الحركة ومعاقبتها على المواقف المؤيدة لثورة الشعب السوري.

وتكشف هذه الخطوة عن حجم التراجع في العلاقة التي تربط بين حلفاء الأمس النظام السوري وحركة حماس، فحماس التي اتخذت قراراً مع بداية الأزمة السورية بالخروج من دمشق باتجاه القاهرة وعمان، أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب السوري في ثورته ضد النظام.

الخطوة الحمساوية شكلت صدمة للنظام وحلفائه الإقليميين، خاصة طهران، فراهن على متغيرات داخل صفوف حماس بعد خروج خالد مشعل من رئاسة المكتب السياسي، إلا أن الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية في عيد الأضحى وطالب فيه الرئيس السوري برفع يده عن الشعب السوري، أسقط كل رهانات النظام في دمشق، وكشف عن موقف موحد داخل حماس بعدم العودة إلى المحور السوري.

وكانت حماس قد اتخذت من دمشق مقراً لنشاطاتها السياسية وحتى العسكرية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتحولت إلى حليف أساسي في المحور الذي أطلق عليه اسم محور الممانعة الممتد من طهران مروراً بدمشق وصولاً إلى لبنان.

وحصلت حماس على دعم واسع من النظام الذي حاول توظيف هذه العلاقة في سياق صراعه مع القوى الإقليمية وإضعاف السلطة الفلسطينية إضافة إلى تعزيز موقعه التفاوضي مع الجانب الإسرائيلي.

وقد استغلت حماس التسهيلات السورية في تعزيز موقعها ودورها على الخارطة السياسية الفلسطينية والإقليمية في مواجهة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

طفل سوري كفيف لاجئ أفقده صوت الرصاص استيعابه

110 آلاف نازح سوري سجّلوا في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلبنان

طرابلس – غنوة يتيم

النزوح من سوريا إلى لبنان حكاية يومية، ومعاناة النازحين تزداد يوماً بعد يوم..

خالد طفل سوري فاقد للبصر نزح إلى طرابلس (شمال لبنان) قبل ثمانية أشهر. واضطرت عائلته إلى عزله عن العالم الخارجي بعد تدهور حالته النفسية بسبب الحرب في سوريا، وعبثاً تحاول الوالدة تهدئته لكنه لا يتوانى عن الصراخ تعبيراً عن ألم وحزن وغضب عجزت حتى والدته عن استيعابه في ظل غياب العلاج النفسي الضروري لحالته.

وتقول والدته إن حالة ابنها بدأت بالتدهور تزامناً مع بدء القصف، إذ إنها تحسّنت كثيراً بعد أن وجدوا له مدرسة في دمشق، إلا أن القصف والرصاص منعها من إلحاقه بالمدرسة خوفاً على حياته، عدا عن تلك الأصوات التي تفقده هدوءه بشكل كامل.

خالد هو واحد من 110 آلاف نازح سوري سجّلوا في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان. وعلى الرغم من لجوئه إلى المفوضية إلا أنه مُهدّد مع عائلته بالتشرّد بسبب قلة المساعدات وغلاء الإيجارات.

وتزداد الأزمات المعيشية صعوبة مع ازدياد عدد النازحين, إذ شهد الأسبوع الماضي تسجيل 20 ألف نازح إضافي. وخلف الأرقام المعلنة يختبئ نازحون آخرون لم يجرؤوا بعد على التوجه إلى المفوضية.

وتحدث أبوطه، من تنسيقية اللاجئين السوريين في طرابلس، عن وصول المزيد من النازحين الذين يخافون من اللجوء إلى المفوضية كي لا ترسل أسماؤهم إلى الحدود.

وتؤكد دانا سليمان، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أنهم يطمئنون النازحين بأن أرقامهم تبقى سرية.

ولكن نازحين آخرين يشتكون من عدم تجاوب المفوضية مع مطالبهم.

خديجة وصلت قبل شهرين إلى لبنان ولم تتمكن حتى الآن من التواصل مع ممثلي المفوضية، كما تقول.

وعلى الرغم من خطر التعرّض إلى إطلاق الرصاص خلال مشوار الهروب من سوريا, إلا أن السوريين يخاطرون بحياتهم بحثاً عن الأمان لعائلاتهم.

نحو 320 قتيلاً فلسطينياً ضحايا النظام السوري

حماس تدين استهداف المخيمات الفلسطينية بعد مقتل 20 نازحاً في سوريا

واشنطن – محمد زيد مستو

دانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” بشدة ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سوريا، داعية إلى تحييد المخيمات عن الأزمة داخل دمشق، وذلك بعد يوم شهدت فيه المخيمات الفلسطينية بالعاصمة دمشق قصفاً عنيفاً من قبل قوات النظام السوري، أودى بحياة نحو 20 شخصاً على الأقل.

وقالت الحركة في بيان نشرته مساء أمس الأحد في موقعها على الإنترنت: “إننا في حركة حماس ندين بشدة ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سوريا من استهداف راح ضحيته اليوم العشرات من الشهداء والجرحى في مخيمات اليرموك وسبينة والحسينية”.

كما جددت تأكيدها على ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية، وتجنيب إقحام “أبناء الشعب الفلسطيني في الأزمة السورية”، معبرة في الوقت نفسه عما وصفته بـ”الألم الشديد لاستمرار نزيف دماء الشعب السوري” التي طالبت بوقفه فوراً.

ويأتي ذلك فيما واصلت قوات النظام صباح الاثنين قصفها العنيف لحي التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك الذي تسكنه غالبية من الفلسطينيين النازحين بسوريا، ما أدى إلى مقتل شخصين بعد أن أودى قصف الأمس للمخيم بحياة نحو 20 شخصاً.

وتشهد العاصمة السورية التي لم يتوقف قصفها منذ الأحد اشتباكات غير مسبوقة بين الثوار وقوات الجيش النظامي النظامي، وتشهد حالة توتر شديدة في ظل الانتشار الأمني الكثيف وإغلاق العديد من شوارعها وطرقها.

وشهد مخيم اليرموك وفلسطين والتضامن وأحياء عدة يسكنها لاجئون فلسطينيون عمليات قصف واشتباكات بين الجيش السوري والثوار في الآونة الاخيرة، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى من النازحين الفلسطينيين، كما تعرضت مخيمات أخرى في درعا وحلب واللاذقية للقصف، ما دفع الآلاف من الفلسطينيين المقيمين في سوريا إلى النزوح داخل البلاد وخارجها.

وتشير إحصاءات إلى بلوغ عدد القتلى من الفلسطينيين نحو 320 شخصاً قضوا خلال الثورة السورية المستمرة منذ نحو 20 شهراً.

أزمة

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية اعتبر منتصف الشهر الحالي أنه لا يمكن السكوت على مقتل فلسطينيين في مخيم اليرموك وريف دمشق، مناشداً المنظمات الدولية والحقوقية بحماية الشعب الفلسطيني في سوريا.

وشنّ التلفزيون السوري مطلع الشهر الماضي هجوماً غير مسبوق على رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل، على خلفية حضور الأخير مؤتمراً للحزب التركي الحاكم، حيث جدد مواقفه المؤيدة للثورة السورية.

وتفاقمت الخلافات خلال الأشهر السابقة بين قيادات في حركة حماس، والنظام السوري، بعد رفض الحركة تأييد قمع الاحتجاجات في سوريا، ما دفع السلطات السورية إلى اعتقال أفراد في عائلة مشعل، واستدعاء آخرين للتحقيق معهم بتهم الفساد المالي، قبل أن يغادر الأخير وعائلته دمشق.

وخلال شهر يونيو/حزيران الماضي، اغتيل المسؤول العسكري في حركة حماس في سوريا، كمال حسني غناجة، الملقب بنزار أبومجاهد، في ضاحية دمشق، وسط تضارب الأنباء حول المسؤولية عن مقتله، فيما اتهمت جهات النظام السوري بالمسؤولية عن قتله والتمثيل بجثته.

ويقدر عدد الفلسطينين الذين نزحوا إلى سوريا خلال فترات عدة أغلبها خلال عامي 48 و67 بنحو نصف مليون لاجئ فلسطيني لم تعرض عليهم الحكومة السورية جنسيتها.

مصادر: لافروف يلتقي بالمعارضة السورية المسلحة في الأردن

روما (6 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيعقد اجتماعات مع ممثلين للمعارضة السورية المسلحة

وأوضحت المصادر أن لافروف “سيلتقي المعارضة السورية المسلحة وعلى رأسها الجيش الوطني الحر وغيره من قوى الثورة المسلحة الرئيسية”، وأضافت “هناك احتمال أن يلتقي أيضاً عددا من المعارضين السياسيين السوريين المقيمين في الخارج من خارج المجلس الوطني وهيئة التنسيق”، على حد وصفها

وتأتي زيارة لافروف للأردن بعد مباحثات أجراها بالقاهرة يوم الأحد الماضي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والمبعوث الأممي والعربي المشترك لسورية الأخضر الإبراهيمي، بهدف دراسة كيفية التقدم للأمام في إيجاد حل للأزمة السورية، والتي لم تسفر عن أي نتائج تُذكر

وكان لافروف قد إلتقى خلال الزيارة رئيس الوزراء السابق المنشق رياض حجاب. ونقلت قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية عن رئيس الدبلوماسية الروسية قوله لحجاب “من المهم الاستفادة من هذه الامكانية لسماع رأيكم حيال ما يجري في سورية.. يجب التصرف بشكل متزامن مع الاخذ بعين الاعتبار أنه يجب وقف حمام الدم.. وآمل جدا ان يتطلع جميع اللاعبين الخارجيين الذين يحاولون توحيد المعارضة الى هذا الهدف بالذات وليس السعي الى أهداف جيوسياسية”.

وتابع القول “نرغب جدا وقف نزيف الدم في سورية في أسرع وقت ممكن.. ونحن لا نرى طريقا آخر سوى الحوار السياسي بين ممثلي الحكومة والمعارضة”، واستطرد قائلا “سأكون ممتنا لسماع تقييمكم للوضع الحالي والآفاق المتوفرة”.

يشار إلى أن عدداً كبيراً من الضباط السوريين المنشقين موجودين في الأردن، ومن بينهم اللواء محمد الحاج علي قائد الجيش الوطني السوري، وهو أرفع مسؤول عسكري ينشق عن النظام ويقيم في عمان منذ انشقاقه، كما يتنقل إليها دورياً قائد العمليات بالمنطقة الجنوبية في الجيش السوري الحر المقدم الركن ياسر عبود وغيرهما الكثير من الضباط المنشقين من ذوي الرتب العالية

روسيا تحث المعارضة السورية على التخلي عن مطلبها بتنحي الأسد

عمان (رويترز) – حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المعارضة السورية يوم الثلاثاء على التخلي عن شرطها المسبق بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد قبل اجراء اي محادثات لانهاء القتال.

وعقب اجتماعه مع رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي انشق وفر للاردن في شهر اغسطس آب اتهم لافروف المعارضة بعدم المبالاة بارواح السوريين التي تهدر بمطالبتها برحيل الاسد فورا .

وقال لافروف ان أهم شيء وقف اعمال العنف على الفور ولكن اذا كان تغيير الاسد هو الاهم بالنسبة للطرف الاخر فانه في هذه الحالة يرغب في ان تستمر حمامات الدم في سوريا.

ورفض حجاب طرح لافروف وقال ان رحيل الأسد الحل الوحيد من اجل التوصل لتسوية للصراع القائم منذ 19 شهرا من خلال المفاوضات.

وصرح لمحطة العربية التلفزيونية “روسيا تبحث عن حل سياسي بوجود بشار الاسد.”

وطالب لافروف الحكومة والمعارضة في سوريا بضرورة الالتزام بالمقترحات التي جرى التوصل إليها في جنيف في يونيو حزيران الماضي وتدعو لحكومة انتقالية في سوريا ودون ان تنص على تخلي الاسد عن السلطة.

وعارضت روسيا الاصرار الغربي والعربي على ضرورة رحيل الأسد.

ويلعب حجاب ابرز منشق سوري يغادر البلاد منذ اندلاع الانتفاضة دورا متناميا في جهود تشكيل كيان سياسي جديد يجمع المعارضة المتشرذمة.

واضاف “قلنا له بصراحة لا يمكن ان يكون هناك اي حل سياسي على الاطلاق ومستحيل هذا بوجود الأسد.”

وتابع “اولا يذهب بشار الأسد وكل رموز النظام التي تلطخت ايديهم بالدماء ومن ثم يبدء الحل.”

وصوتت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق الاعتراض (فيتو) في مجلس الامن ثلاث مرات ضد مسودات لقرارات يدعمها الغرب تدين حكومة الأسد لقمعها الانتفاضة التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية في مارس آذار 2011 وتحولت لاعمال عنف راح ضحيتها نحو 32 ألف قتيل.

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

من سليمان الخالدي

عبد الباسط سيدا: السوريون تركوا لمصيرهم والعالم يتفرج!

وجه عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، عشية اجتماع موسع للمعارضة في قطر، لومًا شديدًا للمجتمع الدولي، قائلاً إن السوريين تركوا لمصيرهم، واتفق العالم كله على عدم فعل أي شيء لانهاء محنتهم.

الدوحة: ألقى رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا الثلاثاء الملامة بشكل قوي على المجتمع الدولي الذي قال إنه لا يفعل شيئًا لانهاء معاناة السوريين، وذلك في افتتاح اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة.

وقال سيدا إن “مجموعة اصدقاء سوريا وعدتنا الكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي ابدًا الى حجم المأساة والمعاناة” في سوريا. واضاف أن “احساس السوريين والسوريات (هو) أنهم قد تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفقاً على عدم فعل أي شيء لإنهاء محنتهم”.

ويأتي كلام سيدا فيما يتعرض المجلس الوطني السوري، الذي كان يعتبر حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي في سوريا، لانتقادات من الولايات المتحدة. كما يأتي عشية اجتماع موسع للمعارضة في محاولة لاقامة هيئة اوسع تمثيلاً للمعارضة السورية بدعم من واشنطن، ما يثير حفيظة المجلس.

وقال سيدا “نذكر الاصدقاء والاشقاء في مجموعة اصدقاء الشعب السوري بأن اصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين أن اصدقاءنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام. مجرد ادانة”. وتساءل “ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟”.

ويجتمع المجلس الوطني السوري في الدوحة على مدى أربعة أيام. وستناقش جلسات الثلاثاء تقرير العمل الداخلي للمجلس وتقرير مكتب العلاقات الخارجية الذي يتوقع أن يشهد مناقشات ساخنة في ظل التطورات الجديدة ومنها الاعلان عن “اللقاء التشاوري لقوى المعارضة السورية” يوم الخميس المقبل في الدوحة والذي يراد منه توحيد مختلف اطياف المعارضة والخروج بحكومة منفى.

مبادرة رياض سيف

وأكدت مصادر المجلس الوطني السوري أنه “تمت برمجة جلسة خاصة مساء الغد (الثلاثاء) لمناقشة المبادرة الجديدة التي يقودها رياض سيف و لاتخاذ موقف رسمي منها”. وأبدى عدد من قيادات المجلس في الدوحة تحفظات حول “الصيغة” التي وردت بها “هيئة المبادرة الوطنية السورية” التي قدمها سيف وتنص على توحيد جميع مجموعات المعارضة.

ويبدو أن هذه المبادرة تحظى بدعم اميركي. وصرح رياض سيف الاحد أن “المبادرة ليست بديلاً عن المجلس الوطني لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءًا مهمًا منها، فاسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني”.

واضاف “في يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر سنخرج قيادة سياسية وهي التي ستشكل حكومة تكنوقراط في اقرب وقت ممكن وحينها ستقرر القيادة الجديدة مقر الحكومة في القاهرة أو غيرها”.

يذكر أن المجلس الوطني السوري الذي يتعرض لضغوط اميركية، وافق الاثنين على اعادة هيكلة نفسه بتقليص عضوية الامانة السابقة واستيعاب 13 مجموعة معارضة أخرى، فضلاً عن تمثيل المرأة بما لا يقل عن 15% من أعضائه، وضم عدد من القوى والأحزاب السورية لصفوفه.

وسينضم إلى المجلس الجديد عدد من الشخصيات والقوى السورية، كرائد الفضاء السوري محمد فارس، والوزير المنشق أسعد المصطفى، وخالد الناصر من حزب الاتحاد الاشتراكي.

 فيما أعلن عن انضمام التيار الشعبي الحر، والكتلة التركمانية، وثلاثة أحزاب كردية هي الحياة الجديدة واتحاد القوى الديموقراطية، وجبهة عمل كرد سوريا، كما التحق بالمجلس الجديد حزب الأحرار، وحركة رشد والاتحاد السرياني، وتيار الكرامة الوطني.

وجاء قرار المجلس في اليوم الثاني من اجتماع جماعات المعارضة التي تستمر اربعة ايام في العاصمة القطرية الدوحة بهدف تشكيل جبهة موحدة اكثر لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وافاد المسؤول الإعلامي للمجلس الوطني أحمد كامل بأنه “تمت المصادقة على مشروع اعادة الهيكلة وعلى عملية ترشيق للامانة العامة الموسعة، واستقر عدد اعضائها الحاليين على 220 عضوًا قبل اعلان التوسيع رسميًا” الثلاثاء.

لافروف بحث مع رئيس الوزراء السوري المنشق سبل وقف العنف

من جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إنه التقى في عمان رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه الصيف الماضي، وبحث معه السبل الكفيلة بوقف العنف في سوريا.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة “التقيت بحجاب وكان هدف اللقاء كما كان مع كل جهات المعارضة الأخرى، أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف وانقاذ اكبر عدد ممكن من الارواح لكن بطريقة لا يستغل بها أي طرف هذا الامر للحصول على قوة عسكرية اكبر على الارض”.

واضاف أن “رياض (حجاب الذي يتخذ من عمان مقرًا له) كان مستعدًا للاستماع الينا وسنعمل معه ومع جهات سورية أخرى” حول هذا الموضوع. واوضح لافروف “نحن مع اعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف اطلاق النار”.

واكد أن “اهم شيء هو يجب أن يتوقف كل اشكال العنف في سوريا والبدء باقناع الطرفين بالحل السلمي وبناء الدولة بشكل جديد”. وبحسب لافروف فإن “بعض الاطراف تقول إنه بالبداية يجب على (الرئيس السوري بشار) الاسد أن يتنحى، اذا فهؤلاء لا تهمهم حياة السوريين لكن رأس بشار الاسد ونحن لاندعم هذا الموقف”، مشيراً الى أنه “ليس هناك سياسي يستطيع السير بهذه الخطوات”.

واكد لافروف أنه “يجب العمل مع كافة مجموعات المعارضة السورية من اجل اقناعهم أنه يجب العمل حسب اتفاقية جنيف”. ويتضمن اتفاق جنيف مبادىء لعملية انتقالية في سوريا وتم تبنيه في 30 حزيران/يونيو في جنيف من جانب مجموعة العمل حول سوريا.

ولا يتضمن هذا الاتفاق دعوة الرئيس بشار الاسد الى التنحي علمًا أن الدول الغربية وبعض الدول العربية وكذلك المعارضة السورية تطالب برحيله. ووصل لافروف الى عمان، المحطة الثانية من جولة قادته الى مصر في جولة اقليمية تركز على الازمة السورية مع استمرار دعم موسكو لنظام الرئيس بشار الاسد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772236.html

حصار لسكان قرية بئر عجم بالجولان

الجزيرة-خاص

 نزل سكان قريتي بئر عجم والبريقة بالجانب المحرر من هضبة الجولان إلى الملاجئ، بعد توسع المواجهات بين الثوار والقوات التابعة للأسد لتصل إلى تلك المنطقة المنزوعة السلاح. وللمرة الثانية منذ عام 1967يجد السكان أنفسهم مجبرين على النزوح فرارا من القتال.

وكانت إسرائيل التي تحتل الجزء الأكبر من الجولان قد اشتكت للأمم المتحدة بسبب دخول ثلاث دبابات تابعة للنظام السوري إلى هناك، وإطلاق قذائف استهدفت أحراش بئر عجم وقريتها القديمة حيث يتمركز الثوار. ولم يكن الهدف من دخولها أي مواجهة على الجبهة مع إسرائيل. ويدور الجدل حول تلك الدبابات وشعارات الممانعة ودور قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في المنطقة التي لم يبدر عنها أي رد إزاء دخول التعزيزات العسكرية للمنطقة.

بدورهم قال الأهالي الذين عاشوا على تخوم أراضيهم التي تحتلها إسرائيل إنهم لم يكونوا يتوقعون هذا السيناريو والنزول إلى الملاجئ على خلفية صراع سوري يدور حول بقاء بشار الأسد في السلطة وليس استرجاع الجولان المحتل.

حصار

وكانت القرى الجولانية في الجانب المحرر ومنها بئر عجم وبريقة مكتظة بالنازحين من دمشق وريفها خلال الشهور الأخيرة، قسم من الأهالي استطاعوا المغادرة بمساعدة سكان القرى المجاورة والباقون لا يزالون عالقين في الملاجئ.

وتعاني المنطقة من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية وأيضا قطع الطرق مما يحول دون دخول المساعدات إلى الأهالي المحاصرين منذ أيام، ويبذل الشباب في الملاجئ جهودهم لإيصال أخبارهم واحتياجاتهم عبر الإنترنت بصعوبة.

أحد الشبان الذين غادروا القرية قال للجزيرة نت “إن الاشتباكات لا تزال مستمرة والتنقل في القريتين غير ممكن، وبعض الملاجئ تعاني من كثرة الأعداد فيها ولا تحوي حمامات”، وأضاف أن الجهود لا تزال تبذل في سبيل إجلاء المدنيين وقد غادر بعضهم سيرا على الأقدام باتجاه قرية كودنة ومنها استقلوا السيارات.

وأكد أن السكان المحاصرين في بئر عجم منذ أربعة أيام يحتاجون تأمين مغادرتهم من تحت القصف إلى أقرب مكان، وأشار إلى أن معظم الموجودين في الملاجئ هم من النساء والأطفال والمسنّين،  ومعظمهم يعانون من أمراض الضغط والسكري.

وتحدث آخر عن سرقات قام بها جنود الجيش النظامي لبعض البيوت التي خلعوا أبوابها وانتشار للقناصة على أسطح المنازل، وقال إنه فر من القتال الدائر في حرستا بريف دمشق ولجأ إلى قريته وكذلك فعل أقاربه الذين جاؤوا من مناطق ساخنة أخرى حيث نهبت بيوتهم والآن غادروا مجددا إلى مناطق يأملون أن تكون أكثر أمنا.

قلق

أحد أبناء المنطقة كان قد نزح عنها عام 67 قال إن الأمور لم تكن بهذا التعقيد والعنف وقتها، وإن القتال مع إسرائيل كان دائرا على الجبهة بعيدا عن المدنيين، وقرر السكان النزوح عندما انسحب الجيش السوري، وبيّن أن بيوت القرية لم تتعرض للقصف أو النهب حينها، وأعرب عن قلقه الشديد إزاء إلحاق الضرر بالقرية وخاصة قرية البريقة القديمة التي كانت آهلة منذ العصر الهلينستي، وحجارتها تحوي نقوشا وكتابات يونانية وبقايا مجمع ديني مسيحي.

وألمح إلى أن أحراش بئر عجم التي تقصف الآن علاوة عن أنها ثروة طبيعية تجب حمايتها فإنها تحوي قبورا للإنسان القديم تعود لآلاف السنين.

هذا وقد أعلنت كتيبة لواء الفرقان عن مقتل 12 فردا من مقاتليها خلال الاشتباكات الأخيرة في بئر عجم التي اعتبرتها استمرارا لعملياتها في محافظة القنيطرة، إذ كانت قد هاجمت حواجز للجيش النظامي ودخلت في اشتباكات معه في قرى رويحينة ومسحرة وجباتا الخشب، وتعرضت تلك القرى للقصف وتدمير عدد كبير من بيوت المدنيين.

وقد قتل أحد سكان قرية البريقة وأصيب اثنان بجروح بالغة في اشتباكات سابقة قبل عدة شهور استهدفت حاجزا للجيش النظامي.

عشرة قتلى وجرحى في تفجير غرب دمشق

بيروت – ا ف ب

قتل عشرة اشخاص واصيب اكثر من اربعين بجروح مساء الثلاثاء في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في ضاحية قدسيا غرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “استشهد ما لا يقل عن عشرة مواطنين واصيب اكثر من اربعين بجروح بعضهم بحالة خطرة” في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في “ساحة الزهراء بحي الورود الشعبي في ضاحية قدسيا قرب مساكن الحرس الجمهوري”.

قبل يومين من طرح مبادرة لتشكيل حكومة انتقالية

“الوطني السوري” يعلن هيكلته الجديدة

                                            أحمد دعدوش-الدوحة

تابع المجلس الوطني السوري اليوم الثلاثاء جلساته التشاورية في العاصمة القطرية الدوحة بحضور أعضاء مكتبه التنفيذي وهيئته العامة مع عدد كبير من أعضائه الذين تم إقرار زيادة عددهم بنسبة الثلث، وتدور في الأروقة تكهنات بشأن “هيئة المبادرة الوطنية السورية” التي من المتوقع أن يطلقها معارضون سوريون بعد يومين.

وكان المجلس قد بدأ جلساته التشاورية أول أمس الأحد، ليبدأ اليوم أول اللقاءات المفتوحة بهدف الإعلان عن الهيكلة الجديدة للمجلس، التي استغرق إعدادها نحو شهرين، تم خلالهما التشاور مع التكتلات الثورية داخل سوريا ومعظم الكيانات السياسية في الداخل والمهجر.

وأعلن المجلس اليوم عن رفع نسبة تمثيل الحراك الثوري بين أعضائه إلى 33 بالمائة، مع التأكيد على تخصيص 15 من المقاعد للمرأة، كما بلغت زيادة نسبة تمثيل الكيانات السياسية الجديدة 45 بالمائة، وارتفع عدد الأعضاء الإجمالي من 280 إلى 400 عضو.

ثقة الشعب

وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إنه من الضروري الحفاظ على المجلس بوصفه المكون الرئيس في الفعل السوري المعارض، ولكونه قد “حصل على ثقة الشعب” مما ساعده على اكتساب التمثيل الدولي للسوريين، وأضاف أن أي عملية تستهدف المجلس بوعي أو بغيره ستؤدي لإطالة عمر النظام.

وتأتي هذه التصريحات في سياق المشاورات الجارية حاليا بين قيادة المجلس الوطني والمعارض البارز رياض سيف -وهو عضو بالمجلس- الذي يدعو إلى تشكيل هيئة المبادرة الوطنية السورية لتكون حاضنة أكثر اتساعا للثورة، بحيث تناط بها مهمة تشكيل حكومة انتقالية.

وبالرغم من حضور سيف للاجتماعات التي سيتواصل عقدها في الدوحة حتى غد الأربعاء، فمن المتوقع أن يؤجل الإعلان عن المبادرة إلى يوم الخميس، ريثما ينتخب المجلس الوطني رئيسا جديدا ويعلن عن أعضاء المكتب التنفيذي والأمانة العامة، وما زالت التكهنات تتردد بشأن موقع المجلس الوطني من المبادرة بين الاندماج والتنافس.

وفي سياق متصل، قال سيدا إن المعارضة مستعدة للتعاون مع كل من لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولم يشاركوا في عمليات فساد كبرى من رموز نظام بشار الأسد، مضيفا “أما الزمرة المسؤولة عن القتل والدمار فيجب أن تحاكَم وترحل”.

إنجازات ونقد

من جهة أخرى، استعرض المتحدثون في المؤتمر عددا من إنجازات المجلس الوطني، حيث سبق له الإعداد لدورات وورش عمل بشأن إدارة المرحلة الانتقالية، كما عمل على توثيق انتهاكات النظام بهدف ملاحقة المسؤولين عنها في المحاكم الدولية، وكان له دور في تنظيم مؤتمرين لإعادة إعمار سوريا في الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، فضلا عن أنشطته الإغاثية والإنسانية.

وفي سياق ذي صلة، تحدث ممثل مجلس قوى الأمن الداخلي العميد المنشق عوض أحمد العلي للجزيرة نت عن الجهود المبذولة حاليا بدعم من المجلس الوطني لتأهيل وتمويل أجهزة الشرطة والأمن في المناطق الخارجة عن سلطة النظام.

وقال العلي -وهو رئيس فرع الأمن الجنائي في دمشق سابقا- إن المشروع الحالي يتضمن تأهيل 50 ضابطا وألف عنصر من الشرطة للقيام بدورهم في الأحياء “المحررة” بحلب وريفها، ثم سيمتد المشروع ليشمل كافة المناطق السورية.

ومن جهة أخرى، قال الناطق باسم محامي حلب الأحرار مثنى ناصر الذي قدم من حلب بعد ترشيحه من قبل الحراك الثوري للانضمام إلى المجلس ضمن عملية التوسيع القائمة في الهيكلة الجديدة، إن تمثيل الثوار في المجلس ما زال أقل من المأمول.

وأضاف أن هناك الكثير من الأعضاء الذين تم ضمهم إلى المجلس دون أن يحظوا بأي تمثيل شعبي في سوريا، مشيرا إلى دور الموازنات السياسية في دعم ترشح البعض لشغل مقاعد في المجلس وزيادة تمثيل بعض الأحزاب والكيانات السياسية فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى