ديمقراطيون من أجل سورية
إعلان مبادئ لتأسيس ائتلاف
(ديمقراطيون من أجل سورية) (ديماس)
(دعوة لجميع السوريين عدا الملطخة أيديهم بالدم السوري ومن أداروا آلة القمع والقتل والفساد ضد الشعب السوري للانضمام إلى ” ديمقراطيون من أجل سورية” )
ينطلق الائتلاف في دعوته من فهم للواقع يتلخص بالتالي:
– استحالة بقاء النظام، بصرف النظر عن رغبة مؤيديه، والدعم الذي يتلقاه، والعنف الذي يمارسه؛
– الثمن الباهظ الذي يمكن أن يترتب على وهم إمكانية بقاء النظام، على سورية أرضاً وشعباً، وضرورة نزع هذا الوهم من رؤوس من لا يزالون متشبثين به؛
– فهم مخاوف محبي الرئيس ومؤيدي النظام على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ورؤيتهم الخلاص في بقائه. في حين يكمن خلاص السوريين جميعاً في دولة قانون يتساوى فيها الجميع بحقوق المواطنة.. وبالتالي ضرورة مشاركة المحبين والمؤيدين، الذين وجدوا أنفسهم في هذه الوضعية، في صناعة المستقبل السوري على أسس جديدة، وعدم إسقاطهم مع النظام. والإيمان بإمكانية تحولهم من أتباع إلى مواطنين، والعمل معهم على ذلك. فالتبعية والولاء، كما الطائفية، نتاج اجتماعي سياسي ومن شأن حاضنة جديدة أن تخرج السوريين من هذه الاصطفافات؛
– الأخطار المترتبة على الإيغال في فكرة إسقاط النظام عن طريق السلاح؛
– الأخطار المترتبة على فكرة إسقاط النظام بمساعدة الخارج، والثمن الذي يضمر الداعمون الحصول عليه، أو يفصحون عنه؛
– الأخطار المترتبة على تسلح المجتمع وعودة السوريين إلى الاستقطابات الأهلية ما قبل المدنية، وصعوبة الارتداد عنها في زمن قريب، وصولا إلى حرب أهلية تفكك المجتمع والدولة؛
– مصلحة إسرائيل في حرب أهلية تضعف سورية وتجعلها أعجز من أن تستعيد أراضيها المغتصبة، أو أن تعمل بمعزل عن إرادة المشروع الصهيوني في المنطقة؛
– تصاعد التوتر الدولي حول سوريا، واحتمال تطور الوضع إلى حرب إقليمية وضياع الحقوق السورية بين أرجل المتصارعين الكبار: فأولاً، من الواضح إلى الآن أنّ روسيا، لاعتبارات عديدة، ليس أقلها استماتتها في المحافظة على قاعدتها البحرية الوحيدة في المتوسط (في طرطوس)، بل القاعدة الوحيدة خارج فضاء الاتحاد السوفياتي السابق، لن تؤيد أي حل عسكري للأزمة في سوريا، ولن تدعم الثورة المسلحة- والثورة باتت مسلحة ولا يمكن إغفال ذلك- بل قد تدخل طرفاً مباشراً في صراع إقليمي محتمل، خاصة وأنها تتعرض في غير مكان لتدخل بريطاني أميركي يثير حفيظتها وترى في إيران وسوريا امتدادا لحلمها الأوراسي (الاتحاد الأوروبي الآسيوي الذي تعمل على إنجازه)..كما ترى أن أعداءها الذين يدعمون الأخوان المسلمين في سوريا هم أنفسهم داعمو الحركات الإسلامية المتطرفة والأعمال الإرهابية في القوقاز. ثانياً، لا يبدو أن الصين، كذلك، ستكون مستعدة للتخلي عن دعمها غير المحدود لإيران، باعتبارها مصدر الطاقة الرئيس لنموها الاقتصادي، ومخاوفها من سيطرة أميركا على هذا المصدر، مما يمكنها من خنق الاقتصاد الصيني وقت تشاء. ثالثاً، لا يخفى على روسيا اللعبة التركية المزدوجة. من جهة، كون تركيا وارثة الامبراطورية العثمانية تبدي طموحاً واضحاً لأن تكون صاحبة قرار في الفضاء الإمبراطوري السابق. ومن جهة أخرى، دخول تركيا في سياسات الناتو المعادية لروسيا ولأصدقائها-كما يرى الروس- وبالتالي الدور الذي يمكن أن تلعبه في منطقة القوقاز باعتبارها منطقة صراع مديد سابقة بين الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية. ورغبة روسيا في بناء علاقات جيدة مع تركيا، يعيقها الاختلاف مع الأخيرة في امتداد لعبها المحتمل نحو إيران من جهة والواضح نحو سورية من جهة ثانية، كما يعيقها الدعم التركي للإخوان واحتمال امتداد نتائج هذا الدعم نحو القوقاز الروسي.
– نزوع القوى الداعمة للثورة إلى العداء مع روسيا والصين وإيران وبعض دول وقوى الجوار، وبالتالي وضوح سياساتها المستقبلية الأحادية الجانب بما قد يفوّت على سورية فرصاً لتحالفات اقتصادية وسياسية مهمة، ويحصرها في زاوية التبعية والإذعان..وبالتالي، يدعو ائتلاف (ديمقراطيون من أجل سورية) إلى ضرورة استقطاب القوى والشخصيات الصديقة في المجتمع السوري لروسيا والصين وإيران وسواها من الدول التي لا تدعم الثورة لأسباب مختلفة في عملية التحول الديمقراطي، فمن لديه ملاحظات جديّة على الثورة لا يعني أنه مع النظام؛
– ضرورة أن تجد سورية الجديدة مكاناً لنفسها، بين الغرب والشرق، في الوضع الجيوسياسي المعقد وأن تبحث عن دور يتجاوز الحسابات الحزبية والشخصية، تلعبه بحنكة بما يخدم مواطنيها كما يخدم قوة الدولة السورية ويضمن لها محلاً إقليمياً يصعب تجاوزه. وهذا يتأسس على تفعيل قدرات جميع المواطنين والإفادة من جميع الطاقات والعلاقات الممكنة نحو تحقيق أهداف التنمية في سورية، وبالتالي خدمة ازدهار سورية ورفاه المواطن السوري وحريته. فلا حرية لمواطن جائع. فالديمقراطية مشروع تنموي اقتصادي، بقدر ما هي مشروع سياسي وثقافي. وكل من هذه الأوجه لا يكون بإقصاء داخلي أو خارجي. فمن المفيد أن تكون الحكومة القادمة حكومة تكنوقراط وليس حكومة ولاءات ومحاصصات سياسية وطائفية ومذهبية وعرقية؛
– الحاجة إلى دعم السلم الأهلي الذي يقع في المركز الأول من الأهمية الآن، فمن دونه لا يمكن الحديث عن أية حلول للتخلص من النظام الاستبدادي والشروع في بناء مجتمع مدني يؤهل لممارسة سياسات وطنية بأبعادها الخارجية والداخلية، الاقتصادية والثقافية، نحو بناء منظومة ديمقراطية تضمن الحريات المنصوص عنها في شرعة حقوق الإنسان، وصولاً إلى دولة مواطنة تعيد صهر السوريين في حاضنتها. فقد اشتغل النظام الآيل إلى السقوط على مدى سنوات وجوده لتعزيز البنيات المفتتة للمجتمع السوري ولتعزيز الطائفية والمذهبية والاختلافات العرقية، بما يخدم بقاءه. ولا بد من تفويت فرصة حصاده لما زرع.
– وبناء عليه، فإن ائتلاف (ديمقراطيون من أجل سورية) يرى أنّ أفق سورية يرتسم الآن، ويدعو إلى عمل وطني جامع يتجاوز كل الانتماءات لضمان مستقبل ديمقراطي تتحقق فيه سيادة سورية على كامل ترابها واستقلال قرارها ووحدتها أرضاً وشعباً.
أيها السوريون، الثائرون والمنتفضون والمتحرّقون في بيوتهم رغبة في الخروج والصراخ (حرية)..والصامتون والخائفون والمترددون والمتوهمون لأنفسهم مصلحة في النظام إلى اليوم والمؤيدون والمحبون له لأسباب وبلا سبب، تتغير الانتماءات والولاءات ويبقى الوطن جامعاً لمن يفترقون على ما هو دونه. الوطن قيمة عليا، ولكنها لا تتحقق في ظل القهر والفقر والاستعباد، فتعالوا نأتلف من أجل أن يكون وطننا بيتاً للحرية والديمقراطية والتقدم والعدالة..وطناً يعيش بنا ونحيا من أجل أن يبقى، فيبقى لنا قوياً عزيزاً مستقلاً سيّداً على ترابه وقراراته.
الخطوة الأولى الملحّة التي يرى الائتلاف ضرورة العمل عليها (دعم السلم الأهلي)، ومن أجل ذلك، يدعو إلى:
– استنهاض الشخصيات الاجتماعية الاعتبارية للعب دور في هذا المجال وتكثيف الاتصالات بالفاعليات الاجتماعية التي يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً؛
– تشكيل فرق عمل في مناطق التوتر لتخفيف الاحتقان وتأكيد عبثية الاقتتال الأهلي وعمليات الثأر المتبادل؛
– تعرية الجهة صاحبة المصلحة في الاقتتال الأهلي بكل السبل الممكنة؛
– الوقوف ضد تسليح المجتمع، وتعرية السياسة الكامنة وراء التحريض على استخدام السلاح؛
– تحضير ملفات لمحاكمة الذين يؤججون الطائفية ويفيدون من ورائها ومن وراء السلاح؛
– الإفادة من وسائل الإعلام لنشر التعاليم والشعارات والدعوات التي توحد السوريين في المظاهرات وخارجها؛
– نشر ثقافة التسامح، ونبذ الطائفية والعنف، وتعرية الجهات والشخصيات الداعية إليها، وكشف مصالحها المستترة وراء ذلك..والقيام بكل عمل آخر من شأنه تجنيب سورية الانزلاق إلى حرب أهلية.
عاشت سورية وطناً لجميع السوريين.. وعشتم أيها السوريون.
عاش الشعب السوري حراً أبياً.
تَبيد الأنظمة والزعماء يموتون، وتبقى سورية فوق كل نظام وأكبر من كل زعيم.
انضموا إلى العمل المشترك لخدمة سورية.
انضموا إلى ائتلاف (ديمقراطيون من أجل سورية).
لا شروط للانضمام سوى أن يعاهد المرء نفسه على التخلص من روح الإقصاء والإلغاء والتهميش وعلى أن يعمل ضد كل العوامل التي تفرّق السوريين، وعلى أن لا يشارك في قهر أي سوري مادياً أو معنوياً.
لا مكان في ائتلافنا للقتلة والمجرمين والحاقدين والثأريين أياً كان منبتهم أو كانت أهدافهم.
(لإبداء الملاحظات أو طلب الانضمام: dimassyria@gmail.com)
الرجاء ممن يرغب في الانضمام، كتابة: اسمه الثلاثي، ومهنته، أو الصفة التي يعرّف نفسه من خلالها، ومكان إقامته، وعنوانه الالكتروني ليصار إلى مراسلته والعمل معه لإنجاز الخطوات التنظيمية، وبرنامج الائتلاف العملي للمرحلة القريبة القادمة.(ستُعرض جميع وثائق الائتلاف وبرامجه على جميع الأعضاء لإبداء الرأي فيها وتقديم الاقتراحات قبل إقرارها).
يشرفني العمل لنجاح هذه الأفكار الوطنية. وسأعمل معكم لتحلق هذه الأهداف
محمد حبش. نائب سابق. حاليا استاذ في جامعة الامارات
ايمبل Habash2005@gmail.com