د . برهان … تداوُل
بعيداً عن نظرية المؤامرة التي تتحدث عن توريط السيد غليون بالتوقيع على الاتفاق مع هيئة التنسيق الوطنية , وبعد أن راجعت العديد من التصريحات والبيانات من كلا الطرفين , أميل لتصديق وجهة النظر القائلة بأن ممثلي المجلس بلجنة الاتفاق قد قدموا هذا الاتفاق كجس لنبض الشارع الثائر , وعندما بدأت ردود الفعل الغاضبة تملصوا منه و أنحوا باللائمة على السيد غليون.
فجلنا يعلم التركيبة التوافقية اللامتجانسة بالمجلس , وكنا نأمل بمرور الوقت و زيادة الدم المراق أن يتم تناغم بين الأطياف المختلفة خصوصاً بعد انعقاد المؤتمر الأول للمجلس بتونس الشهر الفائت .
لا نريد أن نذهب بعيدا لنصدق أيضا بأن السيد غليون هو مجرد واجهة للمجلس فهذا ظلم لقامة الرجل وما أظنه بالإمعة , إلا أن ما يلفت النظر ظهور السيد مناع على عدة محطات فضائية وتصريحاته المستفزة حول تشرذم المجلس و ضبابية رؤيته وارتهانه لجهات متعددة مقارنة بوضوح رؤية الهيئة و ثبات موقفها و التفويض المطلق له كممثل لها في الخارج و أحد طرفي الاتفاق .
أرى و آمل بأن تلقى كلماتي آذانا صاغية , بأن على السيد عليون أن يعود كعضو في المكتب التنفيذي للمجلس لا رئيسا له و إتاحة الفرصة لشخص آخر يتم انتخابه من قبل الأمانة العامة والمكتب التنفيذي وذلك بعد ترشيح عدة أسماء وطرحها للاستفتاء , أو أن يتم تعيين أحد الأشخاص ممن يلقون قبولا عاما عند المعظم كالسيد المالح مثلا , وفي هذا عدة فوائد :
1- رسالة واضحة لا لبس فيها إلى الشارع الثائر بأنه كان ولا زال هو الرقيب والمؤشر على تحركات ممثليه , فعند إبداء غضبه وامتعاضه وجد تحركا فوريا لتصحيح المسار وبهذا يطمئن و تتوحد كلمته .
2- رسالة مزدوجة إلى النظام وهيئة التنسيق الوطنية بمسألة المحاسبة والانضباط وتداول الرئاسة في المجلس .
3- عدم تمكين الهيئة من استثمار هذا الخظأ واعتباره نقطة سجلت على المجلس وذلك كرد من كل هيئات المجلس كتكتل لا كشخص , وذلك بالطبع في حال تمامه سيكون باجتماعات و مشاورات داخلية .
4- تأكيدا على التزام المجلس ببيانه التأسيسي حول تداول الرئاسة مما سيعطي مصداقية لكل بيانات و اتفاقات المجلس .
5- هذه الخطوة ستشكل فرصة للمجلس لمراجعة سياساته و تلافي القصور في أدائه وضبط صفوفه بما لا يتيح المجال لسقطة أخرى .
بهذا نكون قد طوينا صفحة هذه الزلة وغيرها و نأمل بخروج المجلس أقوى و أفضل مما سلف بما يتناسب مع التضحيات المقدمة من إخوتنا و اهلنا على طريق الحرية والكرامة .
http://the-syrian.com/archives/59997