رئيس حكومة المعارضة السورية: لا نتعامل مع «النصرة» و«داعش»..ونسعى للتواصل مع المعتدلين
قال لـ «الشرق الأوسط» إن واشنطن رفضت صفقة عرضها عليها النظام.. والروس يسألون المعارضة عن الضمانات لمصالحهم
باريس: ميشال أبو نجم
أكد رئيس الحكومة التي شكلها الائتلاف السوري المعارض المؤقتة أحمد الطعمة، أن النظام السوري عرض خدماته على الولايات المتحدة ووعدها بتخليصها من «القاعدة» والجهاديين في سوريا مقابل بقاء نظامه، لكن واشنطن رفضت العرض، محملة الأسد استقواء الجهاديين في سوريا. ونفى الطعمة وجود صفقة أميركية – روسية على حساب المعارضة رغم تفاهم الطرفين على تدمير الترسانة الكيماوية السورية.
وقال الطعمة في حديث شامل خص به «الشرق الأوسط» صباح السبت خلال زيارة رسمية لباريس، إن «روسيا وجهت أسئلة للمعارضة تتناول الضمانات التي يمكنها تقديمها لموسكو بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة مقابل تليين موقفها من النظام وأن الائتلاف سيتولى الرد على ذلك».
وأكد رئيس الحكومة المؤقتة أن المعارضة ذاهبة بوفد موحد إلى «جنيف 2» من أجل تشكيل الجسم الحكومي الانتقالي بصلاحيات كاملة بموجب اتفاق جنيف وليس «للتفاوض» على الحل مع ممثلي النظام، مضيفا أن «الائتلاف لن يرضى ببقاء الأسد يوما واحدا في السلطة بعد أن يرى هذا الجسم النور». وأعرب الطعمة عن أمله في أن يتحقق هذا الغرض خلال شهرين أو ثلاثة أشهر. واستبعد الطعمة أي تفاهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقوده صالح مسلم، معتبرا إياه جزءا من النظام.
وعرض الطعمة بإسهاب خطة الحكومة التي يقودها لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين في المناطق المحررة نافيا وجود أي ازدواجية أو تضارب في الصلاحيات بين الحكومة والائتلاف المكلف الملفات السياسية. وفيما يلي نص الحوار:
* الكثير من السوريين في المناطق المحررة يشكون من غياب الائتلاف وامتداد الحكومة المؤقتة التي ترأسها، هل يمكن أن تطلعنا على خطتكم وعلى ما تقومون به للاستجابة على الأقل لحاجات الناس الأساسية؟
– منذ تكليفي تشكيل الحكومة وحتى قبل تشكيلها بدأنا بوضع الخطط لدراسة مدى إمكانية تطبيق ما نخطط له ميدانيا. نحن درسنا الواقع الميداني بشكل جيد ووجدنا أننا بحاجة إلى كم كبير من المعلومات بخصوص الواقع الميداني سواء على الصعيد العسكري لجهة تمركز القوى وكيفية التعامل بين الجهات المختلفة وأيضا بصدد الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
بالتأكيد، نحن وضعنا خطة إسعافية بدأ العمل فيها وتعتمد على مزيد من التواصل مع الداخل واستكمال تجميع المعلومات ثم بعد ذلك إيجاد وسائل تمكننا من الإشراف على المعابر وترتيب المسائل التي تسبق تقديم المساعدات والإعانات للمواطنين لأننا نحن بحاجة إلى قوة تحمي الحكومة وتستطيع أن تؤمن قوافل الإغاثة لتصل إلى المناطق المحتاجة. ثم استكملنا الخطة بوضع تصور للمرحلة المتوسطة التي ستدوم من 90 إلى 180 يوما. يأتي بعد ذلك مرحلة تنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تبدأ بعد المرحلة المتوسط وما يتبعها.
لقد توصلنا منذ البداية إلى نتيجة مفادها أن أول خطوة للحكومة يجب أن تكون باتجاه الجيش السوري الحر والشرطة إذ لاحظنا أن هناك فراغا أمنيا شديدا على الأرض وهذا انعكس على حياة الناس بحيث أصبح علينا لزاما أن نرتب أوضاع الجيش من خلال وزارة الدفاع «منذ أن أصبح لدينا وزارة للدفاع». ولذا أجرينا عددا من اللقاءات بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان مع المجلس العسكري الأعلى ومع القيادات وقادة الكتائب والألوية بما في ذلك، بحضور قادة من الجبهة الإسلامية وذلك على الأراضي التركية. الخلاصة أننا وصلنا إلى تصور لجهة حاجتنا لدعم المجتمع الدولي وإخوتنا من أجل توفير على الأقل الرواتب لأعضاء الجيش السوري الحر من 60 إلى 90 ألف رجل. ونحن نرى أنه عندما نؤمن الرواتب فسوف يقوى الارتباط بين المقاتلين ووزارة الدفاع وهنا نستطيع أن نقرر موضوع التراتبية العسكرية إذ عانينا في الفترة الماضية من غياب هذه التراتبية ما ينعكس على غياب التنسيق بين الكتائب والألوية. أما الهدف الأهم في نظرنا فهو تشكيل قوة تابعة لقيادة الأركان تقوم بحماية مرافق الحكومة كي تساعدها على العمل في الداخل.
النقطة الثانية التي اهتممنا بها هو موضوع المعابر المهمة للغاية من ناحيتين: تنظيم الدخول والخروج من وإلى الأراضي السورية الأمر الذي يبرهن على أن الحكومة قد خطت الخطوة الأولى باتجاه الوجود على الأرض والحضور الميداني. نحن بدأنا التواصل لتسيير شؤون المعابر. بالطبع ليست هناك مشكلة في المعابر من الناحية التركية بل في الداخل ولذا فإن التواصل بالنسبة لنا نريده أن يؤدي إلى تفاهمات مع الموجودين على المعابر ليتم استثمارها وتنظيم الدخول والخروج والموارد التي يمكن أن تؤدي لنتائج إيجابية لكل الشعب السوري.
بموازاة ذلك، سعينا لأن نضع أقدامنا في كل المناحي التي تهم الحكومة وبداية التواصل مع المجالس المحلية وبدأنا بالعمل على تنفيذ بعض المشاريع الصغيرة التي يمكن تنفيذها والتي لا تحتاج إلى أرصدة مالية كبيرة لتشغيلها بالإضافة إلى أننا استأنفنا العمل في المكتب الطبي تمهيدا لتعيين وزير للصحة الأمر الذي سيتم بعد 10 أيام خلال الاجتماع القادم. فضلا عن ذلك، قمنا بتنشيط مكتب التعليم من أجل الاستمرار بالعمل وتمت طباعة مليوني كتاب في الآونة الأخيرة تمهيدا لتوزيعها على التلامذة.
* بالنسبة للمعابر، هل تعني كل الأطراف التي تسيطر على المعابر بما فيها «النصرة» أو «داعش» مثلا؟
– كلا، نحن لا نتعامل مع «النصرة» أو «داعش».
* لكنهما تسيطران على عدد من المعابر؟
– صحيح. نحن نسعى للتواصل مع الكتائب والألوية التي توصف إلى حد ما بأنها معتدلة.
* هل العلاقة والصلاحيات واضحة بينكم كحكومة وبين الائتلاف، هل تعانون مثلا من ازدواجية في الصلاحيات؟
– لا أعتقد أن هناك ازدواجية في الصلاحيات. فضلا عن أن النظام الداخلي للائتلاف يحدد العلاقة من الناحية المبدئية. إضافة إلى ذلك، طرح مشروع من قبل كمال اللبواني من أجل تحديد شكل العلاقة بين الائتلاف والحكومة وهو موجود في اللجنة القانونية وسيناقش للوصول إلى تحديد العلاقة بشكل نهائي. وباعتقادي أنه ليس هناك تداخل في الصلاحيات إذ إننا نركز كحكومة على تقديم الخدمات في الداخل وهناك تكامل في العمل بين الائتلاف الذي يركز بشكل أساسي على القضايا السياسية ونحن نركز على الخدمات.
* وزير خارجية بريطانيا الذي كان موجودا في المنامة قبل ثلاثة أيام قال في تصريح لافت، إنه «يتعين على المفاوضين في مؤتمر (جنيف 2) أن يتهيأوا لتقديم تنازلات». ما التنازلات التي يمكن أن تقدمها المعارضة؟
– إذا نظرنا بدقة إلى صيغة بيان «جنيف 1» فإننا نرى أنها صيغة غير قابلة للتأويل. وأنا أستغرب كيف أن كثيرين خصوصا من المقربين من النظام يفسرونه على هواهم.
النص واضح إذ يقول بتشكيل جسم انتقالي كامل الصلاحيات بما في ذلك الأمن والجيش وأجهزة الاستخبارات وجميع مفاصل الدولة، وأن يكون أعضاء هذا الجسم بالتوافق بين الطرفين. هذا هو التنازل الأساسي من قبلنا أي أننا قبلنا أن يكون في الجسم الحكومي الانتقالي أعضاء من النظام الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء. عمليا هذا يعني أننا لن نقبل بوجود الأسرة الحاكمة والطغمة التي حولها. هذا هو التنازل الذي قدمناه. وبالمقابل، فالتنازل من الجانب الآخر، أن ينزل من يقتل الناس ويشردهم عن الكراسي.
إن مسألة رحيل النظام أصبحت مسألة مسلم بها لأنه لا يمكن تشكيل جسم حكومي إلا بموافقة الطرفين.
* قد تكون مسلمة من جانبكم أنتم ولكنها ليست مسلمة من الطرف الآخر الذي لديه مقاربة مختلفة وفق ما سمعناه من تصريحات متلاحقة في الفترة الأخيرة؟
– لو كانت التصريحات متلاحقة، فنحن نتمسك بصيغة «جنيف 1» التي لا تقبل التأويل. «جنيف 2» سيكون مؤتمرا إجرائيا لتنفيذ «جنيف 1» وليس مؤتمرا تفاوضيا. نحن نركز في لقاءاتنا مع كل الأطراف على أن البيان الذي صدر عن أصدقاء الشعب السوري بعد مؤتمر لندن في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) نعتبره أساسا يمكن الاعتماد عليه وندعو أصدقاءنا إلى التمسك به، وأن يعتبروا أنه هو ما سينفذ في «جنيف 2».
* ما تصوركم للمؤتمر الموعود؟ بعد الافتتاح ستجدون أنفسكم مع ممثلي النظام ومع الأخضر الإبراهيمي في غرفة واحدة للسعي لتشكيل الجسم الحكومي الانتقالي. هل الأسد سيبقى في السلطة حتى نهاية التفاوض وقيام الحكومة الانتقالية أم حتى نهاية ولايته؟
– نحن لن نقبل أن يكون له أي دور على الإطلاق في المرحلة الانتقالية. مرحلة التفاوض ستكون لإقامة هذا الجسم وبمجرد أن يتم الاتفاق على تشكيله، يصبح بشار الأسد عمليا خارج هذا الجسم ولا يهمنا إن كان في الرئاسة أم لم يكن. المسألة متعلقة بالمدة الزمنية التي سوف يستغرقها تشكيل الجسم الحكومي الانتقالي. إذا تم ذلك في فترة قصيرة جدا، فهذا يعني أنه سوف يرحل بمجرد أن يتحقق هذا الهدف.
أما إذا طالت هذه المدة، فهو سيطالب بالبقاء وهو عمليا مستمر في كرسيه حتى نهاية ولايته وقد يسعى للمزيد والمزيد للبقاء في السلطة. المسألة الأساسية متعلقة إذن بتشكيل الجسم الحكومي ونريد من المجتمع الدولي أن يضغط من أجل تحقيق هذا الغرض في فترة قصيرة بحيث لا تزيد على شهرين أو ثلاثة.
* أود أن أفهم منك بدقة ما تعنيه: ما يهمكم تشكيل الجسم الحكومي وعندما يتم ذلك تنقل الصلاحيات التنفيذية لهذا الجسم وعندها أكان الأسد في الرئاسة أم لا، فلا فرق بذلك لديكم؟ أهذا ما يتعين فهمه منكم؟
– كلا، نحن لا نقبل ببقاء الأسد ولا للحظة واحدة لا قبلها ولا بعدها ولكننا ملزمون بالدخول في التفاوض لتشكيل الجسم الانتقالي. وإذا تم التوافق على ذلك خلال شهرين أو ثلاثة، فإن ما سيتبقى من حكم الأسد سوف يسقط كمدة زمنية. مدته «بالأساس» حتى يونيو (حزيران) 2014. فإذا اتفقنا خلال الأشهر الثلاثة القادمة، فسيبقى الشهران ويتعين عليه أن يتخلى عن الرئاسة بمعنى أننا لن نقبل أن يبقى ولو رئيسا صوريا في الرئاسة حتى نهاية مدته. المسألة متعلقة بلحظة التوقيع على تشكيل الجسم الحكومي الانتقالي.
* هل لديكم تفاهم حول هذه النقطة بالذات مع الغربيين؟ نحن سمعنا من دبلوماسيين أوروبيين أنه إذا نقلت الصلاحيات فلا بأس وأن يبقى الأسد حتى نهاية ولايته «من غير صلاحيات» فهذه ليست عقبة.
– هم لم يفاتحونا بهذا الموضوع ونحن لا يمكن أن نقبل هذه المسألة أي أن يبقى الأسد بأي شكل من الأشكال بعد تشكيل الحكومة الانتقالية. هذه مسألة مسلم بها. القضية أنه طالما لم يطرح المجتمع الدولي معنا هذه التفاصيل، وبالتالي لا تزال لدينا الكثير من الهواجس والتخوفات. وكنا نتمنى أن يدخلوا في التفاصيل الدقيقة بحيث نفهم ما الذي يجري ومن خلال المباحثات التفصيلية نستطيع أن نحصل على الضمانات التي نريدها ولا تكون لدينا الهواجس والتخوفات الموجودة لدى عدد كبير من أعضاء الائتلاف وهذا حق مشروع بالنسبة لهم.
* الائتلاف طالب بضمانات للقبول بالذهاب إلى «جنيف 2» هل حصلتم عليها؟
– نحن قلنا: نريد محددات. وهي أن تفتح الممرات الإنسانية وأن يفرج عن السجناء من النساء والشيوخ والأطفال. هذا أقل ما يمكن أن نطالب به قبل الذهاب إلى جنيف. ونحن نتواصل الآن مع الدول الصديقة لنا لتقوم بدورها بالتواصل مع روسيا التي تستطيع أن تضغط على النظام وأن يضغط الجميع على النظام من أجل تحقيق هذين المطلبين قبل الذهاب إلى جنيف.
* ثمة خبر متداول في الأوساط الدبلوماسية يقول إن النظام سيذهب إلى «جنيف 2» وسيماطل في المحادثات إلى درجة أنه سيحل موعد الانتخابات الرئاسية من دون جسم حكومي انتقالي وبالتالي سيصدر الأسد مرسوما أو مجلس الشعب قرارا يقول فيه، إن الانتخابات الرئاسية لا يمكن حصولها بسبب الحرب القائمة وبالتالي سيتم تمديد الولاية الرئاسية لعامين. هل لديكم مثل هذه المعلومات؟ أم هل لديكم تخوفات من هذا القبيل؟
– النظام المجرم يمكن أن يفعل أي شيء. ما يهمنا الآن هو التوصل إلى الجسم الحكومي الانتقالي.
* هل ستذهب المعارضة موحدة إلى جنيف أي بوفد واحد؟
– نعم. هذا سيحصل وهو أمر نحن واثقون منه. وفي بيان أصدقاء الشعب السوري والمعلومات التي جاءت بعده أصبح واضحا أن الائتلاف هو الذي سيقود المفاوضات من جانب المعارضة وهو الذي سيشكل الوفد التفاوضي والمعارضة ستذهب موحدة.
* ولكن من سينضم إلى ممثلي الائتلاف؟
– سيكون هناك ممثل عن هيئة التنسيق
* ممثل واحد؟
– على الأقل. أما بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) فإنه جزء من النظام بينما المجلس الوطني الكردي عضو في الائتلاف. هذا الحزب مرتبط بالنظام وحواجزه متقاربة مع حواجز النظام وهناك تعاون بين الطرفين لقتل الثوار فكيف يمكن أن نقول عنه إنه جزء من المعارضة؟ إنه في صف النظام. ليأتي بهم النظام في صفه ويأتي بقدري جميل وعلي حيدر.. لن يكون في وفد المعارضة إلا الائتلاف ومن يقرره الائتلاف.
* هل ستكون مشاركة لعسكريين من الجيش السوري الحر؟
– نعم. لدينا رغبة بوجود ممثلين من الجيش السوري الحر ومن قادة الكتائب والألوية الموجودة على الأرض.
* ما تعليقك على بروز الجبهة الإسلامية وانشقاقها عن الجيش السوري الحر؟
– هي تكتل لكتائب وألوية وكانوا في السابق يتلقون دعما من قيادة الأركان لكنهم لم يكونوا منضوين تحت لوائها بالأساس. هذا موقفهم ونحن نحاول أن نتواصل معهم من أجل تغيير هذا الموقف ولم الشمل. وزير الدفاع في حكومتنا لا يألو جهدا في التواصل مع جميع الأطراف من أجل الوصول إلى تفاهمات مع كل الفصائل والألوية ومن أجل وحدة الصف.
* هل يمكن أن تعود هذه المجموعات، قبل انعقاد «جنيف 2»، إلى صف الجيش الحر؟
– لدينا أمل كبير بذلك.
* هل تشتمون رائحة صفقة أميركية – روسية على حسابكم؟ أي ترك الأسد للقضاء على الجهاديين الذين هم أعداء لأميركا ولروسيا في الوقت نفسه مقابل بقاء الأسد في السلطة؟
– لا أعتقد ذلك أبدا، والأميركيون أوضحوا لنا بجلاء أن النظام قدم لهم مثل هذا العرض، وقال لهم: لماذا لا تتحالفون معي للقضاء على «القاعدة» مقابل بقاء النظام. لكن الأميركيين رفضوا العرض جملة وتفصيلا وأجابوا الأسد: أنت من جاء بـ«القاعدة» وتسببت في هذه المشكلات الصعبة فكيف يمكن أن تكون أنت من سيخلصنا منها؟ لا أعتقد أبدا بوجود صفقة بين أميركا وروسيا حول هذا الموضوع.
* لكن الصفقة الكيماوية أعطت النظام بالون أكسيجين وأراحته لفترة من الزمن على الأقل. أليس كذلك؟
– على الرغم من عتبنا على المجتمع الدولي لأنه انتزع إحدى أدوات الجريمة، لكنه ترك المجرم حرا طليقا ومعه أدوات إجرامية أخرى، إلا أن خطوة نزع الكيماوي من النظام هي في الاتجاه الصحيح. ونحن لم نستفد أبدا من هذا السلاح وتصوراتنا لمستقبل سوريا أنه لا ينبغي أن يكون فيها سلاح كيماوي. أعتقد أن الأميركيين، عند قبولهم بهذه الصفقة، حصلوا على شيئين مهمين: انتزاع السلاح الكيماوي من النظام وهذا لصالح إسرائيل، والثاني أنهم حصلوا على ضمانات من الإيرانيين بأنهم سيتخلون عن مشروعهم النووي وتحديدا الامتناع عن التخصيب بنسبة 20 في المائة. وبالنسبة لواشنطن هذا أمر أهم بكثير من الملف السوري.
* ما حقيقة الموقف الروسي منكم كمعارضة ومن النظام؟ ما الذي يمكن للروس أن يقبلوه وبأي ضمانات؟
– نحن لم نفهم حتى اللحظة لماذا سلك الروس هذه الطريق. علاقتهم بالأساس مع الشعب السوري جيدة لكنها لم تكن علاقة جيدة لا مع حافظ الأسد ولا مع بشار. المسألة متعلقة بموازين القوى في المستقبل وما يمكن أن يحصل عليه الروس الذين هم على خصومة مع الأميركيين.
نحن بلغنا في الفترة الأخيرة أنه تم توجيه أسئلة للمعارضة وفحواها يتناول الضمانات التي يمكن تقديمها لروسيا بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة مقابل تليين مواقفها من الأزمة لدينا. الائتلاف هو الذي سيدرس الموضوع ويرد عليه. المرحلة اللاحقة يمكن أن تشهد زيارة للائتلاف إلى موسكو التي سبقت أن وجهت دعوتين لرئيس الائتلاف ولرئيس الحكومة ونحن منفتحون عليها من أجل تحقيق الزيارة مستقبلا.
* هل التقيت الأمير سعود الفيصل في باريس؟
– كلا، هذا اللقاء لم يحصل ولكننا سوف نقوم بزيارة للرياض في القريب العاجل للقاء القادة السعوديين.
* من يتحكم بإنتاج النفط في سوريا؟
– هناك انهيار في إنتاج النفط إذ إن غالبية الآبار واقعة تحت سيطرة العشائر وبعض المجموعات المسلحة. وما ينتج على قلته يذهب إلى الجهات التي تهيمن على الآبار النفطية.
* أي إن الحكومة لم يعد لها قطرة نفط واحدة ولا دولار واحد؟
– الآن لم يعد يصلها إلا النذر اليسير مما ينتج من النفط.
* هل قطعت كل السبل للتفاهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي والجبهة التي يقودها؟
– واضح تحالف هذا المكون مع النظام في مواجهة الثورة حتى وإن ادعى أنه جزء من المعارضة وليس من النظام. كيف يمكن أن ننظر إليهم عندما يقاتلون جنبا إلى جنب مع النظام ضد الجيش السوري الحر؟ هنا المشكلة: هم وقفوا في صف النظام وبالتالي كيف يمكن أن نتعاون معهم؟
* لماذا لا تسعون للتأثير عليهم من خلال أكراد العراق؟
– لقد حاولنا وطالبنا مرارا وتكرارا أن يتخلوا عن النظام وأن يعلنوا بوضوح وقوفهم في صف الثورة، لكننا لم نصل إلى نتائج إيجابية.