رسالة في التسامح/ فولتير
يعالج هذا الكتاب الكثير من المسائل ولكن المسألة الجوهرية تكمن في التسامح،حررت مضمون كل فصل فيها باختصار ما فهمت وما ركز عليه عقلي الفقير وما سجلته من الكتاب هو كالتالي:
-الفصل الأول : يتحدث عن مصرع جان كالاس مارس سنة 1862 الذي تم تعذيبه وإذانته حتى الموت ،والذي كان يبلغ من العمر 68 سنة ،كان يعمل تاجراً في مدينة تولوز الفرنسية ،والذي أجمع الكل على أنه كان أبا صالحا ،وكان بروتيستانتيا…لماذا تمت إذانته ؟ لأنه اتهم بأنه قتل ابنه مارك أنطوان شنقا غير أن الحقيقة أن ابنه انتحر…
-الفصل الثاني: يتحدث عن النتائج المترتبة على اعدام كالاس ، من تشريد عائلته كاملة بعد ادانته ..
-الفصل الثالث: يتطرق فيه فولتير إلى فكرة الإصلاح في القرن 16 ،والذي يسرد فيه مدى التعصب في فرنسا وما يفعله الكهان لتضليل الناس،وكذا القتل الشنيع الذي أحدثه أعضاء في محكمة مقاطعة البروفانس الذين آمروا بذبح ما لا يقل عن 6 آلاف شخص بمن فيهم :نساء،شيوخ،أطفال، ودمروا 30 بلدة وأحالوها رمادا …
لماذ كل هذا؟
فقط لأنهم ولدوا فالديين،تم نحرهم كالحيوانات الشاردة،التي تذبح في حظيرة مغلقة…
ومعنى الفالديين هنا : هم أتباع بيير فالدو الذي هجر أملاكه ليعيش حياة الفقر على مثال حواري المسيح…
وأبرز في هذا الفصل على أن المجازر في فرنسا كابدت 9 حروب أهلية،وأشار إلى مجزرة عيد القديس بارتليمي في باريس يوم 23 و24أغسطس 1572 التي تمت بأمر الملك شارل التاسع…ولن أنسى اشارته إلى رجل الدين والمستشار القانوني دي بور الذي صارح الملك بضرورة إصلاح أخلاق حاشية القصر وانتهاج سياسة التسامح مع البروتستانتيين،فأمر الملك باعتقاله ،ثم قُدم للمحكمة في الساحة العامة يوم 14 تشرين الأول سنة 1559 حيث ثم إعدامه.
-الفصل الرابع : عنونه بسؤال: هل التسامح خطر ولدى أي شعوب يسمح به؟
في هذا الفصل ركزت على مفاهيم كثيرة نظرا لقصور معرفتي بماهية حيث أنها أول مرة أسمع بها ومنها :
-عذراء أورليان: أو القديسة جان دارك بطلة فرنسية من أصل ريفي والتي اعتبرت نفسها حاملة لرسالة سماوية،فهرعت إلى لنجدة ملك فرنسا شارل السابع، والتي تم حرقها في مدينة روان الفرنسية بتهمة ممارسة السحر.
-السوسينيون: اسم يطلق على الهراطقة الذين اتبعوا تعاليم لييوا سوسيني سنة 1525 ،وفاوستو سوسيني 1529-1604 فأنكرو ألوهية المسيح وعارضوا كل عقيدة لاهوتية تتنافى ومباديء العقل وقالوا بالتسامح والمحبة.
-المينونيون : فرقة دينية سويسرية الأصل ، تفرعت عن حركة الاصلاح البروتيستانتي،وانتشرت في هولندا وألمانيا حول شخص مرشدها مينو سيمونز الكاهن الكاثوليكي الذي هجر الكنيسة الرومانيا رافضا مذهبا اللاعقلاني في الأسرار ومسلكها في الإضطهاد ويعتبر المينونيون بالإجمال رواد مبدأ العلمانية.
-المورافيون: فرقة بروتيستانتية رأت النور في مورافيا بعد إعدام المصلح التشيكي يان هوس ،سنة 1415 حرقا،طالبت بحرية التبشير وعارضت غنى رجال الدين وتعصب الكنيسة ،وطالبت بالعودة إلى تآخي مسيحي الأزمنة الأولى.
-الأنجليكانيون: أتباع الكنيسة الرسيمة لإنجلترا منذ انشقاقها عن كنيسة روما ،إثر خلاف الملك هنري الثامن مع البابا بسبب رفض هذا الأخير منحه إذناً بالطلاق من زوجته الأولى.
-الكالفنيون: أنصار المصلح الفرنسي جان كالفن 1509-1564 الذي اضطر إلى الهجرة من فرنسا والاستقرار في مدينة جنيف السويسرية حيث أقام دولة تسيرها مباديء الإنجيل.
-فرنسوا غومار: لاهوتي بروتيستانتي الذي زعم أن الله قضى منذ الأبد أن يكون مصير غالبية البشر العذاب في النار إلى أبد الأبدين.
أعجبتني هذه القولة لفولتير في نفس الفصل حيث يقول ” الفلسفة وحدها شقيقة الدين”.
-اليعاقبة: اسم يطلق على المسيحيين الأرثوذوكسيين المنتمين إلى الكنيسة السريانية والقائلين بوحدة الطبيعة في شخص المسيح.
-النساطرة : أتباع نسطور بطريريك القسطنطينية 380-451 الذي عزله مجمع أغسس المسكوني سنة 431 لأنه رفض إطلاق لقب ”أم الله” على العذراء مريم انطلاقا من التمييز في شخص المسيح بين طبيعتين إلهية وبشرية ،مؤكداً بالتالي أن مريم هي أم المسيح وليست أم الله.
-الدومينياكيون: رهبانية كاثوليكية أسسها دومنيكوس القشتالي 1170-1221 الذي طوبته الكنيسة قديسا،وقد تصدى الدومينياكيون بوجه خاص لمحاربة الهرطقة الكاتارية في مقاطعة اللانغدوك الفرنسية.
-الكبوشيون: رهبانية كاثوليكية تأسست في القرن 16 بالانشقاق عن رهبانية الإخوة الصغار الأسيريين وقد اشتهرت بهذا الاسم نسبة لغطاء الرأس كبوشون الذي يتلفح به أفرادها.
-الكويكرز : فرقة دينية انجليزية الأصل تعرف باسم جمعية الأصدقاء ،وقد انشقت في الكنيسة الأنجليكانية الطهراينة وجعلت من الإيمان قضية شخصية وأنكرت كل تراتبية الكنيسة.
-الفصل الخامس : حول كيف يمكن تقبل التسامح ؟
نفس الشيء تعريف لمصطلحات غريبة علي :
-المولينيون :أنصار اليسوعي الاسباني لويز مولينا 1535-1601 الذي أسفر تصوره عن النعمة الإلهية إلى ولادة مذهب”الطمأنينة” وهو مذهب صوفي يرى أن الكمال يقوم على حب الله وسكينة النفس.
-الجانسينيوس :أنصار اللاهوتي الهولندي كورنيليوس جانسينيوس 1585-1635 الذي ادعى أن الخلاص مكتوب لفئة من البشر،منذ الولادة،ومضنون به على سائر الفئات…
-الكاربوقراطيون : نسبة إلى الفيلسوف كاربوقراطيس ،فيلسوف غنوس من الاسكندرية في القرن 2 الميلادي يؤمنون بالتناسخ ويرون العالم من خلف خلق ملائكة ساقطين وأن المسيح عديل لفيتاغورس وأفلاطون.
-الأطوخيون: نحلة من أتباع الراهب أوطيخا الذي كان يقول بالطبيعة الواحدة لشخص المسيح ،أدانه مجمع خلقدونية سنة 455م.
-الفصل السادس :هل التعصب قانون طبيعي وقانون إنساني ؟
يقول في هذا الفصل على أن الحق في التعصب حق همجي وعبثي إذ أنه حق النمور وإن فاقه بشاعة فالنمور لا تمزق بأنيابها إلا لتأكل ،أما نحن فقط أفنينا بعضنا بعضا من أجل مقاطع وردت في هذا النص وذاك…
-الفصل السابع : هل عرف الإغريق التعصب ؟
أشار في هذا الفصل إلى قصة محاكمة سقراط،واعتبر أن مثال سقراط هو في النهاية أقوى وأرهب حجة يمكن أن تشهر ضد التعصب.
-الفصل الثامن: ماذا لو كان الرومان متسامحين ؟
في هذا الفصل يؤكد فولتير على أن الرومان كانوا يعتبرون التسامح البنذ الأسمى والأكثر قداسة في القانون المنظم لشؤون الأمم.
-زومولوس :المؤسس الأسطوري لروما 753 ق.م وملكها الأول تعبد له الرومان بصفته الإله الذي يحمي مدينتهم.
-الفصل التاسع : الشهداء
أشار فولتير في هذا الفصل على كلمة شهيد كانت تطلق على من يدلي بشهادة لا على من يعذب حتى الموت.
-السنتور : في الميتولوجيا الاغريقية كائن خرافي نصفه انسان ونصفه حصان
-الساتور : جني اقترنت به عبادة ديونيسيوس
وأعجبتني العبارة الجميلة التي قالها ماكسيموس المادوري للقديس أوغسطينوس ”إن الأغبياء وحدهم من لا يعترفون بإله أعظم”
-الفصل العاشر: تحدث عن الاضطهاد وخطر الأساطير الكاذبة
-الفستاية : كاهنة الألهة فستافي روما القديمة وكان عليها أن تنذر العفة مادامت تخدم في المعبد.
وتطرق الى قصة العذارى وأكد على صعوبة تصديقها ،ثم انتقل إلى قصة القديس رومانوس الشاب الذي رمي به في النار التي يقول فيها أنسابيو أن اليهود حضروا المشهد لتوجيه الشتائم للمسيح لأنه سمح بإحراق أحد أتباعه في حين أن الله كان قد أخرج سيدارخ وميزاخ وأديناغو الذين حكم عليهم بإحراقهم في الناس لكنهم لم يحترقوا ،هذه القصة وردت في سفر دانييل،وما إن تفوه اليهود بتلك الشتائم حتى خرج القديس رومانوس مظفراً من المحرقة وللحال أمر الإمبراطور بالعفو عنه. واعترف المسيحيين كانوا أكبر الناس ظلماً وكان يعيتون في الأرض فساداً يقتلون دون تمييز ودمروا مئة مدينة ولم يكفوا عن اشعال نار المحارق منذ عهد قسطنطين.
-الفصل الحادي عشر : الغلو في التعصب
يقول بقدر ما يكون الدين المسيحي إلهياً،يتعين أن تكف يد الإنسان عن التحكم به،فمادام الله هو من يمنعه ،فهو من سيثبته ويصونه من دون كون أحد،وأكد على أن التعصب لا يولد إلا المنافقين والمتمردين.
-الفصل الثاني عشر : هل كان التعصب شرعا إلهيا في الدين اليهودي وهل كان معمولا به على الدوام؟
ّ الفصح : عند اليهود عيد يحتفل فيه بذكرى الخروج من مصر.
ّ الخماسين:عيد يحتفل به بعد عيد الفصح بخمسين يوما إحياءً لذكرى نزول ألواح الشريعة على موسى.
ّ عيد المضال: يحتفل به في اليوم الخامس بعد عيد يوم الغفران ويرمز إلى عبور شعب إسرائيل للصحراء تحت المظال التي كانت تقيهم من قيظ الشمس.
يقول بأن الله لا يعاقب على التعبد بعبادة أجنبية بل يعاقب على انتهاك وتدنيس عبادته هو،وعلى الفضول المسرف أو المعصية،أو ربما النزوع إلى التمرد، ومن الواضح مثل هذه العقوبات حكر على الله في النظام الديني اليهودي،وعليه نعود فنكرر أن تلك الأزمان والأعراف لا تمت بصلة إلى زماننا وأعرافنا.
الفصل الثالث عشر: تسامح اليهود اللامحدود
-الترتاروس: مملكة العالم السفلي عند اليونانيين وإليه تذهب النفوس بعد الممات،وقد تأوّله لاهوتيو المسيحية الأولى على أنه الجحيم.
-الفصل الرابع عشر: هل المسيح هو من علم التعصب ؟
بالنسبة لي هذا الفصل يؤكد على أن المسيح هو المحبّة كما نعرف وختم فولتير هذا الفصل بسؤاله: هل من مستتبعات القانون الإلهي التعصب؟ أم بالعكس التسامح؟ فإن شئتم أن تتشبهو بالمسيح فكونوا شهداء لا جلادين.
-الفصل الخامس عشر : شهادات ضد التعصب
اخترت بعض من هذه الشهادات في الصميم
”إنه لمن قلة الدين أن نحرم البشر من الحرية في موضوع الدين،وأن نحول دون اختيارهم لإلههم،فما من إنسان ،مامن إله،يرغب في عبادة قسرية” الدفاع الفصل 24.
”إذا لجيء إلى العنف للدفاع عن الدين،فسيتبنى الأساقفة موقفا معارضا” القديس هيلاريوس،الكتاب بالأول.
”إذا فرض الدين بالقوة لا يعود دينا،فالمطلوب الإقناع لا الإكراه،فالدين ليس مما يؤمر به أمراً” لاقتانيسوس الكتاب الثالث.
“إنها الهرطقة مقيته أن نجتذب بالقوة،بالضرب،بالسجن من عجزنا عن إقناعهم بالعقل”. القديس أثاناسيوس تاريخ الشهداءالكتاب الخامس.
“إن العنف قد يخلق منافقين ،فالاقناع يستحيل عندما يسلط سيف التهديد”. تييمون،التاريخ الكنسي الجزء السادس.
”مثل الدين كمثل الحب ،فهو لا يفرض فرضا ولا مدخل للإكراه إليه،ولا شيء أكثر استقلالية من الحب والإيمان”. أملودي لاهوسيه حول رسائل الكاردينال آوسا.
-الفصل السادس عشر : حوار بين شخص قيد الإحتضار وآر على أتم الصحة والعافية.
كأن الحوار كان مع الشيطان ،لكن البصر يرى أبعد مما يفكر في فعله هذا المتعجرف.
-الفصل االسابع عشر: رسالة موجهة في 6 آيار مايو 1714 من صاحب دخل كنسي إلى الأب اليسوعي لوتلبيه.
رسالة غريبة ومضحكة حقا وهي رسالة استبدادية اجرامية مدمرة وقاتلة.
-الفصل الثامن عشر: الحالات الوحيدة التي يكون فيها التعصب من مستلزمات القانون البشري.
“الأراوتوريون: أتباع جمعية كهنوتية كاثوليكية تأسست في فرنسا في العام 1611،ونافست اليسوعيين في مجال التعليم التعليم الثانوي ولاسيما بعد اليسوعي من فرنسا 1762.
-الفصل التاسع عشر : حكاية شجار مجادلة في الصين.
الشجر نشب بين مرشد رهباينة دنمارمية وكاهن من باتافيا وأب يسوعي .
-الفصل العشرون: هل من فائدة من تنشئة الشعب على الخرافة؟
هناك جانب إيجابي قد يؤدي إلى أضرار كارثية من جراء ذلك.
-الفصل الواحد وعشرون: الفضيلة خير من العلم.
يقول فولتير في هذا الفصل على أن الدين وُجد لنكون سعداء في الحياة الدنيا والأخرة فما المطلوب كي نكون سعداء في الأخرة؟
قال أن نكون صالحين.
وما العمل كي نكون سعداء في الدنيا في حدود ما يسمح به بؤس طبيعتنا؟
قال أن نكون متسامحين.
-الفصل الثاني والعشرون: في التسامح الكوني .
دعى فولتير في هذا الفصل المسيحيين إلى أن يجعلوا من جميع الناس إخوة رغم إختلاف عقائدهم وذلك لوكونهم أبناء رب واحد.
-الفصل الثالث وعشرون: صلاة إلى الله.
هذا الفصل كان فقط دعاء وصلاة إلى الله من أجل ترسيخ التسامح وعيش حياة سليمة ومباركة كإخوة بين كل الذين يختلفون في االمعتقدات.
-الفصل الرابع والعشرون: ملاحظة إضافية.
أكد أنه حين بدأ كتابة هذه المقالة،وضع في باله أن يجعل من البشر أكثر رحمة ووداعة.
-الفصل الخامس والعشرون: تتمة وخاتمة.
عاد فولتير في هذا الفصل ليؤكد أن قضية جان كالاس عندما كتبها ليبرز عدم التسامح والظلم . وهذا هو أساس كتابه هذا،الذي جعل طريقه للشغف بالعدل والحقيقة والسلام وترسيخ التسامح بين الشعوب.
وأكد على أن االقضاة الذي ظلمو جان كالاس وعائلته يجب أن يعتذروا لأرملته وأبناءه،ويقرّوا بخطئهم،ومن الجميل أن ترفض العائلة ذلك،ورجع يقول مادام الله غفور فعلى البشر أيضا أن يغفروا لمن يسعى إلى التكفير عن جائر عمله.
وأعاد السيد باكنتور استعراض مراحل الدعوى وإجراءاتها كافة وتم اجماع القضاة بعد ذلك على براءة أسرة جالاس، وأجازو للأسرة اللجوء إلى الجهة المختصة لمقاضاة قضاتها والحصول على نفقات التعويضات والنفقات التي كان يفترض بمحكمة تولوز أن يقدموها من تلقاء أفسهم.
عمت الفرحة بعد ذلك أرجاء باريس واجتمع حشد من الناس في الساحة العامة والمنتزهات لرؤية الأسرة التي عانت كثيرا قبل أن تبرّأ على خير وجه.
صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت
كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية.