سقط الأسد في بيروت
خضر سلامة
ملاحظة/ هذا المقال يمكن اعتباره اخطاراً للنيابة العامة اللبنانية، لو أنها تمتلك القليل من الكرامة.
بماذا يفكر مواطن سوري، يمني، مصري أو لبناني.. وهو يضرب مواطناً آخر من طينة أرضه، لأنه يهتف للحرية والكرامة؟ هل يفكر بأي الأشياء سنقتل كرامتنا اليوم؟ أو كيف يمكن أن نبحث عن ذلٍ جديد، لن يمنعنا عنه هؤلاء الطارئون الحاملين شعارات الحرية؟
يوم الثلاثاء 2-آب-2011، أقمنا اعتصاماً من بضع عشرات من الناشطين السياسيين والحقوقيين اللبنانيين أمام السفارة السورية، تضامناً مع الحراك الشعبي السوري وتكريماً للشهداء، وكالعادة، قامت السفارة البعثية عبر مرتبطين بها في الشارع بإحضار قرابة الخمسين فرداً، أغلبهم من العمّال السوريين في لبنان، ليقودهم أربعيني لبناني من أمن السفارة الحاضر دائماً في الشارع، هتافاً وتحريضاً تحت شعار “حياة الرئيس بشار” و”رفض المندسين” و”كلاب بندر في بيروت”… بعض الأصدقاء من الحزب السوري القومي، الحاضرين في المنطقة التابعة أمنياً لمقر حزبهم، قاموا بتشكيل حاجز بشري مع المظاهرة الأخرى، إلى أن تطور الأمر لسحب شبيحة السفارة العصي والسكاكين والهجوم على اعتصامنا، ما أدى لاصابة ثلاث أشخاص باصابات بالغة، القصة لم تنتهي هنا، إذ أن عناصر البعث السوري، في سيارة تابعة لأحد المرتبطين بالسفارة السورية من نوع أفالانش أسود، قامت بملاحقة المشاركين في الاعتصام في شوارع الحمراء وزواريبها ومقاهيها، ما أدى لاصابة شاب وفتاة لاحقاً.
إذاً، انتهت قصة التشبيح في بيروت، من قبل عناصر البعث والنظام السوري، بحضور القوى الأمنية، القوى المتخاذلة من جيش قاصر، انشغل بشتم أحد الرفاق ببذاءة مشهود لها، وقوى شرطة، أسخف من أن يمكن الاعتماد عليها، إذ أن المؤهل المسؤول عن الدورية التي حضرت، وبحجة أمر من قائد عمليات بيروت، رفض اعتقال أحد حملة السكاكين أمام السفارة لأن “ما في أوامر بالاعتقال”، ومن ثم في المخفر، رفض قبول شكوى مقدمة من قبلنا ضد مجهول بأمر من القاضي كمال بوجودة على حد زعمه ل”عدم اختصاص المخفر” وطلب منا التوجه الى الشرطة العسكرية، مع العلم أننا لو فعلنا، كان ليتم اعتقالنا من قبل هذه الثلة من التابعين نفسياً ومادياً، للجهاز الأمني السوري المترسخ في حكومتنا وحكمنا، قالباً وقلباً، منذ أربعين عاماً.
أرفض تحميل أي حزب لبناني مسؤولية ما جرى بالأمس لأن ذلك لم يثبت على الأقل الى الآن، ما جرى هو من مسؤولية السفارة السورية بشخص سفيرها، الذي يجب استدعائه للتحقيق في امتلاك السفارة لمجموعة من الشبيحة والزعران في منطقة الحمراء جاهزين للتصدي لأي تحرك شعبي لبناني (هذا يحدث للمرة الثالثة على التوالي)، والجهة الثانية، هي الأجهزة الأمنية، التي رفضت القيام بواجبها من اعتقال لأفراد مسلحين حاولوا ارتكاب فعل جرمي بحق ناشطين سياسيين واعلاميين امام الكاميرات ورفضت حتى فتح شكاوي، تأكد لنا بعد مراجعة محامين، أنه رفض لا قانوني، بل سياسي.
أخيراً، كلمة واحدة لأعزائي القراء والأصدقاء: ما حدث بالأمس هو سقوط كذب النظام السوري، على الأرض اللبنانية، كنا مجموعة من عشرات الأصدقاء، المعروفون للجميع، انتماءً وهويةً، لم يكن بيننا سلفي واحد، ولا مندس غريب واحد، ولا مسلّح واحد، بل كان السلاح مع النظام، والعصي مع النظام، والشتائم، والأمن! فما بالك بشعب أعزل، يخرج، وتحت هذه التهمة وبسيل من الكذب والدعارة الفكرية، من لبنانيين وسوريين، صحافة وسياسة وعسكر، يتم قتله يومياً في شوارع سورية… سورية الجميلة، التي نحبها، وننتظرها على شرفة الشرق الجديد: شرقٌ لا طغاة فيه.
https://jou3an.wordpress.com/