سلمية .. أم عسكرية !!
ما زلنا حتى اليوم “كشعب سوري ثائر” نتحدث ونطيل الحديث كثيراً عن السلمية والعسكرية، وعن التسليح أو عدم التسليح، وعن الثورية أو الحربية، وعن غاندي أو جيفارا!
لو دخلتم إلى قلبي لتأكدتم من ثقتي التامّة بأن كل هذا الكلام هو هراء و “خرط” فاضي!
نحن نريد إسقاط النظام، فلماذا نضيع أوقاتنا وأعمارنا بهذه الجدالات العقيمة؟ لماذا نستمع لأشخاص مشكوك في وطنيتهم ونشغل أنفسنا بالرد عليهم؟ على اعتبار أنهم يحاضرون في السلمية؟ يجب علينا كثوار سوريين أن ننتهي فوراً من هذه الجدالات العقيمة التي لا معنى لها والتي لا تزيد إلا في قتل أبناء شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر بحقه ..
ما زال بعضنا مختلف ويضيع وقته بإثبات وجهة نظره “العسكرية” أو “السلمية” ويترك العمل الثوري الحقيقي وراءه ويتجه لهذه السفاسف التي لا تضر ولا تنفع ..
من وجهة نظري .. أهم سمات الثورة السورية أنها قائمة على العمل الجماعي المنظم، ولذا فإن نسب الخطأ في اتخاذ القرار تكون ضئيلة جداً، كما أن السمة المهمة الأخرى والتي لا يستطيع أحدٌ إنكارها أن ثورتنا دوناً عن كثير من ثورات العالم كانت سلمية وعسكرية في نفس الوقت، ولذا فإن اختيار الخيار السلمي أو العسكري سوف يكون بحسب المرحلة وبحسب الموقف وبحسب الخطة التي أعود وأؤكد أنه يتم اتخاذها جماعياً..
ثم أريد أن أهمس في أذن دعاة السلمية التامة “أمثال هيئة التنسيق” وأقول لهم: أليس مثلكم الأعلى في سلميتكم المطلقة هو “غاندي”، وأليست مقولته المشهورة: “النصر الذي يأتي بالعنف يعادل الهزيمة” هي منهجكم، ألم تعلموا أن نفس الشخص “غاندي” يقول: “من الأفضل أن نظهر العنف إذا كان هناك عنف في دواخلنا، على أن نحتفظ بذلك العنف بداخلنا ونظهر الضعف” !!
ها هو نفس الرجل يعترف بأن العنف مطلوب في بعض الأحيان!!
السلمية والعسكرية في الثورة السورية برأيي وجهان لعملة واحدة، كلاهما يكمل الآخر، لأنه لا يستطيع الجميع أن يكون مسلحاً، كما أن الجميع لا يستطيع أن يكون سلمياً، كلٌ يعمل في موقعه، وهذا هو الخيار الأمثل والصحيح في الحالة السورية ..
وبدلاً عن أن نشتغل في هذه السفاسف أرجو من الجميع أن يعمل جاهداً في نصرة الثورة السورية وكلٌ من موقعه، وحسب مقدرته، لأنه وخلال كتابتي لهذه الكلمات تقصف بلدة “الحفة” قصفاً شديداً ويتخوف الناشطون من حدوث مجزرةٍ بها، بعد أن حصلت مجازر طائفية في كلاً من “الحولة” قبل عدة أيام، و “القبيرة” بالأمس ..
كلما زدنا من اختلافاتنا كل ما زاد النظام في مجازره، وكل ما نستطيع فعله هو الاستنكار والشجب!! كما واستطعنا أيضاً تغيير صورة “بروفايل الفيس بوك” !!
دمتم ..
إبراهيم حسن