سوريا:صراع الطائفية المموه بين انقره وطهران ؟؟؟
عزيز الدفاعي
في دراسه قيمه للكاتب العراقي : سليم مطر في تشرين الثاني 2010 حملت عنوان(ا خطر إسرار ألاستراتيجيه الامريكيه في العراق والشرق الأوسط) تحدث فيها عن مشروع سري يخص الشرق الأوسط تقوده ما يعرف( بفدراليه الاخوه العالمية) نقلا عن احد زعمائها وهو يحتضر وهي اخطر منظمه سريه في العالم يجري تطبيق سياساتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بهدف منع أي استقرار وسلام وتطور في المنطقة من خلال إشعال حروب أهلية ودولية تبقيها دائما ضعيفة متوترة متخلفة
ان هذه النقطة تعتبر من أهم واخطر أهداف هذه ألاستراتيجيه ا الكبرى في إضعاف المنطقة وإنهاكها وتغذية روح الضغينة والحروب بين شعوبها ـ المسلمون السنة، المسلمون الشيعة، العلمانيون، المتدينون، اليهود، المسيحيون، بالإضافة الى الجماعات القومية المختلفة من عرب واتراك وفرس واكراد، وغيرهم. واللجوء احيانا الى التدمير الشامل لبعض البلدان حسب النموذج العراقي، لكي يتم فيما بعد تجزئتها و إعادة بنائها بالصورة الملائمة تماما لمصالح أمريكا، حسب المبدأ المعروف: النظام ينبثق من الخراب من خلال خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعات الأساسية التي تتكون منها مجتمعات الشرق الأوسط و تدمير الإسلام من خلال خلق العداء والتناحر بين الشيعة -والسنة وخلق مركزي استقطاب إقليمي طائفي: سعودي وهابي وايراني شيعي ادخل عليه العامل التركي في الفترة اللاحقة بعد ان ارتبط اسم الرياض بالإرهاب بعد سياريو11سبتمبر 2001 وهو ما شرحه بدقه البروفسور حامد ربيع منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم فيما سماه( باستراتيجيه شد الإطراف) اي تمزيق أوصال العالم العربي من خلال الجذب والتخندق الطائفي من قبل دول الجوار غير العربية. وترجمه هذه الاستراتيجه ظهرت بكل تفاصيلها في الدراسة المعززه بخرائط الفصل ألاثني والطائفي التي وضعها في السبعينيات البروفسور اودد بينون مستشار شارون لاحقا التي حملت اسم( استراتيجيه إسرائيل في الثمانينيات) والتي اعيد طرحها وتعديلها تبعا للمستجدات الدوليه ووضع خارطة تنفيذها العملي على يد برنارد لويس.
التطبيق الفعلي لهذا النهج من وجهه نظر مراكز الابحاث الغربيه تركز على المبدأ التالي: نحن لا نختلق المشكلة… بل نعثر عليها ونساعد على استفحاله وتفجيرها….. نحن مثل المنقبين عن النفط، لا نصطنعه بل ننقب عنه وما ان نعثر عليه حتى نحفر الآبار من اجل تفجيره واستثماره.
في الحراك الخطير الذي شهدنه المنطقة العربية منذ اواخر العام المنصرم وجء بيانه الاول من خلال مسرحيه تسريب وثائق ويكليكس والذي اسقط انظمه اغلبها حليفه او مطيعة للمسارات الامريكيه بمساعده انظمه عربيه أخرى برز الصراع القوي بين قطبين اقليميين غير عربيين مسلمين هما تركيا وايران اختلفت رؤيتهما ومواقفهما من هذه التحولات التي لم تكن عفويه في المنطقة مثلما لم تكن عفويه أيضا مواقف الشريف حسين في دعمه للغربيين ضد ألدوله العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى والتي انطلقت شرارتها الاولى من سوريا حين سرب الفرنسيون لجمال باشا السفاح حاكم سوريا العثماني أسماء زعماء الحركة القومية العربية فأعدمهم مما أعطى المبرر للشريف حسين لبلع الطعم والوقوف الى جانب بريطانيا وفرنسا ضد الدوله العثمانية والذي مهد لتقسيم المنطقة بين المنتصرين في سايكس بيكو وضياع اجزاء كبيره منها .ويبدو ان انقره تحاول اليوم القيام من خلالها تصفيه حساباتها مع جيرانها او نهش ما تستطيع من الفريسة العربية التي باغتتها الذئاب من كل صوب كجزء من مشروع هو الأخطر قد يفجر المنطقة برمتها تصفيه حساباتها مع التاريخ!!!.
انقره التي حاولت ان تظهر بدور المدافع عن ألسنه في العراق ولا زالت في مقابل الدور الإيراني الداعم للأحزاب الشيعية يبدو جليا في خلفيات وتفاعلات الصراع اليوم على سوريا بين انقره وطهران رغم اختلاف الدوافع والمبررات والمصالح طبعا نيابه عن الكبار في ظل غياب الثقل العربي بل عدم حياديته بل تبعيته الذي ظهر واضحا في قرار ألجامعه العربية المتورطة في تازيم الإحداث في سوريا وعدم إعطاء ألفرصه للأسد ليلتقط أنفاسه وتطبيق الإصلاحات السياسية التي وعد بها والنفخ بنار الطائفية والدفع بالإحداث نحو حافه الحرب على غرار ما حصل في قمة القاهرة عام 1990 الذي قدم المبررات لضرب واحتلال العراق لاحقا وعدم تشجيع صدام حسين على الانسحاب سلميا من الكويت وهو قد يكون ألمقدمه لقرار مشابه لقرار ألجامعه العربية بشان ليبيا في مارس من هذا العام الذي أعطى الضوء الأخضر للناتو لتجاوز منطقه الحضر الجوي والتورط في صراع داخلي رغم اختلاف الأوضاع والمبررات مع الوضع السوري .
اننا لن نتردد أبدا في تبنينا لحقوق الشعب السوري المشروعة في الديمقراطية وأقامه دوله المؤسسات في ذات الوقت الذي ندين فيه العنف وندعم حركه ألمطالبه الشعبية السلمية.. نؤكد على الاهميه ألاستراتيجيه لسوريا ودورها في مجمل الصراع العربي ومخاطر الانزلاق في المستنقع الطائفي أو ان ندين البعث في العراق وندافع عنه في دمشق لكن مخاوفنا تنبع من الأتي ومن وساوس كلمه الحق التي يراد بها باطل من القلق ان يكون هدف التغيير السلطوي في دمشق محاوله لذبح أكثر من طرف عربي يرفض الدخول ببيت الطاعة وإسطبلات ألعماله ولتدجين بعد سقوط الجدار الشامي.
لقد تبجح الكثير من قاده دمشق خلال السنوات الاخيره بعد التقارب بين بلادهم وانقره من أمكانيه كسر مثل هذه المخططات والادعاء أن القيادة السورية قادره على إدارة علاقتها الإقليمية بطريقة تجعل من سورية قطبا المؤثر في خريطة الأحداث الذي يكسبها أهميه في البعد السياسية الاقليميه يخدمها الموقع الإستراتيجي الجيوسياسية للمنطقة الذي فرض على الدوام وجودها. ورغم أن الحديث حول لواء الاسكندرون الذي اغتصبته تركيا من سوريا حديث شائك… ألاان الرئيس السوري حافظ الأسد أدرك طبيعة الاختلاف بين نظره كل من طهران وانقره لبلاده ضمن مجمل الصراع الدائر في المنطقة بعيدا عن إشكاليات ملف المياه والأكراد وعلاقات تركيا ألدوله العضو في الناتو وأول دوله مسلمه اعترفت بإسرائيل التي تقيم معها انقره ألمسلمه علاقات استراتيجيه وعسكريه متينة لم تكن تختلف كثيرا عن علاقات شاه إيران بالدولة العبرية لذلك كانت علاقاته مع انقره بعيده عن الود والوئام.
لقد سعت كثير من الإطراف العربية بكل الوسائل الى فسخ تلك العلاقة ألاستراتيجيه التي ربطت بين دمشق وآيات الله في طهران التي تجلت واضحة منذ وقوف دمشق الى جانب إيران ضد صدام حسين خلال حرب الخليج الاولى وايدت ودعمت سياسه طهران في فلسطين ولبنان لكن دمشق كما يبدو راهنت على توازن اقليمي يضمن لها العمق والسند الاستراتيجي حين حصل التقارب بين انقره وطهران دون إدراك عميق لإبعاد الدور التركي الجديد الذي لبس جبه الإسلام المعتدل حسب تعبير معهد راندل بعد فوز حزب العدالة والتنمية.
وربما يكون الترحيب العربي بالتقارب الذي حصل بين دمشق وانقره في الأعوام القليلة التي سبقت الإحداث ألراهنه في سوريا دليل واضح على ما كان يضمر لسوريا بعد ان وجد تجلياته في التحالف السوري السعودي الإيراني ضد التواجد الأمريكي في العراق كجزء من براغماتيه السياسة السورية التي اكتشفت متاجره أنها سقطت في فخ محكم او نوع من تصديق الأكاذيب لم تفق منه الأبعد ان أظهرت انقره انحيازها وتدخلها السافر لإسقاط النظام في دمشق بعد ان تغيرت التحالفات مع أول هزات الزلزال العربي والذي اسقط جميع الاقنعه.
والغريب مثلا ان الإطراف العراقية التي حصلت على كامل الدعم من دمشق في مواجهه الحكومة العراقية تقف اليوم مع الرغبة والجهات الداعمة اللاطاحه بنظام الرئيس الأسد والذي تتزعمه انقره على العكس من موقف حكومة بغداد( وفق الحسابات االمحليه والاقليميه) الداعم للتغيير السلمي والإصلاحات في سوريا ومنع التدخل الخارجي الذي تقف طهران بكل ثقلها ضده وتعتبرها معركة مصيريه تحولت فيها سوريا الى ساحة للصراع الدولي عبر لاعبين الأول عثماني- سني والأخر فارسي- شيعي بعد ان هدأت معركة العراق نسبيا و التي لم يكسب من وراءها الأتراك كثيرا على صعيد النفوذ السياسي ولم تصمت مدافعهم فيها عن دك جبال كردستان العراقية على عكس ما حصده الايرانيون المتوجسين من الانسحاب الامريكي من العراق الذي اجل الصدام المباشر بين واشنطن وطهران الى حين .
ربما تكون عمليه الاصطفاف المتعاكس عربيا مع دمشق او ضدها محكومه للأسف بالطائفية السياسية التي هي جوهر المشروع الغربي في المنطقة والذي طبقت واختبرت سيناريوهاته بعد احتلال العراق عام2003 مع استمرار حالة القصف المتعاقب على العقل العربي في الإحتقان الطائفي( ألسنه والشيعة ) ونقلها إلى وسائل العبر قنوات التضليل التي مارست دورا سيئا في بتكثيف حضور ثنائية الطائفتين التي ترددت بشكل يومي على بطريقة أيقظت الانتماء الطائفي والخوف من الأخر والتحزب الأعمى نشر النزعة الطائفية والخوف من الآخر، و التخندق لاشعوريا لطائفته التي يشعر أنه بأمان معها بديلا عن الوطن على حساب الرؤيا القومية. والاستراتيجي وهو ما يفسر لماذا شعر الشارع العربي بالارتياح من تقارب دمشق وانقره بدرجه معاكسه لنظرته الرافضة من تقارب طهران والشام…. رغم ان خطاب الود التركي لدمشق ذاب سريعا والأخر أي الإيراني لم يكن يوما زواج متعه مثلما يحلو للبعض التشبيه.
ماهي أوجه الخلاف الجوهرية بين مواقف طهران وانقره من الإحداث الجاريه في سوريا التي هي أكثر المحطات جدلا وخطوره في ما نسميه بالزلزال العربي؟
ربما يتصور البعض أن الاداره الامريكيه تركت العراق بعد هزيمتها من قبل إيران مقابل ترك سوريا لقمه سائغه في فم العثمانيين الجدد وهو امر لايدعيه الإيرانيون ولا يجاهرون به علنا بل تروج له وسائل الإعلام الامريكيه والغربيه مما يدعوا للاستغراب وعلينا ان نفكر مليا قبل التهويل والادعاء الساذج بان الولايات المتحدة قبلت بسفك دماء الآلاف من أبناءها وخسارة أكثر من ترليون دولار لتترك العراق قلب العالم العربي طريده يفترسها الإيرانيون…. بعد ان فشلت واشنطن في الرهان على حصول تغيير داخلي في إيران من خلال الإصلاحيين الاكثر عداءا للقضايا العربية او النيل من قوه حزب الله او حماس وفشلت في منع الإيرانيين من تطوير قدراتهم النووية بينما الوضع في المنطقة مثل طنجره الضغط يوشك على التفجير وما حدث في الكويت والبحرين يظهر ان لااحد بعيد عن الختان السياسي !!! الإيرانيون يدركون ان خروج الأمريكيين بهذه العجالة من العراق قد يكون هدفه إخلاء الساحة تمهيدا لضربه قويه ضدهم يمهدون لها من خلال عراك بالوكالة بين الايرانيين والأتراك على الحلبة السورية والمعلومات التي حصل عليها الإيرانيون من موسكو وبكين ودول عربيه تعزز لديهم هذه المخاوف.
لكن رغم الخلاف الأمريكي الإيراني على قضايا عديدة، فإن خبراء مراكز الأبحاث يرون أن الأمر يتعلق أساسا بنزاع نفوذ في المنطقة. فواشنطن لا تريد أن تنافسها وتزاحمها طهران على مناطق النفوذ، وأن تقبل بنصيب يحدده الغرب من كعكة المكاسب في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم لذا فهي تعطي لانقره دورا هاما من خلال تمرير دعمها وترويجها للحرية والديمقراطيه والحقوق العربية( بينما طائراتها تقوم بذبح الاكراد يوميا) وقد فطنت تركيا ان تيار الاعتدال أو محور (القاهرة-الرياض) هو التيار المسيطر سياسيا في الشارع العربي وهو الأكثر سطوة ويتمتع بدعم دولي كبير على عكس ألعزله التي تعيشها ايران بسبب ملفها النووي الذي تسبب بمبيعات بمليارات الدولارات من الاسلحه الغربية لدول المنطقة التي غالبا ما تطالب واشنطن بضرب( رأس الأفعى) حسب وصف السعوديين لإيران.
وإيران تريد من جانبها أن تكون شريكا كاملا وليس مجرد وسيط، وهذا ما يولد أحيانا التصادم مع الغرب الذي لا يرقى إلى المواجهة العسكرية، في حين يولد ما يسميه الخبراء تخادما ضمنيا يسفر عن تحقيق أهداف مشتركة. وهذا ما يفسر حالة التعاون بين طهران وواشنطن بخصوص أفغانستان والعراق. بعد تسعة أشهر من غزو العراق جاء التأكيد الرسمي عن هذا التفاهم البراغماتي، فقد صرح محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية في ختام أعمال مؤتمر عقد في أبوظبي مساء الثلاثاء 13 يناير 2004 بالقول مفتخرا ومنتشيا “لولا إيران لما سقطت كابول وبغداد” وإن إيران “قدمت الكثير من العون لأمريكا في حربها في أفغانستان وفي بغداد”. بعد ذلك كرر الأمر عدد من كبار المسئولين في طهران… والأمريكيون يعرفون جيدا ان اغلب بنود تفاهماتهم وانسحابهم من العراق حملت بصمات المرشد الأعلى ايه الله علي خامنئي.
المسالة الأكثر خطورة هنا تتعلق بانقلاب معايير الولاء ونظرة الجماهير العربية للإحداث التي لم تكن خاضعة سابقا للتأثير الطائفي بل المصالح العربية والاسلاميه والتعايش مع باقي الأديان ومركزيه الصراع من اجل فلسطين والوحدة والتضامن ومواجهه تحديات التنميه.. فشيعه العراق والمنطقة ومرجعياتهم تعاطفوا مع عبد الناصر القومي ضد الشاه الشيعي ووقفوا ولازالوا الى جانب الفلسطينيين.. والعالم السني تعاطف مع الامام الخميني حين قاد ثورته ضد الشاه حليف أمريكا وإسرائيل عام 1979 ومع حسن نصر الله في حرب تموز ضد إسرائيل ….لكن الحسابات انقلبت بعد غزو العراق فانقره تريد ان تقدم نفسها كقائد للسنه في العالم العربي من خلال تعاطفها مع القضايا المصيرية و تقدم دبلوماسيتها كأول الداعمين للربيع العربي والمناهضين للدكتاتوريات العربية لان حساباتها أظهرت ان هذا الجزء من العالم الذي حكمته على مدى أربعه قرون قادر ان يخدم مصالحها ألاستراتيجيه ضمن المخطط الغربي بعد ان فقدت أي أمل في عضويه الاتحاد الأوروبي ألا إذا كان الدور الحالي هو الثمن !! وهو ما يعني خلق محور مضاد شيعي تقوده ايران التي ترى ان سقوط نظام دمشق الان سيفتح المنطقة نحو المجهول وسيبعثر الأوراق ويفجر صراعا طائفيا لن يكون فيه العرب والمسلمون رابحين ابد سيمهد الطريق لإسقاط تجربتها الاسلاميه.
وايران شعرت بذلك منذ اللحظة الأولى لدخول الامريكين في العراق وكانت أول من رحب بسقوط زين العابدين ومبارك ولكن بحذر وحيطة الخبير بتغير التكتيكات الامريكيه لكنها بقيت متمسكة بالرفض المطلق لمشروع اعاده رسم خارطه المنطقه وهي وبحنكه فائقة ترغب في( شرق أوسط جديد بلا إسرائيل) يضمن نفوذها وهيمنتها وقد اعتمدت هذا النهج الذي يخدم مصالحها ألاستراتيجيه ويمنحها دورا قائدا تدعمه روسيا والصين والهند والبرازيل وفنزويلا يجعل من العراق ولبنان والبحرين واليمن والمنطقه الشرقية في السعوديه وشيعه الكويت وجنوب افغانستان وحماس من خلال نشر التشيع حتى في افريقيا خطوط دفاع متقدمه وساحات صراع وتسويات مع أعداءها بعد ان فقد العرب بتبعيتهم أي دور قيادي إقليمي.
طهران كما يبدو من قراءه خطابها الرسمي مستعدة للذهاب الى ابعد مدى في دعم دمشق حتى لو تعلق الامر بتهديد إسرائيل وأمريكا بضرب منشاتها النووية وهو ما تقابله بالضد انقره من خلال النظام العربي والدعم الأوروبي الأمريكي لإسقاط الأسد وانتهاج أسلوب التصعيد والنفس الطويل بتأييد عربي تركي بلغ ذروته حين طالب زعيم الإخوان المسلمين في سوريا تركيا يوم امس للتدخل عسكريا وهو ما يعني حربا طاحنه لاتبقي ولا تذر مما يعني فيما لو تحقق محاوله لاستدراج ايران للتورط في هذا الصراع مما يقدم المبررات لضربها بذريعة انها تعرضت لقوات تركيا العضو في الناتو وهو ما سيسهل ضرب منشاتها النوويه ودخول إسرائيل على الخط .
ومن هنا نقرا الرد الإيراني على هذا السيناريو حيث نشرت وكالة فارس للأنباء الإيرانية تهديدا هو الأول من نوعه وبمقتضاه أن إيران سوف تبيد إسرائيل بواسطة 4 صواريخ فقط وبحسب الخبير الإيراني سعد الله زاريا وهو محلل عسكري إيراني كان مقرب من آية الله خامنئي فإن التهديد جدي، ورغم أن موقع ديبكا يقول إن الاصابات لن تكون بهذا العدد المذكور إلا أنها تؤكد أن إيران ابتاعت عام 2005 من السوق السوداء 18 صاروخا نوويا من اوكرانيا و3-5 قنابل نووية من بيلوروسيا . قد تكون المناوشات التركيه الايرانيه في تهديد انقره بقطع صادرات الكهرباء عن سوريا الذي لوحت مقابله طهران بإيقاف إمدادات الغاز الطبيعي عن تركيا أول الغيث.
انقره تمتلك ورقه الاغلبيه السنيه وهذا الأمر لم يكن سابقا ذي أهمية لولا حرب العراق التي نشرت فايروس الطائفيه في عموم المنطقة وهو اكبر انتصار للغرب على دول المنطقة و اقتبس من تقرير فدراليه الاخوه العالمية الفقره التاليه ( منذ عام 2003 تمكنا بصورة تفوق التوقع ان نجعل من العراق ساحة مكشوفة ومثال فاضح لكل المسلمين للصراع الدامي المحتدم بين القطبين الشيعي ـ السني. بل جعلنا منه ارضا لعذابات المسيحيين والصابئة وباقي الجماعات ا ضافة الى أسطورة عذابات الأكراد قبل ذلك. نعم طيلة عقدين من الزمان جعلنا من العراق ارض الخراب ومركزا للظلام الذي ينتظر المنطقة أجمعها. آملين ان نجعل منه فيما بعد ارض النظام والاستقرار والبحبوحة ومركزا لشرق أوسط ديمقراطي منسجم تماما مع مصالحنا) ولا ندري عن أي بحبوحة واستقرار نترقب بعد ان اصبح خطاب الموتى الطائفي قبل قرون قادر على تقرير ولائاتنا ونظرتنا للإحداث المصيرية ليصيبنا ما يشبه العمى بينما خارطة العراق والمنطقة بانتظار سايكس بيكو جديدة بعد ان تحول اتجاه البنادق صوب صدور الاخوه بدل الأعداء في ظل التكبير لخطاب التحريض الطائفي بدلا عن جبهات الصمود والتحالف ضد أعداء ألامه.