سوريا.. دولة المخادعة!!
يوسف الكويليت
لم يعد الشعب العربي يصدق المفاهيم التي ظلت ذرائع بقاء السلطات العسكرية وسر وجودها، فدولة الممانعة والمقاومة، والتي لم تبعث حتى احتجاجات للأمم المتحدة على احتلال الجولان أو مطاردة الطائرات الإسرائيلية التي حامت على قصر الرئيس الصيفي بحماة، أو ضرب القواعد العسكرية في البقاع اللبناني، لتقرن الفكر بالحقيقة وتكون بالفعل دولة مواجهة..
دولة الممانعة تريد إشعال طرابلس في مواجهة بين السنّة والعلويين لأنها تزعم أن سنّة لبنان داعمون أساسيون للثوار في الداخل السوري ويأوون عشرات الآلاف من الهاربين من جحيم المواجهات، وحكومة لبنان واقعة بين اختراق السوريين لأجهزتها وتوظيف وزراء يقومون بكل الأدوار نيابة عنها، يساعدها حزب الله، الذي يكمل حلقة الصراع والضغط على جميع مكونات الشعب اللبناني، بمعنى أن تفجير هذا البلد أصبح رهن الحلفاء في داخله والذين يدينون، بشكل مطلق للسوريين وفق مصالح شخصية أو تبعية مذهبية..
حكومة العلويين استعانت بقوات سرية مدربة من الحرس الثوري الإيراني، وكذلك عناصر من حزب الله، وتجنيد علويين من لبنان، وعملاء من السنة السورية ممن وضعوا أنفسهم تحت امرة السيد لتلاقي مصالح طبقة التجار والموظفين وبعض العسكريين، وهي صيغة أي نظام يحاول، بطرقه الخاصة، الاستعانة بالمرتزقة من أي جهة كانت، وقد شهدنا كيف استعان القذافي بمرتقة أفارقة قبض عليهم وحكوموا كشواهد على الأنظمة التي لا تثق في مواطنيها، غير أن الصورة تظل منكسرة، فالشعب السوري لم يعد تخيفه السطوة العسكرية، وأصبح يتخذ أساليب المقاومة الطويلة، واستحداث طرق بدأت توجع النظام..
الأمم المتحدة لا يعول عليها، بل أصبحت جزءاً من الأزمة في الصمت على الممارسات اللا إنسانية، والتي طالت، حتى مراقبيها، وكذلك الأمين العام (بان كي مون) لا ندري على أي مستند اعترف بأن التفجيرات الأخيرة في سوريا من صنع وتنفيذ القاعدة، وفيما إذا اعتمد على أقوال أو وثائق سورية مزيفة، أم طرف ثالث محايد؟ وهو ما كان مفترضاً أن يصرح ويجيب عنه بالوثائق الأمين العام..!
نريد من قادة دولة الممانعة والمقاومة، والوحدة العربية، رأيهم في قول حليفتهم إيران: إن البحرين المحافظة الرابعة عشرة، وأن الخليج فارسي لا عربي، وأن جزر الإمارات إيرانية، وأن جنوب العراق محافظة شيعية تسعى إلى ضمها إليها، هل يتّسق ذلك مع دولة القومية العربية أن تسمع صوت إيران وأفعالها، ولا تتحول إلى دولة مقاومة لحكم فارسي لا يختلف بمطامعه عن إسرائيل، بأن لا يصدر حتى احتجاج أو مقالة صغيرة في أحد جرائد الظل السورية، أم أن الحقائق تكشف الأكاذيب وأن حكومة الأسد، هي من تريد إخلاء المواطنين السوريين في مدن الساحل السوري لإقامة دولتهم العلوية، وبمعونة من إيران؟!
سقوط الحلف الثلاثي الإيراني العراقي، السوري مطلب قومي لأننا نعيش أجواء حرب ومطامع تهدد وجودنا العربي واستقلال بلداننا..
الرياض