سوريا ليست بخير ، الثورة المضادة تتقدم/ غياث نعيسة
ابتلي شعبنا بنظام مجرم (يقاتل الى جانبه حلفائه) دمر اكثر من نصف سوريا وقتل وشرد الغالبية العظمى من شعبنا.
وابتلى شعبنا أيضاً بدول إقليمية ودولية (مثل مشايخ وممالك الجهل والفساد ..)تدعى انها صديقة للشعب السوري لم تفعل شيئا سوى محاولتها إفشال الثورة او تطييفها وحرفها عن مسارها الوطني والشعبي، وبعضها قام ، كما النظام ، بدعم المجموعات الجهادية والتكفيرية.
كما ابتلى شعبنا بمعارضة سياسية كرستها وركبتها هذه القوى والدول الإقليمية والدولية المذكورة أعلاه ، لا هم لأغلب شخوص هذه المعارضة المبتذلة سوى الارتزاق والارتهان الشخصي مع فساد يضاهي فساد النظام.
لهذه الأسباب ، وغيرها، يتعرض الحراك الشعبي والثوري الأصيل ، الذي تم قتل اغلب ناشطيه او اعتقالهم او تهجيرهم من قبل النظام من جهة وقوى الثورة المضادة من جهة اخرى ، الى حالة استنزاف هائلة ليتحول اليوم الى جزر معزولة.
إذن، تتقدم الثورة المضادة بسرعة كبيرة. ولا بد من الاعتراف بان الثورة الشعبية تمر اليوم باصعب لحظاتها ، مرحلة التراجع، رغم انها ليست سوى لحظة من سيرورة طويلة.
ومع ذلك ، ولأننا نعتقد بأنها ليست سوى لحظة في سياق طويل وان الديناميات الثورية ستستمر سنوات طويلة ، فإننا نقف مع من بقي ،من الثوار، يحمل مبادئ الثورة الشعبية في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية في مواجهة كل أعدائها .
انها لحظة تراجع مؤقتة، لن تدوم طويلا، ستنهض الجذوة الثورية للجماهير مجددا لتكنس هذا النظام البرجوازي الدكتاتوري ومعه معارضة الارتزاق والفساد والقوى الرجعية.
تتطلب المرحلة إذن من اليسار الثوري الارتقاء بفعاليته وكفاحه لمواجهة تحدياتها.
صامدون