سوريّا التي نحبّ
حازم صاغيّة
في انتظار أن تتّضح الأوضاع في سوريّا، تعالوا نحلم بسوريّا أخرى:
*بسوريّا يسودها نظام ديموقراطيّ برلمانيّ، وتنبع فيها السيادة من الشعب وإرادته وحدهما،
*بسوريّا يهمّها أن تبني مجتمعها ودولتها على أساس الوطنيّة والمواطنة، وأن تكون علاقاتها ممتازة مع جيرانها، لا يتدخّلون في شؤونها الداخليّة ولا تتدخّل في شؤونهم الداخليّة،
*بسوريّا تنفق على التنمية ما تنفقه اليوم على الأمن و”الجيش” وسائر الجيوش الموازية، منجزةً السلام العادل مع إسرائيل ومستفيدة من هذا السلام لممارسة ضغط سياسيّ وديبلوماسيّ على الدولة العبريّة في سبيل إقامة دولة فلسطينيّة،
*بسوريّا التي تنشأ فيها الوظائف تبعاً للكفاءة مثلما تكون المناصب تعبيراً عن إرادة الشعب،
*بسوريّا التي تكثر فيها الأحزاب وتزدهر الآراء ووسائل الإعلام والاتّصال، كما تُسمع وتُذاع آراء مثقّفيها وفنّانيها ومبدعيها، بدل آراء عقدائها وعمدائها،
*بسوريّا التي تفتح ذراعيها لأبنائها اللاجئين والمنفيّين والذين دفع بهم الاضطهاد المديد إلى الخارج، مستعيدةً قدراتهم وكفاءاتهم في بناء الوطن،
*بسوريّا التي تصدّر لنا سلعاً وكتباً وأفكاراً، بدل السلاح، وتستورد منّا سلعاً وكتباً وأفكاراً،
*بسوريّا التي تتدخّل بين الطوائف والجماعات اللبنانيّة فقط للتقريب في ما بينها والمساعدة على تذليل المخاوف التي تجمعها، فيما نتبادل خبرات تجاربنا المشتركة في تعايش الجماعات والطوائف، وربّما غداً في بلوغ أفق علمانيّ جديد.
هذه السوريّا الغنيّة، بشعبها وأرضها وثرواتها وثقافات جماعاتها، نحبّها ونشتاق إليها اشتياقنا لأصدقائنا (وأقاربنا) فيها. نشتاق فعلاً إلى دمشق وغوطتها، وإلى حمص وحماة وحلب واللاذقيّة، من دون أن نضطرّ إلى “شرب فنجان قهوة” عند رجل أمن. وكم نحبّ اليوم أن نكتشف درعا وأن نتوغّل في الشرق لاكتشاف دير الزور والقامشلي.
نحبّ أن نطلّ من هذه المدن على تركيا والعراق والأردن ونعاود اكتشاف هذا البلد الرحب الذي تمّ، منذ 1963، تضييقه وتلخيصه.
نحبّ أن نحبّ هذه السوريّا، وسنبقى نحلم بوصال قريب.
موقع لبنان الآن