صقورية سعود الفيصل تسود في سورية
راي القدس
اختتم جون كيري وزير الخارجية الامريكي جولته الشرق اوسطية امس في مدينة ابو ظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة بالتعهد بتعزيز قدرات المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل لاسقاط النظام في دمشق، وتوجيه تحذير قوي لايران بان المحادثات حول طموحاتها النووية تقترب من نهايتها، وان الوقت ينفد بسرعة.
الوزير كيري واجه ضغوطا مكثفة من مضيفيه الخليجيين، والسعوديين منهم على وجه التحديد، لتسليح المعارضة السورية باسلحة حديثة ونوعية متطورة تمكنها من حسم الامور على الارض بقوة وفي فترة زمنية قصيرة، ومن الواضح انه بات اكثر ليونة في هذا الصدد، فهو لم يرفض بالمطلق تسليح المعارضة، ولكنه اعرب عن مخاوفه من امكانية وصول هذه الاسلحة الى عناصر متطرفة.
الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي التقى نظيره الامريكي في الرياض امس الاول تبنى لهجة ‘صقورية’، واظهر نوايا قوية في اتجاه تكثيف تزويد بلاده المعارضة بالاسلحة الحديثة، عندما قال ‘ان النظام يرتكب مجازر في حق شعبه، ويستخدم صواريخ سكود لقصف المدنيين، وان بلاده تملك واجبا اخلاقيا بعدم الصمت على هذه المجازر’.
لهجة كيري المتحفظة تجاه تزويد المعارضة السورية بالاسلحة بدأت تخفت مع نهاية اللقاء بالمسؤولين السعوديين الذين نجحوا في اقناعه بانهم يملكون القدرة على عدم وصول الاسلحة الحديثة الى جماعات جهادية اسلامية متشددة مثل جبهة النصرة وصقور الشام والفاروق وغيرها، ولهذا اكد في مؤتمره الصحافي مع الامير سعود الفيصل بان الجيش السوري الحر، والفصائل السورية المعتدلة المنضوية تحت مظلته، تملك القدرة على عدم وصول الاسلحة الى الايادي الخطأ.
كلام الوزير كيري هذا قد يفسر على انه ضوء اخضر امريكي قوي للدول الخليجية، والسعودية وقطر، على وجه الخصوص لارسال صفقات اسلحة بشكل اكبر الى المعارضة السورية لكي تواصل التقدم في جبهات القتال على الارض، وتحقيق المزيد من المكاسب.
بالامس نجحت قوات المعارضة المسلحة في السيطرة على المزيد من الاراضي في شمال شرق وشمال غرب سورية. واسر محافظ مدينة الرقة، واسقاط طائرة وهذه النجاحات من غير الممكن ان تتحقق لولا وصول اسلحة حديثة ونوعية.
صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الامريكية كشفت عن ارسال المملكة العربية السعودية صفقات اسلحة اوكرانية الى المعارضة السورية ‘المعتدلة’، وكشفت صحيفة ‘التايمز’ البريطانية عن وجود قواعد في الاردن لتدريب قوات سورية منشقة يقدر عددها بحوالي 500 جندي على اسلحة ووسائل قتالية حديثة حيث يتولى هذه المهمة خبراء امريكيون.
من الواضح ان المملكة العربية السعودية وقطر قررتا تبني الحل العسكري للازمة السورية بعد تعثر الحلول السلمية السياسية، لانهما تخشيان من تبعات اطالة هذه الازمة واحتمالات بقاء النظام والانتقام منهما في مرحلة لاحقة.
الرئيس بشار الاسد اكد في حديث لصحيفة ‘الصنداي تايمز’ انه لن يتنحى عن منصبه، وسيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام المقبل، وقال ان الشعب هو الذي يقرر مصير رئيسه، وربما اصابت هذه التأكيدات الدول الخليجية باليأس من الحلول السياسية التي كانت تهدف الى رحيله في نهاية المطاف، وقررت تبني الحلول العسكرية.
السؤال هو: هل يسكت نظام الرئيس الاسد وحلفاؤه في لبنان والعراق وايران على هذا التسليح الخليجي للمعارضة المسلحة وبهذه الصورة الواضحة والعلنية؟ وكيف يكون الرد في هذه الحالة؟
الاسابيع والاشهر المقبلة قد تشهد تصعيدا للعنف ليس داخل سورية وانما في جوارها، وجوار جوارها، ولن نستغرب اذا ما امتدت نيران لهب الازمة السورية الى اثواب آخرين في معركة كسر العظم الزاحفة بسرعة على المنطقة.
القدس العربي