عام ظهور الأسد عام اختفائه
فاتح عبدالسلام
بعد أيام قلائل يجيء عام جديد، وسوريا على حالها من الدمار والانسحاق تحت عجلة حرب داخلية ضروس. هل يأمل السوريون بنهاية لمصائبهم في العام المقبل؟ ألم تكن تلك أمنيتهم قبل أنْ يبدأ العام الحالي حتى غرقت الأماني في وحل الواقع الملتهب؟ أصوات الرصاص والقذائف أعلى من أمنيات.
هل وصل المتصارعون إلى طريق مسدود؟ كما قال نائب الرئيس بشار الأسد، حيث لا طرف يقدر على حسم الموقف لوحده، إنَّه استنتاج قديم يحاول أن يلعب به مسؤول حكومي في الفترة الرمادية بحثاً عن خيط ذهبي يتعلق به. بيد إنَّ الأحوال في الأسابيع الأخيرة وما تنذر به الأيام المقبلة يوحي بقوة إن نظرية المعادلة المتكافئة لم يعد لها مكان مستقر من الوجود حيث إن كل طرف يعمل على إنجاز حسم ما وإنه يعمل على وفق تلك القناعة بتأييد من حلفائه. فما الذي يمكن أن يحدث في ظل غياب عميق للأسد عن الظهور وأنباء قوية من حول قصره إنه لم يعد موجوداً فيه؟ إلى أين ذهب الرئيس ولِم لا يسمع السوريون صوته ويرون صورته في حدث واضح. ولماذا لا يكون بين أبناء شعبه وهم يعانون أكبر أزمة دموية في حياتهم؟ إنه إنْ لم يظهر بينهم ليهتفوا له كما كان ذلك في السابق، ليظهر لهم وهو يهتف لهم على اعتبار إنَّ هناك قسماً لا يزال مؤيداً له، وهؤلاء جماهيره الذين لا يجوز التخلي عنهم وهم في محنتهم. انها من بقايا معادلات الزمن الثوري المعهود في سوريا بالتوارث.
هناك مَنْ يقول إن لا ضرورة لظهور الأسد علناً، فقد قال كل ما كان يريد قوله، ولم يبق تصنيف يمكن أن يصنف الشعب فيه لم يقله، ولم تبق معالجة فكرية نظرية لم يتحدث عنها. لم يبق سوى الحل وهو فيما يبدو قد تركه فعلا بيد الشعب لكن على طريقته الخاصّة.
هل كان السوريون على اتصال يومي برئيس البلاد لكي يعرفوا أنه ليس في قصره الآن عندما بات غائبا عنهم طوال هذه الأيام العصيبة؟ هل يحتاج السوريون اليوم الى رئيس لا يستطيع أن يطفئ الفتنة بالحكمة؟ ماذا يفعلون به إذا ظهر أو اختفى؟
ما الذي سيتغير؟
الزمان