عراق المالكي بديل سوريا الأسد؟
راجح الخوري
عشية زيارته الى موسكو كانت المواقف السياسية في العراق تشعل الضوء الاحمر في وجه نوري المالكي، وخصوصاً بعدما تبين ان “التحالف الشيعي” لن يتردد في التخلي عنه بعد سقوط بشار الاسد، لهذا لم يكن مفاجئاً ان يتخذ خلال زيارته مواقف تؤكد نهائية اصطفافه الى جانب مواقف روسيا وايران من الازمة السورية.
لم يكن خافياً في بغداد ان محور المالكي – طالباني يستعجل عقد الاجتماع الوطني لأنه يريد في هذه المرحلة وقبل سقوط نظام الاسد، وضع وثيقة جديدة لإدارة الدولة تلزم جميع القوى العمل ضمن فريق يقوده المالكي،بعدما تبين ان البلاد تتجه نحو المزيد من الازمات السياسية كان آخرها رفض “التيار الصدري” و”المجلس الاسلامي” اقتراح المالكي تعيين وزير للداخلية من بطانته [ فالح الفياض او عدنان الاسدي].
في المقابل كان واضحاً ان هناك تفاهماً بين مسعود البارزاني واياد علاوي على ان إقالة المالكي من رئاسة الحكومة باتت ضرورة ملحة، لأن المطلوب شخصية جديدة معتدلة تكون منفتحة على النظام الجديد في سوريا بعد الاسد، لأن من الثابت ان المالكي الذي بدا دائماً وكأنه صدى للسياسة الايرانية في مناهضته للثورة السورية وتأييده للاسد لن ينفتح على النظام السوري الجديد الذي بدوره لن ينفتح عليه!
انطلاقاً من هذا الواقع الانقسامي الداخلي جاءت المضامين السياسية لزيارة المالكي الى موسكو متقدمة على مضامين عقود التسلح [4 مليارات ونصف مليار دولار] واتفاقات التنقيب عن النفط، ذلك ان الاصطفاف العلني لحكومة المالكي الى جانب النظام السوري يضعها الى جانب طهران وموسكو، لكن الفرق ان هذا الاصطفاف يخدم المصلحة الشخصية للمالكي ويضر بالمصلحة الوطنية للعراق، في حين ان المصالح السياسية لايران وموسكو تبقى المستفيد الاكبر سواء بقي الاسد او سقط واصبح العراق منصة نفوذ بديلة وهو ما يؤجج الجمر تحت رماد الصراع على بغداد!
واضح ان المالكي يستعين على مشاكله الداخلية بمحاولة نسج علاقات وعقد اتفاقات مع موسكو لتوفير امر واقع يلزم العراق الوقوف في الصف الايراني – الروسي، لكنها سياسة المضي في التهور التي تؤجج مشاكله الداخلية لأن التغيير في سوريا سيؤدي الى تغيير مهم في العراق، والتي تثير المشاكل مع الدول الخليجية التي تعارض سياسات التحدي والتدخل الايرانية السافرة التي تعتبر العراق منصة لها وجسراً بديلاً من سقوط النظام السوري.
لا ندري ما هي مصلحة العراق في ان يقف المالكي في موسكو قائلاً: “ان تركيا تتصرف بصفاقة وتنخرط في لعبة خطيرة مع سوريا”، وهو ما لم تقله ايران او روسيا بما يدل انه هو الذي يزجّ العراق في لعبة خطيرة!
النهار