عن “عفو” بشار الأسد:”تم الإفراج عن جثمان صديقنا المحامي”
أحـمـد مـولـود الطـيـار
يكتب المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، المعتقل السابق أنور البني على صفحته في الـ”فيس بوك”: على ما يبدو من آثار العفو الصادر اليوم، تم الإفراج عن جثمان صديقنا المحامي محمد برهان السقال حيث أبلغت الشرطة العسكرية عائلته بإمكان استلام جثمانه للدفن. المحامي الدمث والمرح والطيب برهان أب لعائلة من خمسة أطفال أكبرهم عمران ذو الثلاثة عشر ربيعا، برهان المحامي الناشط السلمي والمدافع عن المعتقلين، اعتقل منذ أكثر من ستة أشهر لدى الأمن العسكري وقضى نحبه في المعتقل.
لروحك الطاهرة الرحمة ولزوجتك وأطفالك وعائلتك العزاء.
ولنا بقية الطريق، رح بنكمل باللي بقيوا”.
أما لجنة “محامو سوريا من أجل الحرية” التي تشكلت في أثناء الثورة السورية، فقد أصدرت بياناً توضح فيه كل تفاصيل الاعتقال الذي أودى بحياة زميلهم، كذلك تذكر فيه اعتقالاً سابقاً:
“بتاريخ الإثنين 16-4-2013، استلمت أسرة المحامي الاستاذ محمد برهان أحمد السقال طلباً من فرع الشرطة العسكرية في دمشق لاستلام جثمان الشهيد برهان السقال، والذي اعتقل بتاريخ 12-10-2012، من قبل أحد فروع المخابرات السورية. وكانت أنباء قد وردت تفيد بتعرض المحامي السقال الى التعذيب الشديد وتدهور حالته الصحية نتيجة لذلك، الامر الذي أدى إلى وفاته.
والجدير ذكره أن الاستاذ السقال من المحامين الناشطين والمؤيدين لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، وهو عضو في نقابة المحامين- فرع دمشق. وقد تعرض سابقاً للاعتقال بتاريخ 30-8-2011,،حيث تعرض خلالها للتعذيب الوحشي، ما ترك آثاراً واضحة على جسده. وقد قام مع عدد من زملائه المحامين بعد الافراج عنه حينها، بتقديم شكوى الى النائب العام في قصر العدل بدمشق، وتم الكشف امام النائب العام عن آثار هذا التعذيب. كما تم ابلاغ نقابة المحامين في دمشق برئاسة المدعو جهاد اللحام حينها ( رئيس مجلس الشعب حالياً)، لكن أحداً من هذه المؤسسات المهيمن عليها وعلى أعضائها المتعاونين مع الأجهزة الأمنية لم يحرك ساكناً. كما أُحراق منزله وواعتُدي بالضرب على زوجته وأطفاله الخمسة من قبل القوات الامنية وميلشيات الشبيحة بعد اعتقاله الأول، ما دفعهم إلى الهجرة”.
على صفحة أنور البني ذاتها يخبرنا، وهو المحامي الذي يوثق كل انتهاكات حقوق الإنسان منذ ما قبل الثورة وحتى الآن: “اعتقلت يوم أمس – 7 نيسان – صباحاً عناصر الأمن الناقد المسرحي الصديق عماد حورية من مكان عمله بالمكتبة العمومية بدمشق”.
طبعا معتقلو الثورة السورية بالآلاف وموثقة أسماؤهم ومعظمهم لم يشملهم “العفو”. هل يحتاج القارئ الى إعادة تذكير بخبر وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، وأن الأسد أصدر “المرسوم التشريعي رقم 23 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16 نيسان 2013؟!
معتقلو الثورة السورية الذين هم بنظر “سانا” وبشار الأسد إرهابيون وعصابات مسلحة. لا غرابة حين يصدح هتاف “شبيحة للأبد من أجل عيونك يا أسد” وأين؟! في دار الأوبرا، في قلب دمشق! لا غرابة في أن يتحول المحامي والفنان والناقد المسرحي إلى إرهابيين. فأنت في “سوريا الأسد” .
سوريا تستحق رئيساً أفضل.
موقع لبنان الآن