لويس ألتوسير: كتاب الفلسفة لغير الفلاسفة
في نهاية السبعينيات، انشغل الفيلسوف الفرنسي لويس ألتوسير (1918-1990)، صاحب “من أجل ماركس”، في وضع كتاب أراد له أن يكون دليل إرشاد أو موجزاً بهدف تقريب الفلسفة وإتاحتها لقارئ الفلسفة ومريدها.
يشكل كتاب ألتوسير هذا، في الواقع، موجزاً للنظريات الأساسية والجذرية التي أثّرت في تفكيره الفلسفي الخاص، إلى جانب أن الكتاب مكرّس أيضاً لغاية تبسيط المعرفة ونشرها لمريدي الفلسفة، ولا سيما في ما يتعلّق بالدين والأيديولوجيا والعلم، وقد صدر العمل بترجمة عربية مؤخراً تحت عنوان “تأهيل إلى الفلسفة للذين ليسوا بفلاسفة” (دار الفارابي) وهو من ترجمة إلياس شاكر.
يبدو ألتوسير في عمله هذا كما لو كان يقتنص لحظة خاطفة في حياته قبيل أن تنته إلى قتل زوجته بعد أن أصابه الجنون كما هو معروف، وقد وضع في هذه اللحظة أهم الأفكار التي اشتبك معها لأهم الفلاسفة في النصف الأول من القرن العشرين، ليصح لاحقاً من أهم المنظّرين لقراءة جديدة لماركس، ثم ليكون له لاحقاً من أصبحوا يعرفون بـ “أبناء ألتوسير” ومن بينهم سلافوي جيجيك وجاك رانسيير وآلان باديو وإتيان باليبار.
الكتاب يبدأ بفصل عنوانه “ماذا يقول غير الفلاسفة؟”، ويقف فيه المؤلّف عند الدين وعلاقته بالفلسفة، ومن خلال عشرين مقالة، يتناول صاحب “تحوّل الفلسفة” مواضيع مختلفة من بينها “التجريد التقني والتجريد العلمي”، و”التجريد الفلسفي”، و”ما هي الممارسة؟”، و”الممارسة العلمية للمثالية”، و”الممارسة العلمية للمادية”، و”الممارسة الأيديولوجية”، و”الأجهزة الأيديولوجية للدولة”، و”الأيديولوجيا والفلسفة”، و”الفلسفة وعلوم الصراع الطبقي”، و”الديالكتيك، قانون أم نظرية؟” وغيرها.
يذكر أن ألتوسير معروف بنظرية “القطيعة الإبستمولوجية”، ومقولته بأن التاريخ لا فاعل له، أو أنه عملية مستمرة لا فاعل لها. ويعتبر الفيلسوف الفرنسي المولود في الجزائر أنه قدّم ماركسية جديدة من خلال قراءته المغايرة لفكر ماركس.