مانيفيستو..
أنا, المواطن السوري, غير ملوّث اليدين بدمٍ أو بفسادٍ أو بعنف, المحب لبلدي, الشقيق لجميع بناته و أبنائه, الحارس لحدوده و المنادي و العامل لوحدته و مناعته و مقاومته للأعادي, السكير بفراته و العاشق لدمشقه و الحالم ببحره و المشتاق لجبله .. أصرّح (و أرفض بشكل قاطع أن أقول أنني “أعترف”) أنني أؤمن بما يلي:
أنّ هذا البلد العظيم يستحق كل ما يمكن للمستقبل أن يعطيه و أكثر, و لكي ينال هذا الحق يجب أن تتكاتف أيدي جميعُ أبنائه دون استثناء أو تمييز و أن يُمنع باسم الوطن و الوطنية تكبيل أو تقييد أو منع يدٍ لكي تمتد للمساعدة, مهما كان اﻻتفاق أواﻻختلاف معها.
أنّ إسالة الدم السوري على تُرابه, و هو الجرم الذي لعننا و سنلعن بسببه الغزاة و اﻻستعمار و الاحتلال و الصهيونيّة البغيضة و الإرهاب المجرم, هو عمل ضد الوطن و الوطنية, و يجب أن يُحاسب من اقترفه دون أي رحمة أو شفقة.
أنّ الوحدة الوطنية السورية بخير و ستبقى بخير بجهد أبنائها و بفكر مثقفيها و بحصانة روحها, و أن المُراهن على طائفية أو عشائرية أو قبلية لنيل مقصده, أيّاً يكن هذا المُراهن و أياً تكن مقاصده, سيفشل ﻻ محالة, و سينال احتقار الشعب السوري و لعنة التاريخ.
أنّ سوريا ليست قبيلة و ﻻ طائفة.. بل وطن! وطن جميل و يستحق أجمل حياة.
أنّ المواطنة الديمقراطية المبنية على الحرّية و المساواة و سيادة القانون الحضاري الذي يحفظ هيبة الدولة و كرامة مواطنيها و حرياتهم وحقوقهم هي الطريق الوحيد (مهما كان طويلاً و مهما كان صعباً) نحو وطن منيع و قوي و سيّد نفسه و شريك في العالم.
أنّ الاعتقال السياسي و التضييق على الرأي و الثقافة و الفكر و الإبداع كوابيس تنتمي لأطوار سباتٍ قد خلت منذ عقود, و ﻻ مكان لها في حضارة اليوم.
أنّ من حق المواطن (و من واجبه) أن يكون فاعلاً في وطنه و أن يعبّر عن رأيه و آماله و تطلعاته بكل حرّية و كرامة ,و أن يدافع عن موقفه بالكلمة و الموقف و كل الوسائل السلميّة, و أن من واجب الدولة (و من حقّها) أن تعمل عن طريق مؤسساتها و إمكانياتها على تحصين هذه الحقوق و الدفاع عنها, ليس فقط ﻷنها حقوق مواطنيها, بل و ﻷنها إحدى أكبر ثرواتها الوطنية ,و أن تفسح المجال عالياً و حرّاً للتعبير و المشاركة و التعاون.
أنّ اﻻختلاف و الحوار و الجدل (حتّى لو كان قاسياً) تحت سقف الوطن هو المحرّك الأكبر لبناء الهويّة و اﻻنتماء الوطني و الحفاظ على الوطن, و أن كل “تابوه” ليس إلا حجر عثرة في طريق منعة الوطن و قوّته.
أنّ الشوفينية ليست حلّاً لشيء, و أن اﻻستماتة في التعبير عن حب الوطن و جماله, مع كل اﻻحترام و التقدير و الحب للنيّة, ليس حلّاً لمشاكله بل تغاضياً عنها. دعونا نتكلّم بصراحة و وضوح و حرّية و نتحاور و نحل مشاكلنا, عندها نستطيع التغزّل بالوطن بحق.
أنّ التخوين و التجريح و الشتم هي لغة الجبناء و المفلسين.
أنّ التقاعس و التهرّب عن الواجب الوطني أو تأجيله أو المساومة عليه بحجّة “الواقعية” يتنافى مع كلّ شيء منطقي و إنساني, بلّ و يتنافى مع تاريخنا كوطن, فعندما خرج يوسف العظمة إلى ميسلون لم يخرج “واقعياً” بل خرج مؤدياً واجبه عارفاً أنه لن يعود. و لم تكن تلك المعركة هزيمة, بل كانت أولى المعارك في حرب اﻻستقلال.
أنه قد آن الأوان لكي يموت غوبلز و “تقنياته”.
أنّ الحق و الحرّية للمواطنين في الوطن هي المتاريس الصلبة أمام مؤامرات الأعادي, و هي السلاح الذي يرتعد منه الاحتلال, و هي أساسات المقاومة, و أن دولة المواطنين الأحرار ﻻ و لن تُهزم!
أنن أشعر بالإهانة و الأسى في كلّ مرة أسمع فيها أحداً يقول (شامتاً أو مشفقاً) أن سوريا هي “مملكة الصمت” و أن السوريين يرتعدون من الخوف من سلطاتهم و ﻻ يجرؤون على الكلام عن أي شيء.. و ﻷنني أحب بلدي و أريد له و لأبنائه كل الخير و العطاء و السعادة و الكرامة و الحرية, و أحرص على سمعته و أحتقر شماتة البعض و أرفض إشفاق البعض الآخر أريد لهذا أنّ ينتهي اليوم, الآن.. و إلى الأبد..
http://networkedblogs.com/gaCqa