ما لم يقله بشار الأسد .. وفصام النظام السوري
* خولة حسن الحديد
الشبكة العربية العالمية – من امتلك الخطاب امتلك السلطة ، إذ يستخدم المتكلم اللغة ليبني من خلالها من تراكيب خطابه ضمن رؤية بنيوية تحدد فعل الخطاب ، وبهذا المعنى لاتكون اللغة مجرد كلام بل هي حامل لخطاب معين يتضمن عدد من الرسائل يفترض وجود متلقي لتصل إليه وتؤثر فيه وتجذبه نحو الهدف الذي أنتج من أجله الخطاب،
وبهذا المعنى يصبح الخطاب “سلطة” ينتج فاعليته من خلال سلطته وتأثيرها في المتلقي،ويفتقد الخطاب سلطته عندما لا يحقق هذا الهدف، وذلك ما بدا عليه الخطاب الثالث للرئيس السوري بشارالأسد الذي توجه به إلى الشعب السوري الثائر منذ ما يزيد على ثلاثة شهور ، وقد ظهر الخطاب بلا سلطة من خلال ردة الفعل التلقائية لآلاف السوريين الذين نزلوا إلى شوارع مدنهم وقراهم حتى قبل نهاية الخطاب احتجاجاً ورفضاً لما جاء فيه .
لماذا فقد خطاب الأسد سلطته ؟
لو أهملنا المقدمات وذهبنا مباشرة إلى مضمون الخطاب الذي عمل على تثوير الشعب أكثر مما عمل على طمأنته، في محاولة لتفكيك الرسائل التي حملها ودفعت السوريين إلى مزيد من الغضب والشعور بالإهانة ، فإننا نقف عند مسألتين جوهريتين : مسألة تصنيف الشعب السوري ، ومسألة الدعوة للحوار وعودة المهجرين .
في تشخيصه للأزمة السورية الراهنة – وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاعتراف بوجود أزمة – ذهب الرئيس السوري إلى تصنيف الشعب السوري إلى ثلاثة فئات : فئة المتظاهرين الذين لديهم حاجات ومطالب تمّ اختصارها بالحاجات المعيشية ولم يتطرق إلى الحقوق السياسية والحريات وفك الطوق الأمني الذي خنق السوريين ، وفئة المخربين الذين تجاوز عددهم 65 ألف حسب الرئيس والمزودين بأسلحة ثقيلة ومتطورة وسيارات دفع رباعي ووسائل اتصال حديثة وينتشرون على امتداد الأرض السورية ليعيثوا فساداً فيها ، ولم يخبرنا الرئيس السوري هنا أين كانت أجهزته الأمنية التي تقارب العشرين جهازاً والتي كانت وما زالت تحضر تحصي أنفاس المواطنين ، ولم يقرّع حتى أجهزة الاستخبارات التي قصرت عن كشف هؤلاء بالرغم من أن الخطط لضرب سوريا منشورة على الانترنت ليس أنصع مثال عليها “موقع فيلكا” الإسرائيلي المزعوم والذي أصبح المصدر الموثوق لمحللي ومستشاري النظام وإعلامييه،ولم يخبرنا عن أي جهة جمركية تهاونت وتراخت وفتحت حدود سوريا على مصراعيها لتحولها إلى أفغانستان أخرى وصومال آخر، هذا ناهيك عن حرس الحدود واستخبارات الجيش وقوات حفظ النظام ..يريد أن يقنعنا الرئيس بأن آلاف المسلحين دخلوا سوريا أو زوّدوا وهم بداخلها لوجستياً لينفذوا أجندة خارجية لضرب النظام الممانع، وذلك بوجود كل هؤلاء الأمينين على أمن الوطن والمواطن ومن دون حتى إقالة أحد منهم أو تقديمهم لمحاكمات علنية تثبت صحة وجود المسلحين، والفئة الثالثة التي تحدث عنها الرئيس هي الفئة التي لا يعيرها اهتمام كونها فئة عميلة متآمرة ترتبط بأجندات خارجية وجهات أجنبية وتتمثل بعدد من رموز المعارضة السورية في الداخل والخارج إضافة إلى عدد من التكفريين.
هذا التصنيف يحمل عدة رسائل وصلت إلى السوريين الذين فهموها تماماً ما دفعهم للخروج إلى الشوارع احتجاجً،لأن من يصنف الشعب السوري بهذه الطريقة وكأنما يريد أن يبرر الانتهاكات اللإنسانية الفظيعة التي اقترفتها قوات الأمن والشرطة والجيش بحق فئات واسعة من المتظاهرين ويبشر باستمرارها،وهي طريقة التفافية تبرر هذه الانتهاكات بحجة قوية هي الحفاظ على الوطن وأمن المواطن،وتسبغ الشرعية على وضع غير سليم يراد له أن يكون شرعياً ليواصل هيمنته وسيطرته القمعية،كما إن وصف المتظاهرين بأنهم أصحاب حاجات مع عدم الإشارة إلى الحقوق الأساسية التي يطالب بها السوريون تبدأ من حقهم بحفظ كراماتهم ونيل حريتهم،وحقهم بالمشاركة السياسية وإدارة شؤون وطنهم جعل كل سوري خرج إلى الشارع يشعر بالإهانة، لأن كل ذلك الثمن الفادح الذي دفع كان من أجل وظيفة بسيطة في دائرة حكومية، أو لربما صدّق الرئيس أحد أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث “سعيد بخيتان” عندما قال :”إن غالبية المتظاهرين يتظاهرون من أجل سندويشة فلافل وعلبة كولا ..”، ولم تصلهم على ما يبدو كل هتافات الشعب السوري بعد زيادة الرواتب ” يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان ” ، لا ينكر السوريون بأن الأوضاع الاقتصادية مزرية وإن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة أفقر العديدين منهم أمام غياب مبدأ تكافؤ الفرص الذي يحيل سنوياً الآلاف من خريجي الجامعات إلى سوق البطالة ، لكن ما دفع السوريين للاحتجاج هو شعورهم بأن كرامتهم مهانة وإنسانيتهم مهدورة على أيدي أجهزة الأمن التي تتسلط على مفاصل حياتهم وأرزاقهم ، وما دفعهم لمواصلة الخروج بعد كل خطاب للرئيس هو استمرار شعورهم بالمظلومية، والقهر الذي كان يتضاعف كلما ظهر أبناؤهم الذين يعتقلوا من بيوتهم أو خلال تظاهراتهم أو خلال تشييع جنازات أحبتهم على شاشات الفضائيات السورية على إنهم إرهابين ومسلحين ويدلون باعترافات غريبة عجيبة عن حوادث قتل تمت أمام أعين الجميع ، عندما يقدم النظام روايته لمؤيديه وللجهات الخارجية من خلال إعلامه عن العصابات المسلحة ويظهر المسلحين ليعترفوا دون أن يقدم حتى الآن صورة واحدة، أو تسجيل واحد لمسلحين يمارسون القتل مثلما وثّق المتظاهرين وبصعوبة العشرات من حالات القتل والفتك بالمتظاهرين على يد أجهزة الأمن وأفراد الجيش فهل يظن أن الناس على أرض الواقع ستصدق .. الناس اللذين يعرفون ويرون بأم أعينهم ويحاولون تصوير وتوثيق حالات القتل والتنكيل بهم وبأبنائهم وأبناء مدنهم وقراهم وكم من معتقل يعرفه الكثيرون من أبناء قرية سورية أو مدينة ظهر على شاشات الإعلام السوري على إنه مسلح وعضو عصابة ثم سلم إلى ذويه بعد حين مقتولاً وآثار التعذيب بادية عليه وممثلاُ بجثته ، ويبدو إن الرئيس يتبنى هذه الروايات تبنياً مطلقاً، وإن كانت طريقة “اكذب اكذب سيصدقك الآخرون بالنهاية” ستقنع بعض من هؤلاء ،فإنها بالتأكيد لن تقنع ذووا الشهداء وأقاربهم ومن كانوا معهم حين اغتالتهم أو اعتقلتهم أجهزة الأمن أو فرق الموت ” الشبيحة ” أو دبابات الفرقة الرابعة، والذين يشعرون بظلم مضاعف وقهر مضاعف دون أمل بأي عدالة قادمة لاشك بأنهم سيزيدون من جماح ثورتهم ،ولن يقفوا موقف المتفرج مدارين آلامهم وجراحاتهم ليصفقوا لمن ظلمهم وقهرهم ،ومن طبيعة الناس تحويل الظلم إلى احتجاج وتمرد وغضب عارم على الظالم ،لم يسأل نفسه الرئيس السوري لماذا كل هذا الغضب ولماذ كل هذا الإصرار على المواصلة رغم القتل والتنكيل والتهجير وحرق البيوت والأرزاق ؟؟
لم يدرك الرئيس منذ أول خطاب له إن خطابه فقد سطته على الناس لأنه خطاب يزيف الحقائق التي يعرفونها على أرض الواقع،ويواصل من خلاله تغطية الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب وحمايته مرتكبيها من خلال القوانين والقرارات التي باتت نصوصاً مقدسة في سوريا، وكأن تغييرها بما يتناسب مع المرحلة الراهنة فيه شيء من الكفر، لذلك لم يجد السوريون في خطاب الرئيس الأخير ضالتهم لأنه عندما يراد الكشف عن الاضطهاد والمظلومية وتحديد المسؤولية عن تدمير حياة الناس يجب التمسك بالحقيقة و
على خطابك أن يتمثل الواقع لا أن تأتي بخطاب حامل لمرجعيات ذي طبيعة جوهرانية مغلقة لا ينتج عنه سوى المزيد من الإكراه والتهميش والإقصاء، إن تجنب ربط الخطاب بحقيقة ما يجري في الواقع، والمبالغة في تقدير فكرة “المؤامرة ” واختزال جلّ المشلة أو الأزمة بها دون تقيم براهين واقعية عليها، أفقد ثقة الشعب بقدرة النظام والرئيس على التصرف بمسؤولية، لذلك لم يجد الناس في الخطاب معنى يلامس إراداتهم ويقارب جراحهم كون الكلمات لا تقترن بالواقع ولا تعبر عنه بقدر ما تزييفه أوتلغيه أو تجرّمه ..
المحور الثاني الهام في خطاب الرئيس بشار الأسد تمثل في دعوته للحوار ودعوة المهجرين من أهالي جسر الشغور والقرى المحيطة بها إلى العودة إلى منازلهم ، وقد أوحى الرئيس خلال خطابه إلى أن الحوار فعلاً قد بدأ وإن ما يطرحه بني على معطيات وصلت إليه من خلال الوفود الشعبية التي تمثل المدن والقرى الثائرة التي التقاها الرئيس واستمع لها ، ولا يخفى على أي سوري في مناطق الحراك الشعبي طبيعة تلك الوفود والتي تمثلت أحياناً في وجهاء العشائر المنفضلين أساساً عن أبناء عشائرهم وهم شخصيات غير مرغوب فيها، ولا يمكن أن تعبّر عن قضايا المجتمع المحلي لأنهم أساساً غير منتمين لهذه القضايا ، هذا عدا عن بعض أعيان المدن وتجارها من أصحاب المصالح والذين تمثلت مطالبهم في الحفاظ على مصالحهم في عقد غير معلن بأن يقدموا الولاء الكامل للنظام مقابل حفظها ، ويعرف العديد من أبناء المدن السورية كيف يرسل هؤلاء عمالهم لقمع المتظاهرين وضربهم وكيف يهددون عمالهم بأرزاقهم إن تظاهروا، ولم تخفي نفسها بعض الشخصيات التي التقت الرئيس وتباهت بهذا اللقاء وهي من الشخصيات المعروفة بتجارة الممنوعات والتهريب وغيرها من أعمال مخالفة للقانون كالبناء في مناطق سكنية مخالفة ..وغيرها ، هذا بالإضافة إلى عدد من شيوخ الدين الذين لا يعبروا بأي حال من الأحوال عن مطالب الناس ومن عبر منهم بشكل حقيقي تم اعتقاله وتلفيق التهم له كما حدث مع الشيخ الدرعاوي أحمد الصياصنة وعدد من مشايخ مدينة حمص وقراها ( مثلاً في إحدى بلدات محافظة حمص قتل رجال الأمن ابن أحد المشايخ الذين التقوا الرئيس وحاوروه ) ، أما الشباب الذين التقاهم الرئيس وهم الفئة الأكثر حضوراً في الحراك الشعبي السوري فقد كانوا من الرفاق البعثيين الذين يشرفون ويعملون على عدد كبير من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام وتهاجم الصفحات والمواقع المعارضة ، ومنها موقع وصفحة الجيش السوري الإلكتروني الذي امتدحه الرئيس والمعروف باستخدامه لغة مشينة ومعيبة بحق المعارضين ويقوم بحملة تجيشش يستخدم فيها كل الوسائل مايجوز منها وما لا يجوز ، في حين لم يلتقي الرئيس أي ممثل عن الشباب المتظاهر أوأي ممثل من ممثلين التنسيقيات الخاصة بالثورة السورية والتي أعلن عنها في عدد من المدن والفرى السورية .
كما تحدث الرئيس عن هيئة حوار ولجان دون التطرق إلى آلية الحوار أو تحديد زمانه ومكانه ،والأهم من الطرف الآخر الذي سيحاوره النظام ؟ إن كان تصنيفه السابق يحيد أغلب فئات الشعب السوري فإن هذا يعني عدم الاعتراف بالآخر والذي يفترض أنه طرفاً أساسياً في الحوار المزعوم والذي يفترض الاعتراف بالآخر وإقامة علاقة ثنائية معه على أرضية تعرّف به وتتعرف عليه ، تلك العلاقة التي يجب أن تجعل من الشعب عبر ممثليه هو القائد لعملية الحوار لأنه وحده القادر على تشريح الواقع وسبر أغواره وتشخيص مشكلاته وتعريته، وبالتالي القيام بعملية تحويل وتجديد نحو أفق خصب من المعرفة والفهم التي تنتج أدواتاً ومناهجاً واقعية قادرة على السير بالمجتمع نحو آفاق أفضل من الحرية والديمقراطية المنشودة ، أما أن يمتلك النظام وحده ناصية الحوار وما فيه ذلك من اختزال للواقع الذي يقرأ دائماً برؤية أحادية غير قادرة على تعريته بل تعمل على من زخرفة مشكلاته وفقاً لتصورات مسبقة ،فهذا ما لم يعد يقبله الشعب الذي يرفض الكذب والمواربة والتلفيق،ويصر على استعادة وجوده الفاعل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ،في حين يحاول النظام وعبر خطاب الرئيس الالتفاف على هذا الوجود وإعاقة حركة الشعب الثائر التي فشل في لجمها رغم الاضطهاد والقمع وكل محاولات إخمادها .
أما الدعوة إلى اللاجئين إلى العودة إلى منازلهم دون تقديم أية ضمانات بحمايتهم واحترام كراماتهم والتعويض عن أرزاقهم التي دمرت ،فقد كانت دعوة مبطنة بالتهديد بالانتقام من خلال التأكيد على نفي ذلك ، وبدون التطرق إلى أسباب هذه المأساة الإنسانية التي جعلت الشعب السوري لأول مرة في تاريخه لاجئاً ؟؟ وبدون وضع اليد على الجرح وكشف الحقيقة ومواجهتها ومحاسبة المسؤولين عن مأساة هؤلاء الذين لا يمكن لهم أن يطمئنوا وهم يرددون يومياً بأنهم لن يعودوا مادام هذا النظام قائم ؟؟ لم يسأل الرئيس نفسه لماذا فقدت الثقة بينه وبين فئات متعددة من أبناء شعبه ؟ فقدان الثقة وعدم الإقناع هو الذي أفقد خطاب الأسد سلطته ودعا الآلاف من الاجئين على الحدود التركية للتظاهر في مخيمات اللجوء رداً على ما جاء فيه .
فصام النظام السوري ..
يمكن القول إن خطاب الأسد جاء انعكاساً للمعرفة التي أنتجته، تلك المعرفة التي تدعي احتكار الحقيقة كاملة دون إفساح مجال لأي حقائق أخرى، لذلك لم يكن غريباً أن يتشابه الخطاب إلى حد بعيد مع روايات الإعلام السوري و تصريحات الموالين للنظام في وسائل الإعلام العربية والعالمية ، ولم يزيد على أي من تصريحات الإعلاميين والمحللين الموالين سوى إطلاق الوعود التي لم يعد موثوقاً بها بناء على تجارب سابقة للشعب معها، كما إنه كان تفصيلاً لكل ما ذكره عدد من ممثلي النظام ومسؤوليه منذ ثلاثة أشهر، مما أظهر النظام السوري الحاكم برمته وكأنه منفصلاً عن الواقع ويعيش في واقع آخر أو متخيل ، ويقترب خطابه من خطاب مرضى الفصام إذ من المعروف لدى المختصين إنّ خطاب الفصامي لا يؤدي وظيفته كناقل للمعلومة بل هو مجرد مونولوج ومناجاة ذاتية مع وجود استطرادات لفظية لفظية متكررة ،وهكذا خطاب النظام السوري الذي بدا وكأنه موجه إلى مؤيديه ومواليه وإلى العالم الخارجي في محاولة لتخفيف الضغط الدولي ، وتماماً كما هوخطاب الفصامي خالي من المضمون تخلو كل خطابات النظام من المضمون المنشود الذي ينتظره الشعب الثائر، وعندما لا يكون الخطاب إخباري ولا يستعمل كأداة اتصال متبادل نحصل على وجود خطاب متدفق فقير على مستوى المضمون، ويمكن أن تلخص أقواله في القليل من الأفكار تماماً وكأننا نستمع إلى شخصاً فصامياً بكل معنى الكلمة ، وحالة الفصام هذه التي يتسم بها النظام السوري لا تزيف الخطاب فقط وإنما تزيف الوعي الوطني ، ويتوصل أي قارىء لتاريخ المجتمعات البشرية إلى أن سيطرة وهيمنة خطاب معين لا تتم إلا من خلال القهر السياسي،والظلم الاجتماعي وتشويه الوعي بغية الاستمرار في الهيمنة والسيطرة على الشعب ،ويأتي الإعلام ليكمل المهمة في تحويل هذا الخطاب السياسي إلى خطاب مقدس يكرّس الأزمة عوضاً عن تشخيصها ومعالجتها ، وإذا كان لكل خطاب موجه نحو آخر جواب -حتى لو لم يصادف إلا الصمت فهناك مستمع مفترض أو متخيل – فإن الرئيس السوري ومعه كل النظام قد سمعوا جواب الشعب السوري .. هذا إذا أرداو أن يسمعوا .
الشبكة العربية العالمية