مثقفون مصريون يرفعون صوت الثورة السورية في سماء القاهرة
هويدا صالح
شعبان يوسف : نظام بشار الأسد الأكثر دموية في كل الأنظمة الفاشية
هويدا صالح : الشعب السوري أكثر ذكاء من أن ينساق وراء التجييش الطائفي الذي يمارسه النظام السوري
وائل السمري : أشعر بالخزي ةالعار من موقف اتحاد الكتاب واتحاد الناشرين المصريين من موقفهم السلبي من ثورة الشعب السوري
فرحان مطر : حالة الخوف فى سوريا لا يمكن وصفها لدرجة أنه يمكن تشبيه كل من يتضامن مع الثورة هناك بمن يقترب من حافة الانتحار
المثقفون المصريون يدينون مذابح بشار الأسد بحق الشعب السوري
في الندوة التي نظمها الشاعر شعبان يوسف في ورشة الزيتون لدعم الشعب السوري الثائر ، واستضاف فيها عدد من المثقفين منهم الروائية هويدا صالح والروائية ميرال الطحاوي والشاعر وائل السمري تمّ تسليط الضوء على ممارسات النظام السوري ضد شعبه ، وكشف المذابح الشنيعة التي ارتكبت في حق الشعب السوري الأعزل الذي يواجه آلة قمعية فاقت جرائمها كل ما عرفه التاريخ من تدمير وقتل .
وقد استضافت ورشة الزيتون عددا من المعارضة السورية في مصر ، لتكون شاهد عيان على جرئم بشار الأسد في حق شعبه .
وقد أوضح شعبان يوسف النصوص التي يحتوي عليها الدستور السوري ، وكيف أن هذا الدستور يعطي صلاحيات مرعبة للرئيس تفوق قدرات البشر ، بل تصنع منه إلها . وقد أدان موقف بعض المثقفين السوريين الذين تخلون عن الشعب السوري وتركوه وحيدا يواجه الدبابات والطائرات .
كما أدان الشاعر شعبان يوسف ، موقف اتحاد الكتاب “المتخاذل” تجاه ما يحدث فى سوريا وعدم إصداره بيان حتى يومنا هذا للتضامن مع الشعب السورى ضد قمع النظام الحاكم، وأضاف شعبان أن تعاطف الشعب المصرى مع أشقائه السوريين ليس من باب التعاطف ولا الشفقة ولكنه واجب وفرض علينا جميعا.
كذلك وجه يوسف اللوم إلى اتحاد كتاب سوريا الذى يتجاهل يوما بعد يوم ما يحدث هناك وينفى رئيسه الدكتور حسين جمعه دائما أن هناك ثورات فى سوريا قائلا: اتحاد كتاب سوريا مثل الحذاء فى رجل السلطة ولا أمل فيه وتحدث يوسف عن أوجه الشبه بين الدستور السورى والمصرى، قائلا إن كلاهما مهدا لتوريث الحكم وإن كان لسوريا السبق والريادة فى ذلك، مؤكدا على أن الدستور الأول يخصص 33 مادة فيه لصلاحيات الرئيس بشكل يجعلها بمثابة “سلطات آلهية”.
في حين أن الروائية هويدا صالح رأت أن النظام السوري ادعى لسنوات أنه دولة ممانعة ، وقهر شعبه وجوعه باسم المقاومة ، ولم يطلق طلقة واحدة ضد العدو الصهيوني وترك له الجولان . جيش سورية الآن يضرب السوريين بالطائرات والدبابات ، وبشار يوفر الأمان التام لإسرائيل ، حتى أن رامي مخلوف أحد أضلاع النظام وابن خالة الرئيس خرج في شبه تهديد لأمريكا وإسرائيل معلنا أن أمن إسرائيل من أمن سورية ، وأمن إسرائيل مرتبط بالنظام .
وقد أكدت هويدا صالح أن هناك بعض المثقفين السوريين انحازوا مبكرا لصالح الشعب السوري ، وتحملوا ما يمارسه النظام السوري من قهر وعسف ، وضربت مثلا بالروائية سمر يزبك التي اتخذت موقفا إيجابيا من الثورة منذ البداية حتى أن النظام بجيشه الإلكتروني سبب لها الكثير من المشكلات .
كذلك لا ننس الناقد الحر صبحي حديدي الذي سخر قلمه للدفاع عن الثورة والثوار وفضح ممارسات بشار الأسد الدموية .
ثم تحدثت عن رواية ” القوقعة ” للكاتب السوري مصطفى خليفة ، وكيف أنها تفضح عن طريق السرد التعذيب والقهر والقتل الذي يتم بحق المعتقلين السياسيين في سجن نظام الأسد .
مضيفة صالح أن النظام لم يتورع عن قتل الأطفال والنساء ، و لا يزال الأسد يصرُّ وبشكل سخيف على أن الدولة تستعمل العنف للسيطرة على العصابات والجماعات الإرهابية. وقد بلغ عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الأسد خلال الأشهر الماضية أكثر من ألف وستمائة شهيد بحسب الإحصائيات الحقوقية ، وهناك من المفقودين ما يفوق هذا العدد ، إضافة لعشرات الآلاف من الجرحي والمشردين . وحسب تقارير وأدلّة من منظمات حقوق الإنسان فإنّ النساء والأطفال تعرضوا للتعذيب جنباً إلى جنب مع الرجال على أيدي أجهزة النظام الذي لا يرحم في محاولة لبث الرعب في صفوف الشعب. وفي محاولة يائسة للتمسك بالسلطة يحاول هذا الحاكم الطاغية أن ينشر الرعب بين أفراد شعبه ولكن الخوف تملَّكه بشكلٍ واضحٍ
لقد روّج النظام السوري لأكذوبة العصابات المسلحة في استهدافها للمدنيين والمتظاهرين، ورفع التهمة عن قوات الأمن السورية باستهداف المتظاهرين وهذه أكذوبة لا تنطلي على أحد، فلو كانت العصابات المسلحة هي التي تنفذ هذه الهجمات ضد المتظاهرين سلميا، فكيف دخلوا وأين قوات الأمن السورية التي لا تسمح بمرور صرصور من الحدود السورية ؟
النظام السوري فقد شرعيته حين قتل شعبه وأطلق النار على المتظاهرين، وهو ما ردده المتظاهرون : اللي بيقتل شعبه خائن. انتهت شرعية بشار وعليه الرحيل هذا هو المفهوم وبالتالي فإن سورية لن تقبل هذا النظام ولا عصاباته المسلحة وعلى الدول الغربية والعالم والرأي العام أن يرفض وبقوة رواية النظام السوري في نقل الأحداث فعصر أحادية الرأي انتهت إلى رجعة والنظام السوري الذي امتهن الكذب لا يمكن لأحد أن يصدقه.
ومن جانبه قال الشاعر وائل السمرى: أنا لست مندهشا من حالة التضامن المصرى السورى فالمثقفون كأفراد متعاطفين ومتضامنين مع الشعب السورى وقبل انتهاء الثورة المصرية كانت أعيننا على دولتين هما سوريا والسعودية، ومن وجهة نظرى أرى أن دعم سوريا واجب وفرض عين على كل ثائر مصرى لأنه ان لم يسقط النظام فى سوريا والسعودية لأصبح هناك خطورة على مستقبل مصر، وطالب السمرى حكومة شرف بمساندة الثورات العربية لكى تصبح مصر أهل للثقة التى يراها العالم فينا.
وعلق السمرى على موقف اتحاد الكتاب المصرى واتحاد الناشرين قائلا: أشعر بالخزى والعار من موقف اتحاد الكتاب واتحاد الناشرين لعدم اتخاذ موقف واضح من الانتفاضة السورية، وكنت فى منتهى الاستياء والغضب عندما وجدت اتحاد الكتاب يصدر بيانا تضامنا مع ناشر غربى ويتجاهل تماما الشأن العربى وبصراحة جاء موقف بعض الناشرين المصريين من المشاركة فى معرض سوريا للكتاب فى منتهى “قلة الأدب” ولا يجب أن نصمت تجاه تلك الكيانات المهترئة.
وأضاف السمرى: بشاعة النظام السورى لا يمكن أن توصف ولا أجد مبرر لمن يدعى أن سوريا تحافظ على المد القومى ودولة ممانعة لأننا لو حصرنا عدد الشهداء الذين راحوا ضحية الحرية منذ اندلاع شرارة الثورة لوجدنا انهم أضعاف الذين استشهدوا برصاص العدو الإسرائيلى.
وانتقدت الروائية ميرال الطحاوى، صمت بعض المثقفين السوريين تجاه ما يحدث قائلة: هناك حالة من الخوف تسود داخل المجتمع السورى، دفعت الكتاب والمثقفين للصمت تجاه ما يحدث على عمس ما شهدته الثورة المصرية التى انطلقت الأصوات المؤيدة لها من قبل المثقفين منذ أنطلاق شرارتها الأولى وليس هذا فحسب بل أنضم المثقفين لصفوف الثوار فى ميدان التحرير أما فى سوريا فالوضع مختلف تماما فلا يوجد سوى عدد قليل من المثقفين السوريين مثل صبحى الحديدى وسمر يزبك الذين لهم كتابات دائمة مساندة للثورة على عكس كثيرين.
وقال الإعلامى والكاتب السورى فرحان مطر، إن الشعب السورى دائما ما يتعرض للاضطهاد وكافة أشكال القمع منذ أن تولى الرئيس بشار الأسد مهامه، مضيفا انهم يُجبرون على الركوع والسجود أمام صور الأسد.
وأشار مطر الذى هرب من سوريا للقاهرة منذ أسبوعين مستقيلا من منصبه بالتلفزيون واتحاد الكتاب السورى بسبب صمتهما تجاه الأحداث الدامية التى يتعرض لها وطنهم على أن الإعلام هناك لا يعرف سوى وظيفتين أساسيتين وهما الكذب والتضليل، قائلا: النظام فى سوريا منذ حافظ الأسد وحتى اليوم خلق فوق شخص الرئيس هالة لا يمكن المساس بها وجعله كالآله لدرجة أننا أُجبرنا على قول أن بشار ربنا ومُنع عنا أن نحلم سوى به.
وتابع: حالة الخوف فى سوريا لا يمكن وصفها لدرجة أنه يمكن تشبيه كل من يتضامن مع الثورة هناك بمن يقترب من حافة الانتحار، وأقدر حالة الرعب التى يعيشها بعض الكتاب مثل الكاتب “خليل صويلح” الذى لا يجرؤ على المجهارة هناك بتضامنه مع الثورة خوفا على بناته وأود أن أرسل التحية هنا من مصر لكل مبدع سورى استطاع أن يساند ثورتنا سواء من داخل أو خارج سوريا وعلى رأسهم الكاتب صبحى الحديدى.
وتحدث مطر عن بداية اندلاع الثورة السورية قائلا: كانت البداية عندما اتصلت إحدى الطبيبات بزميلتها تهنأها على تنحى مبارك فردت عليها قائلة: عقبالنا، وخلال ساعتين فقط تم القبض على الطبيبة نظرا للأسلوب المخابراتى الذى يقوم عليه نظام بشار الأسد وقاموا بتعذيبها وجعلوها صلعاء، وبعدما أفرجوا عنها نتيجة ضغوط مورست على النظام قام بعض الطلاب بكتابة عبارة “اجاك الدور يا دكتور” على سور إحدى المدارس وقرر شباب سوريا أن تكون بلدهم هى التالية بعد تونس ومصر.