مرحى للعقول المستأجرة..؟
جهاد نصرة
لكن يصح التساؤل في ذروة الحديث عن الإصلاح أو ( الإصلاحيات ) لم نعد ندري …!؟: هل نضبت سورية وأجدبت عقول أبنائها حتى يستجلب سادة النظام المأزوم بعض القوَّالين اللبنانيين من أمثال السادة ناصر قنديل ورفيق نصر الله وغالب قنديل ووئام وهاب وغيرهم ـ مع احترامنا الجدي الكامل لشخوصهم ـ ليقوموا من خلال وسائل الإعلام بمهمة الوعظ والارشاد لعامة السوريين…؟
آمنا بالشيطان أنه في السنوات الماضية كانت هناك أسباب موجبة عند النظام لدعوة هؤلاء إلى البلد على حساب جيوب دافعي الضرائب لتسويق سياسة الممانعة.. وليقوموا بـ ( تثقيف ) السوريين في الجامعات والمراكز الثقافية بشتى صنوف الكلام والشعارات الجميلة بعد أن فقدت العقول الموالية الكثير من مصداقيتها وفترت همتها بفعل الوقائع والتفاصيل المعاندة على الأرض.. وبعد أن صارت السجون والمنافي مكاناً مألوفاً لغالبية أصحاب العقول المستقلة والمعارضة طيلة أربعة عقود منصرمة…!
لكن، اليوم، وفي ظلِّ الأوضاع المأزومة المتفجرة فقد أصبح الكثيرون يتسائلون عن هذه الاستمرارية الغريبة في الرؤية والتعاطي والنهج بما يعني أن الأفندية المخضرمون لا زالوا يراوحون في نفس دائرة تلك الأسباب الموجبة الكالحة…!؟
هل يظن السادة الحكام في بلادنا الجريحة أن الإفراج الفوري عن العقول الأسيرة والترحيب الصريح بالعقول المنفية وغير المنفية سيعني مؤشرات على الضعف والانكسار..؟ فليكن طالما أنه لا حديث لألسنة النظام البواقة غير الوطن ومصلحة الوطن والذي منه..!
واليوم فجأةً وعلى حين غرة يكتشف السادة من جهابذة السلطة خطر الأصولية والسلفية من غير أن يعترفوا أنهم هم من قام بتهيئة البلاد على أحسن وجه لمجيء هؤلاء الشطار بعد أن منعوا كل حراكٍ مدني.. وبعد أن غيبوا السياسة والعمل السياسي.. وجرموا الرأي الآخر فصارت هيبة الدولة مطية يركبها قلم حبر ناشف..!
قلت أثناء توقيفي بجرم العلمنة وذلك في العام / 2005 / لسيادة اللواء رئيس الشعبة السياسية: ألا تتحملون عشرة أنفار علمانيين وموقع الكتروني متواضع يحاولون من خلاله إشاعة قيم العلمنة والتمدن في بلادكم التي تشهد مداً دينياً غير مسبوق..؟ فقال سيادته ضاحكاً: لا إما أن (( تفرنقعوا )) أو تذهبون إلى محكمة أمن الدولة..!
ومثل هذا كان حال غيرنا في طول البلاد وعرضها وهاهم هذه الأيام يعلنون النفير و يرفعون الصوت للوقوف في وجه السلفية والغريب العجيب أنه بدلاً من اليقظة وإن كانت متأخرة كثيراً فيعودوا إلى أبناء البلاد الخلّص ويعتذرون منهم ويستسمحونهم علَّهم يتناسون مكابداتهم وآلامهم كرمى لعيون الوطن تراهم من جديد يستجلبون القناديل اللبنانية ليضيئوا دروب السوريين يا للعجب.. ويا له من مستقبل…!؟