صفحات الثقافة

ميريت مالّوي: رحلتُ دائماً قبل النهاية

 

 

ترجمة: عماد أبو صالح

ميريت مالوي شاعرة أميركية نشرت معظم إنتاجها في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. قرّاؤها قليلون، والمعلومات عنها شحيحة. يتعذر أن تجد بيوغرافيا وافية عن حياتها، أو مراجعات نقدية لمجموعاتها الشعرية.

ليس إلا عبارات امتنان متناثرة من بعض القراء على شبكة الإنترنت مثل: «شكراً لك يا ميريت أينما كنت؛ أنت غيّرت حياتي»، أو «أحبك يا ميريت، أرجوك لا تتوقفي عن الكتابة».

من أعمالها: «أشياء أود قوaلها لك حين نصير عجوزين» (1977)، و«بصعوبة يرى كل منهما الآخر» (1983)، و«الناس الذين لم يقولوا وداعاً» (1985)، و«أغني له هو الذي لم يغنِّ لي» (1988).

 

انهيار

 

عرفتُ ناساً

مكسوري العيون

ناساً بلا أبواب

ولا نوافذ

تُدخِل الضوء

أو تحجبه

ذلك أمر لا يهمُّ الناس…

بالتأكيد.

 

90049*

 

المكان الوحيد

الذي أحسستُ فيه بالوحدة

لم يكن

عندما كنت وحدي.

كان في غرفة

غرب لوس أنجلوس

حينما أحببت شخصاً

لم يكن يحبّني.

* كود «لوس أنجلوس»

 

عيوب

 

لماذا أردتَني

في الليلة التي رحلتُ فيها

أكثر مما أردتني من قبل؟

هل الألم يجمع الناس

يقرّبهم

لا الفرح؟

هل نحن خائفان بعمق

من العيش معاً

أكثر من موتنا وحيدَين؟

هل البُعد يوحّد الناس بشدّة

لا القرب؟

كأنّ جوعنا

يجب أن يظلّ جائعاً

وكأن احتياجنا الحقيقي

هو الفقدان.

ليس صادماً

أن أعلى الأغنيات مبيعاً

هي الحزينة.

 

مخدّر موضعي

 

أحياناً

أحسّ أنني لا أتحكم في حياتي

كأنها تسير

دون إرادة مني.

أحياناً

رغم أنني لا أريد أن أموت

إلا أنني أريد

أن أتوقف عن العيش

أريد أن أقف في مواجهتي

وأتأمل تجاربي

دون أن أخوضها.

أحياناً

ولو لمرة واحدة فقط

أريد أن أتوقف عن العيش

لكنني فعلاً

لا أريد الموت.

 

عُمْر

 

أنا لا أعرف

إذا كانت تودُّ أن تصير عجوزاً

لكنني أعتقد

أنها عاشت فترة كافية

تجعل بهجة الأشياء

تُقبض القلب.

 

تَصدَّق بما تبقّى مني

 

عندما أموت

اعطِ ما تبقّى منّي

للأطفال

للعجائز الذين ينتظرون الموت

وحين تحتاج أن تبكي

ابكِ على أخيك الذي يمشي في الشارع بجانبك

ضع ذراعك

حول أيّ واحد

وامنحه

ما كنت تودُّ أن تمنحه لي.

أريد أن أترك لك شيئاً

شيئاً أفضل من الكلمات

والأصوات.

أنت تتراءى لي

في الناس الذين عرفتُهم

أو أحببتُهم

وإن لم تستطع إعطائي لهم

دعني أعش، على الأقل، في عينيك

لا عقلك.

يمكنك أن تحبّني أكثر

بالسماح

للأيدي بلمس الأيدي

بتحرير

الأجساد لتلمس الأجساد

وإطلاق سراح الأطفال

الذين يحتاجون الحرية.

الحب لا يموت

فقط الناس

لذلك، فإن كل ما تبقّى منّي

هو الحب

تَصدّق بي.

 

شيء يخصّك

 

أريد أن أقول لك

في بضع كلمات

ما لم أقله لك في الكثير

أريدك أن تعرف

أنه من الصعب

أن أعيش بدونك

مرة ثانية

أنت ستظلّ الوحيد

الذي أفكر فيه

حينما يسألني شخص ما

عمّن أفكر فيه.

 

تأمين على الحياة

 

رحلتُ دائماً قبل النهاية

تقاعدتُ بطلة

هجرتهم كلهم

قبل

أن يهجروني

الرحيل حريّة

أمان دائم

حماية

لذلك آمنت

بأن الهجر تأمين لي

ضد

هجراني

تلك هي الحقيقة

ذلك هو الحل الحقيقي

معظم ما فعلته في الماضي

تم

كردّ فعل

نعم كان الرجال

شفاءً لي من الرجال

والحب

رمّمني من الحب

رحلت دائماً قبل النهاية

وهذا مؤلم لنا جميعاً

لكنه أهون من البقاء

أقلّ ألماً

من أن لا نملك شيئاً نهجره

تلك هي الحكاية

إذا كنتَ تريد أن تعرف

أنا أحببتهم وهجرتهم

على الأغلب.

 

ديفيد

 

لديه أجمل عينين

هذه ليست مبالغة

سترى ذلك

عندما تحدّق فيهما

لكن

ماذا ستريان هما

حين تحدّقان

في عينيك؟

 

جوردي

 

السنوات ستسرقه مني.

بعض أجزائه سيتساقط

كأوراق.

بمرور الزمن،

سيتلاشى في رجال آخرين،

وفي النهاية،

سيتشكّل خطوطاً تحت عينيّ.

سأفقد الكثير منه،

لكن في نفس الوقت،

أعرف أنني سأحتفظ

بصوته

ينادي اسمي.

 

كلمات

العدد ٢٨٦٤ السبت ١٦ نيسان ٢٠١٦

(ملحق كلمات) العدد ٢٨٦٤ السبت ١٦ نيسان ٢٠١٦

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى