نشيد الجيش الحر يتقدّم معارك حماه: وداعاً للموسيقى الحلال/ وليد بركسية
لا يقاتل “الجيش السوري الحر” وحده في شمال سوريا. نشيده يواكبه، وإعلامه أيضاً الذي يقاتل على الجبهات. كاميرات فيديو، ومقاطع تصوير تحمل “لوغو” فصائل “الحر”، وصواريخ “التاو” الاميركية التي باتت الشغل الشاغل للناشطين المؤيدين للمعارضة في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن نشيد “المعارضة المعتدلة”، وسط غياب “تكتيكي” لفصائل اسلامية مقاتلة، مثل “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”.. على الاقل اعلامياً.
عاد نشيد الجيش السوري الحر الشهير “جبينك عالي” للانتشار من جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد ثلاثة أعوام من إنتاجه واختفائه عن المشهد الإعلامي السوري، كأحد أبرز معالم الحرب الإعلامية التي بدأتها المعارضة السورية المعتدلة ضد البروباغندا الروسية التي تصنف جميع معارضي النظام السوري تحت خانة الإرهاب.
النشيد الشهير يعتبر إلى حد ما النشيد الرسمي للجيش الحر، وتم إنتاجه العام 2012 ويؤديه المغني والمنشد السوري وصفي المعصراني، المشهور بأغنياته التي قدمها للثورة السورية. وتعدّ عودته بعد سنوات من النسيان، رسالة واضحة للقيادة الروسية التي نفت في تصريحات لها وجود الجيش الحر في الأراضي السورية، حيث تشن هجمات عملية عسكرية واسعة فيها منذ نهاية الشهر الماضي “لمحاربة الإرهاب” ودعم نظام الأسد.
عودة النشيد، الذي تحرّمه فصائل اسلامية، واستبدلته خلال العامين الماضين باناشيد تحمل لازمة موسيقية رتيبة، تصنف تحت خانة “الحلال”، مؤشر بالغ على أن المعركة، تنفذها فصائل معتدلة، لا تجد “حرمة” دينية في اناشيد ثورية. إنه الصعود الثاني للثوار المعتدلين في سوريا. ويحمل دلالات بالغة، ابرزها ان الطرف المناهض للنظام، ليس متشدداً، كما تدعي روسيا، وهي جزء من صميم الثورة، ولا تزال تحتفظ بمكانة وموقع هامين. وأن سوريا، تنبذ التشدد، وتعود الى مرحلة الثورة الاولى.
ابتعاد “جبهة النصرة” عن التغطية الاعلامية عبر منافذها التقليدية، أمر لافت منذ بداية المعركة ضد العدوان الروسي على البلاد. فالجبهة التي باركت العملية العسكرية الأخيرة في حماة عبر خطاب الشيخ المحيسني، تفسح المجال للجيش الحر وبقية فصائل المعارضة المعتدلة بالظهور، وبذلك تكذب الجبهة ما تعلنه روسيا في تصريحاتها حول أهداف العملية العسكرية ضد الإرهاب، وتظهر مرونة في التعاون مع بقية الفصائل المسلحة على الأرض أيضاً.
وقد نشر الشيخ السعودي عبد الله المحيسني القيادي البارز في “النصرة” ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا، مقطع فيديو له بعنوان “هجوم الروس الأول في الشام هزيمة”، وبارك فيه معارك المعارضة السورية ضد القوات الروسية، موضحاً أن الروس تلقوا هزيمة نكراء في حماة على أيدي الشعب السوري ككل من دون أن يعطي الأفضلية لمقاتلي “النصرة” أو “الإرادة الإلهية” حسبما جرت العادة في المعارك السابقة.
لم تقتصر الحملة الاعلامية المعارضة على نشيد الحر. نافستها مقاطع فيديو “صواريخ التاو” التي باتت الأكثر تداولاً عبر السوشيال ميديا مساء الاربعاء والخميس. وهي المقاطع التي بثتها المعارضة السورية في معرض توثيقها للخسارات التي لحقت بالقوات النظامية في أولى المعارك بين الطرفين في جبهة ريف حماة الشمالي وسط البلاد، حيث تظهر الفيديوهات تدمير دبابات وعربات “بي إم بي” وناقلات جنود.
معظم الفيديوهات المتدوالة عبر “يوتيوب” قصيرة بحدود 30 ثانية فقط، بعدما حذف الموقع أبرز الروابط التي تظهر صواريخ التاو أميركية الصنع التي تستخدمها المعارضة السورية في معركتها ضد القوات السورية وحلفائها، “لانتهاكها سياسة المحتوى”.
نشرت قيادة الجيش الحر في درعا، مقطع فيديو باللغة الروسية موجهاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويظهر فيه الضابط القيادي أدهم أكراد وهو يقرأ خطاباً قصيراً جاء فيه: “نحن الجيش السوري الحر في درعا، نعلمكم أننا سنقاتل حتى النهاية. إنها مسألة وقت حتى يسقط بشار الأسد في غضون 6 أشهر أو سنة، رسالتنا للسياسيين الروس وللرئيس بوتين ادعموا الثوار أهل الأرض الحقيقيين، نحن لا نريد للمشهد السوري أن يتحول إلى أفغانستان ثانية”.
المدن