نظرة في الواقع السوري
المهندس صبيح اتاسي
كشف كيف كانت بعثتا المراقبين تشكيلة سورية بأسماء أخرى
كشف حقيقة الادعاء بمحاولة إيقاف أعمال العنف
نظرة في الحوار و الحل الداخلي
إمكانيات الحل السياسي
كي يكون طرحنا مأثرا و مميزا عن طرح أبواق النظام علينا دائما في أطروحاتنا التذكير بجوهر القضية و بالأحداث المفصلية كي يميز المتابع بين المدافع عن الحقيقة وبين المخادع الذي يعتمد على التفنن بأسلوب عرض قصة من هنا و أخرى من هناك و لابد من التذكير بالأمور التالية
إيفاق العنف :
هنالك إجماع بوجوب وقف العنف , ومن المضحك أن أبواق النظام يرددون دائما متبجحين بموافقتهم بل وعملهم على ذلك , لدرجة أنه فرضوا وجود جملة ” من جميع الأطراف ” كي لا يميز بين المجرم و المدافع عن نفسه , إذن لا بد من التذكير بالأمور التالية :
1 – بداية العنف : كان على أطفال مدارس ابتدائية , و اول إطلاق نار كان على أهلهم لاحتجاجهم بان أطفال لا يحتملوا هكذا عذاب .
2 – اول من توسط لوقف العنف كان رئيس وزراء قطر , الذي قام بعدة زيارات ألى سورية وبعد شعوره بكذب الوعود التي تلقاها من بشار الأسد عن إيقاف العنف لجأ ألى الجامعة العربية .
3 – معروف أنه لم تقبل السلطات السورية سورية بلجنة المراقبين العربية في بادئ الأمر مما وتر العلاقات بين الجامعة العربية و السلطات السورية , ولكن بعد نصيحة الروس ( كما أتحفنا وزير خارجة روسيا ) و مفاوضات و زيارات مكوكية لأمين الجامعة العربية قبلت سورية بعد قبول شرطها بأن تكون الجنة تابعة لسيادة السلطات السورية , وحصلت بذلك سورية على حق رفض أي شخص باللجنة لا يناسبها وبذلك أصبحت اللجنة سورية بتسمية ” باللجنة العربية ” – ولم يقل لنا السيد لافور هل ساعدت المخابرات الروسية بانتقاء الأشخاص ؟ اترك الجواب للقارئ . طبعا من الطبيعي أن تفشل هكذا لجنة وجرى تحميل الجامعة العربية مسؤولية فشها .
4 – حرص الروس أن تكون لجنة المراقبين الدولية تحت الفصل السادس ( أي تحت سيادة السلطات السورية ) كي يعيدوا تمثيلية اللجنة العربة تحت مسمى آخر , إن أي متابع للأحداث كان يعرف منذ البداية أنه لا يمكن لهذه اللجنة النجاح و وافقوا عليها على مضض كي لا يتهموا ويشهر بهم انهم ضد التسوية السلمية , لن أطيل الحديث عنها لأننا لا ذلنا نعيشها في أيامنا هذه , ولكن لا املك الصبر على سؤال السيد كوفي أنان
عن من يخدم ولمصلحة من يعمل؟
لابد لسياسي خبير كالسيد أنان أن يعرف منذ البداية كيف يرى النظام إنهاء العنف , لقد لمح بل وفي بعض الأحيان بل و ذكر إعلام السلطة كيف يرى ذلك , وبعد المقابلة الأخيرة مع بشار الأسد كان واضحا أن أنان يعرف ذلك الموقف ووافق عليه ولكن خاف أن يعلنه فأجل ذلك إلى بعد أخذ موافقة إيران و العراق ليتقوى بهما ,
إنك يا سيد أنان لم توضح معنى وقف العنف بصورة تدريجية و متسلسلة من مكان إلى آخر , ألا يعني ذلك أن النظام يستطيع تجميع قواته في منطقة للقضاء على المعارضة بها مهما كبرت نسبة الضحايا من الشعب , ثم ينتقل بهذه القوات إلى منطقة أخرى و يعيد المجازر , فلماذا لم تعلن ذلك صراحة ولذلك أعيد سؤالي للسيد عنان من تخدم و لمصلحة من تعمل ؟
إذا وقف العنف بالنسبة للسطة يتم بالقضاء على المعارضة مهما كانت المجازر و نسبة القتلى من الشعب وهذا واضح من أعمال الإبادة و التخريب حتى لو بقيت سوريا أطلالا , تأمل السلطات السورية إنهاك الشعب ليرضخ لهم في سبيل البقاء على قيد الحياة ولم ولن تفكر بإيقاف العنف بشكل جدي كما يدعون و نتائج أعمالهم دليل على ذلك .
الحل السياسي : هنالك إجماع دولي على الحل السياسي , مما لا شك فيه أنه لا يوجد عاقل لا يفضل الحل السياسي و إنقاذ البلد من ثمن غال جدا , على أن الحل كي يكون قابلا للتطبيق لابد أن ينطلق من الواقع .
1 – الوضع لقد عاشت سورية عقود من الزمن في ظل قمع قل نظيره في تاريخ لإنسانية , في كثير من الأحيان منع أجتماع أكثر من ثلاثة أشخاص , اعتمدت السلطة المتخلفة لاستمرارها في السلطة على تجهيل المواطن بمنعه من الاطلاع على حقيقة مجريات الأمور لتلقنه ما تشاء . الوضع في سورية اليوم هو نتيجة انفجار شعبي عشوائي قام به الجيل الجديد الذي فتحت أعينة وسائل الاتصالات الحديثة و لم يشعر العهد المتخلف بنتائج هذا التطور . فواقع الأمر أنه يوجد بسورية فراغ سياسي , إذ لا توجد فيها تنظيمات سياسية بجذور ذات انتشار واسع بين جماهير الشعب بسبب المكافحة الوحشية من قبل أجهزة سلطة متخلفة , خلاصة القول لا يوجد قيادة تسيطر على حركة الشارع , إذا لا يمكن الحل عن طريق الحوار بين طرفين أو اكثر للتوصل إلى حلول عن طريق المساومات , فالحل السياسي يتطلب قبل كل شيء دراسة تحليلية للواقع على حقيقته .
2 – الحل الداخلي و الحوار الداخلي هنالك مطروحات بأن الحل يجب أن يكون داخليا عن طريق الحوار , هل درس صاحب هذا الطرح عن واقعية هذا الطرح و إمكانية تحقيقه .
يصور غباء السلطة لها أن الحراك ناتج عن مؤامرة خارجية . مما لا شك فيه أن الوضع في سورية يغري كثير من الجهات و الفئات للتدخل و محاولة استغلال الوضع لمصالحها ولكن تخلف السطة لا يتيح لها التفكير من المسؤول عن وصول الأوضاع إلى هذا الحد , و غباؤهم لا يسمح لهم أن يعرفوا أن الحراك شعبي صلب الأساس ليس من السهولة استغلاله وهذا واضح من مواقف الغرب المتردده . أي أنالسطة بعيدة عن الواقع وغير قابلين للحوار .
أما بالنسبة للمعارضة فإنه معروف في علم الجريمة النظر في ماضي المجرم استدلالا على شخصيته و ما متوقع منه , أنا شخصيا لم أجد نقطة واحدة لمصلحة النظام فحتى أبواق السلطة لم تستطع ذكر سوى الوعد بالإصلاح ناسين أنه من الصعب على شخص أن يغير سلوكا اعتاد عليه مدة طويلة فكيف يمكن تغيير سلوك نظام و أجهرة القمعية لسلوك تربوا عليه اكثر من أربعون سنه مع العلم أن ذلك سيفقدهم فوائد نهبهم للشعب . فهل هذا الطرح جدي أم هو فقط مناورة ؟
3 – شرعية السلطة هنالك بعض المطروحات بأن السلطة فقد شرعيتها , انضم لأنصار النظام بعدم موافقتي على هذا الطرح . لأنه يترك انطباعا بأن هذه السلطة كانت يوما ما شرعية , لست أدري من أين اكتسبت هذه السلطة الشرعية ؟ . هل من البندقية أم غدر الأب و تآمره على رفاقه وزجهم بالسجن كان الطريق الذي مكنه من احتكار السلطة . نعم حدث اعتراف بسيطرة هذه العصابة على السلطة بالبلد ولكن كان ذلك إما لمصالح سياسية أو اعترافا بالأمر الواقع . إذا كانت المافيا تستعمل تعبير العائلة داخليا بين أعضائها فهم طبقوها بسيطرة العائلة و الأقارب على البلد و إمكانياتها . لن أتطرق للموضوع هنا بالتفصيل إذ أنه موضوع طرق كثيرا وهو معروفة بل ومشهورة ولكن أذكر ذلك لافتا إلى أن تخطيط للحل يجب أن ينطلق من أن من يسيطر على السلطة في سورية عصابة وليس حكومة ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس
الدب الروسي هنالك آراء بأن الموقف الروسي نابع من الحفاظ على مصالح روسيا حتى بعض القياديين في المعارضة السورية حاولوا تطمين الروس بأن مصالحهم لن تمس بالعهد الجديد . موقف روسيا في الواقع ضد مصالحها إذ لا يوجد أي توتر في العلاقات الدولية لتأخذ القاعدة الروسية هذا الوزن كي يفكر الوضع الجديد بإلغائها أما من ناحية الاستثمارات فإن سورية بحاجة إلى استمارات جديدة و إعادة بناء فلماذا تلغي استثمارات موجدة , إذا وجد سبب لذلك فهو الموقف الروسي من الوضع في سورية الذي يثير حفيظة الشعب بالإضافة أن هذا الموقف يثير تنافرا بين روسيا ودول عربية قد تكون اهم لروسيا من سورية في الناحية الاقتصادية . إذا الموقف الروسي مضر بالنسبة لروسيا ويضر بمصالحها بدل أن يفيدها . قد يفيدنا في هذا الموضوع النظر إلى وضع روسيا , بعد سقوط الاتحاد السوفياتي حكم روسيا فعليا شخصين , الأول السكير المدمن يلسن الذي الغي اجتماع مهم له لأنه لم يستطع الوقوف على قدميه من شدة سكره لكمية الشرب الذي تناوله أثناء نقله بالطائرة إلى مكان الاجتماع , فهو شخص لا يصلح للعمل كحارس كيف يمكن أن يصل إلى هكذا منصب ؟؟. أما الشخص الثاني فهو بوتين المعروف بشغفه للرياضة البدنية وليس الفكرية و الذي كان يعمل بجهاز أمن الدولة أيام الشيوعيون ولا يخفي على أحد صفات الأشخاص المنتقين لكذا عمل . إذن لربما كان معرفة من يلعب بروسيا من خلف الستار و الذي أوصل هذين الشخصين إلى الحكم هو الكاشف الحقيقي لسبب وقف روسيا هذا الموقف من الوضع في سورية و كذلك قد يكشف أمر مهم حتى على المستوى العالمي . من المهم أيضا التذكير ما حدث بالمؤتمر الصحفي الذي عقد في موسكو بحضور وزيرا الخارجية الروسي و السوري وكان ظاهرا على وجه المعلم بما لا يدع الشك أنه تلقى لتوه من لافور توبيخا ( بهدلة ) عنيفا . قال وزير خارجية روسيا في المؤتمر الصحفي أن الصراع في سورية يجب أن يحل داخليا و لا يجوز التدخل الخارجي , ولكن كان من تأثير التوبيخ ما دفع المعلم لإعلان الخضوع حينما قال ” نحن نتصل يوميا مع أصدقاؤنا الروس وننسق معهم ” . فهل القيادة في توجيه المعركة ليس تدخلا ؟؟؟ . استعمال الروس لحق النقد في مجلس الأمن يذكرني بالمثل الشعبي ” عطوا للدب حرير يكب “
يرجى من جميع رموز المعارضة التركيز , و التكرار وفي كل مناسبة أن
سورية لا تحكم من قبل حكومة بل عصابة استولت على السطة ويجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار في أي بحث عن سورية حرصا على الانطلاق من الواقع
لم تجري أي محاولة جدية لإيقاف العنف في سورية و ذلك بسبب اعتبار أن السلطة في سورية سلطة شرعية تمثل السيادة السورية
19/7/2012