نقاطٌ تبحث عن حروف
الأغلبية الساحقة من الأفكار و المبادئ في الحياة تقبل الجدل و التباين و الاختلاف.. و القليلُ من هذه المبادئ ﻻ يمكن إﻻ الإجماع عليها كي نبدأ بالحديث عن مجتمع إنساني بالحد الأدنى, و أهم هذه المبادئ الأساسية القليلة أن حقّ الإنسان في الحياة بكرامة مقدّس ﻻ يمكن المسّ به. و كل تعليلٍ أو تبريرٍ أو “لكن” أو نظر في اتجاهٍ آخر عند انتهاك هذا الحق هو شراكة, حتى لو كانت رمزية فقط, في الجريمة.
..
اختصار مسببات حراك شعبي, بغض النظر عن حجمه, في “تحريض إعلامي” يشبه في موضوعيته القول بأن مريضاً قد توفي بسبب لون جدران غرفة العمليات.
..
ﻻ معنى للـ “انحياز” للوطن دون اﻻنحياز للإنسان و حقّه المقدّس في الحياة و الحرّية و الكرامة, و العَلَم دون إنسان ليس إﻻ قطعة قماش قد تكون ستاراً لما ﻻ نريد أن يُرى.. أو أن نرى.
..
عزيزي.. ارحمني من “حيادك”, أرجوك.
..
إلى الإعلام السوري.. يوماً ما سنعرف (ليس عن طريقكم بالتأكيد) إن طارت العنزة, أو إن كانت القرعة حقاً تبحث عن من يمشطها..
..
من يفهم الوطن كزيّ موحّد الطراز و اللّون, و الوطنية كرخصة سلاح, ﻻ يمكن أن يأتي إﻻ بالخراب, له و لغيره.. هؤﻻء ﻻ منطق لديهم و ﻻ فلسفة إﻻ الخراب, بل ربما يصبح لديهم ﻻهوت خرابٍ بطقوسٍِ و آلهة و سدنة و قدّيسين.. و شياطين.
علينا أن ننظر و نفكر مليّاً في خطورة المناخات التي تلغي التفكير العقلاني و الحس النقدي و تدفع نحو الولاءات العصبية و الغريزيّة في الأزمات السياسيّة و اﻻجتماعية و تنتج هذه الأنواع المميتة من أدوات العدميّة البشعة.
..
من الأرشيف: أونامونو.. الموت للذكاء و ليحيا الموت
..
تجده يعتبر نفسه مواكباً لكل العلوم و الفلسفات الإنسانية, و قادراً على مقاربتها جميعاً و دحض أغلبها و “التّفهمن” على روّادها, و بهذا المنطق, منطق العارف بالأمور و الخبير بالبواطن, منطق المتعالي على “سذاجة و طوباوية و هبل” محدّثه يبرر رفضه لأحقية مواطنيه بالحدّ الأدنى من المبادئ الإنسانية برأيٍ مغالٍ في احتقاره لهم و يكاد يساويهم بقطعان الأغنام.. الذنب ليس ذنبه بل ذنبهم ﻷنهم “متخلّفون” أو “متعصّبون” أو “جهلة” أو “مقرفون” .. الخ. و لذلك فإن “الجزمة” (تحديداً جزمته) هي ما يجب أن يسيّرهم ﻷنهم ﻻ يعرفون السير إﻻ بالرّكل, الممنهج ﻷجل مصلحتهم التي ﻻ يعرفونها, بالطبع..
..
لطالما لفتت انتباهي تسمية ظاهرة المسلسلات السوريّة بالـ “دراما” , الآن و بعد مشاهدة نشاط فيلق التخوين الـ “درامي” علينا أن نفكر أن ما هو بالتمثيل “دراما” ليس في الواقع إﻻ كوميديا سوداء.
..
أريد سوريا واحدة, قوية و منيعة, ذات سيادة و قرار مستقلين نابعين من خيارات إنسانية و وطنيّة سامية, سوريا رحبة و واسعة لجميع مواطنيها و مواطناتها دون أي تمييز بناءً على الدين أو الطائفة أو الجنس أو العرق أو المنطقة أو التوجّه السياسي أو أي شيءٍ آخر, سوريا آمنة ﻻ زوّار ليلٍ فيها و ﻻ معتقلات للرأي و للضمير, سوريا الحقوق و الحرّيات المدنية و السياسية و آليات المشاركة الشعبية عبر قنوات التمثيل السياسي و هيئات المجتمع المدني في بناء الوطن و المواطن, سوريا العدالة اﻻجتماعية و المواطنة المدنية. أريد سوريا هكذا و أضع يدي بيد كلّ من يسعى لكي يكون وطنناً وطن المساواة و العدالة و الحرّية, و أصمّ آذاني عن إدعاءات طوباوية هذا الكلام و استحالة تحقيقه.
..
ضد “قوائم العار” من أي نوع.. و مع الذاكرة, الفرديّة منها و الجماعيّة.
…
الكاريكاتير: ” من أجل راحتكم, ابقوا مرعوبي
http://www.syriangavroche.com/