وينك يا حلب!
مكرم محمد أحمد
ا تخلو مظاهرة من المظاهرات العديدة التي تخرج كل يوم في معظم المدن السورية علي امتداد الاسابيع الستة الماضية من لافتة يحملها المتظاهرون في درعا وبانياس واللاذقية والقامشلي تتساءل وينك ياحلب وينك يا دمشق.
لتنادي علي سكان أكبر مدينتين سوريتين للخروج للتظاهر لأن خروج دمشق وحلب يعني اكتمال أوج الثورة وشل قدرة القوات السورية علي التدخل والتعجيل بنهاية النظام.. وخلال يوم الجمعة الماضي خرجت أولي المظاهرات في حي الميدان في دمشق رغم ارتال المدرعات التي تغلق كل الشوارع الرئيسية في كافة المدن السورية في اطار خطة امنية واضحة.. تمنع المتظاهرين من امكانية الوصول الي اي من ساحات المدن الرئيسية مهما تكن الخسائر والنتائج كي لا يتكرر ما حدث في ميدان التحرير في القاهرة او ميدان التغيير في صنعاء أو دوار اللؤلؤة في البحرين!
والواضح من دخول القوات السورية ليلة امس الأول الي مدينة بانياس الساحلية بعد حصارها برا وبحرا, ومنع وصول امدادات الغذاء وقطع كافة الاتصالات عن المدينة, ان ما حدث درعا التي فقدت وحدها اكثر من002 شهيد وبقيت فيها القوات السورية21, يوما سوف يتكرر في مدينة بانياس حيث يجري تمشيط المدينة بيتا بيتا, وأن الحكم السوري مصمم علي سحق انتفاضة الشعب السوري مهما يكن الثمن رغم ارتفاع عدد القتلي الي008 شهيد واعتقال آلاف المتظاهرين,06 شهيدا منهم سقطوا يوم الجمعة الماضية بينهم اكثر من عشرة أشخاص في مدينة حمص التي شهدت جميع احيائها قصفا مستمرا لم ينقطع طول النهار, ومع سقوط المزيد من الشهداء تمتد المظاهرات ويتسع نطاقها من مدينة درعا في أقصي الجنوب الي عامورا في أقصي الشمال وأبوكمال علي الحدود العراقية.
ولا يبدو أن نظام الحكم السوري يعير اهتماما الي نداءات المجتمع الدولي التي تطالب الرئيس بشار بالاستجابة لمطالب شعبه بما في ذلك نداء حليفه رئيس الوزراء التركي اردوغان الذي حذر الرئيس السوري من مغبة تكرار ما فعله والده الرئيس حافظ في مدينة حماة, لان ذلك سوف يغير الموقف التركي رأسا علي عقب, والواضح ان اكثر الاطراف قلقا من حدوث تغيير في سوريا يؤثر علي جبهة الجولان هم الأمريكيون الذين ناشدوا الرئيس بشار أمس مراجعة موقفه لان الفرصة لاتزال سانحة لاستمرار حكمه, لكن يبدو أن الرئيس بشار انحاز بصورة نهائية الي العمل الأمني.
الأهرام المصرية