آه يا بلدي خواطر في سوسولوجية الثورة
عمران ابراهيم
تزدحم الشوارع والطرقات و كل الزواريب و المنعطفات بأهلك الطيبين تهتف للحرية وجوها أخال انني أعرفها واحدا واحدا . ولي مع كل واحد من هذه الوجوه حكاية فمعا تعلقنا في باصات النقل الداخلي كل يوم ذاهبين عائدين الى المدينة الجامعية في المزة الكتف على الكتف ورائحة العرق تزكم الانوف ولا تقتل الالفة وتر افقنا معا الى باب الجنين لنتمون بخضار الاسبوع وتزاحمنا عند البائعين علنا نوفر بعض الليرات و في الحارات شربنا الاركيلة أمام باب المنزل نرد سلام الرائحين و الغاديين فهذه القعدة هي متنفسنا الوحيد شربنا القهوة معا في قاسيون وأكلنا الفلافل وتحدثنا هناك عن الحرية والحب والمستقبل ولقمة العيش وكذلك أخذنا الأولاد الى الحديقة العامة ليلعبوا بينما كنا نقرأ لهم نبذة عن أبو فراس الحمداني.
في ( القرية) في الجنوب سهرنا كثيرا ورقصنا مع فهد بلان في جبل حوران وفي الشمال لعبنا الورق بالضيعة حتى صلاة الصبح تناقشنا كثيرا عن المستقبل والواقع المؤلم وأغاني فيروز تخترق صمت الليل لنصلي الصبح. وننام قليلا ثم نذهب للدوام
كنت دائما معكم فردا فردا أعرف مشاكلكم وقد عشت أحلامكم بكل تفاصيلها سوية خططنا لقرض كساء المنزل وعملنا جمعية لعملية استئصال اللوزات للصغير وتبرعنا لذلك الشاب كي يكمل تعليمه
ومعا ذهبنا نتوسط عند ذلك المتنفذ لنحصل على وظيفة لأبي العيال
أشاهد وجوهكم الآن وقد امتلأت تصميما وعزيمة بكلمات بسيطة لخصتم كل ما أريد قوله أنا الذي قرأت مئات الكتب أقولها بصراحة لقد هزمتموني أمام بطولتكم أعترف أني أخطأت التقدير لقد كنتم أبطال شعارتكم البسيطة هزمت كل النظريات والمقالات التي سطرتها .
(الله سورية حرية وبس ) الله الذي يؤمن به سواد الشعب السوري مسلم ومسيحي عربي وكردي وسوريا بلدي و طني حيث أنتمي والحرية التي حرمنا منها تحت عناوين مختلفة باسم العروبة حينا والتحرير والممانعة أحيانا وكانت النتيجة المزيد من التخلف والانبطاح أشاهد تعاطفكم مع بعض فإدلب الحبيبة تهتف لد رعا وهي معاها حتى الموت هل سمعتم ببلد كله أبطال انه درعا وحماة التي ذبحنا فيها في الثمانينات تنتفض لإدلب (حمى الله حماة وشعبها الحر) من قال لكم ان حماة نسيت مأساتها والجزيرة والدير حيث النخوة العربية الأصيلة تزأر للساحل ولريف دمشق ويحدثونك بعد كل ذلك عن الطائفية فواحد هو الشعب السوري كما تهتفون
من هنا تبدأ كل الأشياء والى هنا تنتهي سورية الدولة القوية الحرة الديمقراطية بفقراءها و أغنياءها الذين شوهوا سمعتهم وقاموا بما سموه آنذاك بالثورة لدك اقطاعاتهم المزعومة ومن بقي منهم بعدما بطشوا بهم اراهم بينكم في الشوارع يطالبون بالحرية كما كانوا دوما اما اغنياء تحالف الفاسدين فلا زالت تستفزهم كلمة حرية .
هتفتم لسقوط صنمكم ولسقوط القذافي بنفس الوقت لأن الظلم واحد وليكن تحالف الشعوب المظلومة مقابل تحالف الطغاة ورثيتم الجامعة العربية التي هي رمز لهذا التحالف
يا أهلي البسطاء الطيبين أين تعلمتم كل هذا وكيف أفسح الجلاد لكم المجال لأن تكتسبوا كل هذه المهارات لا أشك أن جهابذته الآن يدرسون كيف غفلت عيونهم عنكم بينما كانوا يهدرون وقتهم بملاحقة أمثالي من المتحذلقين ولعل هذه فضيلتنا الوحيدة اننا جعلناهم يغفلون عنكم
شباب صغار دخلوا العصر طرقوا باب الحرية وما أخافهم بطش الجلاد
ما همهم الواقفون على الرصيف يتفرجون وكأن ما يحدث في عالم آخر وما ضرهم أن يقف أنصاف المثقفون ضدهم ويحاربونهم بكل الوسائل وهم بقايا نتاج صناعة الغباء التي تحدث عنها العلماء
كيف تتم صناعة الغباء؟
مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه و ضربه حتى لايرتشون بالماء البارد بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايد ري لماذا يضربوا هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب لو فرضنا .. و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟ أكيد سيكون الجواب : لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا يفعلون هكذا “عادات وتقاليد”
هناك شيئين لا حدود لهما … العلَم و غباء الإنسان
هكذا قال أينشتاين صاحب النظرية
وان كان ثمة بقية باقية من هؤلاء القرود من أنصاف المثقفين خائفين على أولادهم والفتات الذي رمي لهم في دمشق وحلب وبعض الأرياف فلا شك أن أحرار المدينتين سيعيدون اليهم بشريتهم المهدورة على مذبح الجلاد
يا أهل بلدي الطيبين أغنياء وفقراء طلاب متعلمين أميين عمال وزعران بينما أنتم تصنعون التاريخ نحن في الخارج نعاهدكم أن نبقى خلفكم أبدا لا أمامكم و نحن نقلب صفحات مراجعنا عسانا نعرف اسم الجامعة التي درستم بها فقد يفدنا أن نعمل بها كورس في مقاومة الظلم وننضم الى قافلتكم عسانا نلحق بكم
– الحوار المتمدن