أبعد من تجديد الخطاب الديني/ محمود الزيباوي
فيما يستمر السجال داخل حلقة مفرغة، حول الإسلام الوسطي والإسلام الراديكالي، دخل الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل غير مباشر في هذا الحوار في خطاب ألقاه لمناسبة المولد النبوي، ودعا شيوخ الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء إلى العمل بسرعة على تجديد الخطاب الديني “تجديداً واعياً ومسؤولاً، يقضي على الاستقطاب الطائفي والمذهبي ويعالج مشكلة التطرف”.
في نهاية صيف 2004، بثت إحدى القنوات التلفزيونية الهولندية فيلماً عنوانه “الخضوع”، وسرعان ما أثار هذا البث موجة عارمة من الاحتجاجات. كتبت قصة الفيلم البرلمانية الهولندية الصومالية الأصل حيرزي علي، المعروفة بـ”ارتدادها عن الإسلام وعدائها الشديد له”، كما قيل يومها، وأخرجه مخرج هولندي يُدعى ثيو فان غوخ، وهو من سلالة الرسام الذائع الصيت فانسان فان غوغ. قبل العرض، فجّرت هذه البرلمانية الهولندية أزمة كبيرة في العام 2003، يوم وصفت النبي العربي بـ”الطاغية”، ورأت أن الإسلام “دين رجعي لا يصلح لهذا العصر”. أدان رئيس مجلس المساجد الهولندية آنذاك هذا الكلام، وطالب بعرض المتحدثة على طبيب نفسي لتحديد مدى قدراتها الذهنية، وأكد المجلس الإسلامي الهولندي أنها تبذر الشقاق في المجتمع الهولندي وتنشر بذور الفتنة والإرهاب والتطرف، كما طالب الحزب الذي تنتمي اليه بمعاقبتها وفصلها وطردها من البرلمان. بدورها، سارعت التنظيمات والمؤسسات التابعة للجاليات الإسلامية في هولندا إلى التعبير عن غضبها من تصريحات النائبة، وأكدت ضرورة تقديمها للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان والسبّ العلني لرمز الإسلام النبي محمد.
تجدد هذا السجال عند عرض فيلم “الخضوع”، وبلغ الذروة مع اغتيال مخرج الفيلم على يد شاب مغربي يحمل الجنسية الهولندية في وسط أمستردام في مطلع شهر تشرين الثاني. بحسب تقرير الشرطة، اطلق الجاني على ضحيته بين عشر وعشرين طلقة نارية، وطعنه مراراً بسكّين ضخم، قبل أن يعود ويغرز في صدره سكيناً صغيراً أرفقه برسالة، فيها توجه القاتل بالكلام إلى البرلمانية الصومالية الأصل، واتهمها بالانضمام إلى الحرب الصليبية ضد الاسلام والمسلمين، وأضاف مخاطباً إياها: “الإسلام قضى على كل الأعداء والمغتصبين الظالمين الذين ظهروا في التاريخ. وكلما زاد الضغط على الاسلام زاد نور الايمان. الاسلام مثل الشجرة التي تموت وتتعرض للضغط الحراري فتتحول إلى الماس. الاسلام بمثابة النبتة الأبدية التي بعوامل الزمن تحولت الى أثمن حجرة كريمة لا يقدرون على النيل منها. أنت ورفاقك تعرفون جيداً أن الشباب الاسلامي عبارة عن جواهر لا تزال تحتاج الى صقل. إن نور الحقيقة المشع يمكّنه من أن ينتشر، وإرهابك الفكري لن يوقف هذا الإشعاع بل يزيده توهجاً. الاسلام سيرتوي ويطهر بدم الشهداء، ونور الاسلام سينتشر في كل زاوية مظلمة ويحاصر الشر. هذه المعركة تختلف عن المعارك السابقة والكفرة الأصوليون قد بدأوها وإن شاء الله ستكون العاقبة للمؤمنين الحقيقيين. وعندها لن يكون هنالك مخرج للظالمين، لا حوار لا تظاهرات ولا احتجاجات، فقط الموت هو الحقيقة الساطعة أمامهم”. في ختام هذه الرسالة النارية، أكد هذا الشاب الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين ان اميركا ستزول، ومعها ستزول أوروبا، كما أن هولندا ستزول، والكفرة كلهم إلى زوال.
أحدثت تلك الجريمة أزمة كبيرة في هولندا حيث يعيش مليون مسلم يشكلون أكثر من خمسة في المئة من عدد السكان، ثلث هؤلاء المسلمين من الجالية المغربية. ظهر ثقل الأزمة في تصريحات عدد من السياسيين الذين اعتبروا ان يوم مقتل تيو فان غوغ “لا يقل فداحة بالنسبة لهولندا عن الحادي عشر من أيلول بالنسبة للولايات المتحدة”. استنكر رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكين إنديه هذه الجريمة، وقال: “إنه اعتداء على ديموقراطيتنا من جذورها، عندما يكون الإعراب عن الرأي أمرا غير متاح في بلادنا”. وكتب الأستاذ الجامعي باول شيفر مقالاً عنوانه “صمت المسلمين” انتقد فيه صمت الغالبية المسالمة من المسلمين وعزوفهم عن استنكار الأعمال التي يقوم بها بعض المتطرفين من أبناء دينهم. واعتبر “أنه من غير الممكن أن تكون للشخص هويتان في الوقت ذاته، وبذلك فإن الزعم بأن الأشخاص الذين يحصلون على الجنسية الهولندية، إلى جانب جنسيتهم الأصلية، يصبحون مزدوجي الهوية، غير صحيح، والأدق أنهم يظلون على هويتهم الأولى، ويستفيدون فقط من مميزات الجنسية الهولندية”. وتوقّع “أن تؤدي هذه الواقعة إلى أن يعيد المسلمون حساباتهم، ويحددوا مسؤوليتهم تجاه هذا البلد، الذي يحملون جنسيته”. وأوضح “أن المسلم الذي يريد أن يستفيد من حرية العقيدة، عليه أن يلتزم في الوقت ذاته، الدفاع عمن ينتقد هذه العقيدة”. وقال في الختام: “على المسلمين الذي يعيشون كأقلية في الغرب أن يتخلصوا من تصورهم بأن الإسلام هو دين الأغلبية، وقواعده لا بد أن تسري على الجميع، ويقتنعوا بأن الدفاع عن الإسلام يكون بالكلمة لا بالإرهاب”.
المواجهة المستمرة
بعد فيلم “الخضوع”، جاء فيلم “براءة المسلمين” في أيلول 2012، وهو شريط مفكك أُخرج باسم “محاربو الصحراء”، وعُرض على شبكة الانترنت. اشتهر هذا الشريط الرديء باسم “الفيلم المسيء إلى الرسول”، ولاقى انتشارا واسعا بعد احتجاجات واسعة أمام السفارات الأميركية في العديد من الدول الإسلامية. ويمكن الجزم بأن هذه الاحتجاجات هي التي صنعت شهرة هذا الشريط الركيك. في ليبيا، أدت مسيرة الاحتجاج إلى مقتل اربعة ديبلوماسيين اميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز، وتلت تلك الحادثة موجة من السجالات تذكّر بما حدث في هولندا. انتشر في المواقع الاجتماعية شعار “إلا رسول الله”، وتضاعفت الكتابات التي تتحدث عن الرسول محمد، وانتشرت في الخط المعاكس كتابات تذكّر بمبدأ “حرية الوعي”، وتدعو إلى حرية التعبير من دون قيد أو شرط. تجدد السجال في أيلول 2005 حين عمدت صحيفة دانماركية إلى نشر اثني عشر رسما كاريكاتوريا تتناول النبي محمد بشكل أو بآخر، وذلك بعدما صرّح أحد الكتاب بأنه لم يعثر على أي رسام يجرؤ على تصوير محمد لتزيين كتابه حول النبي. كان الغرض من نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية تأكيد حرية التعبير والنشر في أوروبا في الدرجة الأولى، غير أن الشرارة امتدت سريعاً إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي، إثر احتجاجات بعض المسلمين الكنديين، وتلقى رسّامو هذه الصور الكاريكاتورية تهديدات بالقتل.
في فرنسا، نشرت جريدة “فرانس سوار” هذه الرسوم في أول شباط 2006، وتبعتها “شارلي إيبدو” بعد اسبوع، وأضافت إليها رسماً ساخراً احتل الغلاف، وضعه كابو، أحد اشهر رسامي الكاريكاتور الفرنسيين، الذين قضوا في الهجوم على مقر الصحيفة. اشعلت هذه الرسوم صداماً حاداً في فرنسا، ورأى البعض ان “شارلي” تنزلق نحو خطاب عنصري، غير أن الصحيفة رفضت هذه الاتهامات، وعقدت عزمها على الاستمرار في المواجهة. البقية معروفة. في الأمس القريب، اقتحم شابان ملثّمان مقر الصحيفة الساخرة، وقتلا اثني عشر شخصا، منهم كابو وأربعة زملاء له، يعرفهم الجمهور الفرنسي العريض. كما حصل في هولندا في 2004، اعتبرت فرنسا أن هذه الجريمة تماثل بفداحتها جريمة الحادي عشر من أيلول بالنسبة للولايات المتحدة. في الخلاصة، ادى مقتل تيو فان غوغ إلى التعريف الواسع بفيلمه، وأدت التظاهرات العنيفة التي تلت عرض الفيلم المسيء للنبي على موقع “يوتيوب” إلى انتشار هذا الفيلم على عدد لا يُحصى من المواقع، وأدت حادثة “شارلي” إلى تضاعف عدد مبيع الصحيفة من ثلاثين ألف نسخة إلى خمسة ملايين نسخة. رفع الغرب شعار “أنا شارلي” في مسيرات عديدة، وفي حركة دفاعية، رفع بعض المسلمين شعار “أنا محمد”. استعادت فرنسا شعارها “حرية، مساواة، أخوّة”، وأضافت إلى هذه الكلمات الثلاث كلمة رابعة هي “علمانية”. كما استعادت قصيدة بول ايلوار الشهيرة “حرية”، وجعلت مطلعها: “أكتب اسمك، علمانية”. بات الإسلام متهماً في نظر الغالبية من الناس العاديين، ولا حديث في وسائل الإعلام الفرنسية اليوم إلا عن “الإسلام الراديكالي”، والمكانة التي يحتلها في وطن يعيش فيه أكثر من ستة ملايين من الفرنسيين المسلمين أو المتحدرين من أصول اسلامية.
في القرون الوسطى، رأى الغرب في الإسلام عدوّاً يهدد كيانه، والأدبيات “المسيئة للنبي” لا تحصى، وبعضها يعود إلى كتّاب “عظام” لهم المقام الأعلى والأسمى في بلادهم. اكتشف الغرب الإسلام الحضاري في القرن التاسع عشر، واعترف به بشكل واسع في القرن العشرين. ساهمت في التعريف بهذا الإسلام الحضاري في الدرجة الأولى كوكبة من المستشرقين الكبار، منهم عدد لا يستهان به من المسيحيين الملتزمين، غير أن الصورة اهتزت بشدة في العقد الأخير، ويمكن القول بأن صورة العنف والسيف واحتقار المرأة هي الغالبة اليوم في الغرب، كما كانت في القرون الوسطى، وذلك نتيجة لسذاجة “الإسلام الراديكالي”، وعنفه المتعاظم في الرد، شرقا وغربا. تماما كما حصل في هولندا منذ عشر سنين، تشكو فرنسا من “صمت” الإسلام المعتدل، وعزوفه عن استنكار الأعمال التي ينفذها بعض المتطرفين من أبناء ملتهم. أثناء ذلك، يستمر الحوار الفارغ بين المسلمين. يستشهد الإسلام “الوسطي” بما جاء في الآية الثانية والثلاثين من سورة المائدة: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، ويستشهد الإسلام “الراديكالي” بالآية الثالثة والثلاثين من السورة نفسها: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم”.
بين البغي والكفر
يتجنّب الأزهر، كما تتجنب السلطات الإسلامية العليا، الخوض في سجال حقيقي يمس هذه المسائل الحساسة. وفقاً للتقرير السنوي الذي يعتبر كشف حساب عما قدمته دار الإفتاء في العام الماضي، أصدرت الدار 520 ألف فتوى في العام 2014، وطبعت كمّاً هائلاً من الإصدارات المهمة خلال هذه المدة، منها موسوعة “دليل الأسرة في الإسلام” لمواجهة المشكلات الأسرية والاجتماعية، و”فتاوى وأحكام المرأة في الإسلام” لفضيلة المفتي، و”فتاوى الشباب”، وكتاب “الجهاد”، والجزء الثالث من كتاب “الإفتاء المصري”، بالإضافة إلى كتب “أحكام الصيام”، و”أحكام الحج والعمرة”، و”أحكام المسافر”، وموسوعة “الفتاوى المهدية” في عشرين مجلدًا. في المقابل، أدان الأزهر تنظيم “داعش”، لكنه رفض تكفيره، وأثار هذا الموقف حفيظة العديد من الكتاب.
في مقال جريء نُشر في “المصري اليوم”، هاجم عادل نعم موقف الأزهر وقال: “علماء المسلمين وفقهاؤهم حماة دين الله وعباده، اعتبروا أن الدواعش بغاة وليسوا مشركين أو كفارا، ويرفضون تكفير داعش أو غيره، وإن كانت أفعالهم ليست أفعال أهل الإسلام وهي أفعال غير المسلمين لكنها لا ترتقي للكفر مخافة أن يكونوا مثلهم”. وأضاف الكاتب: “يا مشايخنا وملاذنا من هول الدواعش هذا نداء صريح للانضمام لهم. فما منع الناس عنهم سوى كفرهم وليس بغيهم، فكلنا بغاة”. “أقول للدواعش مبارك لكم وعليكم أصبحتم الفئة الضالة الباغية، وليست الفئة المشركة الكافرة. اقتلوا آلاف المسلمين وحزّوا الرقاب واسحبوا جماجم القتلى إلى ملاعب الكرة للتسلية وسيخرج لكم يوما من يقول، إن لكم أجرا واحدا لأنكم اجتهدتم وأخطأتم أما قتلى غير المسلمين فاقتلوا من الكفار ما شاء لكم القتل واذبحوا ما شاء لكم الذبح أسروا وانكحوا ما طاب لكم من النساء الإماء، وضاجعوهن في الطرقات قبل توزيع الغنائم والأنصبة، ولا تنتظروا أن تبرأ من وجيعتها، ثم تتساءلون عن داعش من أين جاء؟ ومن أين استقى أفكاره وفتاواه؟ أقول لكم من تراثكم ومن فتاويكم. الدواعش يا سادة هم الفصيل الإسلامي الوحيد الذي لم يخجل من التزامه التراث وفتاوى التكفير والقتل. راجعوا “نواقض الإسلام العشر” لمحمد بن عبد الوهاب، نحن مرتكبوها وحكمها الاستتابة أو القتل، راجعوا فتاوى ابن تيمية، عن الكفار وهم من على غير ملة الإسلام وجواز اضطهادهم وسبيهم وأخذ أموالهم غنيمة”.
في موقف مشابه، نقلت “آخر ساعة” عن الشيخ محمد عبد الله نصر قوله في بيان الأزهر عن مسألة تكفير “داعش”: “متوقع، فالمؤكد أن الأزهر لن يستطيع تكفير داعش، ولو كفّرهم لأصبح مكفرا لمناهجه التي يدرسها، لأن داعش لم يخرج عن حرف واحد مما يُدرّس في مناهج الأزهر، والأزهر لم ينف حد الرجم، رغم أن داعش رجم امرأة، ولم ينتفض حينما قتل داعش المرتدين”. وأضاف: “هناك العديد من الكتب الدراسية المقررة على طلاب الأزهر تزيد من تطرفهم ككتاب “الفقه الحنفي الاختيار لتعليم المختار”، الذي أجاز سبي النساء ويذهب فيه الأسرى للإمام سيرا على الأقدام فإن تعبوا يقتل الرجال ويترك النساء والصغار في أرض مضيعة حتى يموتوا جوعا”. وأضاف: “ما يفعله داعش كفر بالله، وهذا ليس كلامي لأن الله هو الحق، والكفر لا يعني إنكار وجود الله، بل يعني الامتثال للباطل المتمثل في قتل النفس والزنا، واستند في ذلك لقوله تعالى “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار”، والركون يعني الرضا بما يفعله الظالمون وهذا ما يفعله الأزهر”.
أصول جديدة
دخل الرئيس السيسي بشكل مباشر طرفا في هذا السجال، ودعا إلى تجديد الخطاب الديني في احتفاله مع علماء الدين بالمولد النبوي. حيا عبد المعطي حجازي هذه الدعوة في “الأهرام”، وقال: “نحن نرى أن رئيس الجمهورية لم يبالغ، في ما قال، ولم يستخدم كلمة زائدة، ولم يضع كلمة في غير محلها، فالإسلام، كما يقدمه الذين يزعمون أنهم يدعون إليه ويجاهدون في سبيله يتصادم الآن مع الدنيا كلها، يتصادم معنا، ومع غيرنا، مع الشرق والغرب، مع الأمة ومع الدولة، ومع السياسة والاقتصاد، ومع الأدب والفن، ومع المرأة والرجل. الإسلام كما يقدمه هؤلاء، أو أكثرهم، وكما يلقنونه طلابهم ويرفعون به أصواتهم في المساجد والزوايا، وحتى في الصحف القومية يتعارض مع المبادئ الدستورية، ومع المواثيق الدولية، ومع ثوابت العلم، ومع حقائق التاريخ، ومع حقوق الإنسان. ولننظر في الكتب المقررة على طلاب الأزهر، ولننظر في هذه الحرب التترية المعلنة علينا من كل الجهات في الداخل والخارج، من الإخوان في مصر وغزة وليبيا وقطر وتركيا إلى داعش في سوريا والعراق، ومن بوكو حرام في نيجيريا والكاميرون إلى طالبان والقاعدة في أفغانستان وباكستان”.
في ختام مقالته، عاد حجازي إلى كلمة السيسي في المولد النبوي، وقال: “لقد بدأ السيسي، فتبنى الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، لكنه أدرك أخيرا أن ما نحتاج إليه ليس مجرد خطاب جديد، وإنما نحتاج لأصول جديدة نعرفها بالعقل قبل النقل ونقيمها على أساس من المقاصد والغايات، ونحترم فيها قانون التطور، ونلبي فيها مطالب البشر التي تتغير من مكان إلى آخر ومن زمان لزمان. أي نحتاج لثورة نخلص فيها الاسلام مما الحقته به قرون التخلف وعصور الطغيان وأساطير الأولين والآخرين”.
النهار